ولد عام 930 هـ في أيام خلافة أبيه ، وأمه روكسلان الروسية ، وتولى الحكم بعد أبيه في 9 ربيع الأول سنة 974هـ ، وبعد أن قتل أبوه ابنيه الآخرين بدسائس من زوجته روكسلان ، وقد كان ضعيفاً ، ولم يكن مؤهلاً لحفظ فتوحات والده السلطان سليمان ، ولولا وجود الوزير الفذ والمجاهد الكبير والسياسي القدير محمد باشا الصقللي لانهارت الدولة ، إذ قام بإعادة هيبتها وزرع الرهبة في قلوب أعدائها وعقد صلحاً مع النمسا وأتم توقيع معاهدة في عام 975هـ الموافق 1967 م احتفظت بموجبها النمسا بأملاكها في بلاد المجر ودفعت الجزية السنوية المقررة سابقاً للدولة كما اعترف أمراء تراسلفانيا والأفلاق والبغدان. أولاً : تجدد الهدنة مع شارل التاسع ملك فرنسا : تجددت الهدنة مع ملك بولونيا وشارل التاسع ملك فرنسا في عام 980هـ الموافق 1569م كما زادت الامتيازات القنصلية الفرنسية وجرى تعيين هنري دي فالوا – وهو أخو ملك فرنسا – ملكاً على بولونيا باتفاق مع فرنسا التي أصبحت بذلك ملكة التجارة في البحر المتوسط. وطبقاً للمعاهدات السابقة فقد قامت تلك الدولة – أي فرنسا – بإرسال البعثات الدينية النصرانية إلى كافة أرجاء البلاد العثمانية التي يسكنها نصارى وخاصة بلاد الشام وقامت بزرع محبة فرنسا في نفوس نصارى الشام مما كان له أثر يذكر في ضعف الدولة ، إذ امتد النفوذ الفرنسي بين النصارى وبالتالي ازداد العصيان وتشجعوا على الثورات فكان من أهم نتائج ذلك التدخل الاحتفاظ بجنسية ولغة الأقليات النصرانية حتى إذا ضعفت الدولة العثمانية ثارت تلك الشعوب مطالبة بالاستقلال بدعم وتأييد من دول أوروبا النصرانية. إن اقتناع الدول الأوربية بكون "نظام الامتيازات الأجنبية حقاً من حقوقها الطبيعية هو الذي دفع فرنسة لإرسال جنودها لمساعدة البندقية التي كان السلطان مراد الرابع (1624 – 1640م) يحاربها ، كما أرسلت سفيرها برفقة عمارة بحرية لإرهاب الدولة العلية ومطالبتها بتجديد الامتيازات. لكن الصدر الأعظم حينئذ والذي كان ما زال يمتلك قراره السياسي ، أخبر السفير (بأن المعاهدات هذه ليست اضطرارية واجبة التنفيذ ذلك لكونها منحة سلطانية فحسب ، الأمر الذي جعل فرنسة تتراجع عن تهديداتها وتتحايل لدى السلطان ليوافق من جديد على تجديد نظام الامتيازات عام 673م ، مما زاد الطين بلة ، وبدل أن تتعظ الدولة العثمانية مما حدث أمر السلطان محمد الرابع (1648 – 1687م) بتفويض فرنسة حق حماية بيت المقدس تتابع بتجديد الامتيازات ، وفي كل مرة يضاف قيد جديد على السلطنة ففي تجديد عام 1740م أضافت السلطنة امتيازات تجارية جديدة لفرنسة. ولكن الامتيازات تعرضت لتهديد حقيقي عندما احتل نابليون بونابرت مصر ، فقد أوقفت السلطنة العمل بها ، غير أن نابليون كان قد تراجع في الوقت المناسب حفاظاً على علاقته مع السلطنة ، وذلك حين عرض انسحاب فرنسة من مصر لقاء تجديد الامتيازات ، وقد تم ذلك بالفعل في 9 تشرين أو (أكتوبر) 1801م وأضافت السلطنة امتيازاً جديداً يقضي بمنح فرنسة حرية التجارة والملاحة في البحر الأسود. لقد كانت نتائج هذه الامتيازات وخيمة جداً على السلطنة ، ولقد بين المؤرخ اليوناني ويمتري كيتسيكس : "... إن الامتيازات حطمت اقتصاد الإمبراطورية بتحطيمها النظام الضريبي العثماني القائم على حماية التجارة المحلية ضد المنافسة الأجنبية بل هذه الامتيازات حالت دون قيام السلطنة بتنفيذ مشروعات إصلاحية واستنباط موارد مالية جديدة لمواجهة نفقات الإدارة والحكم ، لذلك أصبحت معاهدات الامتيازات الأجنبية بمثابة مواثيق مذلة للعثمانيين ما دام الأوربيون لا يخضعون للسلطات العثمانية ، فقد أصبحوا