زيارة المريض

الناقل : SunSet | المصدر : www.holykarbala.net

 

زيارة المريض

 


في اجواء عيادة المريض :
وبعد .. فاننا لانرى حاجة الى التذكير بما لعيادة المريض من فضل عند الله تعالى .. وبما لها من آثار نفسية على المريض ، وعلى كل من يلوذ به ، بل وعلى العائد نفسه ..
وبديهي : ان هذه الآثار ستنعكس ـ ايجابيا ـ في المستقبل على واقع التعامل فيما بينهم ، وعلى صميمية العلاقات وصفائها ..
ويمكن استجلاء بعض هذه الاثار من دراسة الواقع الذي يعاني منه المريض ، وذووه معه ، وانعكاسات ذلك الواقع عليهم ايجابا او سلبا .
وبملاحظة هذه المعاناة وانعكاساتها نعرف : انه لابد وان يكون الانفعال والتأثير في اجواء العيادة متناسيا ومنسجما معها الى حد بعيد ..
ونحن لانريد ان نفيض في الحديث في هذا المجال ، وانما نكتفي بهذه الاشارة ، ونترك المجال للقارىء الكريم فيما لو احب التعمق والاستقصاء ..
اما نحن فنسارع الى الدخول في التحديد للمواصفات التي لابد وان يلاحظها كل من المريض ، وزائريه .. ونلاحظ مدى الدقة في تنظيم العلاقة بين المريض وبينهم . حيث تعرضت الروايات لمختلف الخصوصيات في هذا المجال ، وقد تقدم ان من اطعم المريض شهوته اطعمه الله من ثمار الجنة وتقدم النهي عن ازعاجه ، والنهي عن اضجاره ، وغير ذلك مما لا مجال لإعادته .. والذي نريد ان ننبه عليه هنا نستطيع ان نجمله في ضمن النقاط التالية ..
اعلام المريض اخوانه بمرضه :
لقد ورد في بعض الروايات المعتبرة عن ابي عبد الله عليه السلام : انه ينبغي للمريض ان يؤذن اخوانه بمرضه ، فيعودونه ، فيؤجر فيهم ، ويؤجرون فيه ..
قال : فقيل له : نعم ، فهم يؤجرون فيه بممشاهم اليه ، فكيف يؤجر هو فيهم ، فقال : باكتسابه لهم الحسنات فيؤجر فيهم ، فيكتب له بذلك عشر حسنات ، ويرفع له عشر درجات ، ويمحى بها عنه عشر سيئات (1) .
اذنه لعواده بالدخول عليه :
كما وانه ينبغي ان يأذن للناس بالدخول عليه ، من اجل ان يروا ما هو فيه فيخصّونه بدعواتهم ، فانه ليس من احد الا وله دعوة مستجابة .. والمراد بالناس على ماجاء في بعض النصوص هم الشيعة .. (2)
هذا .. ولابد من الاشارة الى ان الدعوات الخالصة لاتكون الا عن رضا ومحبة ، وذلك يستدعى ان تكون السمعة والروابط فيما بينهم على درجة من الحسن ، والصفاء ، والسلامة .. كما ان ربط الاخرين بالمريض ، وتحسيسهم بمشاكله ، واحساسهم بضعفه يجعلهم اكثر ارتباطا به ، ويجعل احساسهم بالضعف امام الله اعظم .. ثم يكون الاعتبار بما يرون غيرهم قد ابتلى به ، مع عدم ضمانة واقعية لهم تكفل عدم تعرضهم لابتلاء مشابه ـ يكون هذا الاعتبار ـ اكثر عمقا ، وابعد اثرا ..
استحباب عيادة المريض :
لاريب في ان عيادة المريض محبوبة ومطلوبة لله تعالى ، ومستحبة شرعا ، وقد ورد : ان من عاد مريضا شيعه سبعون الف ملك ؛ يستغفرون له حتى يرجع الى منزله (3) .
والاخبار في هذا المجال كثيرة ، لامجال لاستقصائها ، فمن ارادها فليراجعها في مظانها من كتب الحديث ، كالوسائل ج 2 ، والبحار ، وغير ذلك .
حد القصد الى عيادة المريض :
ولربما يمكن ان يقال : ان قول النبي صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام : « سر ميلا عد مريضا » (4) يستفاد منه عدم مطلوبية ذلك فيما فوق ميل ..
ولكننا بدورنا لا نوافق على هذه الاستفادة ؛ ونرى : ان من القريب جداً ، ان يكون المراد السير على الاقدام ونحوه ، فهو كناية عن مطلوبية تحمل المشقة في هذا السبيل ، ولو بأن يسير الانسان ميلا ، وليس في مقام تحديد المسافة التي تستحب منها العيادة .. واذن .. فحيث تتوفر الوسائل لعيادة المريض ولو بأن يسير اميالا بالسيارة مثلا ، فان ذلك يكون مطلوبا ومحبوبا ، بل يزيد محبوبية كلما زادت المشقة في ذلك ..
لا عيادة على النساء :
وأما بالنسبة لخروج النساء الى عيادة المريض ، فانه غير مطلوب منهن ، ولا امرن به ، فقد ورد انه : ليس على النساء عيادة (5) .. ولعل ذلك يرجع الى ان الشارع يرغب في تقليل اختلاط الرجال بالنساء ، حفظا للمجتمع من كثير من المتاعب ، التي ربما تنشأ عن أمر كهذا .. ومن اجل ذلك نجد الزهراء عليها السلام ترجح للمرأة : ان لا ترى الرجل ، ولا الرجل يراها ، كأسلوب انجح في مقاومة كل مظاهر الانحراف ، ولو بعدم المساهمة في ايجاد محيط يساعد عليه .. فهو لا يريد ان يقطع اليد التي تسرق ، وانما يريد ان يهيىء الظروف التي تمنع حتى من التفكير بالسرقة ، التي تؤدي الى قطعها ..
العيادة كل ثلاثة ايام :
وقد لا حظنا : ان الروايات الواردة عن المعصومين عليهم السلام لم تصر على تكثير العيادة للمريض ، فلم تجعل العيادة له في كل يوم ، بل هي توصي بأن تكون في كل ثلاثة ايام مرة : بل عن الصادق عليه السلام : لا تكون العيادة في اقل من ثلاثة ايام ، فاذا وجبت فيوم ، ويوم لا ، فاذا طالت العلة ترك المريض وعياله (6)
وقد احتمل البعض : ان المراد : ان العيادة لا تكون في مرض لا يستمر ثلاثة ايام .. ولكن هذا الاحتمال في غير محله ، ولا سيما بملاحظة ذيل الرواية ، وبملاحظة رواية ، اغبوا في العيادة واربعوا ، فانها ظاهرة فيما ذكرناه .
