التزمت إسرائيل الرسمية الصمت حيال اتهامها من قبل الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله باغتيال رئيس الحكومة اللبناني الراحل رفيق الحريري، فيما تجند إعلامها للطعن بقرائن الأخير واتهامه بمحاولة إبعاد النار عنه.
وبخلاف أدائها خلال وعقب حرب لبنان الثانية امتنعت القنوات والإذاعات الإسرائيلية عن نقل خطاب الأمين العام لحزب الله، وذلك تطبيقا لتوصيات لجنة فينوغراد التي حققت بملابسات حرب تموز عام 2006 واتهمت الصحافة العبرية وقتها بالفوضى ونقل المواد الدعائية للعدو".
وأبرزت كل وسائل الإعلام العبرية ما كشفه نصر الله بشأن نجاح المقاومة برصد إرساليات طائرات التجسس قبيل كمين أنصارية عام 1997 كونه محفورا عميقا بالذاكرة الإسرائيلية حيث قتل 12 جنديا إسرائيليا وجرح اثنين واحتفظت المقاومة ببعض أشلائهم واستخدمتها في عمليات تبادل جثامين.
واعتبرت وسائل الإعلام العبرية تقديم الأمين العام لحزب الله القرائن التي تتهم إسرائيل باغتيال الحريري محاولة دفاعية يحركها ما وصفته بتضييق الخناق الدولي حول حزب الله كمشتبه به بالوقوف وراء الاغتيال.
ونقلت إذاعة جيش الاحتلال وقائع المؤتمر الصحفي لنصر الله، وقالت إنه اتهم إسرائيل بمحاولة إيقاع الفتنة في لبنان مبكرا في العام 1993 باختلاقها أكاذيب تهدف لإقناع الحريري بأن حزب الله يستهدفه.
حرب نفسية
المؤتمر الصحفي لحسن نصر الله لم تنقله إسرائيل مباشرة التزاما بتوصية فينوغراد (الجزيرة)
وحرضت الإذاعة العبرية العامة على نصر الله واتهمته بشن حرب نفسية من خلال "مؤتمر صحفي متعب تضمن فوضى معلوماتية استخدمت فيه وسائل ذكية كالموسيقى الدرامية المصاحبة لاعترافات الجواسيس ومشاهد التصوير الجوي إضافة لتعليقات معلق كاريزماتي، وذلك للإيحاء بالصدقية".
وركزت هي الأخرى على كشفه للمرة الأولى عن قدرة المقاومة التقنية على التقاط إشارات وإرساليات طائرات التجسس الإسرائيلية وتحليلها.
واتهم معلق الشؤون العربية بالإذاعة عران زينجر الأمين العام لحزب الله بعدم تقديم معلومات جديدة تلقي الضوء على اغتيال الحريري، وذلك رغم تأكيدات نصر الله في المؤتمر الصحفي بأن ما جاء به لم يكن أدلة جرمية بل معلومات وخلفيات تثير التساؤلات وتفتح الآفاق.
واختتم زنجر حملته على نصر الله بالقول "أسمح لنفسي بالخروج عن الموضوعية المتوخاة وأقول إن خطاب نصر الله يشكل إهانة لحزب الله وللشيعة وينطوي على أكاذيب تدلل على حالة توتر وضغط دون تقديم أدلة ومعطيات موضوعية".
وزعمت "يديعوت أحرونوت" عبر موقعها الإلكتروني أن نصر الله حاول إبعاد النار عنه نحو هدف معروف –إسرائيل- عقب اتهام حزب الله بقتل الحريري.
جزئية أنصارية
وركزت الصحيفة على الجزئية الخاصة بواقعة أنصارية عام 1997 واقتبست ضمن تقرير بعنوان "نصر الله: نصبنا كمينا لمغاوير البحرية بالأنصارية" حديث نصر الله عن نجاح المقاومة برصد طائرات التجسس الإسرائيلية ما مكّنها من الإجهاز على قوات المغاوير البحرية الغازية.
عميل إسرائيلي عرضت صورته ومعلومات عنه في مؤتمر نصر الله (الفرنسية)
كما أبرزت شهادة العميل الإسرائيلي أحمد نصر الله وشروحات نصر الله عن دوره في محاولات إسرائيل زرع الفتنة في لبنان منوهة لاتهامها من قبل الأمين العام لحزب الله بقتل الحريري وللقرائن التي ساقها حول الدافع والمصلحة وراء الاغتيال (إلزام سوريا بالانسحاب والتشهير بالمقاومة) إضافة لتقاليدها الطويلة في عمليات الاغتيال.
ونقل موقع صحيفة "هآرتس" الإلكتروني ملخص أقوال نصر الله ونفيه التهم الموجهة للمقاومة بقتل الحريري واتهامه إسرائيل مجددا بالجريمة.
ونوه لمحاولات إسرائيل إثارة الخلافات الداخلية في لبنان منذ توقيع اتفاق أوسلو عام 1993 وتوقف عند دور العميل أحمد نصر الله بهذا الصدد.
وزعمت "هآرتس" أن نصر الله يرمي لنفي الصلة بين حزب الله والمتهمين المفترضين من بين رجاله آملا أن يمنع انهيار الائتلاف الحاكم واستئناف الاقتتال الطائفي". المصدر: الجزيرة