بسم الله الرحمن الرحيم --- سيدة نساء العالمين مريم ابنة عمران عليهما السلام أسمى و أرقى من ضلالات الضالين فمنهم من يظنها شعاعاً من الليزر يلمع فى السماء و يقولون ظهرت لنا العذراء و " شى لله يا عدرا " و أنها تشتاق لزيارة مصر بين الحين و الآخر !! و من أدراهم أنها هى ؟! هدانا الله جميعاً و هداهم صراطه المستقيم اصطفاها الله عز و جل و طهرها و اصطفاها على نساء العالمين و قد بشرتها ملائكة الرحمن بهذه البشرى وَإِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ سورة آل عمران 42 و هذا الإصطفاء العظيم الذى اصطفاها به الله عز و جل لا يجب أن ينسيها عبادتها لربها عز و جل يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ سورة آل عمران 43 و هى عليها السلام من آل عمران من الذين إصطفاهم الله على العالمين إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ سورة آل عمران 33 و قد نذرتها أمها ( إمرأة عمران عليهما السلام ) لعبادة الله عز و جل قبل أن تولد إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ سورة آل عمران 35 و 36 و 37 و هى أيضاً وهبت نفسها لله عز و جل و قد تشبهت بعبادتها كآل هارون عليه السلام الذين نذروا أنفسهم لعبادة الله و تدوين كتبه و أسفار الأنبياء و ابتعدوا عن متاع الدنيا ، و كما تقول لأخيك المسلم يا أخ الإسلام أو يا أخ الوطن خاطبها اليهود يا أخت هارون أى يا من تشبهتى بآل هارون عليه السلام فى التقوى و الورع و لما جاءها جبريل عليه السلام و تمثل لها بشراً سوياً ، رأت فى وجهه نور الإيمان و التقوى ، فذكرته بالرحمن عز و جل ، لما رأت علامات التقوى ظاهرة على وجهه حتى لا يحاول إيذاءها قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَن مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا سورة مريم 18 ثم رد عليها جبريل عليه السلام قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لأَهَبَ لَكِ غُلامًا زَكِيًّا قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَّقْضِيًّا سورة مريم 19 -21 و قد بشرتها ملائكة الرحمن بهذه البشرى الطيبة إِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ الصَّالِحِينَ سورة آل عمران 45 - 46 و برغم أن هذه البشرى طيبة و لكنها ثقيلة جداً على العفيفة التى تخشى أن يظن فيها الناس الظنون ، حتى أن الموت أهون عندها من أن يظن فيها الناس ظناً سيئاً فَحَمَلَتْهُ فَانتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا سورة مريم 22 - 23 و كلمها سيدنا عيسى و هو جنين فى بطنها ينصحها و يصبرها فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلاَّ تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا سورة مريم 24 - 26 و جاءت به قومها تحمله و تعرضت هذه الشريفة العفيفة لألسنة اليهود كأنها السياط فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا سورة مريم 27 - 29 و نطق عيسى عليه السلام فى المهد ليعلن براءة أمه الطاهرة على الملأ و يعلن براءته مما سيدعيه الضالون المضلون من بعده فبدأ بكلمة " إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ " قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا سورة مريم 30 -33 و بهذه المناسبة أتعجب جداً مما ذكره كتبة الأناجيل ( متى و لوقا ) فى ذكرهما نسب السيد المسيح عليه السلام ، فبدلاً من أن يذكروا لنا نسب أمه السيدة مريم عليها السلام ، ذكروا نسب يوسف النجار رجل مريم كما يدعون زوراً و بهتاناً عظيماً ؟؟!!! - و ما علاقة نسب يوسف النجار بالسيد المسيح عليه السلام ؟؟ تحملت السيدة مريم عليها السلام و نبى الله زكريا عليه السلام بهتاناً عظيماً من اليهود كان على أثره هو إستشهاد سيدنا زكريا عليه السلام و هاجرت عليها السلام من فلسطين إلى مصر مع ابنها نبى الله عيسى عليه السلام عبد الله و رسوله خوفاً عليه من مؤامرات اليهود و بطش الرومان و قد شرف الله عز و جل مصر باستقبالهما بضع سنين ثم عادا إلى المدينة المقدسة لينشر منها دعوة الإسلام و قد آمن معه طائفة من بنى إسرائيل و أقربهم إليه هم الحواريون و قد أحس سيدنا عيسى من اليهود بالكفر و الغدر فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنزَلْتْ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ سورة آل عمران 52-53 و قد كان أكثر ما يغيظ اليهود من سيدنا عيسى هو تبشيره أن نبى آخر الزمان الذى تضىء أوصافه كتب الأنبياء هو من نسل إسماعيل عليه السلام و إسمه أحمد ، و ليس من بنى إسرائيل فتآمروا عليه ، و كان الرومان حينئذِ يحتلون فلسطين و أخبروا الرومان أن شخصاً يدعى عيسى يريد أن يحرض الناس على الرومان و ينفرد بالملك فأمر الوالى الرومانى بيلاطس جنوده باستحضاره إليه ، و اتفق اليهود مع الرومان ضد السيد المسيح عليه السلام و كان سيدنا عيسى عليه السلام من تواضعه مع أصحابه الحواريين لا يستطيع أحد تمييزه من وسطهم فأغرى اليهود أحد الحواريين ( يهوذا الإسخريوطى ) بإظهار المسيح للجنود الرومان مقابل ثلاثين قطعة من الذهب وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ سورة آل عمران 54-55 و فى الأناجيل ، تحدث الوالى الرومانى بيلاطس إلى السيد المسيح عليه السلام و تأثر بدعوته و بره و قال بيلاطس لليهود إشهدوا أنى برىء من دم هذا البار و قال لهم أننى فى كل عيد لكم أفرج لكم عن أحد المساجين و عندنا الآن إثنين أولهما : أحد اللصوص يدعى باراباس و الثانى : المسيح عيسى فأيهما تختارون لأفرج عنه ؟ صرخوا جميعاً : باراباس باراباس فغسل بيلاطس يده و قال أشهدكم أننى برئ من دم هذا البار و لهذا نستطيع بسهولة أن نتوقع أن بيلاطس أمر جنوده باستحضار يهوذا الإسخريوطى الذى خان السيد المسيح و أمر الجنود بتوقيع أشد العذاب عليه و تشويه وجهه ، حتى لا يتعرف عليه اليهود فى ساحة الصلب و فعلاً لاقى يهوذا عذاباً شديداً جزاء خيانته لنبى الله عيسى عليه السلام ، فلا يحيق المكر السيء إلا بأهله ، و ظل يهوذا يصرخ من شدة الألم و تعرض للإهانات البالغة و التعذيب الشديد حتى تم صلبه و ظن اليهود أنه عيسى عليه السلام و لكن الله عز و جل قد نجى عيسى عليه السلام و ذهب عيسى ليطمئن أمه مريم عليها السلام و أصحابه بنجاته و لم يقم من الأموات كما يدعى النصارى حيث لم يُصلب أصلاً - أصبح البشر لا يستحقون هذا النبى الكريم ، لذا فقد رفعه الله عز و جل إليه و قد قال الله عز وجل عن اليهود وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا بَل رَّفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا سورة النساء 156 -159 هؤلاء الأطهار نتنسم عطرهم ، و نشتاق دائماً للحديث عنهم و يملأ ذكرهم أرواحنا بالإيمان و الصبر أسأل الله عز و جل ألا يحرمنا من صحبتهم فى الفردوس الأعلى نحن لا نحتاج إلى خدع و آشعة ليزر تسطع هنا و هناك حتى نقول أنهم معنا فلا يغيب عنا ذكرهم فى القرءان العظيم مريم عليها السلام في الدين الإسلامي تتبوأ مريم عليها السلام مكانة عظيمة في قلوب المسلمين ونفوسهم ، ولها شرف عظيم ودرجة عالية في دينهم ، ولم يتحدث عنها القرآن الكريم والسنة النبوية إلا بكل احترام وتكريم فهي المرأة العظيمة التي اصطفاها الله قبل أن يخلقها لتخدم بيت الله وتلد نبيا عظيما بمعجزة إلهية قريبة من الخيال ، يقول تعالى متحدثا عن مريم البتول: ( إِذْ قَالَتْ اْمرَأةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِيْ بَطْنِي مُحَرَّراً فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) آل عمران 35 ثم قال عنها سبحانه: ( فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتاً حَسَناً ) آل عمران 37 وقال تعالى:( يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللهَ اْصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاْصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينْ ) آل عمران 42 فهذه الآيات وغيرها تظهر مكانة هذه المرأة المباركة عند المسلمين فهي مصطفاة مطهرة من الله ، اصطفاها لا على نساء عصرها فحسب بل على نساء العالمين جميعا . ومن مكانة مريم عليها السلام لدى المسلمين أن الله ذكرها كثيراً في القرآن الكريم إذ ذكرها باسمها الصريح أربعا وثلاثين مرة ، دون أن يذكر غيرها من النساء باسمها الصريح ، بل سمى القرآن الكريم سورة من سوره باسمها وهي المرأة الوحيدة التي سميت باسمها سورة في القرآن الكريم ، وهذا دال على عظم مكانتها وعلى صدق النبي محمد صلى الله عليه وسلم إذ لو كان القرآن من عنده لتحدث عن بناته أو زوجاته ولسمى إحدى السور باسم إحداهن . وآيات القرآن الكريم عامة وآيات سورة مريم خاصة تحدثت عن هذه المرأة بكل احترام وتكريم مدافعا عنها ومبرئا لها من أي تهمة أو منقصة يريد أعداؤها إلصاقها بها ، فهي الشريفة الطاهرة العفيفة التي أحصنت فرجها وحافظت على عرضها وأطاعت ربها فكانت من القانتين قال تعالى: ( وَمرْيم اٌبْنت عِمران التِيْ أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيْهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنْ الْقَانِتِينَ ) التحريم 12 . وحينما تحدثت آيات سورة مريم عن ولادتها لهذا النبي العظيم تحدثت عنها بكل احترام وتوقير بل وبكل وضوح أن كل ما جرى كان بوحي من الله إلى البشر ، وبرعاية وعناية منه سبحانه ، بل دافع الله عنها من اتهام الأعداء لها دفاعا فاجأ الجميع من أحبابها وخصومها على لسان ابنها الرضيع الذي أنطقه الله إعجازا ليدافع عن أمه ، ويبين مكانته في هذه الدنيا .. قال تعالى: ( فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نَُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي المَهْدِ صَبِيَّا ، قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللهِ آتَانِيَ الكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيَّا ) مريم 30 . ولمكانة هذه المرأة العذراء الشريفة قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( كَمُلَ من الرجال كثير ولم تَكْمُل من النساء إلا مريم ابنة عمران ، وآسية امرأة فرعون ) ( رواه البخاري ومسلم ) ، وقال أيضا عليه الصلاة والسلام : ( خير نسائها مريم ابنة عمران وخديجة بنت خويلد ) ( رواه البخاري ومسلم )