وفي نص آخر عن النبي ( ص ) : اغبوا في العيادة واربعوا الا ان يكون مغلوبا (7) .
فالمراد من هذه الرواية هو : انه اذا كان المريض غير مغلوب ، فتأخروا في عيادته ... أما اذا كان مغلوبا فانه يعاد يوما ، ويوما لا ، حسبما ورد في الرواية الاولى .. ويؤيده ما ورد في ذيلها ايضا .
لكن العلامة المجلسي رحمه الله يرى : ان المراد : انه اذا كان مغلوبا فينبغي ان يترك المريض وعياله ، كما في الرواية الاولى . والمراد بأغبوا : العيادة له يوما وتركه يوما (8) .
ونحن نستبعد ما ذكره ، فانه اذا كان مغلوبا ، فان العيادة تتأكد ، كما هو مقتضى الطبع والذوق والسليقة .. وأما اذا طالت العلة ، فانه امرا آخر : ويناسب ان يترك المريض وعياله ، ليمكن لهم مباشرة خدمته ، وتحمل مشقاتها ، فلا يزيد في احراجهم ، كما ان المريض نفسه لا يرى نفسه عبئا على غيره ، ولا يضطر لان يتطلب من عياله ما ربما لا يكون لديهم ميل الى تحمله وانجازه له .. والعيادة تكون كل ثلاثة ايام مرة ، وهو ما يظهر من الرواية الاولى بقرينة ذيلها وبقرينة الرواية الثانية ايضا ، والتي تفيد : ان الاحسن ان لا تكون متوالية ، بل الارجح ان يغب ( اي يباعد ) في العيادة ، فتكون في اليوم الرابع بعد الثلاثة ايام ..
هذا .. ولكن المجلسي رحمه الله قد فهم من الرواية الاولى : « ان المراد به : انه لا ينبغي ان يعاد المريض في اول ما يمرض الى ثلاثة ايام ، فان برىء قبل مضيها ، والاّ فيوما تعود ، ويوما لا تعود . ويحتمل ان يكون ان اقل العيادة : ان يراه ثلاثة ايام متواليات ، وبعد ذلك غبا . او ان اقل العيادة ان يراه في كل ثلاثة ايام ، فلما ظهر منه ان عيادته في كل يوم افضل استثنى من ذلك حالة وجوب المرض ، ولا يخفى بعد الوجهين الاخيرين وظهور الاول » انتهى (9) .
ولكننا نرى ـ كما تقدم ـ ان الوجه الاخير هو الاظهر ؛ والاولان بعيدان .. وذلك بقرينة رواية اغبوا في العيادة واربعوا ، الا ان يكون مغلوبا . ولكن بمعنى ان العيادة في الحالة الطبيعية هي بعد مضي ثلاثة ايام فيعوده في اليوم الرابع ، فاذا ثقل المريض ، ووجبت ، فانه يعوده ويوما لا .. فاذا طالت العلة ترك المريض وعياله ..
العيادة بعد ثلاثة ايام :
وعن علي عليه السلام : العيادة بعد ثلاثة ايام الخ (10) .. فاذا شفى المريض قبلها فلا عيادة له .. وقد تقدم احتمال المجلسي ارادة هذا المعنى من الرواية الاولى المتقدمة تحت العنوان المتقدم ، وقد تقدم : انه ليس ظاهرا منها ، والا لوجب طرح الرواية الاخرى .. وما ذكرناه نحن هناك هو الاوجه في الجمع بين الاخبار ..
العيادة ثلاث مرات :
وعلى المؤمن ان يعود اخاه في مرضه ثلاث مرات فاذا زاد عن ذلك فقد طالت العلة .. فليتركه وعياله ، فقد روى عنه ( ص ) : العيادة ثلاثة ، والتعزية مرة (11) .
اوقات العيادة :
انه يفهم من النصوص : انه لا يفرق في العيادة بين ان تكون صباحا او مساء ، وقد روى عن ابي عبد الله عليه السلام ، انه قال : ايما مؤمن عاد مريضا حين يصبح شيعه سبعون الف ملك فاذا قعد معه غمرته الرحمة ، واستغفروا الله عز وجل له حتى يمسي ، وان عاده مساء كان له مثل ذلك حتى يصبح (12) . قال المجلسي : « ربما يستفاد منه : ان ما شاع من انه لا ينبغي ان يعاد المريض في المساء لا عبرة به » (13) .
وبهذا المعنى روايات كثيرة لا مجال لاستقصائها وتتبعها .. (14) بل اننا نستطيع ان نقول : بما ان المريض في المساء يأخذه الملل ، ويتوقع قدوم الليل الذي يراه طويلا عليه .. فزيارته في هذا الوقت لها فائدة ايضا ، لانها تخفف عنه وحشته ، وترفع عنه حالة الملل ، والانتظار التي يعيشها ، ولعله لاجل هذا نجد الإمام الحسن ( ع ) يقتصر على ذكر العيادة في المساء ، فيقول لابي موسى حينما جاءه عائدا : « ما من رجل يعود مريضا ممسيا الا خرج معه سبعون الف ملك يستغفرون له حتى يصبح ، وكان له خريف في الجنة » (15) .. او لعله لاجل ان ابا موسى قد زاره مميسا فكان من المناسب ذكر هذا القسم من الحديث له ، فلا يدل على الاختصاص : هذا ولكن الرواية قد رويت ايضا بين علي وابي موسى حينما جاء عائدا للحسن عليه السلام . وروى ما يشبه ذلك بين علي عليه السلام ؛ وبين عمرو بن حريث ، وفي كليهما ذكر العيادة في الصباح والمساء معاً (16) .. ولا مانع من تكرر الحادثة في الجميع ..
العيادة لمن ؟ !
وقد ورد انه لا عيادة لـ :
1 ـ شارب الخمر ، فعن الرضا عليه السلام ، عن آبائه عليهم السلام : ان رسول الله ( ص ) قال : شارب الخمر ان مرض فلا تعودوه ... الخبر (17) .
