قال تعالى ﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء ﴾[1] وفي أية أخرى ﴿ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ﴾[2] المعلم والطالب هما عنصران هامان من عناصر التربية وتأتي الأسرة كعنصر ثالث يكمل هذه العناصر, والمنهج هو العنصر الرابع.. فالعملية التربوية لا يمكن أن تقوم بدون وجود هذه العناصر في خلطتها، تماما كطبخة معينه لا يمكن الاستغناء عن عناصرها الأولية. وفي موضوع التربية لايمكن الحديث عن الطالب، بمنأى عن المعلم والعكس صحيح.. يشبه إلى حد بعيد الأبناء الذين لايمكن أن نتحدث عنهم بعيدا عن آبائهم، من هنا فإن الحديث عن وضعية الطلاب يتضمن فعلا الحديث عن المعلمين، والنظام التعليمي بأسره. ويقع الكثير من الناس فريسة الفصل بين الطالب والمعلم وكأنهم أشياء مختلفة، فتجد أن المعلمين يرمون بسهامهم على أسرة الطالب، كونها أخفقت في تربيته بشكل لائق، بينما يلقى الطلاب باللائمة على المعلمين كونهم قاصرين عن الفهم الإنساني، أداء الواجب، يتصفون بعدم العدل بين الطلبة. وعندما نبحث في دفاتر تراثنا الإسلامي هادفين إلي الاستنارة بصورة العلاقة بين المعلم والطالب، سنجد أن هناك تنظيما رائعاً، نظر اليه وطبق في عهود الدولة الإسلامية.. نجد أن الإسلام والثقافة الإسلامية والعربية يحثان «الطالب» المتعلم في جميع المراحل على الجّد والتعب من أجل تحصيل العلم، ويحثانه على التواضع عند التعامل مع المعلم، «وأما حق سائلك بالعلم فالتعظيم له، والتوقير لمجلسه وحسن الاستماع إليه، والإقبال عليه، والمعونة له، على نفسك فيما لا غنى بك عنه من العلم، بأن تفرغ له عقلك وتحضر فهمك وتزكي له«قلبك» وتجلي له بصرك وبترك اللذات، ونقض الشهوات، وأن تعلم فيما ألقى«إليك» رسوله إلى من لقيك من أهل الجهل فلزمك حسن التأدية عنه إليهم ولا تخنه في تأدية رسالته والقيام بها عنه ».. دمتم بخير ..