الفصام: Schizophrenia
شبكة النبأ: حالة مرضية تتميز بتدمير بنية الشخصية أو (تفككها)، مسؤولة عن فقدان الاتصال بالواقعي وعن فقدان التكيف التدريجي مع الوسط.
استخدم مصطلح الفصام عام 1911، للمرة الأولى، أوجين بلولر (1857 – 1939)، الطبيب السويسري، في مقال عنوانه (الخَبَل المبكّر أو زمرة الفصامات). ويشير بلولر على هذا النحو إلى الأمراض التي كان الطبيب النفسي الألماني إميل كربيلن (1856 – 1926) قد جمعها، عام 1883، في كتابه المطوّل في الطب النفسي، في ظل مصطلح (الخَبَل المبكَر) أي: الكاتاتونيا، وفصام المراهقة، وخبل الذهان الهذائي (البارانويا).
والفصام أكثر الذهانات المزمنة شيوعاً، إنه يصيب النساء بقدر ما يصيب الرجال، ولاسيما بين السابعة عشرة والثالثة والعشرين (وهو نادر قبل الخامسة عشر ة وبعد الخامسة والأربعين) ويصيب على نحو أساسي، في رأي إرنست كرتشمر (1888 – 1964)، أولئك الأفراد من النموذج الناحل (47%) أو النموذج الشاذ (34%) والفصام مرض متواتر لأن الإحصاء في السكان جميعهم يبلغ، وفق دراسات مختلفة، 36 إلى 85 فصاماً في 10.000نفس.
ويبدو أن الوراثة تتدخل في نشوء الفصام، ويقدر عدة مؤلفين احتمال الوراثة، تقديراً إجمالياً، بنحو 10% (ك. بلانانسكي، 1955: 10%؛ فون فيوشوير، 1939: 10.8%) وهذا الاحتمال، بحسب الإحصاءات الإسكندينافية التي نشرتها منظمة الصحة العالمية (1964) يبلغ 7 إلى 16% بالنسبة إلى الأقارب القريبين (أخوة، أخوات، آباء) وأطفال الفصامي، ويبلغ 40الى 60 بالمئة بالنسبة لأطفال أبواهم مصابان بالفصام. ولا يبلغ الاحتمال الأخير، في رأي إلساسر (1952) سوى 20%. ويظهر الموروث الوراثي أيضاً، ظهوراً أبرز، في الدراسات التي تناولت التوائم الحقيقيين، الذين يوجد لديهم تطابق يُقدرّه بـ76.3% إ. سلاتر (1953)، بـ86.2% حسب تقدير ف.ج. كالمان (1950).
ويبدو أيضاً أنه يوجد استعداد مسبق طبعي لهذا المرض، يظهر على وجه الخصوص لدى أفراد ذوي حساسية مفرطة، منطوين، مغلقين، حالمين وعنيدين. وثمة أعمال عديدة جارية تنشد البحث عن وجود، أو عدم وجود، ترابط بين نسبة الأندورفين (ل. تيرينيوس، د. وايد)، والسيروتونين، أو ضروب غدّية من الخلل (أيض الأدرينالين)، ولكن نتائج هذه الأعمال تظل أيضاً غير مؤكدة. أما التقصيات الخاصة بالوجود المحتمل لآفات تشريحية نوعية، فإنها بانت، حتى الوقت الراهن، سلبية، ويلح، على العكس، عدة مؤلفين أجروا دراسات اجتماعية سيكولوجية لـ(الوسط) الذي يعيش فيه الفصامي أو كان قد ترعرع فيه، على أهمية هذا العامل، ولاسيما على العلاقات التي يقيمها المريض مع أعضاء الأسرة الآخرين، ومع أمه بصورة أساسية.
وتشخيص الفصام في بدايته صعب، ذلك أن المظاهر الأولى متعددة الأشكال وغير نوعية، ويمكن أن يكون الدخول في المرض موسوماً بظهور حالة ذهانية حادة: هبة هاذية، أزمة هوس أو سوداوية شاذة، هلوسات بصرية تبدو كالحلم في حالة من الخلط العقلي، الخ. وتكون علامة المرض الأولى، في بعض الأحيان تصرفاً اندفاعياً (ولاسيما لدى المراهقين)، كهروب من المنزل، محاولة انتحار أو جريمة، وإذا كانت البداية ذات أعراض بسيطة تخفي خطورة، فإننا نتكلم على قبل الفصام. وهذه المرحلة من استقرار المرض موسومة على وجه الخصوص بانخفاض الفاعلية لدى الفرد، الذي يشرع في إهمال هندامه، ويفقد اهتمامه بعمله أو دراسته ويخفق في الامتحانات، فلم يعد له فضول فكري ولا مبادرة ويبدو لا مبالياً على المستوى الوجداني. ونلاحظ، بصورة موازية، تغيّراً في طبعه: إنه يصبح قليل الكلام وعدائياً إزاء أسرته، وينطوي على ذاته، وينعزل انعزالاً متصاعداً، ويهرب في أحلام اليقظة، ويغزو الهذيان فكره غزواً تدريجياً.