وكأنهم يشكلون حكومة داخل الحكومة العثمانية. ثانياً : حاكم خوارزم يطلب الحماية من السلطان سليم الثاني : اشتكى حاكم خورازم للسلطان سليم الثاني ، من أن شاه فارس يقبض على الحجاج الوافدين من تركستان ، بمجرد عبورهم حدوده ، وأن موسكو بعد استيلائها على استراخان منعت مرور الحجاج والتجارة ، ووضعت العقبات والعراقيل أمامهم ، لهذا طلب حاكم خوارزم ، وحكام بخارى وسمرقند من السلطان سليم الثاني أن يفتح استراخان بهدف إعادة فتح طريق الحج ، لاقى ذلك الطلب القبول لدى الدولة العثمانية ، أعد صوقللي باشا الصدر الأعظم في الدولة حملة كبرى سنة 976هـ / 977هـ / 568 – 1569م للاستيلاء على استراخان وتحويلها إلى قاعدة عثمانية للدفاع عن المنطقة وأن يصل ما بين نهري الفولجا والدون بقناة صالحة لمرور السفن لتسهل دخول الأسطول العثماني بحر الخزر (قزوين) عن طريق البحر الأسود لتمكن العثمانيين من وقف التوسع الروسي نحو الجنوب وتطرد الفرس من القوقاز وأذربيجان بل غزو فارس من الشمال ، بدلاً من مرور الجيوش العثمانية بأرض أذربيجان الوعرة ، والاتصال بالأزبك أعداء الصفويين وتتار القوم ، ومن شأن كل ذلك أن يؤدي إلى إحياء طريق القوافل القديمة المارة بأواسط آسيا من الشرق إلى الغرب. شرع العثمانيون في تنفيذ مشروع وصل نهر الدون بالفولجا ، وحل شهر جمادى الأولى 977هـ / أكتوبر 1569م حتى كان ثلث القناة قد اكتمل ، وإن يكن موسم الشتاء قد أدى إلى إيقاف العمل ، وحينئذ اقترح قائد الحملة استعمال سفن صغيرة محملة بالمدافع والذخيرة لشن الهجوم على استراخان إلا أن الحملة فشلت بسبب الظروف الطبيعية ، ومع هذا استطاع صوقللي باشا أن يحقق بعض النجاحات كتشديد قبضة السلطان على أمراء مولدافيا وولاشيا وبولندا ، وبذلك اعترضت الدولة العثمانية مرحلياً توسع روسيا شمال وغرب البحر الأسود. ثالثاً : فتح قبرص : كانت إيطاليا وأسبانيا تقدر أهمية جزيرة قبرص وشاع في أوروبا عن تكون حلف ضد السلطان ولكن لم يعمل شيء في حينه لإنقاذ قبرص من العثمانيين الذين نزلوها بقوة كاسحة ، نفذت إلى الجزيرة بدون صعوبة ووقفت مدينة فامرجستا الحصينة أمام العثمانيين بقيادة باحليون وبراجادنيو الذين واجهوا القوة العثمانية التي وصلت مائة ألف مقاتل استعمل خلالها العثمانيين جميع وسائل الحصار المعروفة ، من فر وكر ، وزرع للألغام ولم ينتج أي تأثير على الحامية ، ولو وصلت قوة مسيحية للنجدة ، لصار العثمانيون في خطر ، إلا أن المجاعة قامت بعملها ، واستسلمت المدينة في ربيع الثاني 979هـ / أغسطس 1571م. نقلت الدولة العثمانية بعد فتحها لقبرص عدداً كبيراً من سكان الأناضول الذين لا يزال أحفادهم مقيمين في الجزيرة ، ورغم ترحيب القبارصة الأرثوذكس بالحاكم العثماني ، الذي أنقذهم من الاضطهاد الكاثوليكي الذي مارسته النبدقية لعدة قرون ، إلا أن احتلال العثمانيين أثار الدولة الكاثوليكية. رسى الأسطول العثماني بعد انتهاء مهمته في ابنانجني وانصرف معظم جنوده بمناسبة حلول موسم الشتاء، حيث تتوقف ساحة المعارك في مثل هذا الوقت من السنة ، والاستعداد للسنة المقبلة. رابعاً : معركة ليبانتي : ارتعدت فرائص الأمم المسيحية من الخطر الإسلامي العظيم الذي هدد القارة الأوربية ، من جراء تدفق الجيوش العثمانية براً وبحراً فأخذ الباب بيوس الخامس (1566 – 1572م) يسعى من جديد لجمع شمل البلاد الأوروبية المختلفة وتوحيد قواها براً وبحراً تحت راية البابوية وقد كتب يقول : "... إن السلطنة التركية قد تبسطت تبسطاً هائلاً بسبب نذالتنا " عقد البابا بيوس الخامس وفيليب الثاني ملك أسبانيا وجمهورية البندقية معاهدة في