مقاهي الإنترنت.. أو دكاكين السايبر ان جاز لي استخدام هذا التعبير, لأنها في حقيقة أمرها لا تزيد علي كونها محلات تم تجهيزها بعدد بسيط من أجهزة الكمبيوتر ليس إلا.
وهي استثمارات هامشية لا طائل ولا عائد قوميا منها بل ربما تفيد صاحب الصنعة والمورد للتكنولوجيا في المقام الأول.. وبكل ما علي هذه التكنولوجيا من تحفظات مخيفة أبسطها وأقلها ضررا, معرفة صاحب العلم كل كبيرة وصغيرة وخفايا وأسرار المستخدم سواء داخل المنازل وخارجها.. فالسر عند صانعه, أما خطورة ما نتحدث عنه اليوم من مقاه أو دكاكين للشات والإنترنت فهو انتشارها في كل ركن من أركان المدن والقري الفقيرة والغنية وروادها بطبيعة الحال من الشباب الباحث عن اللهو والترف وضياع الوقت. فالملاحظ أن الشباب يصطف حول الأجهزة بالساعات الطويلة حتي مطلع الفجر وأمام لعبة يتم اختيارها ويدخلون في سباقات لا نهاية لها. أخطر ما في هذه الدكاكين الاستغلال السيئ لوسيلة المعرفة بتحويلها ليلا, ولبؤر بعد ان تنام أعين الرقابة, وانضمام البنات في بعض الاماكن الراقية الي رواد الدكاكين.. وكأنهن في رحلة ترفيهية.. ويعيش الجميع حالات من النقاش فيما يلعب ويعرض ويشاهد حتي ولو كانت تلك المشاهد تحدث تحت الأمطار ونهاية مشاهدها الرعد والبرق. لسنا هنا ضد التعامل مع التكنولوجيا وعلومها وادواتها بل ضد استخدامنا السيئ وتحويل ما هو مفيد الي أشياء فاسدة للقلوب والعقول دونما ضوابط, فالمتابع لأحوال العالم حولنا يعرف ان معظم المحلات أو الدكاكين تغلق أبوابها في تمام الثامنة مساء مهما تكن الاسباب, والمخالفات تواجه بعقوبات قاسية, حتي داخل المنازل يحكم الجميع اتفاق متحضر بألا يضر أحدنا الآخر. أما عندنا فالحرية للجميع, الكل يعيش ويفعل ما يريد, وهذا منطلق الغاب.. يا عالم الأمر يحتاج الي إعادة نظر مسرعة بدراسات لتنفيذ ذلك لعودة الحياة الطبيعية لنا ولشبابنا ولهذا الشعب المسكين ونعيش حياة الانضباط مثل باقي شعوب العالم.