وتتميز مرحلة الحالة المرضية بتناذر تفكك الشخصية وهذيان الأنطواء على الذات، وكلاهما ينطويان على عناصر متنافرة: ازدواجية المشاعر، غرابات، عدم القابلية لفهم الأشياء، انفصال عن الواقعي. وهذا التنافر موجود أيضاً في الحياة الوجدانية والفاعلية العقلية والإرادية على حد سواء. فتصرف الفصامي موسوم بالتردد والتناقض. إنه يعارض، على وجه العموم، كل ما يأتي من العالم الخارجي، ويرفض على سبيل المثال تلك اليد التي تمتد إليه، أو يبدي سلبيته بواسطة التهكم. إنه يتصرف على نحو عبثي أو مضحك؛ ويكرّر الحركات نفسها على الغالب تكراراً مقولباً، والكلمات أو المواقف، التي يمكنها أن تعبّر عن جزء من هذيانه. سلوكه غير متوقع، إذ يخضع لاندفاعات ويظهر بأفعال لا تفهم، وبأفعال رهيبة أحياناً. ويذكر بعضهم حالة مريض فتح بطنه بسكين وشرع يفرغ أمعاءه على طاولة، بكثير من المثابرة، دون أن يبدو عليه أنه يعاني أوهى الألم.
والفصامي يمكنه أن يبدو موجوداً ذكياً ولكن فاعلية فكره مصابة بالخلل (إنها السمة الأولى الأساسية من تنافره)؛ فكره ضبابي وفوضوي، ذلك أن تسلسل أفكاره يحدث بالترابطات الطارئة. وقوله تقطعه (حواجز): إنه يتوقف فجأة عن الكلام، ويبدو تفكيره معلقاً، ثم يستأنف الكلام كما لو أن أي شيء لم يكن قد حدث، حتى دون أن يكون لديه شعور بهذا الانقطاع. وثمة شكل من هذا الاضطراب اضعف هو (الخبو العقلي)، تتباطأ خلاله كلمات المريض، كما لو أنه كان ينفصل مؤقتاً عما كان في طريقه إلى أن يقوله. وتصبح المحادثة معه صعبة، بل متعذرة، بسبب ضرب من البكم أو شبه البكم وعندما يُسأل يجيب إجابة خارج الموضوع، وصوته يمكنه أن يتغير في تنغيمه وجرسه أو إيقاعه؛ أضف إلى ذلك أنه يبدي اضطرابات في النطق. فالكلمات تطرأ عليها تحولات صوتية ودلالية بفعل تصادم المقاطع، والتشويه، وابتكار كلمات جديدة أو استخدام كلمة بدلاً من كلمة أخرى (استطاع جاك لاكان تحديد لغة الفصامي بالانزلاق المستمر لسلسلة المدلولات) ويحدث لدى المرء انطباع مفاده أن المريض يهرب من العالم الواقعي ويحتمي في عالم خاص، متخيل، حيث لا يكون للكلمات معنى إلا بالنسبة له، وتبين لغة الفصامي ذات الصرير والفوضوية إلى أي حد تكون علاقات الفصامي مع الغير مزورة ومقطوعة، ذلك أنه بنى لنفسه عالماً محكم السد، مغلقاً على كل تواصل، وتفكيره عتيق، سحري، يجانب المنطق، رمزي، وينعدم التلاؤم بين إيمائيته وانفعالاته: مثال ذلك أنه يبتسم وهو يتكلم على أمور محزنة.
الفاعلية الهاذية لدى الفصامي دائمة من الناحية العملية، على الرغم من أنها لا تكون ظاهرة دائماً. فالمريض يمكنه في الواقع أن يتغذي وينمي هذيانه دون أن يخبر به محيطه، أو لا يتكلم عليه إلا بصورة استثنائية (ذلك تطور يسمى الهمس) وهذه الفاعلية المرضية ذات علاقة، في رأي كثير من المؤلفين، بمحاولة يبذلها المريض ليعيد التنظيم إلى عالمه المجزأ، المتصف أنه، لهذا السبب، يثير القلق على وجه الخصوص، ولكن هذيان الفصامي (ذا البنية الذهانية الهذائية "البارانويا") غير منطقي وغير متماسك على الغالب، على خلاف الأشكال الأخرى من الهذيانات المبنية جيداً، كهذيان الذهان الهذائي (البارانوايا) أو حتى الهذيان البارافريني. والذهان الفصامي قد تغذيه، على الأغلب، هلوسات سمعية (ثمة من يتكلم إليّ) وهلوسات انطباعاعات عامة (افعى تعيش في جسمي)، وهلوسات نفسية (ثمة من يحزر أفكاري، يكررها، يسرقها) وكان غاتيان كليرامبو (1872 – 1934) قد حلل هذه الهلوسات الأخيرة، التي يشعر فيها المريض أن فكره يقاد من الخارج، وجمعها في ظل التسمية التالية: (تناذر الفاعلية الآلية العقلية). وموضوعات الهذيانات الذهانية الهذائية متغيرة جداً، غير منظمة متناقضة أحياناً؛ ويمكنها أن تنتظم حول أفكار العظمة، والقوة أو الاضطهاد، ولكنها، على الأغلب، مفاهيم علمية كاذبة، ميتافيزيائية فلسفية أو صوفية.
