وكانت روسيا تصر حتى فترة قريبة على ان العقوبات السابقة المفروضة على طهران لا تمنعها من تزويد ايران بهذا النظام رغم المناشدات الامريكية والاسرائيلية لها بعدم تزويد ايران بهذا النظام القادر على التصدي لعدة اهداف جوية في آن واحد.من جهة اخرى اعلن البرلمان الايراني ان ايران ستعيد النظر في علاقاتها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في اعقاب صدور قرار فرض عقوبات على ايران عن مجلس الامن الاربعاء. جاء ذلك في تصريح لرئيس لجنة الامن القومي والسياسية الخارجية في مجلس الشورى الايراني علاء الدين بروجوردي.
اما على صعيد المساعي الدبلوماسية فقد اكد رئيس رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ان بلاده والبرازيل ستواصلان المساعي لايجاد حل دبلوماسي للازمة بين الدول الغربية وايران بسبب ملف الاخيرة النووي ووصف قرارمجلس الامن الاخير الذي عارضته تركيا والبرازيل بانه "خاطىء". "سلة المهملات"
ووصف الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد العقوبات الجديدة بأنها "كالمنديل المتسخ، لا تصلح الا للرمي في سلة النفايات."
وتشمل العقوبات الجديدة قيودا مالية اكثر شدة وحظرا موسعا على استيراد الاسلحة، الا انها لم تكن بالشدة التي كانت تطالب بها الولايات المتحدة.
وتنفي ايران السعي لانتاج اسلحة نووية، وتصر على ان برنامجها النووي مخصص للاغراض السلمية.
وقال الرئيس الامريكي باراك اوباما عقب صدور القرار الجديد إن العقوبات تبعث برسالة لا لبس فيها حول تصميم المجتمع الدولي على منع انتشار الاسلحة النووية. جولة عقوبات رابعة
وكان مجلس الامن قد صدق في جلسة عقدها الاربعاء في مقر المنظمة الدولية بنيويورك على القرار 1929 القاضي بفرض عقوبات جديدة على ايران حيث صوت لصالح القرار 12 من اعضاء المجلس بينما عارضه عضوان وامتنع عضو واحد - المندوب اللبناني - عن التصويت.
ونقلت وكالة انباء الطلبة الايرانية الرسمية عن الرئيس احمدي نجاد قوله "ارسلت الى واحدة من القوى الدولية رسالة مفادها إن القرارات التي تصدرونها تشبه المنديل المتسخ الذي ينبغي رميه في سلة النفايات، فهذه العقوبات لا يمكنها ايذاء الايرانيين."
الا ان محرر شؤون الشرق الاوسط في بي بي سي جيريمي بوين يقول إن اهم ما في القرار الجديد هو وضعه لاساس قانوني يحد من المواد التي ستتمكن ايران من استيرادها لمنفعة برنامجها النووي.
كما تحظر العقوبات الجديدة على ايران شراء الاسلحة الثقيلة كطائرات الهليكوبتر المقاتلة والصواريخ.
ويشدد نظام العقوبات الجديد كذلك الاجراءات الخاصة بالتعاملات المالية مع المصارف الايرانية، ويضاعف عدد الشركات والاشخاص الايرانيين المشمولين باجراءات تجميد الاصول وحظر السفر. "تأثير ضعيف"
وجاء التصويت على القرار الجديد بعد مرور 18 شهرا تقريبا على الوعد الذي قطعه الرئيس اوباما باعتماد استراتيجية جديدة ازاء ايران عند توليه منصبه.
وقال الرئيس الامريكي إن العقوبات الجديدة "لن توصد الباب في وجه الجهود الدبلوماسية" وحث ايران على "اختيار طريق مختلف وافضل."
اما المندوب الصيني زانغ ييسوي فقال إن العقوبات التي صدق عليها مجلس الامن تهدف الى منع انتشار الاسلحة النووية، ولن تؤذي "الحياة الطبيعية للشعب الايراني."
الا ان تركيا والبرازيل عبرتا عن معارضتهما للعقوبات الجديدة، واصرتا على ان ايران قدمت تنازلات من خلال اتفاق التبادل النووي الذي توسطتا في التوصل اليه والذي تعتبرانه اساسا لمفاوضات قد تفضي الى حل الازمة.
وقالت المندوبة البرازيلية لدى الامم المتحدة ماريا لويزا ريبيرو فيوتي إن "العقوبات ستؤدي الى زيادة معاناة الشعب الايراني وستكون في صالح الدوائر من الطرفين التي لا ترغب للحوار ان يتوفق".
وتعتبر معارضة تركيا والبرازيل اقوى معارضة تشهدها قرارات فرض العقوبات على ايران في جولاتها الاربع، وقد اضعفت هذه المعارضة الجهود الامريكية الهادفة الى بناء توافق دولي يعزل ايران.
ويقول مراسل الشؤون الدولية في بي بي سي بول رينولدز إنه من غير المرجح ان تؤثر الجولة الجديدة من العقوبات على السياسة الايرانية بدرجة اكبر مما اثرت فيها الجولات الثلاث السابقة.
فقد تحاشت العقوبات الجديدة التعرض لمصالح ايران الاقتصادية الحيوية، كما ان ايران قد اعدت فعلا السبل الكفيلة بالتملص من معظم الاجراءات التي تضمنها قرار العقوبات الجديد.