غوانتانامو، (CNN) -- تبدأ، الثلاثاء، جلسات أول محاكمة عسكرية في عهد الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، لمحاكمة عمر خضر، أصغر معتقل في سجن غوانتانامو العسكري، الذي دفع خلال جلسة تمهيدية، الاثنين، ببراءته من كافة التهم، في محاكمة قد تستخدم فيها الاعترافات التي ادلى بها للمحققين ضده.
ورفض القاض العسكري، العقيد بات باريش ، معظم طلبات الدفاع بمنع لجنة عسكرية من الاستماع إلى اعترافات خضر السابقة ومشاهدة فيديو تظهر مقاطعه عملية اعتقال عمر في أرض المعارك بأفغانستان عام 2002، بالإضافة إلى فيديو آخر يظهر المعتقل وهو يصارع حراس السجن العسكري الواقع في خليج كوبا.
ويدفع المدعي العام، جيف غروهارينغ، بأن خضر، الكندي المولد، تبني وطبق أيديولوجية تنظيم القاعدة، وتوجه له الولايات المتحدة تهمة التآمر وقتل جندي أمريكي من القوات الخاصة.
ويرى محامي الدفاع، العميد جون جاكسون، أن خضر "جندي طفل" أجبر على القتال في أفغانستان، وانتزعت منه الاعترافات تحت الإكراه.
ويطالب جاكسون بعدم تضمين الاعترافات التي أدلى بها موكله بعد اعتقاله مباشرة في أفغانستان وتلك في غوانتانامو، ضمن الأدلة ضده كونها انتزعت تحت لإكراه وتهديده بالقتل والاغتصاب.
ووجه حديثه إلى قاض المحكمة قائلاً: "أبلغ الحكومة أنها لن تستفيد من شخص يعرض للتهديد بالاغتصاب والقتل."
وبدوره وجه دافني إيفياتار، من منظمة "هيومان رايتس فيرست" الأمريكية، الذي عين لمراقبة المحاكمة، انتقادات عنيفة للمحكمة لقبولها استخدام اعترافات خضر كأدلة ضده. وقال إيفياتار في حديث لـCNN: "كانت هناك شهادات قوية قبيل جلسة الاستماع تشير إلى تعرض خضر لانتهاكات خطيرة في السجن، هدد بالاغتصاب الجماعي كما هدد بالقتل.. ولنقول لاحقاً بأن الاستجواب من قبل أفراد من ذات الحكومة لا يسبب الرعب، أو الإرباك، على الأقل، أعتقد أن ذلك حكماً مشكوك فيه."
واعتقل خضر عام 2002، وكان يبلغ من العمر 15 عاماً، في أفغانستان بتهمة التعاون مع القاعدة وقتل جندي من أفراد القوات الأمريكية الخاصة.
وتبدأ جلسات محاكمته ، الثلاثاء، بعد رفض المحكمة الأمريكية العليا، الجمعة، الطعن الذي تقدم به الدفاع لمنع محاكمة موكله أمام لجنة عسكرية.
وقال مسؤول عسكري أمريكي، إن الحكومة، وفي حال إدانة خضر بتهم خطيرة، ستطالب بإنزال عقوبة السجن المؤبد.
وتشارك "امنستي" فرع كندا في جلسات المحاكمة، وندد أليكس نيفي، الأمين العام لمنظمة العفو الدولية كندا، بالحكومتين الأمريكية والكندية لإخفاقهما في محاكم الإرهاب.
وقال نيفي في حديث لـCNN، الأحد: " "لقد دأبت منظمة العفو الدولية على انتقاد المحاكم العسكرية بشدة، ومن اللحظة الأولى، وبرغم التحسينات المختلفة والتغييرات التي أدخلت على المر السنوات، إلا أنها تحولها، ومن وجهة نظرنا، إلى ما يمكن اعتباره عملية قانونية تلبي المعايير الدولية لمحاكمة عادلة."
وذكر أنه رغم سماح الجيش الأمريكي له بزيارة القاعدة العسكرية وحضور جلسات المحاكمة، إلا انه حظر عليه المشاركة فيها والحديث إلى خضر. وندد بموقف الحكومة الكندية لرفضها اتخاذ موقف علني ضد الولايات المتحدة أو التمسك بحق محاكمة مواطنها داخل أراضيها أو أمام محكمة مدنية أمريكية." ووجه المسؤول الحقوقي انتقادات لاذعة للحكومة الكندية : "لم تحرك ساكناً لضمان حماية حقوقه (خضر)."
وفي يناير/كانون الثاني الماضي، قضت أعلى محكمة كندية بأن حقوق خضر انتهكت عندما قام محققون كنديون باستجواب خضر ومشاطرة الإدعاء الأمريكي المعلومات التي جرى استخلاصها منه، وطلب وزير العدل الكندي، روب نيكسلون، ضمانات من الإدارة الأمريكية بعدم استخدام المعلومات أثناء محاكمة مواطنها، وفق صحيفة "تورنتو ستار" الكندية.