نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية اليوم السبت رداً من السفارة المصرية على تقرير نشرته الصحيفة منتصف الشهر الجارى، زعمت فيه أن المرأة المصرية تعانى قهراً اجتماعياً، والعديد من المصاعب فى سوق العمل ومختلف مجالات الحياة. ورداً على التقرير الذى حمل عنوان "فى مصر أعباء وليس امتيازات"، أكد كريم حجاج، المستشار الإعلامى فى السفارة المصرية بواشنطن أن المرأة فى مصر تحتل مكانة بارزة فى المجتمع، وتمكنت فى الآونة الأخيرة من تحقيق نجاحات اقتصادية واجتماعية باهرة. وأوضح حجاج فى رد السفارة المصرية، أنه لا يوجد دليل على مكانة المرأة فى مصر، سوى اعتلاء ثلاث نساء لمناصب وزارية، وهن عائشة عبد الهادى، وزيرة القوى العاملة والهجرة، وفايزة أبو النجا، وزيرة التعاون الدولى، ومشيرة خطاب، وزيرة الدولة للأسرة والسكان، مشيراً إلى أن مصر بدأت فى تعيين النساء فى مناصب وزارية منذ عام 1962. وأضاف أن المرأة فى مصر تشغل 25% من أبرز المناصب الإدارية العليا و23 % من الوظائف المكتبية. وأشار إلى أن البرلمان المصرى مرر قانون العام المنصرم بموجبه تمنح المرأة 64 مقعدا فى مجلس النواب، وبالمقارنة، تحتل النساء 17% من الكونجرس. كما توقع حجاج مستقبلا مشرقا للمرأة خاصة وإن طالبات الجامعات يشكلن 49% من طلاب الجامعات والتعليم العالى. كانت نيويورك تايمز قد ذكرت فى تقريرها أن المرأة العاملة فى مصر تعانى قسوة سوق العمل الذى بات يشكل عبئا عليها، فى الوقت الذى لا تحصل إلا على النزر القليل من المميزات، مشيرة إلى أنها لا تتلقى فى المقابل سوى أجور زهيدة، بالمقارنة مع أقرانها من الرجال، فى دولة لا تزال العادات والتقاليد تحرم معظم النساء من الفرصة الجيدة، ولا تمنحهن خيارات أخرى سوى العمل مقابل القليل. ونقلت الصحيفة عن عدد من المصريات روايات تفيد بمعاناتهم من الظروف الاجتماعية والاقتصادية السيئة، وزعمت بأن "ملايين المصريات العاملات اللاتى دفعتهن الظروف والحاجة إلى عالم العمل، لم يجدوا عرفانا من المجتمع". كما استندت فى تقريرها إلى استطلاع أجراه مركز بيو للبحث بالتعاون مع إنترناشونال هيرالد تريبيون فى واشنطن أن مصر دولة تتبوأ فيها المرأة مركزا ثانيا بعد الرجل فى مجال العمل، فضلا عن أن الحقوق المتساوية مع الرجل لا تزال تعد هدفا وليس واقعا ملموسا. وقالت إن وجود المرأة على ساحة العمل لم يترجم إلى أى تحول جذرى من شأنه تغيير الموقف تجاه المرأة فى الحياة العامة.