القاهرة ـ منير أديب: دعت ندوة عقدت بالقاهرة الأربعاء 14/5/2008 تحت رعاية الجمعية المصرية للوعي القانوني بالاشتراك مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية إلى دور أكبر للمرأة المصرية في العمل السياسي، وأضاف المشاركون فيها بضرورة اقتحام المرأة لكافة المجالات السياسية والعمل جنبا إلى حنب بجوار الرجل في كافة الأعمال ومساواتها معه في كافة الحقوق وبلا استثناء وعدم التذرع بدين أو دستور يخالف ذلك!
وقال المشاركون في الندوة التي عقدت تحت عنوان "مشروع نحو تفعيل أداء المرأة المصرية داخل الكيانات التشريعية المنتخبة" إن دور المرأة العربية تراجع بشكل ملحوظ من حيث الأداء السياسي والمهني على كافة المستويات، محملين هذا التقصير إلى منظمات المجتمع المدني العاملة في هذا المجال والموجودة في الغرب والتي تعول عليها الجمعيات العربية كثيرا حيث الدعم المالي الوفير.
وأضاف المشاركون طيلة ثلاث ساعات من النقاش تخللها بعض من استفسارات عضوات في العمل السياسي "عضوات برلمان تشريعي وعضوات في البرلمان الشعبي" المحلي "، الذين اتفقوا جميعا علي ضرورة إنشاء لوبي نسائي في كافة الأقطار العربية تكون مهمته الأولي دعم النساء الراغبات في العمل السياسي وتصحيح صورة الأخريات اللائي لم تصحح عندهن الصورة الخاطئة تجاه عمل المرأة ويرون ضرورة التزامهن البيوت.
وحول سبب عزوف كثير من النساء عن العمل السياسي في بعض العواصم العربية قال المشاركون أن ذلك يرجع إلي تصاعد التيار الديني السلفي "الملتزم" الذي ما زال يبث أفكاره الاعتقادية نحو " الأخلاق" والقيم ويستخدم مصطلحات كالحشمة والفضيلة، لافتين النظر إلى أن هذه القيم ربما تتعارض بعض الشيء مع حقوق المرأة كما تراها النساء العاملات في الحقل السياسي.
وأكد المشاركون في الندوة أن دور المرأة يحتاج إلى كثير من المجهود ربما تسد فراغه بعض جمعيات المجتمع المدني والمنظمات الحقوقية " الرعوية " في الغرب عن طريق تقديم الدعم المالي والتقني في هذا الإطار.
وفي سياق آخر هاجم بعض المشاركين أداء بعض النساء في العمل العام واصفين إياه بالدور السيئ ، وضربوا أمثلة لذلك بالنائبات في البرلمان المصري اللائي لم يتقدمن باستجواب واحد طيلة أربعين عاما كاملة ، مضيفين بأن هذا الدور غير مشجع علي الإطلاق.
وطالب المشاركون بإعادة خلخلة المجتمعات العربية القائمة على موروثات خاطئة تحرم عمل المرأة وخروجها للشارع، وضرورة اختلاط المرأة بالرجل في كافة المؤسسات، زاعمين أن هذا الاختلاط لا يعد جريمة وغير مرفوض شرعا.
وعد المشاركون إلي استكمال دعوتهم عن طريق طرح عدد من البرامج الإنمائية لجمعيات أخري بدول عربية بحيث تمتد هذه الدعوة إلى أكبر قدر من النساء.
وختم المشاركون بالإفصاح عن مشروع جديد لدعم النساء الراغبات في العمل النسائي لتقديم دعم لهن حتى يواصلن دورهن " النضالي " ـ على حد قولهم ـ وتغيير الصورة المرسومة عن المرأة ذات الطابع المحتشم والذي تبدو عليه.
وهاجم الشيخ محمد الرواي ـ من علماء الأزهر الشريف - ما تقوم به بعض الجمعيات الحقوقية التي تتعرض للمرأة ووصفها بالمأجورة التي تسعي لتنفيذ مخطط وأجندة غربية قائمة علي القضاء علي المرأة من خلال تسريب بعض المفاهيم المغلوطة .
وقال إن هذه الجمعيات تقوم علي تغليف باطلهم ، فنجدهم تارة يتحدثون عن عمل المرأة ، في حين يقصدون اختلاط المرأة ومزاحمتها للرجل في الشارع ، وتارة أخري يتحدثون عن حق المرأة السياسي وهم يقصدون تلويثها بملوثات السياسة المعروفة ومؤامرات بعض الأحزاب السياسية تجاه بعضها البعض.
وأنهي كلامه بأن المرأة كيان حافظ عليه الإسلام حفاظا كبيرا نظرا لأهميتها في المجتمع وتأثيرها، مضيفا أن المجتمعات لا تبني إلا بالصالحات من أبنائه.