كابول: بعثت حركة طالبان صباح الأربعاء برسالة تحذيرية إلى قائد القوات الأمريكية الجديد في أفغانستان ديفيد بتريوس بأنها قوية وقادرة على استهداف القواعد الأمريكية في كابول ، بعدما استهدفت مطار جلال أباد شرقي أفغانستان.
وفي الوقت الذي يسود التفاؤل بين أوساط نواب الكونجرس الأمريكي سواء الديمقراطيين أو الجمهوريين بالمصادقة على تعيين بتريوس لقيادة القوات الأمريكية في أفغانستان ، وقدرته على تهدئة الأوضاع مثلما حدث في العراق ، فاجأته طالبان بهجوم على مطار داخل قاعدة عسكرية يستخدمه القوات الدولية.
وقالت القوات الدولية إن مسلح من حركة طالبان قام بتفجير سيارة مفخخة قرب مدخل المطار شرقي مدينة جلال اباد جنوب افغانستان ، فيما اقتحم عدد من المسلحين مدججين بالأسلحة الخفيفة وقاذفات "الار بي جي" القاعدة وقاموا بالاشتباك مع القوات الدولية.
وأضافت "الهجوم أسفر عن مقتل ثمانية من المسلحين وتم استعادة السيطرة على القاعدة بالكامل ، كما أصيب جندي واحد من قوات الناتو في الحادثين.
وعلى الجانب الأخر ، أعلن الناطق باسم حركة طالبان ذبيح الله مجاهد أن ستة انتحاريين قد هاجموا المطار ما أسفر عن مقتل 32 من جنود القوات الدولية وقوات الامن الافغانية من حماية المطار الواقع على مبعدة 125 كيلومترا الى الشرق من العاصمة الافغانية.
وقال جعفر خان رئيس الشرطة المحلية في منطقة ننجرهار ان القوات الدولية اغلقت كل المداخل الى المنطقة اثناء القتال وان المروحيات تحلق فوق المنطقة".
وتعد قاعدة جلال اباد وهي في الواقع قاعدة ومطار عسكري في الوقت نفسه من ابرز قواعد الحلف الاطلسي في افغانستان بعد قاعدتي قندهار جنوب البلاد وباجرام في ضواحي كابول اللتين تعرضتا لهجمات من قبل المتمردين بعضها انتحارية في الاشهر الماضية.
وفي 22 مايو/ايار شن مقاتلو طالبان هجوما على قاعدة قندهار، الاكبر في البلاد،مطلقين خمسة صواريخ مما ادى الى اصابة عدد من جنود الحلف الاطلسي ومدنيين عاملين في القاعدة بجروح.
وقبل ذلك بايام، شن بين 30 و40 مقاتلا من حركة طالبان بعضهم من الانتحاريين هجوما على قاعدة باجرام، الثانية في البلاد ، مما اسفر عن مقتل 16 مسلحا ومدني أمريكي في الهجوم بالاضافة إلى اصابة تسعة جنود أمريكيين بجروح.
وتعهد متمردو طالبان في مايو/ايار بقتال قوات الحلف الطلسي وذلك ردا على الهجوم العسكري الجاري في قندهار، معقل الحركة.
تصاعد القتال
وعلى الرغم من التصريحات المتفائلة بتعيين بترايوس ، الا أنه أراد فور مصادقة الكونجرس على تعيينه أمس الثلاثاء أنه يتوقع قتالا ضاريا في أفغانستان خلال الأشهر القادمة.
وقال بتريوس "ثمة اشارات الى تقدم في جهود الحرب بيد انه حذر في الوقت نفسه من وقوع "قتال ضار" ، مضيفا "لقد انجزنا تقدما في العديد من المواقع هذا العام وضمنها جنوب إقليم هيلمند".
وابدى بيتريوس التزامه باستراتيجية الرئيس الامريكي اوباما في افغانستان وقال في هذا الصدد: "كنت جزءا من عملية صياغة استراتيجية الرئيس الجدية في افغانستان وانا ادعم سياسته الجديدة واتفق معها".
وتابع "لقد قدمت نصائحي العسكرية وأكدت للرئيس انني سأفعل الشيء ذاته عند تقييم تلك السياسة خلال الشهور المقبلة، وقد اكد هو لي انه يريدني ان استمر في تقديم هذه النصيحة. وكما قلت لهذه اللجنة قبل اسبوعين انا اتفق كذلك مع التزام الرئيس واحساسه بعجلة الوضع في افغانستان ، كما قال في خطابه في ويست بوينت شهر ديسمبر/كانون الاول الماضي".
وتولى بيتريوس قيادة القوات متعددة الجنسيات في افغانستان بعد ان اقال الرئيس الامريكي القائد السابق الجنرال ستانلي ماكريستال بعد انتقادات وجهها للادارة الامريكية نشرتها مجلة رولنج ستون.
بعد استبدال الجنرال ستانلي ماكريستال على عجل بالجنرال ديفيد بترايوس على رأس القوات المتحالفة في افغانستان، اكدت الولايات المتحدة انها "لم تغرق" في مستنقع حرب يعتقد كثيرون انه لا يمكن كسبها اذا بقيت الامور على حالها.
وقال وزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس "اعتقد اننا نحقق بعض التقدم وبتريوس ستكون له كل الصلاحية في القيام بتغييرات تكتيكية" ، مضيفا "مهمة بتريوس صعبة ولكنها ليس مستحيلة".
توعد طالبان
وكانت حركة طالبان توعدت الخميس بمواصلة القتال في أفغانستان ، أيا كان قائد القوات الدولية في هذا البلد، وذلك ردا على اقالة الجنرال الأمريكي ستانلي ماكريستال وتعيين الجنرال ديفيد بترايوس محله.
وقال المتحدث باسم طالبان يوسف أحمدي : "لا يهمنا من هو القائد، أكان ماكريستال أم بترايوس، موقفنا واضح، سوف نقاتل المحتلين حتى رحيلهم".
وأضاف أحمدي: "عار على الرئيس الأفغاني حميد كرزاي، هذا الرئيس الدمية الذي طلب بدون اي خجل من الرئيس باراك أوباما ابقاء ماكريستال في منصبه.