2 ـ اهل الذمة ، فقد روى عنه ( ص ) : لا تعودوا مريضهم ، ولا تشيعوا جنائزهم (18)
ولكن قد روى في الجعفريات بسنده : ان النبي ( ص ) عاد يهوديا في مرضه (19) ،
والذي يبدو لنا هو : انه اذا كان ثمة مصلحة في عيادتهم ، فلا مانع منها ، كما فعله النبي صلى الله عليه وآله ، اذ الظاهر : ان مرادهم بذلك اليهودي هو ذلك الغلام الذي مرض ، فعاده ( ص ) ، فكانت النتيجة هي انه قد اسلم نتيجة لذلك .. كما روى (20) ..
اما حيث لا مصلحة ، فلا يعادون ، كما هو ظاهر الرواية الاولى ..
واما بالنسبة لعيادة غير الشيعي ، فقد ورد الامر بها ، لان ذلك يوجب توثيق عرى المودة بين المسلمين وشد ازرهم على عدوهم ، وتقريب القلوب فيما بينهم ، كما انه يعكس الاخلاق الرفيعة ، والانسانية الفاضلة .
فعن الصادق عليه السلام : اياكم ان تعملوا عملا نعيّر به ... الى ان قال : صلوا في عشائرهم ، وعودوا مرضاهم ، واشهدوا جنائزهم ، ولا يسبقونكم الى شيء من الخير الخ (21) ..
3 ـ و 4 ـ و 5 ـ عن النبي ( ص ) : ثلاثة لا يعادون : صاحب الدمل ، والضرس ، والرمد (22) .
6 ـ وجع العين .. فقد ورد عن الصادق ( ع ) : لا عيادة في وجع العين (23) .
ولكن قد ورد : ان رسول الله ( ص ) قد عاد علياً عليه السلام في وجع عينه (24) الا ان يقال : ان قول الصادق المتقدم يحمل على نفي تأكد الاستحباب ، وما فعله ( ص ) يحمل على الرجحان في الجملة .. او على خصوصية لامير المؤمينن عليه السلام في ذلك ..
عيادة الرجل للمرأة :
وقد ورد : انه صلى الله عليه وآله وسلم قد عاد بعض النساء ، كأم العلاء ، وعاد ايضا امرأة من الانصار في مرض الم بها (25) ..
عيادة بني هاشم :
وان اكرام من ينتسب الى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يكون اكراما للرسول نفسه ، اذا كان المكرم قاصدا لذلك .. ومن اولى من الرسول بالتعظيم والتكريم ؟ ! . .
كما ان اكرام بني هاشم ، الذين يتعرضون الى مختلف انواع الاضطهاد والتنكيل ، ويتحملون المصاعب والمصائب بسبب ارتباطهم بالرسول ( ص ) ، وانتسابهم اليه ، هذا الاكرام يكون من اقرب القربات ، ولعل هذا يفسر لنا ماروي عن الإمام الكاظم عن آبائه عليهم السلام ، عنه صلى الله عليه وآله وسلم :
« عيادة بني هاشم فريضة ، وزيارتهم سنة » (26) .
عيادة الأقارب :
وقد ورد في وصية امير المؤمنين عليه السلام لولده : « واكرم عشيرتك فانهم جناحك .. الى ان قال : واكرم كريمهم ، وعد سقيمهم » (27) .
استحباب الهدية للمريض :
ولان المريض يحتاج الى اظهار المحبة والعطف ، ولان ذلك يربط على قلبه ، ويجعله يطمئن الى محبة الاخرين له ، فان الهدية له تكون تعبيرا عن هذا الحب ، وهذا العطف .
وقد روى بعض موالي الإمام الصادق عليه السلام قال : مرض بعض مواليه ، فخرجنا اليه نعوده ، ونحن عدة من موالي جعفر ، فاستقبلنا جعفر في بعض الطريق ، فقال لنا : اين تريدون ؟ فقلنا : نريد فلانا نعوده ، فقال قفوا ، فوقفنا ..
فقال : مع احدكم تفاحة ، او سفرجلة ، او اترجة ، او لعقة من طيب ، او قطعة من عود بخور ؟
فقلنا ، ما معنا شيء من هذا .
فقال : اما تعلمون ان المريض يستريح الى كل ما ادخل به عليه ؟ (28)
عدم شكوى المريض الى عواده :
لقد ورد في كثير من النصوص الدعوة الى كتمان المرض ، واعتبار ذلك من كنوز البر (29) ، وان من كتم وجعا اصابه ثلاثة ايام من الناس ، وشكا الى الله عز وجل كان حقا على الله ان يعافيه منه (30) ، وان من مرض ليلة ولم يشك ما اصابه فيها الى احد كتب الله له عبادة ستين سنة (32) ، وان المريض في سجن الله ما لم يشك الى عواده (31) .
وقد مدح امير المؤمنين عليه السلام رجلا ، فكان مما قال : « وكان لا يشكو وجعا الا عند برئه » (33) .
وهناك مضامين اخرى في هذا المجال ، لا مجال لتتبعها ، فلتراجع في مظانها (34) .
ونريد ان نشير هنا : الى ان هذه النصوص ناظرة الى الكتمان الذي يكون من اجل الاعتماد على كرم الله سبحانه ، والطافه ، ويعطى المريض دفعة روحية قوية ، تكون ثمرتها القرب من درجة المتوكلين ، التي هي من اعظم الدرجات . والتي يفوز من وصل اليها ، ويرتاح ويسعد من حصل عليها ..
واكثر من ذلك ، فان الانسان يصير مقتنعا تماما بأن الله وحده هو الذي يملك النفع والضرر . وهو الشافي ، ومنه الشفاء ، وبه الشفاء . وان كل من سواه لا يستطيعون بدونه حيلة ، ولا يهتدون سبيلا .
نعم .. يمكن ان يكونوا واستطة لافاضة الخير من قبل الله تعالى ، مالك كل شيء وخالقه ..
ولعل الى هذا يشير ما ورد في النصوص المتقدمة من التأكيد على لزوم كون الشكوى الى الله سبحانه لا الى غيره ..
فان ذلك ليس الا من اجل ان يمر هذا الانسان بالتجربة الروحية التي تصهره في بوتقتها ، وتنفى كل خبث عنه ، وليخرج بعد ذلك طاهرا مطهرا نقيا ..
