واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- كشف مسؤول رفيع بوزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" لـCNN الأربعاء، أن الجندي الأمريكي المحتجز حالياً، برادلي مانينغ، هو المشتبه به الرئيسي في تسريب عشرات الآلاف من الوثائق السرية الخاصة بعمليات الجيش الأمريكي في أفغانستان.
ويُعتقد أن مانينغ، البالغ من العمر 22 عاماً، والذي يواجه ثمانية اتهامات بانتهاك القواعد الجنائية الأمريكية بنقل بيانات سرية، تمكن من الحصول على أكثر من 90 ألف وثيقة سرية، بالإضافة إلى حسابات بريد إلكتروني، ونشرها على الانترنت، حسبما أفاد المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته نظراً لاستمرار التحقيق بالقضية.
وكان الناطق باسم البنتاغون قد ذكر لـCNN في وقت سابق الثلاثاء، أن اللجنة الخاصة للتحقيق في مدى سرية الوثائق المُسربة، خلصت إلى أنها ليس فيها أي مواد تحمل "تصنيفاً سرياً عالياً"، فيما أصدر الرئيس الأفغاني، حامد كرزاي، أوامره إلى وزارة الخارجية لتفحص كامل المواد المنشورة ودراسة طبيعتها.
بالتزامن، قال جوليان أسانغ، المشرف على موقع "ويكي ليكس" الذي سرّب الوثائق لـCNN إن لديه 15 ألف مستند إضافي، يعتزم نشرها خلال فترة قريبة بعد إجراء عمليات مراجعة عليها لحذف أسماء أشخاص منها، بحيث لا يطالهم أي تهديد.
ويُعد نشر تلك الوثائق أكبر عملية تسريب استخباراتية في تاريخ الولايات المتحدة، مقارنة بالكشف عن حقبة حرب فيتنام في "أوراق البنتاغون"، حيث علق دانيال ألسبيرغ، مسؤول البنتاغون الذي سرب أسرار حرب فيتنام، بقوله: "لم نشهد تسريباً غير مصرحاً به بهذا الحجم منذ 39 عاماً." يُذكر أن القضاء الأمريكي كان قد وجه رسمياً، في السادس من يوليو/ تموز الجاري، تهمة "تسريب مواد سرية" إلى الجندي برادلي مانينغ، أحد أفراد الجيش الأمريكي بالعراق، للاشتباه بدوره في تقديم شريط فيديو يظهر قيام مروحية أمريكية بعملية قصف، اتضح أنها أدت إلى مقتل مدنيين.
وقرر القضاء العسكري توجيه ثمانية اتهامات جنائية إلى الجندي الذي اعتقل في قاعدة أمريكية بالكويت، وشملت الاتهامات "التسريب غير المشروع لفيديو يصوّر عملية وقعت في بغداد عام 2007، عبر نقل نسخة من التسجيل إلى كمبيوتره الشخصي."
ويصور شريط الفيديو عملية القصف التي نفذتها مروحية من طراز أباتشي، وأدت إلى مقتل 12 مدنياً في يوليو/ تموز 2007، بينهم اثنان من مراسلي وكالة أنباء رويترز.
وجاء توقيف مانينغ، وهو متخصص بتحليل المعطيات الاستخبارية، بعدما كشف موقع إلكتروني هويته، مشيراً إلى أنه أكد لأحد قراصنة الانترنت بأنه هو المسؤول عن تسريب الشريط، إلى جانب مجموعة أخرى من الوثائق لموقع "ويكي ليك."
وبحسب المصادر، فإن موقع "ويكي ليك" يخضع لمراقبة الاستخبارات التي وصفته بأنه "أحد المخاطر الممكنة التي تهدد القوات الأمريكية وجهود مكافحة حركات التمرد المسلح."
وكان الموقع الذي يُعتقد أنه يدار من قبل خمسة أشخاص، يعاونهم مئات المتطوعين، قد جذب الانتباه إليه منذ أن بدأ العمل انطلاقاً من موقع مجهول في أوروبا، وذلك اعتباراً من يناير/ كانون الثاني 2007.
كما قام الموقع عام 2008 بتسريب مذكرة داخلية صادرة عن وزارة الدفاع الأمريكية تتعلق بالمخاطر التي يفرضها الموقع نفسه على الأمن الأمريكي جاء فيه: "النشر الأخير لوثائق سرية من الوزارة يقدم لوكالات الاستخبارات الأجنبية والتنظيمات الإرهابية المعادية وحركات التمرد الأجنبية المعلومات الضرورية لاستهداف قوات أمريكية."
ولا يعرف أحد هوية الجهات الحقيقية التي تقف خلف الموقع، إلا أن هناك شخصية واحدة معروفة تقدم نفسها للإعلام، وهو جوليان أسانغ، الذي يتولى منصب مدير الموقع.