أوائل 979هـ/ مايو 1571م ، تعهدوا فيه بالقيام بهجوم بحري ضد العثمانيين شارك في التحالف كذلك بعض المدن الإيطالية ، فارتبطت توسكاني وجنوة وسافوي ، وبعض الإيطاليين في الحلف المقدس ، وأرسل البابا إلى ملك فرنسا يريد العون : فاعتذر شارل التاسع بحجة ارتباطه بمعاهدات مع العثمانيين ، فأجابه البابا طالباً منه التحلل من مواثيقه هذه ، ولم تمض سوى أيام قليلة حتى نقض الإمبراطور عهوده ومواثيقه التي أبرمها مع العثمانيين واتجه نحو إيفان ملك الروس يطلب إجابته نفير الحرب ووجد تباطؤاً عند ملك بولونيا واختير (دون جوان) النمساوي قائداً للحملة وجاء في أحد بنود المعاهدة النصرانية : "إن البابا بيوس الخامس وفيليب ملك أسبانيا وجمهورية البندقية يعلنون الحرب الهجومية والدفاعية على الأتراك لأجل أن يستردوا جميع المواقع التي اغتصبوها من المسيحيين ومن جملتها تونس والجزائر وطرابلس. وسار دون جون إلى البحر الادرياتيك ، حتى وصل إلى الجزء الضيق من خليج كورنث بالقرب من باتراس وليس ببعيدة عن ليبانتو والذي اسمها أعطي للمعركة. كان من رأي قادة الأسطول الإسلامي الإفادة من تحصين الخليج وعدم الاشتباك بالأسطول الصليبي ، غير أن القائد العام علي باشا صمم على الخروج للمعركة معتمداً على تفوقه في عدد سفنه ، ونظم علي باشا قواته فوضع سفنه على نسق واحد من الشمال إلى الجنوب ، بحيث كانت ميمنتها تستند إلى مرفأ ليبانتو ، ومسيرتها في عرض البحر ، وقد قسمها علي باشا إلى جناحين وقلب فكان هو في القلب وسيروكو في الجناح الأيمن وبقي الجناح الأيسر بقيادة قلج علي. ومقابل ذلك نظم دون جون قواته فوضع سفنه على نسق يقابل النسق الإسلامي ووضع جناحه الأيمن بقيادة دوريا مقابل قلج علي ، وأسند قيادة جناحه الأيسر إلى بربريجو مقابل سيروكو وجعل دون نفسه لقيادة القلب وترك أسطولاً احتياطياً بقيادة سانت كروز. خامساً : احتدام المعركة : احتدمت المعركة في 17 جمادى الأولى سنة 979هـ / 17 أكتوبر 1571م أحاط الأسطول الإسلامي بالأسطول المسيحي وأوغل العثمانيون بين سفن العدو ، ودارت معركة قاسية أظهر فيها الفريقان بطولة كبيرة وشجاعة نادرة ، وشاءت إرادة الله هزيمة المسلمين ففقدوا ثلاثين ألف مقاتل وقيل عشرين ألفاً ، وخسروا 200 سفينة حربية منها 93 غرقت والباقي غنمه العدو وتقاسمته الأساطيل النصرانية المتحدة وأسر لهم عشرة آلاف رجل واستطاع قلج علي إنقاذ سفنه واستطاع كذلك المحافظة على بعض السفن التي غنمها ومن بينها السفينة التي تحمل علم البابا ، رجع بها لاسطنبول التي استقبلته استقبال الفاتحين ، رغم الشعور بمرارة الهزيمة وبادر السلطان سليم الثاني أثر ذلك بترفيع قلج على إلى رتبة قائد البحرية العثمانية " قبودان باشا" ، مع الاستمرار في منصبه كبيرلبك للجزائر. سادساً : أثر ليبانتو على أوروبا والدولة العثمانية : احتفلت القارة الأوربية بنصر ليبانتو ، فلأول مرة منذ أوائل القرن الخامس عشر تحل الهزيمة بالعثمانيين فهلل الأوروبيون وكبروا لذلك الانتصار وأقيمت معالم الزينات في كل مكان وأفرطت في التسبيح بحمد دون جون أمير الأساطيل المتحدة الذي أحرز هذا الانتصار ، إلى حد أن البابا لم يتورع عن القول أثناء الاحتفال في كنيسة القديس بطرس ، بمناسبة هذا النصر : (إن الإنجيل قد عنى دون جون نفسه ، حيث بشر بمجيء رجل من الله يدعى حنا) وظل العالم المسيحي ومؤرخوه ينوهون بهذا النصر البحري ، حتى أن القواميس المدرسية الحديثة لا تذكر ثغر ليبانت ، إلا وتذكر معه دون جون المشار إليه على اعتبار أنه أنقذ المسيحية من خطر كان يحيق بها. لقد فرح البابا فرحاً عظيماً على الرغم