وما احلى التجربة ، وما انجحها وانجعها في هذا الوقت الذي يشعر فيه الانسان بالضعف وبالحاجة ، ويبقى ثلاثة ايام يعيش في الاجواء الالهية ؛ مع الله الغني والقويوالمالك لكل شيء .. وتكون ظروفه الخاصة هذه ، وهذه الاجواء التي يعيشها سببا في ان يخرج من مرضه هذا بروحية جديدة ، تؤثر على كل حالاته ، ومجمل سلوكه تأثيرا قويا وبعيدا وشاملا في احيان كثيرة . ولربما يعادل الرقي الروحي والانساني الذي يحصل عليه خلال ليلة واحدة فقط ما يحصل عليه من عيادة ستين سنة ، كما جاء في الرواية ..
وبملاحظة النصوص التي وردت في هذا المجال نعرف : ان الشكوى التي ورد الترغيب في الابتعاد عنها هي الشكوى التي تستبطن استدرار عطف المشكو اليه ، نتيجة لشعوره بضعف الشاكي وعجزه ، والله لا يريد لعبده ان يكون ضعيفا وعاجزا الاّ امام الله عز وجل ...
ومن الجهة الاخرى ، فان الله تعالى لا يريد لعبده ان يعتقد بأن غير الله تعالى يملك له شيئا من النفع او الضر ، فان هذا امر مرغوب عنه ومرفوض ، لان الله وحده هو مالك كل شيء ، وبيده النفع والضرر ؛ وهو الكبير المتعال ..
وكذلك .. فان الشكوى التي تستبطن استعظام الامر الذي نزل بالشاكي واعتباره ان ذلك ينافي عدل الله سبحانه وتعالى ولطفه ورحمته .. ان هذه الشكوى مرغوب عنها شرعا ، ومرفوضة جملة وتفصيلا ، بل لابد من الصبر والتسليم ؛ فعن الصادق عليه السلام : من اشتكى ليلة فقبلها بقبولها ، وادى الى الله شكرها كانت له كفارة ستين سنة ، قال : قلت : وما قبلها بقبولها ؟ قال صبر على ما كان فيها (35) .. وعنه عليه السلام ، ايما رجل اشتكى ، فصبر واحتسب ، كتب الله له من الاجر اجر الف شهيد (36) .. وعن النبي ( ص ) ، انه قال : يكتب انين المريض حسنات ما صبر ، فان جزع كتب هلوعاً (37) .
وورد : ان الصادق عليه السلام سئل عن حد الشكاية للمريض ، فقال : ان الرجل يقول : حممت اليوم ، وسهرت البارحة ، وقد صدق ، وليس هذا شكاية ، وانما الشكوى ان يقول : قد ابتليت بما لم يبتل به احد ، ويقول : لقد اصابني ما لم يصب احدا (38) ..
قال المجلسي رحمه الله تعالى : « هذا تفسير للشكاية التي تحبط الثواب ، والاّ فالافضل : ان لا يخبر به احدا ، كما يظهر من الاخبار السابقة . ويمكن حمله على الاخبار لغرض كاخبار الطبيب مثلا » (39) .
فالإخبار بالمرض لايلازم الشكوى ، كما دل عليه الخبر الانف .. وقد تقدم ايضا : ان المريض في سجن الله ما لم يشك على عواده . وان من مرض يوما وليلة فلم يشك الى عواده ، بعثه الله يوم القيامة مع خليله ابراهيم . وانه ما من عبد ابتليته ببلاء فلم يشك الى عواده الا ابدلته لحماً خيراً من لحمه (40) الخ .. وكل ذلك يدل على ان الإخبار بالمرض شيء ، والشكوى المرغوب عنها شيء آخر .. وأما اختلاف الروايات في الترغيب بعدم الشكوى ليلة ، او ثلاثة ايام ، او مطلقا ، فيحمل على اختلاف درجات الفضل فيها ..
واما رواية من كتم وجعا اصابه ثلاثة ايام الخ .. فيمكن ان يقال ؛ ان المراد فيها ، ان اخباره لاخوانه بعد الثلاثة يصير له فضل . او ان المراد بالكتمان عدم الشكوى ، لاعدم الإخبار بالمرض مطلقا ؛ بقرينة قوله فيها ، « وشكا الى الله عز وجل » فتكون كغيرها من الروايات .
وأما الرواية التي تجعل كتمان المرض من كنوز البر ، فلابد وان تحمل على ما ذكر ايضا . او على صورة الشفاء السريع ، حيث لا يطول المرض ، او على ما ذكره المجلسي آنفا ..
ويبقى ان نشير الى ان ما ورد من قول الإمام الصادق عليه السلام للحسن بن راشد : يا حسن اذا نزلت بك نازلة ، فلا تشكها الى احد من اهل الخلاف ، ولكن اذكرها لبعض اخوانك ، فانك لن تعدم من خصال اربع : اما كفاية ، واما معونة بجاه ، او دعوة تستجاب ، او مشورة برأي (41) .
وكذا ما عن الصادق ( ع ) ، من شكا الى مؤمن فقد شكا الى الله عز وجل ، ومن شكا الى مخالف فقد شكا الله عز وجل (42) .
فان الظاهر هو انها ناظرة الى شكوى غير المرض ، وحيث لا تستبطن الشكوى ايا من المعاني المرغوب عنها شرعا ..
ويشير الى ذلك قوله : « اما كفاية » وذلك لان المرض لاتتأتى فيه الكفاية ، وأما ما بعد هذه الفقرة كالمعونة بالجاه مثلا فيمكن ان تتأتى فيه ، بأن يستعمل نفوذه لايصاله الى الطبيب الفلاني ، او ادخاله المستشفى الفلاني ، وما اشبه ذلك وبالنسبة للمشورة بالرأي واستجابة الدعاء ، فالامر فيهما واضح ...
وأما الحديث الثاني ، فهو مطلق ، ولعله يشير الى ما تضمنه حديث الحسن بن راشد ، لان السياق منسجم معه اكثر من غيره ، حيث ان المريض قد منع من الشكوى حتى الى عواده ، وان كانوا من اخوانه ، كما اشرنا اليه ..
