الإرشاد إلى صحيح الاعتقاد والرد على أهل الشرك والإلحاد
الناقل :
elmasry
| الكاتب الأصلى :
صالح بن فوزان الفوزان
| المصدر :
www.islamspirit.com
الإرشاد إلى صحيح الاعتقاد والرد على أهل الشرك والإلحاد
المؤلف: صالح بن فوزان الفوزان
نبذة عنه:
قال الشيخ صالح الفوزان:
فلما كان توضيح العقيدة الصحيحة والدعوة إليها هو أهم الأمور وآكد الواجبات؛ لأنها الأساس الذي تنبني عليه صحة الأعمال وقبولها؛ كان اهتمام الرسل صلوات الله وسلامه عليهم واهتمام أتباعهم بإصلاح العقيدة أولاً عما يناقضها أو ينقصها، وكان نصيب هذا الجانب من سور القرآن وآياته النصيب الأوفر، وكان نصيبه من دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم واهتمامه النصيب الأكبر؛ فقد مكث صلى الله عليه وسلم في مكة ثلاث عشرة سنة يدعو إلى التوحيد وإصلاح العقيدة، ولما فتح الله عليه مكة؛ كان أول ما بدأ به هدم الأصنام والقضاء عليها، والأمر بإخلاص العبادة لله وحده لا شريك له. وقد أولى علماء هذه الأمة هذا الجانب قدرًا كبيرًا من جهودهم وجهادهم وتعليمهم وتأليفهم؛ حتى شغلت كتب العقيدة حيزًا كبيرًا من المكتبة الإسلامية، وصار لها الصدراة بين محتوياتها. وقد أحببت أن أسهم بجهدي القليل في هذا العمل الجليل؛ فكتبت هذه الكلمات التي أقدمها للقارىء، وهي لم تأت بشيء جديد، وإنما هي تقريب لبعض المعلومات، وقد يكون فيها ربط لواقع الناس اليوم وممارساتهم بتلك المعلومات؛ حتى يتضح حكمها، ويتبين خطأ أصحاب تلك الممارسات لعلهم يرجعون، ونصيحة لغيرهم يحذرون. وقد اقتبست هذه الكلمات من كتب أئمة الدين وعلماء المسلمين؛ ككتب شيخ الإسلام ابن تيمية، وتلميذه ابن القيم، وتلميذه الحافظ ابن كثير، ومن كتب شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب، وتلاميذه أئمة الدعوة الإصلاحية (خصوصا كتاب (فتح المجيد). ولا أدعي أنني أتيت بجديد، وإنما أرجو أن أكون قربت بعض المعلومات، وربطتها بواقع الناس كلما سنحت فرصة عرضت مناسبة. وأصل هذا الكتاب كان حلقات أذيعت من إذاعة القرآن الكريم في المملكة العربية السعودية، وما كان في نيتي أن تخرج في كتاب لولا تقدير الله - سبحانه -، ثم إن بعض الإخوة الكرام اقترح علي جمعها وتنسيقها وإخراجها في كتاب؛ ليبقى نفعها إن شاء الله، وأرجو أن يكون في ذلك الخير، وأن تكون إسهاما - ولو ضئيلاً - في مجال الدعوة إلى الله - سبحانه، في وقت جهلت فيه طريقة الدعوة الصحيحة، وصار كثير من الدعاة يهتمون بجوانب ضئيلة لا تسمن ولا تغني من جوع بدون العقيدة، ويتركون جانب العقيدة، وهم يرون الناس متورطين في الشرك الأكبر حول الأضرحة والمزارات، ومتورطين في البدع والخرافات، ويرون دعاة الضلال قد استحوذوا على كثير من الجهلة والعوام، وساقوهم إلى مواقع الهلاك والضلال، واتخذوهم عبيدًا لهم يتصرفون بعقولهم وأموالهم، ويترأسون عليهم بالباطل وباسم العلم والولاية. إن كثيرًا من الدعاة اليوم مع الأسف لا يهتمون بجانب العقيدة وإصلاحها، بل ربما يقول بعضهم: اتركوا الناس على عقائدهم ولا تتعرضوا لها، اجمعوا ولا تفرقوا... لنجتمع على ما اتفقنا عليه، وليعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه... أو نحوًا من هذه العبارات التي تخالف قول الله تعالى: {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى الله وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِالله وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً}. إنه لا اجتماع ولا قوة؛ إلا بالرجوع إلى كتاب الله وسنة رسوله، وترك ما خالفهما، ولا سيما في مسائل العقيدة التي هي الأساس، قال تعالى-: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ الله جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا}2، ولا يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها، والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
وقد تم إعداده بصيغتين: صيغة ملف تنفيذي ( exe ) ، وصيغة ملف مساعدة ( chm ) ، كما تم توثيقه بترقيم الصفحات ليوافق المطبوع.
حمله من هنا