من عدم ارتياحه لأن عدوه لا يزال عظيماً مرهوب الجانب وحاول إثارة شكوك الشيعة الاثنى عشرية الصفوية ضد العثمانيين مستغلاً بعض الضغائن والمشكلات والاختلاف العقائدي ، فأرسل إلى الشاه طهماسب ملك العجم ومن جملة ما قال له : "لن تجد أبداً فرصة أحسن من هذه الفرصة لأجل الهجوم على العثمانيين ، إذ هم عرضة للهجوم من جميع الجهات". وأرسل يستعدي ملك الحبشة وإمام اليمن على الدولة العثمانية ولكن المنية عاجلته. إن نتيجة معركة ليبانتو ، كانت مخيبة لآمال العثمانيين ، فقد زال خطر السيادة العثمانية في البحر المتوسط ، ومع زوال الخطر زال الخوف الذي كان قوياً، للمحافظة على حلف مقدسي دائم واستعاد الحسد والغيرة نشاطه بين الدول المسيحية. إن أهمية ليبانتو كانت عظيمة وأسطورة عدم قهر العثمانيين قد اختفت ولم تعد للوجود ثانية على أقل تقدير في البحر ، وأزيح ذلك الخوف عن قلوب حكام إيطاليا ، وأسبانيا ، وتزعزع تأثير الدولة العثمانية على سياسة القوى الغربية لأوروبا ، إذ كانت من الحقيقة القوات العثمانية هائلة في كل المجال البري ، والمجال البحري ، كما أن الانتصار المسيحي في ليبانتو 1571 كان إشارة لتحضير حاسم في ميزان القوة البحرية في البحر المتوسط ، كما أنه أنهى عصراً من عصور العمليات البحرية الطموحة في البحر المتوسط ، والتي تكاليفها باهظة. لم يعد يفكر العثمانيون بعد تلك الهزيمة في إضافة حلقة أخرى إلى سلسلة أمجادهم البحرية ، إذ كان هذا الانكسار نقطة البداية نحو توقف عصر الازدهار لقوة الدولة البحرية. سابعاً : ظهور أطماع فرنسا في الشمال الأفريقي : كانت معركة ليبانتو فرصة مواتية لإظهار طمع فرنسا نحو المغرب الإسلامي ، إذ بمجرد انتشار خبر هزيمة الأسطول العثماني في تلك المعركة قدم ملك فرنسا شارل التاسع مشروعاً إلى السلطان العثماني (980هـ/1572م) ، وذلك بواسطة سفيره باسطنبول ، يتضمن طلب الترخيص لحكومته في بسط نفوذها على الجزائر ، بدعوى الدفاع عن حمى الإسلام والمسلمين بها وأن فرنسا مستعدة في مقابل ذلك دفع مغرم للباب العالي ، فأعرض السلطان عن السفير الفرنسي ولم يهتم به ، ومع ذلك أوغلت فرنسا طموحها وألحت على طلبها وسلكت للتوصل إلى هدفها مسالك دبلوماسية عديدة ، حتى تحصلت على امتيازات خاصة ، في السقالة وأماكن أخرى على الساحل الجزائري وتصريح من السلطان بإقامة مراكز تجارية. ثامناً : إعادة بناء الأسطول العثماني : قبل القبودان باشا قلج علي ، بهمة ونشاط متزايد ، على تجديد الأسطول العثماني ، وتعويض ما فقد منه ، وما حل صيف 980هـ/1572م ، حتى قد هيأ مائتان وخمسون سفينة جديدة ، وخرج قلج علي بأسطوله في البحر ، وارتاعت البندقية من هذا الاستعداد البحري ، فطلبت الصلح من الدولة العثمانية بشروط مخزية إذ تنازلت لها عن جزيرة قبرص، كما دفعت غرامة حربية قدرها ثلاثمائة ألف دوكه ، ولكن هذا النشاط كان من قبيل اليقظة التي تسبق فترة الاحتضار البحري ذلك لأن الدولة انصرفت إلى حروب متواصلة ، نشبت بينها وبين النمسا وحليفاتها من جهة ، وبينها وبين فارس من جهة أخرى كما أنها انشغلت بإخماد الثورات الداخلية المستمرة. تاسعاً : احتلال تونس : كان فيليب الثاني قد تشجع لاحتلال تونس بسبب لجوء السلطان الحفصي أبي العباس الثاني الذي حكم تونس 942- 980 / 1535 – 1572م إليه ، وطلب منه المساعدة في إخماد الثورات بإعطائهم امتيازات كبيرة ، وتتيح لهم سكنى جميع أنحاء تونس ، وتتنازل عن عناية وبنزرت وحلف الواد ، فرفض أبو العباس الشروط ولكن أخاه محمد بن الحسين قبلها ، بعد ذلك خرج دون جون بأسطوله من جزيرة صقلية في رجب 981هـ أكتوبر 1573م ، على رأس أسطول مكون من 138 سفينة تحمل خمسة وعشرون ألف مقاتل ، ونزل بقلعة حلق الواد التي كانت تحتلها أسبانيا ، ثم باغت دون جون تونس واحتلها وخرج أهلها بوادي تونس فارين بدينهم من شر الأسبان ، كما انسحب الحاكم العثماني إلى القيروان ، وكانت أوروبا قد أدركت أنها لا تستطيع أن تقضي على الدولة إلا مجتمعة. عاشراً : قلج علي واستعداداته الحربية : اهتم قلج علي بتسليح البحارة وتدريبهم على الأسلحة النارية الحديثة ، وقد لفت هذا النشاط البحري أنظار كل المقيمين الأجانب ، وازدادت مكانة قلج علي حتى أن البابا نصح فيليب الثاني ملك اسبانيا أن يسعى لإغرائه وذلك بمنحه راتباً من عشرة آلاف وإقطاعية من مملكة نابلس أو غيرها من ممتلكات العرش الأسباني ويتوارثها نسله من بعده، مع لقب كومت أو ماركيز أو دوق، كما شمل المشروع أيضاً منح امتيازات مماثلة لاثنين من مساعديه ، وكان البابا يدرك أن مثل هذه المحاولة أن لم تنجح فإنها على الأقل ستثير شكوك السلطان على قلج علي وهو الشخص الوحيد القادر على دعم أمور السلطنة ولكن هذه المحاولة فشلت وكانت النتيجة أنها أثارت غضب قلج علي بدلاً من أن تقربه ، وأنه لا يمكن شراء أمانة المسلم المجاهد إذ أنه وجوده في خدمة الدولة إنما كان يعني أنه وهب نفسه لسبيل الله ، وهذا ما سارت عليه الدولة في سياستها في جميع فتوحاتها ، ولعل ذلك كان سبباً مباشراً في سرعة الفتح ونجاحه ، في كل الأقاليم والميادين التي طرقتها الدولة ، وكان العثماني في أي موقع يخدم الدولة بكل إخلاص وما خدمته تلك، إلا خدمة للإسلام. الحادي عشر : السلطان سليم يصدر أوامره لإعادة تونس : أصدر السلطان سليم الثاني أوامره إلى وزيره سنان باشا وقبودانه قلج علي بالاستعداد للتوجه إلى تونس ، لفتحها نهائياً ، وإعادة نفوذ الدولة العثمانية إليها ، كما صدرت نفس الأوامر والتوجيهات لبقية الأقاليم بتحضير الجنود والذخيرة ، والمؤن والجنود مع مائتين وثلاث وثمانين سفينة مختلفة الأحجام ، كما أكد على المكلفين بالخدمة في الأناضولي والروم يلي بالاشتراك في السفر بحراً ، كما أحضر المجدفين اللازمين للأسطول ، وأنذر من لا يحضر من المجدفين بالفصل من مناصبهم على أن لا يسند إليهم في المستقبل أي عمل ، وبينما كان الأسطول يتأهب ، أخذ حيدر باشا الحاكم العثماني في تونس والذي انسحب للقيروان في حشد المجاهدين من الأهالي الذين التفوا حوله. أبحر الأسطول العثماني بقيادة سنان باشا وقلج علي في 23 محرم 982هـ / 14 مايو 1574م ، فخرج من المضائق ونشر أشرعته في البحر الأبيض ، فقاموا بضرب ساحل كالابريا ، مسينا ، واستطاع العثمانيون أن يستولوا على سفينة مسيحية ومن هناك قطعوا عرض البحر في خمسة أيام ، في هذا الوقت وصل الحاكم العثماني في تونس حيدر باشا ، كما وصلت قوة من الجزائريين بقيادة رمضان باشا ، وقوة طرابلس بقيادة مصطفى باشا ، كما وصل ثمة متطوعين من مصر. بدأ القتال في ربيع سنة 981هـ/ 1574م ، ونجح العثمانيون في الاستيلاء على حلق الواد ، بعد أن حوصروا حصاراً محكماً وقامت قوات أخرى بمحاصرة مدينة تونس ، ففر الأسبان الموجودين فيها ومعهم الملك الحفصي محمد بن الحسن إلى البستيون ( قلعة بناها الأسبان بجانب تونس ) التي بالغ الأسبان في تحصينها وجعلوه من أمنع الحصون في الشمال الأفريقي . توجه العثمانيون بعد تجمع قواتهم إلى حصار البستيون ، وضيق العثمانيون الخناق على أهلها من كل ناحية ، وباشر الوزير سنان الحرب بنفسه كواحد من الجند حتى أنه أمر بعمل متراس يشرف منه على قتال من في البستيون ، كما كان ينقل الحجارة والتراب على ظهره مثل الجنود ، فعرفه أحد أمراء الجنود فقال له: ما هذا أيها الوزير؟ نحن إلى رأيك أحوج منا إلى جسمك ، فقال له سنان: لا تحرمني من الثواب. وشدد سنان باشا في حصاره على البستيون حتى استطاع فتحه. لجأ الحفصيون إلى صقلية حيث ظلوا يوالون الدسائس والمؤامرات والتضرعات لملوك اسبانيا سعياً لاسترداد ملكهم ، واتخذهم الأسبان آلات طيعة تخدم بها مآربهم السياسية حسبما تمليه الظروف عليهم ، وقضى سقوط تونس على الآمال الاسبانية في أفريقيا وضعفت سيطرتها تدريجياً حتى اقتصرت على بعض الموانئ مثل مليلة ووهران والمرسى الكبير ، وتبدد حلم الأسبان نحو إقامة دولة اسبانية في شمال أفريقيا وضاع بين الرمال. الثاني عشر: السلطان سليم الثاني يرسل حملة كبرى إلى اليمن : اضطربت الأحوال في اليمن مع ظهور الزعيم الزيدي المطهر الذي كاتب أهل اليمن ودعاهم للخروج عن طاعة السلطان العثماني فاجتمعت القبائل لدى المطهر الذي دخل صنعاء بعد أن ألقى بالعثمانيين هزيمة ساحقة ، وشعرت الحكومة العثمانية بخطورة الموقف وقررت إرسال حملة كبرى إلى اليمن بقيادة سنان باشا ، وقد اهتم السلطان العثماني سليم الثاني اهتماماً كبيراً بإرسال تلك الحملة ، لأن اليمن كان يمثل جزءاً هاماً من استراتيجية العثمانيين في البحر الأحمر ، وهي غلق هذا البحر أمام الخطر البرتغالي ، علاوة على ذلك يكون درعاً قوياً للحجاز ، وقاعدة للتقدم في المحيط الهندي. وصل الوزير العثماني سنان باشا إلى مصر تنفيذاً لأوامر السلطان ، وهناك اجتمعت لديه الجنود في كافة الأنحاء ، حتى أنه لم يبقى في مصر إلا المشايخ والضعفاء. تحركت الحملة ووصلت إلى ينبع واستقبله هناك قاضي القضاة في مكة ، وعند وصوله إلى مكة المكرمة استقبله أهلها ودخلت الجيوش العثمانية معه ، وكأن جنود مصر انتقلت إلى مكة بالإضافة إلى جنود الشام وحلب وفرمان ومرعش ، وضبط سنان باشا الجنود ، وأجرى الصدقات وأحسن على العلماء والفقهاء ، ومكث عدة أيام في مكة وغادرها إلى جازان ، وعندما اقترب منها هرب حاكمها من قبل الإمام الزيدي المطهر ، وأقام سنان باشا في جازان ، فأقبلت عليه العربان يطلبون الطاعة وكان منهم أهل صبيا ، فأكرمهم سنان باشا وخلع عليهم وكساهم ، كما أقبلت عليه وفود عربان اليمن وبذلوا الطاعة طالبين الأمان. أسرع سنان باشا إلى تعز بعد أن ضبط جازان ؛ إذ بلغه أن الوالي العثماني في تعز ومن معه من الجنود في ضيق من أمرهم بسبب قطع عرب الجبال عليهم الميرة ، وحصل عليهم المجاعة ، فقطع الوزير سنان باشا المسافة في غاية السرعة ، ونزل خارج تعز ، وانتشر جنوده في جبالها ، ولما شاهد الزيديون كثافة ذلك الجيش اعتصموا بأحد الجبال المسمى الأغبر. قام سنان باشا وجزء من جيشه بمتابعة الزيود في جبل الأغبر ، وتمكنوا منه ، عند ذلك خرج الزيود من مخابئهم لمواجهة العثمانيين ، فانهزم الزيود وولوا هاربين ، فأنعم سنان باشا على جميع الجنود العثمانيين. الثالث عشر: الاستيلاء على عدن : جهز سنان باشا حملتان وذلك للاستيلاء على عدن ، الأولى عن طريق البحر بقيادة خير الدين القبطان المعروف بقورت أوغلي ، وأخو سنان باشا ، والثانية عن طريق البر بقيادة الأمير حامي وبرفقته عدد من الفرسان. وكان حاكم عدن قاسم بن شويع من قبل الإمام الزيدي المطهر ، قد أظهر شعار الزيدية ، فكرهه أهالي عدن لأنهم شافعيون ، ثابتون على الكتاب والسنة ، وبنى مدرسة باسم مطهر يدرس فيها بعض من مذهب الزيدية ، كما استدعى البرتغاليون الذين أرسلوا سفينة وعليها عشرين جندياً ، فأطلعهم قاسم إلى القلعة وأراهم ما فيها من العدد والآلات ، وأعطاهم المدافع ليدافعوا عن عدن من جهة البحر ، ويكون