الذلُّ هو أن تلعب بلا أمل، ليس بالضرورة أن تفوز، لكن ألا تكون خسارتك مدوية، أن تكون طبيعية ومعروفة بل ومتوقعة!!.. هذا هو الذلُّ بعينه، والذلُّ أن تعيش بلا أمل، كما تعيش الحشرات في دورتها الأزلية، والذلُّ أن تهوى بلا أمل كما يقول الشاعر، لكنه أهون أنواع الذل وأكثرها مشروعية، والأمل ليس صعباً، يأتي من القلب القوي، وينضج في العقل المتوثب، وتنفِّذه الإرادة الطيبة، فإذا كنت بلا مراتب فلا تبتئس، وإذا كنت بلا مناصب فلا تزعل، وإذا كنت بلا إمكانيات فلا تيأس، وإذا كنت بلا أحباب فلا تنق، وإذا كنت بلا أصحاب فلا تغضب، وإذا كنت بلا أموال فلا تتذمَّر، حتى إذا كنت بلا أحلام فلا تنمْ، فقط انتبه إلى نفسك جيداً، افحص جيوب كيانك جيداً، وتأكد إذا ما كان الأمل ما زال معك، فإذا كان الأمل معك فابتسم، أنت عزيز، فالأمل يعطيك الحلم، والحلم يعطيك العمل، والعمل يعطيك ما تشاء، لكن وجود الأمل معك ليس بمسألة سهلة، كما أنَّ سرقته ليست بصعبة أبداً، فهو معرَّض للانتهاك، معرّض للسلب، معرّض للنهب، ولكي تحافظ عليه عزيزي العزيز عليك أن لا تظهره، أن لا تعلن عنه، أن لا تتغنَّى به، فأملكَ هو شخصيتك الغامضة، هو مكمن ما يسمونه بالجاذبية، هو حضورك، هو سرّك الذي لا يمكن لثانٍ أن يعرفه، هو ما يعطي المشروعية لحياتك كلها أنت الإنسان، هو ما يجعلك عزيزاً، أما إذا أردت أن تجرّب الذل فجرّبه في أحلى مواقعه، في الهوى والحب، وغنِّ مع الشاعر أهواكَ بلا أملِ، وابكِ مع غوار يضرب الحبّ شو بيذل، لكن لا تلعب بلا أمل، وابتسم.. فأنت عزيز __________________ نحن نصنع من أرواحنا خبزاً يأكله الجميع ؛ وبقايا الأيام نقتسمها معاً!!.