السرطان والغذاء

الناقل : SunSet | المصدر : www.holykarbala.net


 

السرطان والغذاء


يعتقد الخبراء الذين يدرسون أسباب السرطان أنه يمكن الحؤول دون عدد كبير من وفيات السرطان بإجراء تغييرات جذرية في الغذاء . في الواقع ، يرى العلماء أن 70 بالمئة من أمراض السرطان ناجمة عن عوامل مرتبطة بالغذاء .

دهن الغذاء والسرطان
يرتبط مقدار الدهن في الغذاء بازدياد خطر الاصابة بالسرطان ، ولا سيما سرطان الثدي والرئة والقولون والمستقيم والمبيض والبروستات . لم يتم التعرف بعد على الدور الدقيق للدهن في السرطان ، على رغم وجود بعض الأدلة التي تشير الى أن المستويات العالية من الدهون في الدم تسهم في نمو بعض الأورام .

الجذور الحرة
ثمة آلية أخرى محتملة لشرح الرابط بين الدهن والسرطان تتعلق بعمل المواد المعروفة بالجذور الحرة ( راجع أيضاً الصفحة 21 ) . يبدو أن الدهون التي نحصل عليها من الغذاء عرضة كثيراً لعمل الجذور الحرة ويمكن تحويلها الى أشكال تعرف بالدهون الانتقالية . قد تؤدي هذه الدهون المعدلة دوراً مهماً في إثارة التغيرات السرطانية في خلايا الجسم . تتولى المواد المقاومة للتأكسد ( صفحة 23 ) في الغذاء إبطال عمل الجذور الحرة والدهون في الجسم . يتضح إذاً أنه كلما ازدادت نسبة الدهون والزيوت على المواد المقاومة للتأكسد في الجسم ، ازداد خطر تعرضنا للسرطان .

الدهون الانتقالية في الغذاء
ثمة دليل بأن الحرارة المرتفعة المستخدمة في صناعة المرغرين والعديد من الزيوت النباتية ، وفي إعداد العديد من الأطعمة المعالجة والموضبة مسبقاً ، تغير التركيبة الكيميائية للدهن الموجود فيها . يطلق على هذه الدهون المتغيرة اسم الأحماض الدهنية الانتقالية ( الدهون الانتقالية ) . لا يتسطيع الجسم التعاطي مع هذه الدهون بسهولة مثل الدهون الطبيعية ، وثمة شكوك بأن الدهون الانتقالية قد تسبب الأمراض ، ومنها السرطان .

السرطان والأطعمة المدخنة أو المعالجة أو المخللة بالملح
تم ربط تناول كميات كبيرة من الأطعمة المعالجة أو المخللة بالملح والأطعمة المدخلة بسرطان المريء . فالدخان الناجم عن المعالجة يبدو أنه يولد مواد مسببة للسرطان في الطعام ، فيما تحتوي الأطعمة المعالجة أو المخللة بالملح على مواد كيميائية يمكن تحولها الى مواد سرطانية في الطعام أو في المعدة .

الطعام المشوي على النار
إن شي الطعام فوق شعلة طليقة يمكن أن يولد أيضاً مواد سرطانية على سطح الأطعمة ، خصوصاً إذا كان الطعام مفحما ودهنياً . غير أن تناول وجبة مشوية على الفحم من حين الى آخر لن يسبب حتماً مرض السرطان . لكن إذا شكلت اللحوم المشوية على النار جزءاً دورياً من غذائك ، يجدر بك التفكير في التخفيض من تناول هذه الأطعمة .

الكحول والسرطان
يبدو أن استهلاك الكحول يزيد من خطر نشوء بعض أشكال السرطان . فتناول الكحول يزيد على ما يبدو من خطر سرطان الثدي والمستقيم والبنكرياس . أما تناول كميات مفرطة من الكحول ، ولا سيما عند تزامنه مع تدخين السجائر ، فيزيد من احتمال سرطان الفم والمريء والحنجرة . والواقع أن شاربي الكحول بإفراط يصابون بتشمع الكبد وهم أكثر عرضة أيضاً لسرطان الكبد .
واللافت أن الرابط بين السرطان والكحول يبقى غامضاً بعض الشيء إذ أن الأشخاص الذين يشربون الكثير من الكحول هم أكثر عرضة للتدخين والتغذية السيئة . وتبقى نسبة مسؤولية الكحول ونسبة مسؤولية العناصر الاخرى موضع شك .

الأطعمة المضادة للسرطان
بما أن السرطان يتخذ اشكالاً متنوعة وتبقى أسباب هذا المرض شديدة التعقيد ـ وغير مفهومة بالكامل لغاية الآن ـ ما من شيء يؤكد تماماً بأن الاجراءات الغذائية يمكن أن تحول دون السرطان . لكن مثلما تبين أن هناك بعض الأطعمة التي تزيد من احتمال السرطان ، هناك بعض الأطعمة التي تساعد في الواقع في الحؤول دونه .