البر للزيدية وأشياعهم إلا أن خير الدين القبطان سبق إلى عدن ، ورأى من وسط البحر عشرين شراعاً للمسيحيين قاصدة عدن ، ولما تحقق خير الدين من ذلك توجه بسفنه إليهم فولوا هاربين، وتتبعهم خير الدين حتى اطمأن على ذلك. لما عاد خير الدين إلى الساحل وأنزل مدافعه فوجهها نحو قلعة عدن منتظراً القوة البرية لتتم محاصرة عدن ففاجأهم الزيود ، وإذا بالأمير ماحي قد وصل وأحاطوا بعدن من كل جانب ، فهجموا عليها هجمة واحدة ودخلوا عليها من كل جانب ، وأعطى خير الدين الأمان للأهالي الذين جاءوا بقاسم بن شويع وولده وذويه ، وإذا بشخص منهم تقدم ليقبل يد خير الدين ، فضربه بخنجر في بطنه وجرح خير الدين على أثرها ، وتقدم الأمير ماحي ، وقطع رأس بن شويع لاتهامه بهذه الخيانة ، وأراد قتل ولده وجميع أتباعه فمنعه الأمير خير الدين عند ذلك ، فرح لذلك الفتح الوزير سنان باشا وشاركه في ذلك الجنود ، وزينوا زبيد وتعز وسائر الممالك السلطانية في اليمن ، ثم عين الوزير سنان باشا ابن أخته الأمير حسين ، وأرسل معه مائتين من الجنود، ورقى جميع الجنود الذين فتحوا عدن. الرابع عشر: دخول صنعاء : فرغ سنان باشا في هذا الوقت من جنوب اليمن ، فاتجه نحو ذمار وأمر بسحب المدافع لحصار صنعاء ، فجهز المطهر نفسه للانسحاب منها ، ونقل ما فيها من الخزائن ، وتقدم سنان باشا نحو صنعاء بعد أن وعد أهلها بالأمان فاطمأنت قلوبهم واختاروا عدداً منهم لمقابلته ، فأكرمهم سنان ودخل صنعاء بعد ذلك إلا أنه لم يستقر فيها بل نهض بجيوشه الجرارة لحرب كوكبان وثلا ؛ لأن سنان باشا رأى أنه لن يتمكن من السيطرة على اليمن بأكمله إلا بالقضاء على مقاومة المطهر وأتباعه ، فأخذ يوالي حشد قواته ، وتبعه في ذلك الوالي العثماني ، ودامت الحرب سجالاً ما يقرب من عامين ، انتهت بموت الإمام الزيدي المطهر في مدينة ثلا سنة 980هـ/ 1573م . وقد أتاح موت المطهر للعثمانيين مزيداً من السيطرة وبسط النفوذ حتى تمكن الوالي العثماني حسن باشا من الاستيلاء على ثلا ومدع وعفار وذي مرمر والشرفين الأعلى والأسفل وصعدة مركز الإمامة الزيدية ، فقضى بذلك على حركة المقاومة اليمنية فترة من الوقت ، واستطاع حسن باشا أن يأسر الإمام الحسن بن داود الذي استحوذ على الإمامة بعد وفاة المطهر. لقد تحولت سياسة الدولة العثمانية بعد معركة ليبانتو 979هـ/ 1571م إلى أن تكون الأولوية للمحافظة على الأماكن المقدسة الإسلامية أولاً ، ثم البحر الأحمر والخليج العربي كحزام أمني حول هذه الأماكن ، وتطلب ذلك منها أسطولاً قادراً على أن يقاوم البرتغاليين. استطاعت الدولة العثمانية أن تبني درعاً قوياً ، حمى الأماكن المقدسة الإسلامية من الهجمات المسيحية ، ومع ذلك الدرع فقد احتفظ السلطان بحرس عثماني خاص في مكة المكرمة والمدينة المنورة وينبع ، كما أقامت الدولة العثمانية محطات حراسة بجوار آبار المياه على طول الطريق بين مصر وسوريا ومكة المكرمة لحماية القوافل ، كما قررت الدولة أن يكون الوالي في جدة ممثلاً للباب العالي في الحجاز ، وعرف الحجاز في العصر العثماني بثنائية السلطة ، وقررت الدولة أن تقسم حصيلة الرسوم الجمركية التي تجمع من السفن في ميناء جدة بين الوالي العثماني وشريف مكة المكرمة. الخامس عشر: دفاع عن السلطان سليم ووفاته رحمه الله : وصف المستشرق " كارل بروكلمان " السلطان سليم الثاني بأنه اشتهر باسم السكير ، وبارتكابه المعاصي والذنوب والكبائر وبمصاحبته صحبة السوء والفسق والعصيان ، وتأثر بهذه التهم الدكتور عبدالعزيز الشناوي رحمه الله ورد الدكتور جمال عبد الهادي على هذه الاتهامات فقال: 1- شهادة الكافر على المسلم مردودة ، فكيف يسمح الكتاب من أبناء المسلمين لأنفسهم بترديد مثل هذه الشهادات والافتراءات على الحكام المسلمين بدون دليل ، ألم يتعلموا في مدرسة الإسلام ، قال تعالى: { لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيراً } ( سورة النور، آية:12) ويقول سبحانه : { يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا } (سورة الحجر، آية: 6 ). 