عدم اسماع المريض التعوذ من البلاء :
وقد تقدم : ان محمد بن علي ( ع ) كان لايسمع المبتلى التعوذ من البلاء ، وتقدم ما يشير الى الحكمة في ذلك حين الكلام على موضوع « الممرض في المستشفى » .
عدم اطالة الجلوس عند المريض :
وان عوارض المرض ، والحالات المتغيرة ، التي تطرأ على المريض ، لربما تفرض عليه احيانا : ان يكون في وضع لايرغب ان يراه عليه احد ..
كما ان نفس الحالة العلاجية له لربما يكون اطلاع الغير عليها موجبا لتألم المريض نفسيا .. واذا كانت العيادة ضرورية ايضا ، فوجه الجمع هو عدم اطالة مكث العائد عند المريض حتى لايزيد في احراجه ، او في المه النفسي .
ومن هنا .. فقد ورد عنهم عليهم السلام استحباب عدم اطالة الجلوس عند المريض ، حتى عبر عنها الإمام الصادق صلوات الله وسلامه عليه ـ كما روى ـ بقوله :
« العيادة قدر فواق ناقة » (43) .
وعن امير المؤمنين عليه السلام ، قوله : ان من اعظم العواد اجراً لمن اذا عاد اخاه خفف الجلوس الا اذا كان المريض يحب ذلك ويريده ، ويسأله ذلك الخ وفي معناه غيره (44) .
فانه اذا كان المريض يريد ذلك ، فان الاستجابة له يكون فيها تقرب الى الله تعالى من جهة ، كما ان طلبه هذا .. يكشف عن عدم وجود ما يحتمل ان يكون موجبا للحرج بالنسبة اليه .. من جهة اخرى ..
وضع اليد على المريض ، والجلوس عند رأسه :
ولعل لاجل ان يطمئن المريض الى انه لايزال مقبولا لدى الاخرين ، ولاتنفر النفوس منه ، وكذلك الحال بالنسبة للعائدة نفسه ... نلاحظ : ان ثمة اوامر بوضع العائد يده على المريض ، واعتبر ان الذي يخالف ذلك يكون من الحمقى ، وعيادة الحمقى اشد على المريض من وجعه ، حيث يتسبب الاحمق بكثير من الآلام النفسية للمريض ، بسبب تصرفاته غير اللائقة ، والمشعرة للمريض بضعفه ونقصه ..
وقد ذكر البعض : ان النبي ( ص ) كان اذا عاد مريضا وضع يده على جبتهه ، وربما وضعها بين ثدييه ، ويدعو له (45) .
وقد روي عن ابي عبد الله عليه السلام : تمام العيادة للمريض : ان تضع يدك على ذراعه وتعجل القيام من عنده ، فان عيادة النوكي اشد على المريض من وجعه (46) ..
وفهم الشهيد رحمه الله : ان وضع اليد على ذراعه هو حال الدعاء له (47) .
ولكن قد ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام : قوله : من تمام العيادة للمريض ان يضع العائد احدى يديه على الاخرى ، او على جبهته (48) . وفهم المجلسي رحمه الله : ان المقصود هو ان يضع العائد يده على جبهة نفسه ، واحتمل ان يكون ذلك لاجل اظهار الحزن والتأسف على مرضه ، كما هو الشايع ، فلا يبعد ان يكون ذكرهما على سبيل المثال (49) ..
ولكن الاظهر هو ما تقدم من انه يضع يده على المريض نفسه ، او على ذراعه ... ( وذكر الذراع للمثال على الظاهر ) .. ويمكن حمل هذه الرواية على ذلك ، لانها ليست نصا فيما ذكره المجلسي ، فيمكن ارجاع الضمير على المريض فيها ، ويشير الى ذلك بالاضافة الى النصوص المتقدمة ما عن النبي ( ص ) : ان من تمام عيادة المريض : ان يدع احدكم يده على جبهته او يده فيسأله كيف هو ، وتحياتكم بينكم بالمصافحة (50) .. وكذا قوله : ( ص ) من تمام عيادة المريض اذا دخلت عليه ان تضع يدك على رأسه ، وتقول : كيف اصبحت (51) .
فانها ظاهرة في ان يضع يده على المريض ـ كما اعترف به المجلسي قدس سره ، ولكنه اورد عليه : بأنه وان كان اظهر معنى ، ولكنه ـ بمعنى هذا الاخير و الذي قبله ـ عاميان (52) ..
ولكننا نقول : ان الرواية الاخرى التي تقول : تمام العيادة ان تضع يدك على المريض اذا دخلت عليه (53) ، ورواية وضع اليد على الذراع ليستا بعاميتين ، وهما تؤيدان ارادة هذا المعنى ، وهو وضع العائد يده على يد المريض ، او على جبهته .
وثمة احاديث اخرى في وضع العائد يده على المريض ، او على جبهته ، فمن ارادها فليراجعها (54) . واخيرا .. فقد روى عن ابن عباس : ان النبي ( ص ) كان اذا عاد المريض جلس عند رأسه (55) .
دعاء المريض للعائد والعكس :
وحيث ان المريض يكون في هذه الحالة اقرب الى الله تعالى منه في غيرها ، فان دعاءه يكون اقرب الى الاستجابة ، ولاجل ذلك .. ولاجل ان يشعر انه ايضا يملك في مرضه هذا امتياز يفقده الاخرون ، فلا يجب ان يشعر بالذل والضعف ، فانه كما هو محتاج الى غيره ، كذلك ، فان غيره محتاج اليه .. من اجل ذلك ، نجد : انه قد روي عن ابي عبد الله عليه السلام قوله : اذا دخل على اخيه عائدا له فليسأله يدعو له ، فان دعاءه مثل دعاء الملائكة .. (56)
وثمة احاديث اخرى بهذا المعنى ، فليراجعها من اراد (57) .
كما انه يستحب ان يدعو العائد للمريض ايضا ، فعن زرارة ، عن احدهما : اذا دخلت على مريض ، فقل : اعيذك بالله العظيم الخ .. (58) وقد تقدم : انه يستحب للمريض ان يأذن لاخوانه بالدخول عليه ، فانه ما من احد الا وله دعوة مستجابة ..
دعاء المساكين للمريض :
وعن الصادق عليه السلام لاتستخفوا بدعاء المساكين للمرضى منكم ، فانه يستجاب لهم فيكم ، ولا يستجاب لهم في انفسهم (59) .. وعن الصادق عليه السلام : يستحب للمريض : ان يعطسي السائل بيده ، ويأمر السائل ان يدعو له (60) .