الفاكهة والخضار والحبوب الكاملة
إن زيادة مقدار تناولنا للفاكهة والخضار الطازجة والحبوب الكاملة يمكن أن يحمينا من خطر الاصابة بالسرطان . فهذه الأطعمة تحتوي على الكثير من الألياف والفيتامينات والمعادن ، التي تبين أنها تحمي من نشوء عدد من أنواع السرطان . والواقع أن الانخفاض النسبي لهذه الأطعمة في العالم الصناعي ، إضافة الى تناول الكثير من الأطعمة المعالجة الغنية بالدهون والسكر ، يمكن أن يفسر ازدياد بعض أشكال السرطان .

وظيفة الألياف
ألياف هي جزء من الأطعمة النباتية لا يستطيع البشر هضمها أو امتصاصها بالكامل . إنها أساسية لصحة الجهاز الهضمي ( راجع أيضاً الفصل 3 ، طعام لجهاز هضمي سليم ) . والواقع أن تناول كميات ملائمة من الألياف يخفف من خطر إصابتنا بسرطان القولون . ويرى بعض العلماء أن هناك أطعمة محتوية على سموم أو مواد كيميائية يمكن أن تحفز التغيرات السرطانية في غشاء القولون . ويعتقد أنه عند تسريع مرور الأطعمة في الأمعاء ، تخفف الألياف من وقت تأثير هذه المواد الكيميائية في الجسم .

السمنة والسرطان
إن النساء اللواتي يعانين من السمنة أو الوزن الزائد معرضات أكثر لخطر الاصابة بسرطان الثدي والرحم . وتشير الدراسات أيضاً الى ان الرجال المصابين بالسمنة معرضون أكثر للاصابة بسرطان البروستات والقولون . لم يتضح جلياً سبب هذه الأمور بعد ، على رغم وجود رابط معين مع العوامل الغذائية مثل استهلاك الدهن والألياف . يبدو إذاً أن الحفاظ على الوزن السليم مهم في التخفيف من خطر الاصابة بالسرطان . راجع أيضاً الفصل 4 ، طعام لضبط الوزن .

خطة عمل مضادة للسرطان
إن الارشادات التي يوصي بها الصندوق العالمي لأبحاث السرطان للتخفيف من خطر الاصابة بالسرطان هي :

  • تخفيض مقدار الدهون في الغذاء . فنسبة الطاقة في الغذاء المشتق من الدهن يجب ألا تتعدى 30 بالمئة .
  • زيادة مأخوذ الفاكهة والخضار والحبوب الكاملة .
  • تخفيف تناول الأطعمة المدخنة والمعالجة أو المخللة بالملح .
  • عدم شرب الكحول .

    أبرز العناصر الغذائية المضادة للسرطان
    تؤدي الفيتامينات والمعادن دوراً أساسياً في محاربة السرطان أيضاً . فالعديد من هذه المواد المغذية يحتوي على خصائص مقاومة للتأكسد ، مما يساعد في السيطرة على الجذور الحرة المرافقة للسرطان . يحتوي الجدول أدناه على بعض هذه المواد المغذية البالغة الأهمية .
    المادة المغذية:البيتا ـ كاروتين
    فوائدها:يتحول الى الفيتامين A في الجسم ، ويعتقد أنه يحمي من عدة أنواع سرطانية ، ولا سيما سرطان الرئة .
    الأطعمة المشتملة عليها:متوافر بكثرة في الفاكهة والخضار ذات اللون الأصفر أو البرتقالي ، مثل الفلفل الأحمر والأصفر ، والجزر والبطاطا الحلوة والمشمش والموز .

    المادة المغذية: الفيتامين A
    فوائدها: يحمي من عدة أنواع من السرطان ، لكنه قد يكون ساماً ، ويجب تفادي تناوله بإفراط خصوصاً أثناء الحمل . يجب أخذ المكملات تحت إشراف طبي .
    الأطعمة المشتملة عليها: مثل أطعمة البيتا ـ كاروتين إضافة الى الكبدة ومشتقات الحليب

    المادة المغذية:الفيتامين C
    فوائدها :يمكن أن يحمي من بعض أنواع السرطان ، مثل سرطان المريء والمعدة
    الأطعمة المشتملة عليها : البروكلي والقنبيط والفلفل الأخضر والفراولة والفاكهة الحمضية

    المادة المغذية :الفيتامين E
    فوائدها : يمكن أن يحمي من سرطان المريء والمعدة
    الأطعمة المشتملة عليها : متوافر في الحبوب الكاملة والزيوت النباتية غير المشبعة

    المادة المغذية : السيلنيوم
    فوائدها : يمكن أن يحمي من سرطان المريء والمعدة
    الأطعمة المشتملة عليها : السمك والبندق البرازيلي ومعظم الحبوب الكاملة