2- أن المستشرقين ومن سار على نهجهم ، دأبوا على تصوير الحكام المسلمين المجاهدين بصورة السكارى الذين لا يتورعون عن ارتكاب المحرمات ، بل دأبوا على النيل من دين الله ، والأنبياء والرسل - عليهم السلام -، فكيف نأخذ عنهم مع علمنا بأنهم غير أمناء. ثم ذكر أهم أعمال السلطان سليم الثاني التي تدل على نفي التهم التي ألصقت به وتقدم بنصيحة إلى أساتذة التاريخ الذين لا يتحرون الصدق والأمانة العلمية فقال: " نصيحة إلى أولئك الذين لا يتحرون الحقيقة ، ويرمون الناس في دينهم وخلقهم دون بينة أو دليل ، أن يتبينوا وليضعوا في الاعتبار أن القذف جريمة ، وعليه تقام الحدود ، آمل أن ينتبه أساتذة التاريخ ويتورعوا على إيراد أي شبهة أو تهمة تتصل بأي شخص دون دليل أو بينة.. وليضعوا في الاعتبار أن الله يزن الحسنات ، ويزن السيئات ، ولا يزن السيئات فقط دون الحسنات ، والمؤرخ يجب أن يستشعر هذا ، ويدرك أن الكلمة أمانة وهي شهادة أمام الله عز وجل - ومن هنا يلزمه التأكد من الخير قبل أن يورده في كتابه ). إن الدارس لتاريخ الدولة العثمانية في عهد السلطان سليم الثاني يدرك مدى القوة والهيمنة التي كانت عليها الدولة " طلب نائب البندقية الصليبية في " استانبول " - في أعقاب معركة ليبانتو، وتحطم الأسطول العثماني مقابلة الصدر الأعظم، " محمد صوقلو باشا " ليسبر غوره ويقف على اتجاهات السياسة العليا للدولة العثمانية تجاه البندقية ، وقد بادره الصدر الأعظم قائلاً: إنك جئت بلا شك تتحسس شجاعتنا وترى أين هي ، ولكن هناك فرق كبير بين خسارتكم وخسارتنا ، إن استيلاءنا على جزيرة " قبرص " كان بمثابة ذراع قمنا بكسره وبتره ، وبإيقاعكم الهزيمة بأسطولنا لم تفعلوا شيئاً أكثر من حلق لحانا ، وإن اللحية لتنمو بسرعة وكثافة تفوقان السرعة والكثافة اللتين تنبت بهما في الوجه لأول مرة ". وقد قرن الصدر الأعظم قوله بالعمل الفوري الجاد ، وإنصافاً للسلطان سليم الثاني فإنه قد أبدى تحمساً شديداً لإعادة بناء الأسطول العثماني ، فقد تبرع بسخاء من ماله الخاص لهذا الغرض ، كما تنازل عن جزء من حدائق القصر السلطاني لتبني فيه أحواض السفن للتعجيل بإنشاء وحدات بحرية جديدة ، واستطاع الأسطول الجديد أن يعاود جولاته في البحر المتوسط. إن هذا الموقف يؤكد أن الإدارة القوية ليست مجرد حماس ، وإنما لابد وأن يقترن ذلك بالعمل الجاد الذي أثمر إعادة بناء الأسطول في فترة وجيزة ، وفي هذا دليل أيضاً على الرخاء الذي كانت تعيش فيه الأمة، ما فرضت الضرائب ، وما صودرت أموال ، ولا قالوا موتوا جوعاً لأنه لا صوت يعلو على صوت المعركة ، لقد أنفق السلطان سليم من ماله ومال أسرته لأنه تعلم من مدرسة الإسلام ، قال تعالى: { وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوف إليكم وأنتم لا تظلمون } ( سورة الأنفال، آية: 60 ). وفاته : إن مؤرخي الغرب ذكروا أن سبب وفاة السلطان سليم الثاني الإفراط الشديد في تناول الخمر ، إلا أنّ المؤرخين المسلمين يذكرون أن سبب وفاته انزلاق قدمه في الحمام فسقط سقطة عظيمة مرض منها أيام ثم توفي عام 982هـ. المرجع : التاريخ الإسلامي لمحمود شاكر 8/125 ، والدولة العثمانية لعلي الصلابي ، ص 443