سؤال المريض عن حاله ، وعما يشتهي :
ويذكر البعض : انه ( ص ) كان يسأل المريض عن شكواه ، وكيف يجده ، ويسأله عما يشتهي (61) وهذا يعبر للمريض عن الاهتمام بأمره ، وبما يعاني فيسر لذلك ، ويرتاح له ، ويطمئن به ..
التأميل بالصحة والسلامة :
والمريض يحتاج الى بعث الثقة في نفسه ليقوى على المرض ، ولا ينهار امام عوارضه وعواديه التي لا يجد فيها حيلة ، ولا لدفعها عن نفسه سبيلا .. ولعل هذه يفسر لنا ماروي عنه ( ص ) : اذا دخلتم على المريض فنفّسوا له في الاجل ، فان ذلك لا يرد شيئا ، ولكنه يطيب النفس (62) .
والمراد بالتنفيس : التوسعة ، اي وسعوا له في الاجل ، واملوه بالصحة والسلامة ، كأن يقول له : لابأس عليك ، وستشفى ان شاء الله قريبا (63) .
وقد ذكر البعض : ان النبي ( ص ) كان ربما قال للمريض : « لابأس عليك طهور ان شاء الله » (64) .
الاكل عند المريض :
عن أمير المؤمنين عليه السلام ، انه قال : نهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ان يأكل العائد عند المريض ، فيحبط الله اجر عيادته (65) .. ولماذا لا .. مادام انه لربما يكون المريض ممنوعا عن طعام كهذا ، فاذا أكل عنه ، فانه يجعله يشتيهيه ، ويتحسر على قدرته على تناول مثله .. فيكون قد زاده بعيادته له الماً ، بدل ان يخفف عنه .
ما يقال للمريض بعد شفائه :
ولقد كان امير المؤمنين عليه السلام ، اذا رأى المريض قد برىء قال : يهنك الطهر من الذنوب (66) ..
وعن الحسن بن علي عليه السلام : انه قال لرجل ابلّ من علته : ان الله قد ذكرك فاذكره ، و اقالك فاشكره .. وروى ذلك عن علي امير المؤمنين ايضا (67) .
وعن السجاد عليه السلام ما جمع فيه بين ما تقدم عن عمه الحسن ، وما تقدم عن جده أمير المؤمنين عليه السلام (68) .
نعم .. وما احسنها من كلمة ! .. منسجمة كل الانسجام مع الروحية التي يهتم الاسلام بتقويتها ، ومع الاهداف التي يحاول ان يوجه اليها الانسان الذي يتعرض الى الابتلاء بالمرض ، ومتاعبه ، ومضاعفاته .. تلك الروحية ، وهاتيكم الاهداف التي نطقت بها الروايات ، ودلت عليها التوجيهات التي صدرت عنهم عليهم السلام للمريض ، ولعواده ، كما قدمنا بعضا من الاشارة اليها فلا نعيد ..
وحسبنا ما ذكرناه هنا فان فيما ذكرناه كفاية لمن اراد الرشد والهداية ..
والحمد لله ، وصلاته وسلامه على عباده الذين اصطفى ، محمد وآله الطاهرين .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الكافي ج 3 ص 117 ، والسرائر ص 482 ، والبحار ج 81 ص 218 عنه ، والوسائل ج 2 ص 632 ومكارم الاخلاق ص 235 .
(2) طب الائمة ص 16 ، والكافي ج 3 ص 117 ، والوسائل ج 2 ص 633 ، والبحار ج 81 ص 218 .
(3) الوسائل ج 2 ص 634 ، وفروع الكافي ج 1 ص 120 .
(4) البحار ج 77 ص 52 وج 74 ص 83 عن نوادر الراوندي ص 5 وفقه الرضا ص 48 ومكارم الاخلاق ص 437 ، ومستدرك الوسائل ج 2 ص 22 .
(5) مستدرك الوسائل ج 1 ص 96 / 97 والخصال ج 2 ص 585 والبحار ج 81 ص 224 و 215 و 228 و ج 82 ص 79 وج 77 ص 54 وفي هامشه عن الخصال ج 1 ص 218 و 97 وج 2 ص 145 وعن مكارم الاخلاق ص 500 وعن دعوات الراوندي ، وعن الدعائم .
(6) الكافي ج 3 ص 117 والوسائل ج 2 ص 638 وسفينة البحار ج 2 ص 285 ومستدرك الوسائل ج 1 ص 84 والبحار ج 81 ص 226 وفي هامشه عن مكارم الاخلاق ص 414 .
(7) امالي الطوسي ج 2 ص 253 ومستدرك الوسائل ج 1 ص 84 وسفينة البحار ج 2 ص 285 والبحار ج 81 ص 222 عن الاول ، وعن الجوهري ، والنهاية .
(8) البحار ج 81 ص 223 .
(9) البحار ج 81 ص 226 ومستدرك الوسائل ج 1 ص 84 عن المجلسي .
(10) سفينة البحار ج 2 ص 285 ، والبحار ج 81 ص 228 وفي الهامش عن دعائم الاسلام ج 1 ص 218 . ومستدرك الوسائل ج 1 ص 84 و 96 عن الدعائم والجعفريات ، وروى هذا المعنى ايضا عن النبي ( ص ) فراجع مجمع الزوائد ج 2 ص 295 عن الطبراني في الاوسط وسنن ابن ماجة ج 1 ص 462 والمنتقى ج 2 ص 67 .
(11) البحار ج 81 ص 227 وفي هامشه عن مكارم الاخلاق ص 415 .
(12) الكافي ج 3 ص 120 وامالي الشيخ ج 2 ص 248 ، ومستدرك الوسائل ج 1 ص 84 ومكارم الاخلاق ص 236 والوسائل ج 2 ص 636 ، والبحار ج 81 ص 221 و 224 و 225 عن دعوات الراوندي وغيره وسنن ابن ماجة ج 1 ص 464 وراجع المنتقى ج 2 ص 66 وهامشه ومصابيح السنة ج 2 ص 77 وجواهر الاخبار والاثار المطبوع مع البحر الزخار ج 3 ص 86 .
(13) راجع البحار ج 81 ص 221 .
(14) راجع جميع المصادر المتقدمة وغيرها في الصفحات المذكورة وما قبلها وما بعدها ، ومجمع الزوائد ج 2 ص 296 عن ابي يعلى .
