بدأ الرئيس التركى عبد الله جول اليوم الثلاثاء، زيارة إلى مصر، وصفها الساسة والدبلوماسيون بزيارة تصفية الأجواء وإزالة أى شكوك لدى القاهرة فى طمع أنقرة لتزعم منطقة الشرق الأوسط، وهو الأمر الذى أثير مؤخراً عقب سعى تركيا لفك الحصار عن قطاع غزة والعدوان الإسرائيلى على "أسطول الحرية"، الأمر الذى أكسب أنقرة شعبية واسعة فى العالم العربى. وعلم اليوم السابع ببرنامج الزيارة الخامسة للرئيس التركى لمصر، حيث يشارك جول اليوم الرئيس حسنى مبارك احتفالية بالكلية الحربية، ثم يعقبها قمة بين الرئيسيين تستمر لساعتين يتم خلالها بحث كل القضايا الثنائية فى إطار توطيد العلاقات بين مصر وتركيا. من ناحية أخرى أكد عبد الله أيدوغان مدير مكتب وكالة الأنباء التركية بالقاهرة أن المحادثات التى سيعقدها الرئيس مبارك مع جول سوف تشمل العلاقات الثنائية بين مصر وتركيا، وخاصة المجالات التجارية بينهما، كما ستتطرق إلى عدة أمور تخص الشرق الأوسط كآخر تطورات ملف المصالحة الفلسطينية بين فتح وحماس. وأضاف أيدوغان، خلال اتصال هاتفى مع اليوم السابع، أن الزيارة التى يقوم بها جول إلى مصر تعتبر الزيارة الخامسة التى يقوم بها لمصر خلال الفترة الأخيرة فى إطار تزايد العلاقات الثنائية بينهما. وحاولت تركيا فى الفترة الأخيرة نفى ما يتردد عن سعيها لمنافسة مصر على مكانتها فى الشرق الأوسط، وإعادة الدولة العثمانية بشكل جديد، وكان آخرها تصريحات مستشار الرئيس التركى لشئون الشرق الأوسط إرشاد هورموزلو والتى أطلقها فى بداية زيارة جول أن الدور التركى فى منطقة الشرق الأوسط هو مكمل للدور المصرى، ولا يوجد تنافس بينهما على الإطلاق، بل هناك تطابق تام فى وجهات النظر وتنسيق وتشاور مستمران حول مختلف قضايا المنطقة. وقال هورموزلو إن زيارة الرئيس عبد الله جول لمصر تأتى للاطمئنان على صحة الرئيس مبارك عقب العملية الجراحية التى خضع لها مؤخرا فى ألمانيا، حيث كان جول أجرى اتصالا هاتفيا بمبارك للاطمئنان عليه، لكنه حرص على زيارته بنفسه. وأضاف: أن أغلب القضايا المتعلقة بالشئون والقضايا الإقليمية والدولية تتطابق فيها وجهات النظر بين البلدين، نافيا وجود أى تنافس أو صراع أدوار بين تركيا ومصر فى الشرق الأوسط، معربا عن امتنان تركيا البالغ للجهود التى تقوم بها مصر لإحلال السلام فى الشرق الأوسط. وأشار إلى أن تركيا ومصر جارتان، إذا لم يكن برا فإنهما تتشاطران شمال وجنوب البحر المتوسط، مضيفا أن هناك تطابقا فى وجهات النظر بين مصر وتركيا بشأن ضرورة تضافر الجهود للقضاء على الإرهاب الذى لا يستهدف بلداً بعينه أو منطقة بعينها بل يشكل خطراً على الجميع.