المنظمات الحقوقية: الوطني حسم الانتخابات بالتزوير وشراء الأصوات

الناقل : elmasry | الكاتب الأصلى : رضوان آدم وإبراهيم الطيب | المصدر : dostor.org

شنت عشرات المنظمات الحقوقية انتقادات حادة للجنة العليا للانتخابات والحزب الوطني نتيجة حالة الفوضي والمنع والتزوير وشراء وتسويد الأصوات التي رافقت انتخابات التجديد النصفي لمجلس الشوري أمس الأول في جميع المحافظات، ووصفتها بأنها انتخابات دون ناخبين . ورجحت المنظمات الحقوقية في بيانات جماعية عدم تجاوز نسب التصويت في بعض المحافظات لنسبة الـ 3 % من إجمالي من لهم حق التصويت، بينما شهدت بعض اللجان الرئيسية حالات تزوير فاضح من جانب أنصار مرشحي الحزب الوطني الذين سودوا أوراق الاقتراع.

وقال مواطنون لممثلي المنظمات الحقوقية إن أنصار الحزب الوطني استغلوا عدم وجود مندوبين للمرشحين المستقلين ومرشحي الأحزاب وقاموا بتسويد معظمها، وبعضهم قام بوضع أوراق الاقتراع داخل الصناديق دون الانتباه إلي وضع علامات بحضور المواطنين في كشوف الناخبين لتأكيد حضورهم، موضحين: " ذهبنا للتصويت في اللجان فوجدنا مندوبي مرشحي الحزب الوطني يقولون لنا متتعبوش نفسكم إحنا صوتنا لكم في الصناديق". !

ورصدت المنظمات الحقوقية المراقبة لسير العملية الانتخابية وجود العديد من الانتهاكات التي صاحبت عمليات الاقتراع لانتخابات التجديد النصفي لعضوية مجلس الشوري، حيث رصد مراقبو المنظمة المصرية لحقوق الإنسان جملة من الانتهاكات تمثل أبرزها في منع دخول المراقبين وموكلي المرشحين والناخبين من دخول اللجان الانتخابية، والتأخر في فتح باب اللجان، ووصل الأمر إلي الاعتداء علي بعض موكلي المرشحين وتمزيق توكيلاتهم .

وكشفت انتشار ظاهرة التصويت الجماعي لبعض مرشحي الحزب الوطني وتقديم الرشاوي الانتخابية وتسويد البطاقات، فضلاً عن استمرار الاعتداء علي وكلاء بعض المرشحين في محافظة المنوفية من قبل بعض البلطجية ومنع المراقبين والناخبين من دخول اللجان الانتخابية بمحافظات مختلفة، ورصدت الجمعية المصرية للنهوض بالمشاركة المجتمعية، عدداً من المخالفات بدأت بتجاهل اللجنة العليا تنفيذ الأحكام القضائية، وتزوير وأعمال بلطجة وحشد جماعي للناخبين باستخدام وسائل مملوكة للدولة في بعض الدوائر الانتخابية ومنع الإعلام والفضائيات من دخول اللجان، وقال مراقبو الجمعية إن علي فتح الباب مرشح الإخوان وعضو مجلس الشعب ذهب ليدلي بصوته في الساعات الأولي من الاقتراع فوجد من صوّت بدلا منه!

وتلقت غرفة مراقبة المجلس القومي لحقوق الإنسان 55 شكوي وبلاغاً من الناخبين والمرشحين ضمت حدوث تجاوزات من مرشحي الوطني في الدعاية الانتخابية وتوزيع مبالغ نقدية علي الناخبين ومنع المراقبين وأعمال عنف متبادلة بين المرشحين ومخالفات قانونية لسير العملية الانتخابية، بالإضافة إلي شكوي من أحد الناخبين ضد رئيس لجنة فرعية بالجيزة لمحاولته الضغط عليه لاختيار المرشح حمدي خليفة في حين سجلت غرف المراقبة بالمنظمات الأهلية ما لايقل عن 600 شكوي انتخابية .

ورصدت غرف المنظمات الحقوقية لمراقبة الانتخابات انتشار ظاهرة شراء الأصوات من جانب مرشحي الحزب الوطني وبمساعدة الأجهزة الأمنية التي قامت أيضا بالتدخل السافر لصالح مرشحي الحزب الوطني في معظم المحافظات. وقالت في بيان لمرصد عمليات الجمعية المصرية للنهوض بالمشاركة المجتمعية إن القاهرة وحلوان والقليوبية شهدت أبرز حالات شراء الأصوات منذ الثانية من ظهر اليوم حيث بلغ سعر الصوت في عدد من لجان حلوان 30 جنيهاً بينما وصل سعر نفس الصوت في عدد من لجان القاهرة خاصة دائرة حدائق القبة لعشرين جنيهاً مع توزيع وجبة وزجاجة مياه علي الناخبين لحثهم جميعاً علي التصويت لمرشحي الحزب الوطني الذين واجهوا مأزق ضعف إقبال الناخبين علي التصويت فاضطر أنصارهم لنقلهم بأتوبيسات كبيرة .

وكشفت المنظمات عن أن تجاهل اللجنة العليا المشرفة علي الانتخابات لشكاوي المرشحين المستقلين ومرشحي الإخوان بخصوص تدخل الأمن لصالح الحزب الوطني وانتشار أعمال العنف والتخويف من جانب أنصار مرشحي الوطني أدي لانسحاب أعداد كبيرة من مندوبي المرشحين المستقلين خاصة في محافظات الوجه البحري وحلوان .

اللافت أنه رغم أن مكرم محمد أحمد نقيب الصحفيين، هو رئيس وحدة الانتخابات بالمجلس القومي لحقوق الإنسان، فإن النقيب والمجلس القومي لم يصدراً بياناً واحداً ينتقد أعمال العنف التي تعرض لها الصحفيون أثناء تغطيتهم الانتخابات.