(15) امالي الطوسي ج 2 ص 17 وسفينة البحار ج 2 ص 285 ، والوسائل ج 2 ص 637 والبحار ج 81 ص 215 و 216 .
(16) امالي الطوسي ج 2 ص 249 ، والبحار ج 81 ص 221 و 228 وعن دعائم الاسلام ج 1 ص 218 ، ومستدرك الوسائل ج 1 ص 83 عن الاول وعن الدعائم ، وسفينة البحار ج 2 ص 285 ، و 534 ، وسنن البيهقي ج 3 ص 380 / 381 ، مستدرك الحاكم ج 1 ص 349 و 350 ، وتلخصيه للذهبي بهامش نفس الصفحة ، وصحيح الترمذي ج 3 ص 300 / 301 وسنن ابي داود ج 3 ص 185 / 186 ، وراجع : سنن ابن ماجة ج 1 ص 462 ، والترغيب والترهيب ج 4 ص 320 عن غير واحد والمصنف لعبد الرزاق ج 3 ص 594 ، والمنتقى لابن تيمية ج 2 ص 66 وهامشه عن غير واحد .
(17) امالي الصدوق ص 374 ، والبحار ج 81 ص 267 عن دعوات الراوندي ، ومستدرك الوسائل ج 1 ص 96 . والوسائل ج 14 ص 53 وفي الهامش عن الفروع ج 2 ص 190 وغير ذلك .
(18) البحار ج 81 ص 224 عن دعوات الراوندي ، ومستدرك الوسائل ج 1 ص 95 .
(19) مستدرك الوسائل ج 1 ص 83 .
(20) راجع سنن ابي داود ج 3 ص 185 وسنن البيهقي ج 3 ص 383 والتراتيب الادارية ج 1 ص 30 و 391 عن غير واحد ، والبحار ج 81 ص 234 وفي هامشه عن امالي الصدوق ص 239 .
(21) الوسائل ج 11 ص 471 وفي الهامش عن الاصول ص 419 وراجع البحار ج 78 ص 372 عن تحف العقول ص 486 ومستدرك الوسائل ج 2 ص 374 عن دعائم الاسلام والبحار ج 75 ص 420 و 431 وج 74 ص 161 و 167 وامالي الطوسي ج 2 ص 280 وعن الكافي ، وعن المحاسن ص 18 ، وعن العياشي ج 1 ص 48 وعن صفات الشيعة ، وقصار الجمل ج 1 ص 73 .
(22) البحار ج 81 ص 224 عن الجواهر للكراجكي ، ومستدرك الوسائل ج 1 ص 84 ومجمع الزوائد ج 2 ص 300 عن الطبراني في الاوسط .
(23) راجع هامش الحديث الاول الذي مر تحت عنوان : العيادة كل ثلاثة ايام .
(24) الكافي ج 3 ص 253 ، والوسائل ج 2 ص 638 ، ومستدرك الوسائل ج 1 ص 84 عن الجعفريات . وقد روى في سنن ابي داود ج 3 ص 186 ، انه ( ص ) عاد انسان في وجع كان بعينه وكذا في المنتقى ج 2 ص 66 وفي هامشه عن المنذري والحاكم وغيرهما وسنن البيهقي ج 3 ص 358 ومستدرك الحاكم ج 1 ص 342 وتلخيصه للذهبي بهامش نفس الصفحة .
(25) راجع : الترغيب والترهيب ج 4 ص 293 عن ابي داود وص 298 عنه وعن الطبراني والمصنف ج 11 ص 195 / 196 ومجمع الزوائد ج 2 ص 307 وتيسير المطالب في امالي الإمام ابي طالب ص 427 .
(26) مستدرك الوسائل ج 1 ص 83 عن البحار ، عن كتاب الامامة والتبصرة .
(27) كشف المحجة ص 173 ، والبحار ج 77 ص 218 عنه .
(28) الوسائل ج 2 ص 643 والكافي ج 3 ص 118 ومكارم الاخلاق ص 236 ، والبحار ج 81 ص 227 عنه .
(29) امالي المفيد ص 4 ، والمواعظ العددية ص 6 ، وتحف العقول ص 216 . والبحار ج 82 ص 103 وج 81 ص 208 وج 78 ص 175 ، وص 36 / 37 و 137 لكنه عبر بكتمان المصيبة هنا وج 77 ص 423 عن المصادر التالية : دعوات الراوندي ، وشهاب الاخبار ، وارشاد المفيد ص 140 وبعض من تقدم . وغرر الحكم ج 1 ص 364 .
(30) الوسائل ج 2 ص 628 وفي هامشه عن الخصال ج 2 ص 166 والبحار كتاب الايمان والكفر باب 12 حديث 54 وج 81 ص 211 و 203 وج 62 ص 287 عن الشهيد رحمه الله وعن معاني الاخبار والخصال وغرر الحكم ج 2 ص 646 .
(31) مشكاة الانوار ص 281 والكافي ج 1 ص 115 و 116 والوسائل ج 2 ص 627 وراجع البحار ج 81 ص 215 عن ثواب الاعمال ص 175 .
(32) مستدرك الوسائل ج 1 ص 81 / 82 عن الدعائم والبحار ج 81 ص 211 وفي الهامش عن الدعائم ص 217 وعن النهج وبمعناه غيره فراجع البحار ، فصل : عيادة المريض .
(33) نهج البلاغة ، قسم الحكم ، الحكمة رقم 289 والبحار ج 81 ص 204 / 205 .
(34) المحاسن للبرقي ص 9 ، والبحار ج 76 ص 335 وج 81 ص 203 و 208 ، و 206 و 177 عنه وعن دعوات الراوندي ، ومجالس الصدوق ص 258 / 259 ، ومستدرك الوسائل ج 1 ص 81 ، والوسائل ج 2 ص 628 و 627 ومن لايحضره الفقيه ج 4 ص 9 / 10 والكافي ج 1 ص 116 و 115 ومجمع الزوائد ج 2 ص 295 عن الطبراني ، والاوسط ، ومستدرك الحاكم ج 1 ص 349 وتلخيصه للذهبي ، بهامش نفس الصفحة ؛ والترغيب والترهيب ج 4 ص 292 وغرر الحكم ج 2 ص 662 .
