التدافع بين الحق والباطل سنة الله في كونه، وقدره الذي يرسله على الناس ليبتليهم أيهم يسعى في فلك الحق ويدور معه وأيهم يسبح عكس التيار ويجدف ضد سنة الله ليبوء بالخزي والخسران آخر المطاف!
والكثير من الناس يتشوقون لنصرة الحق، ويسعون لتأييده في معركة مراغمة الباطل، لكن قلة من هؤلاء الناس هم الذين يسعون بإيجابية مع الحق، يناصرونه ويرفعون لواءه.. يستثمرون الأحداث بما يصب في منفعة قضيتهم، أما الذين يكتفون بالسخاء العاطفي الذي سرعان ما تنطفئ حرارته، ويكتشف المرء بعد قليل من هذه العواطف الجياشة أنه يقبض على الهواء! فهؤلاء يخدمون ـ دون إرادة ـ الباطل ويهيئون له المناخ الذي يعطل تقدم الحق وعلوه.
إن الأحداث الأخيرة التي تناولت رسوماً مسيئة لنبينا صلى الله عليه وسلم، لم تكن ولن تكون آخر الحملات التي يشنها الإرهابيون ضدنا؛ دينا وقيما وأخلاقاً، وعلى الرغم من شراستها وإجرامها إلا أنها تسهم بدور أو بآخر في معركة التدافع التي يجب استثمارها والسعي بها إلى نصرة ديننا والتقدم خطوة تجاه مراغمة الباطل وإسقاطه.
ومن هذه الخطوات التي تسهم بإيجابية في تعريف الآخر بنا وبدينناً منهجاً وقيما تبني مشروع حضاري يتم من خلاله ترجمة تراثنا وثقافتنا ليطلع عليها الغرب الذي يجهل أكثره ماذا يكون الإسلام ومن يكون المسلمون؟