فاسيلي سوريكوف عملاق الفن التشكيلي الروسي
الناقل :
SunSet
| الكاتب الأصلى :
MatriX
| المصدر :
www.borsaat.com
كان آخر ما قال الرسام الروسي الكبير فاسيلي سوريكوف قبل وفاته: "انني راحل الى عالم النسيان". لكن عملاق الفن التشكيلي الروسي لم ينس ، كما لم ينس نتاجه الفني الذي يحتوي على لوحات اثارت اعجاب عشاق الفن ونقاد الفن التشكيلي . وغدت لوحاته " صباح إعدام الرماة" و"النبيلة موروزوفا" و" مينشيكوف في بيريوزوفو" و"فتح يرماك تيوفييتش لسيبيريا" و"عبور سوفوروف لجبال الالب"و" ستيبان رازين" و" يسوع يشفي الاعمى" من الصفحات البارزة في تاريخ الفنون التشكيلية الروسية. وقدعمل سوريكوف منذ بدء عمله الفني لدى تناول المواضيع التاريخية الى تجاوز النزعة الشرطية للفن الاكاديمي فأدخل في لوحاته التفاصيل من الحياة اليومية واساليب العمارة وابراز الاصالة التاريخية والمصداقية لدى توزيع مجموعات الشخصيات في لوحاته. ولهذا الغرض كان كثير التجوال في الاقاليم الروسية في سيبيريا وضاف الفولجا والدون والقرم ، كما زار المانيا وفرنسا والنمسا وسويسرا وايطاليا واسبانيا وجلب من هناك الكثير من التخطيطات والرسوم التي وجدت انعكاسا لها في لوحاته.
ولد فاسيلي سوريكوف عام 1848 في مدينة كراسنويارسك بسيبيريا.وجعله ولعه بدراسة الفنون التشكيلية ينتقل الى بطرسبورغ حيث التحق باكاديمية الفنون الجميلة ودرس فيها اعوام 1869 – 1875. في عام 1877 انتقل فاسيلي سوريكوف الى موسكو حيث انضم الى جماعة المعارض الفنية الجوالة(بيريدفيجنيكي). وابدع سوريكوف في هذه الفترة لوحاته التاريخية الشهيرة " صباح إعدام الرماة" و"النبيلة موروزوفا"
. وتؤدي الجماهير الشعبية دورا رئيسيا في هذه اللوحات. ويتمثل الجمهور بشخصيات مختلفة تكشف الطابع القومي الروسي . وجذبت اهتمام سوريكوف شخصيات لامعة قوية تنعكس من خلالها روح الشعب المتمردة وعزمه على المقاومة، وبينهم الرامي الاحمر اللحية في لوحته "صباح اعدام الرماة" والنبيلة موروزوفا لم يتجاهل الفنان في لوحاته التفاصيل الدقيقة لحياة الشعب ومحيطها حين يركز على خصوصيات الفن المعماري القديم وزخارف الازياء الشعبي القديمة. في عام 1888 واجه سوريكوف بعد وفاة زوجته المفاجأة ازمة نفسية وتوقف عن ابداع اللوحات الفنية مؤقتا. لكن لوحته الجديدة " يسوع يشفي الاعمى" التي ابدعها بعد ان تجاوز حالته النفسية الصعبة اصبحت رمزا للمعافاة والبهجة. وقام فاسيلي سوريكوف في مطلع تسعينيات القرن التاسع عشر برحلة الى موطنه سيبيريا حيث اكتسب روح المرح وحب الحياة، وانعكس ذلك في لوحته الجديدة " اقتحام المدينة الثلجية " عام 1991 التي جسدت الفطرة الروسية . واعقبتها اللوحات ذوات الموضوع التاريخي، وبينها لوحة "فتح يرماك تيموفييفتش لسيبيريا" عام 1895 التي اظهرت مأثرة الشعب الروسي وقدراته الروحية ووحدته عند فتح اراضي سيبيريا. ثم انجز لوحته الرائعة "عبور سوفوروف لجبال الالب" عام 1899 وعكس الفنان فيها رجولة وبسالة الجنود الروس وقائدهم العسكري العظيم الكسندر سوفوروف. وفي اواخر حياته رسم سوريكوف لوحة اخرى ذات موضوع تاريخي هي " ستيبان رازين" عام 1910 التي تظهر قائد انتفاضة الفلاحين ستيبان رازين وشهرته وجاذبيته في اوساط الشعب.
كان فاسيلي سوريكوف يبدع الى جانب اللوحات التاريخية راوائع لوحات البورتريه. ويقول بعض النقاد انه يمكن مقارنة لوحاته للشخصيات النسائية ببطلات دوستويفسكي في رواياته المشهورة من حيث تجسيدها برهافة للحالة النفسية للمرأة وافكارها الدفينة.
توفي الرسام في عام 1916 . وتعرض معظم لوحاته الشهيرة في غاليري" "تريتياكوفسكايا" بموسكو وتعتبر بحق ثروة فنية رائعة للشعب الروسي وجزءا من تراثه القومي. بينما اطكلق اسمه على معهد الفن التشطكيلي بموسكو.
الجدير بالذكر ان فاسيلي سوريكوف كان رائد مدرسة ضمت كوكبة من عظام الفنانين الروس. كما انه وضع اساسا للسلالة الذهبية للفنانين الروس والسوفيت. فقد تزوجت حفيدته ناتاليا كونشالوفسكايا الكاتبة الروسية المعروفة من سيرغي ميخالكوف كاتب الاشعار للاطفال في الاتحاد السوفيتي ومؤلف نسختي النشيد الوطني للاتحاد السوفيتي وروسيا. ويرجع ابناهما نيكيتا ميخالكوف المخرج السينمائي الروسي القدير والحائز على جائزة اوسكار السينمائية واندريه كونشالوفسكي المخرج السوفيتي والامريكي المعروف انحدارهما الى عملاق الفن التشكيلي الروسي فاسيلي سوريكوف.