    الحؤول دون الالتهابات
    يحتاج جهاز المناعة ، تماماً مثل بقية أجهزة الجسم ، الى الوقود اللازم للعمل بفاعلية . وإذا لم يلق الجسم المواد المغذية الصحيحة يمكن أن يزداد خطر تعرضه لكل أنواع الالتهابات ، ولا سيما الالتهابات الفيروسية مثل الزكام والانفلونزا . تبدأ هذه الفيروسات عادة بعوارض متوسطة مثل الشعور بالاحتقان في الأنف والحنجرة وحمى خفيفة . في هذه المرحلة ، يبدأ الجسم بمقاومة الالتهاب . والواقع أن اتخاذ بعض الاجراءات يمكن أن يساعد الجسم في محاربة الالتهاب ووقف تطور المرض .

    من هو معرض للخطر
    نحن معرضون جميعاً لخطر الالتهاب في كل يوم من حياتنا . لكن يجدر ببعض مجموعات الأشخاص اتخاذ إجراءات وقائية خاصة للحفاظ على حسن عمل جهاز المناعة لديهم . في الواقع ، أنت معرض أكثر لخطر الالتهاب إن كان أي من الآتي ينطبق على حالتك :
  • انت في طور الشفاء من مرض .
  • أنت تعمل في مكان حيث يمكن أن تتعرض للالتهاب ـ مثل المستشفى أو المدرسة .
  • أنت تتناول أدوية قد تقمع جهاز المناعة ، مثل العقاقير المضادة للسرطان .
  • أنت متقدم في السن أو أن صحتك الاجمالية متردية .

    مواد مغذية أساسية
    إن المواد المغذية الأساسية لجهاز مناعة سليم هي الفيتامين C والبيتا ـ كاروتين والزنك المعدني . لذا ، إن كنت تظن أنك معرض لخطر الالتهاب عليك الحرص على تناول المقادير الملائمة من هذه المواد المغذية .
  • الفيتامين . C تناول الكثير من الفاكهة ، ولا سيما الفاكهة الحمضية والموز والكيوي . كما أن الخضار ذات الأوراق الخضراء غنية جداً بالفيتامين C .
    تناول كميات كبيرة من الفيتامين C حين تبدأ أولى عوارض الالتهاب بالظهور لمنع المرض من التقدم ، والتخفيف من حدته وأمده . يوصى عادة بتناول غرام واحد من الفيتامين C كل ساعة أو ساعتين حتى اختفاء العوارض .
  • البيتا ـ كاروتين . إنه موجود بتركيزات كبيرة في الفاكهة والخضار الصفراء أو البرتقالية اللون ، مثل المشمش والجزر والفلفل الأصفر والأحمر . تأكد من إدخال هذه الأطعمة الى غذائك .
  • الزنك . تعتبر ثمار البحر والسمك والحبوب الكاملة مصادر جيدة للزنك .

    عوامل الأطعمة التي تخفف المقاومة
    بالاضافة الى جعل غذائك يحتوي على المواد المغذية التي تؤثر إيجاباً في تعزيز قدرة الجسم على محاربة الالتهاب ، من المهم أيضاً التخلص من تلك العوامل المرتبطة بالغذاء والتي قد تمنع العمل السليم لجهاز المناعة أو مفاقمة عوارض الالتهاب .
  • تجنب الوجبات الثقيلة . حين يتوجب على الجسم التأقلم مع الوجبات الكبيرة ، تتضاءل قدرته على محاربة الالتهاب . لذا ، إن أردت تحسين قدراتك على محاربة الالتهاب ، تجنب الوجبات الكبيرة ، خصوصاً تلك المحتوية على كميات كبيرة من الأطعمة « الثقيلة » أو الدهنية مثل اللحم ومشتقات الألبان .
  • خفف تناول السكر . عند ارتفاع مستوى السكر في الدم ، تنخفض فاعلية جهاز المناعة . لذا ، إن أردت منح جسمك فرصة مقاومة الالتهاب عليك تخفيف مأخوذك من السكر والمرطبات والأطعمة المحتوية على السكر ، مثل البسكويت والكاتو .
  • تجنب الأطعمة المكونة للمخاط . إن كنت مصاباً بالزكام ، من المفيد ربما التوقف عن تناول الأطعمة التي تشجع تكوين المخاط . ومن أبرز الأطعمة الواجب تفاديها في هذه الحالة نذكر حليب البقر ومشتقاته مثل الجبنة .

    تناول الثوم
    يمتاز الثوم بخصائص مضادة للالتهابات والفيروسات ومعززة لجهاز المناعة . وتزداد فاعلية هذه الخصائص عند إضافة الثوم نيئاً إلى الطعام بدل طهوه معه .