(35) البحار ج 81 ص 205 وفي الهامش عن ثواب الاعمال ص 175 .
(36) طب الائمة ص 17 والبحار ج 81 ص 206 عنه وعن اعلام الدين .
(37) البحار ج 81 ص 211 وفي هامشه عن الدعائم ص 217 .
(38) الكافي ج 3 ص 116 ومشكاة الانوار ص 279 وراجع : البحار ج 81 ص 202 وفي هامشه عن معاني الاخبار ص 142 و 253 .
(39) هامش الكافي ج 3 ص 116 عن مرآة العقول ، وراجع : البحار ج 81 ص 202 .
(40) راجع المصادر المتقدمة من اول البحث عن شكوى المريض على عواده وحتى الان ، لتجد هذه النصوص وغيرها .
(41) البحار ج 78 ص 265 عن التحف وج 81 ص 207 عن كتاب الاخوان للصدوق ص 34 ، والوسائل ج 2 ص 631 عنه وروضة الكافي ص 170 والفصول المهمة ص 502 ، وتحف العقول ص 284 .
(42) الوسائل ج 2 ص 632 والبحار ج 81 ص 207 ومعاني الاخبار ج 2 ص 387 وبمعناه عن قرب الاسناد ص 52 وراجع غرر الحكم ج 2 ص 683 .
(43) الكافي ج 1 ص 117 / 118 والوسائل ج 2 ص 642 .
(44) راجع الوسائل ج 2 ص 642 ، والكافي ج 3 ص 118 / 119 وقرب الاسناد ص 8 والبحار ج 81 ص 214 و 227 وسفينة البحار ج 2 ص 285 ومجمع الزوائد ج 2 ص 296 عن البزار ومصنف عبد الرزاق ج 3 ص 594 وكشف الاستار ج 1 ص 369 .
(45) الطب النبوي لابن القيم ص 92 وراجع البخاري ، المرضى 13 .
(46) الكافي ج 3 ص 118 والوسائل ج 2 ص 642 والبحار ج 81 ص 227 وفي هامشه عن مكارم الاخلاق ص 415 .
(47) البحار ج 81 ص 227 عن الدروس .
(48) قرب الاسناد ص 8 وسفينة البحار ج 2 ص 285 والكافي ج 3 ص 119 والوسائل ج 2 ص 642 والبحار ج 81 ص 214 .
(49) البحار ج 81 ص 214 .
(50) امالي الطوسي ج 2 ص 253 ، ومستدرك الوسائل ج 1 ص 86 والبحار ج 81 ص 273 و 226 كلاهما عنه وعن مكارم الاخلاق ص 414 .
(51) سفينة البحار ج 2 ص 285 والبحار ج 81 ص 223 وامالي الطوسي ج 2 ص 253 ومستدرك الوسائل ج 1 ص 86 . (52) البحار ج 81 ص 223 .
(53) الكافي ج 3 ص 118 والوسائل ج 2 ص 642 عنه وعن قرب الاسناد ص 8 .
(54) مجمع الزوائد ج 2 ص 298 وسنن ابي داود ج 3 ص 187 وسنن البيهقي ج 1 ص 381 و 382 ومستدرك الحاكم ج 1 ص 342 وتلخيصه للذهبي بهامشه .
(55) مجمع الزوائد ج 2 ص 297 عن ابي يعلى .
(56) الكافي ج 3 ص 117 والبحار ج 81 ص 219 وفي هامشه عن المنتهى للعلامة ص 425 ، والوسائل ج 2 ص 637 ، ومكارم الاخلاق ص 236 ط قديم وسنن ابن ماجة ج 1 ص 463 ، والترغيب والترهيب ج 4 ص 322 . وجواهر الاخبار والآثار ، بهامش البحر الزخار ج 3 ص 87 .
(57) راجع ، ثواب الاعمال ص 30 ، والبحار ج 81 ص 217 و 225 عنه وعن عدة الداعي ، وعن الكافي ج 2 ص 509 . وسفينة البحار ج 2 ص 285 ، ومكارم الاخلاق ص 236 ، ط قديم ومجمع الزوائد ج 2 ص 295 عن الطبراني في الاوسط ، والترغيب والترهيب ج 4 ص 322 عن ابن ماجة والطبراني ، وابن ابي الدنيا ، والوسائل ج 2 ص 637 / 638 وفي هامشه عن بعض من تقدم وعن الاصول ص 356 ، وعن المنتهى للعلامة ص 425 ، وعن الخصال والدعائم .
(58) البحار ج 81 ص 228 و 225 وفي هامشه عن مكارم الاخلاق ص 450 وعن اعلام الدين .
(59) البحار ج 62 ص 276 عن السرائر ، باب الاطعمة والاشربة .
(60) البحار ج 81 ص 209 عن دعوات الراوندي .
(61) الطب النبوي لابن القيم ص 92 .
(62) البحار ج 81 ص 225 عن كنز الكراجكي . وسفينة البحار ج 2 ص 285 ومستدرك الوسائل ج 1 ص 96 ، وسنن ابن ماجة ج 1 ص 462 ، والطب النبوي لابن القيم ص 92 ، وفي هامشه عن الترمذي وسنن الترمذي ج 4 ص 412 ومصابيح السنة ج 2 ص 78 والبحار الزخار ج 3 ص 86 و 87 .
(63) راجع : البحار ج 81 ص 225 وسفينة البحار ج 2 ص 285 .
(64) الطب النبوي لابن القيم ص 93 ، ومصابيح السنة ج 2 ص 76 .
(65) سفينة البحار ج 2 ص 285 و 535 ومستدرك الوسائل ج 1 ص 96 و 127 عن الجعفريات والدعائم . والبحار ج 81 ص 228 وفي هامشه عن دعائم الاسلام ج 1 ص 218 .
(66) كتاب ابي الجعد ص 21 ، وامالي المفيد ص 25 ، وامالي الطوسي ج 2 ص 244 ، ومستدرك الوسائل ج 1 ص 79 و 80 / 81 والبحار ج 81 ص 224 و 186 و 86 عن دعوات الراوندي ، وامالي المفيد .
(67) تحف العقول ص 165 والبحار ج 78 ص 106 وشرح النهج للمعتزلي ج 20 ص 209 وقصار الجمل ج 2 ص 238 عنه .
(68) تحف العقول ص 203 والبحار ج 78 ص 138 .