واضطرابات الجنسية غالبة، يرافقها نكوص إلى مرحلة من مراحل النمو الليبيدي، وسلوك الغُلمة الذاتية والجنسية المثلية شائعان إلى حد كاف؛ وتوجد في بعض الأحيان محاولة خصاء ذاتي.
إن تطور الفصام غير منتظم على وجه العموم، ترافقه (فترات خصب)، أي مراحل يشهد فيها المرء تصاعداً حقيقياً لكل الأعراض (هذيان، هلوسات، اضطرابات السلوك المتفاقمة)، تتناوب مع مراحل هادئة تتراجع خلالها الفاعلية تدريجياً ويشهد المرء فيها تفاقم التصدع النفسي. وفي نهاية تطور الفصام، يمكن أن يكون لدينا لوحات مختلفة تسود فيها العطالة، وعدم التماسك الفكري – اللفظي أو هذيان الانطواء على الذات، والشكل (الذهاني الهذائي) هو الأكثر تواتراً والأكثر نموذجية، ولكن قد توجد أشكال أكثر خطورة كفصام المراهقة أو (خبَل الفتيان المبكر) وفصام المراهقة – الكاتاتونيا، حيث تسود الاضطرابات النفسية الحركية، ونسمي الأشكال الخفيفة من الفصام (فصامات بسيطة) أو (أعصبة فصامية).
يظل مبحث أسباب الفصام دائماً، على الرغم من كمية هائلة من الأعمال في المجالات الأكثر تنوعاً من البيولوجيا، والكيمياء الحيوية، والفيزيولوجيا، والفيزيولوجيا العصبية، والتشريح، وعلم النفس، وعلم الاجتماع، في مرحلة الفروض، وتشكيلة هذه الفروض تمتد من التأثير البيولوجي، الذي دافعت عنه المدرسة الفرنسية الألمانية في بداية القرن، التي كانت ترى في هذا المرض إصابة عضوية في الدماغ الأعلى، إلى قضايا توماس ساس ورولاند لينغ (المولود عام 1927) اللذين يعتبران الفصام مرضاً اجتماعياً سياسياً. والتأثير الضار لأسرة الفصاميين يعتبر السبب الرئيس لهذا المرض. وتعتبر الموجة الجديدة، (عصر برج الدلو) التي أوحت بها أحداث 1968، في فرنسا وبلدان أخرى على حد سواء، أن استئصال الفقر يزيل المرض العقلي أيضاً (إنه قد يكون فرضاً ماركسياً على وجه التقريب). والآراء تصل إلى درجة من الحسم بحيث أن التعريف التالي لا يفوته أبداً أن يثير مجالات حادة: (الفصام مرض عقلي يتميز بفقدان التنظيم في الشخصية، وتفكك تكاملها، وازدواجها، وينفصل الفكر في هذا المرض عن الحالة الوجدانية ويفقد الفرد قدرة على أن يستجيب للواقع استجابة مناسبة، وأنه لم يعد من جهة أخرى قادراً على التقييم بواقعية).
ويمكننا مع ذلك أن نقارب دراسة اسباب الفصام بتحليل بعض من المعاينات العيادية:
1- نلاحظ أول الأمر أن الوراثة النفسية مثقلة أكثر مما تقتضيه المصادفة على الغالب (وذلك أمر مؤكد من الناحية الإحصائية).
2- ومن النادر، إن لم يكن من المتعذر، أن نجد مرضى متحدرين من اسر تخلو من العيوب الوراثية.
3- يظهر المرض، على الأغلب، بين السابعة عشر والثالثة والعشرين، ولكن سوابق المرض تبين الوجود السابق لشخصية غريبة بياناً دائماً على وجه التقريب.
4- يتبع مرض الفصام دورات عوامل إطلاقها تبدو في بعض الأحيان مرتبطة بضرب من كرب البيئة، والأعراض يمكنها مع ذلك أن تحدث دون سبب ظاهر.
5- كانت الأزمة الحادة تدوم في الأغلب ثلاثة أشهر إلى اثني عشر، قبل الاستخدام المعمم لمضادات الذهان. والعلاج الكيميائي يمكنه أحياناً، منذ هذا الاستخدام، أن يحدث هدءات مدهشة، خلال ثمان وأربعين ساعة أو ست وتسعين ساعة، للأعراض الحادة.
6- يوجد تأثير للعوامل النفسية الدينامية والاجتماعية، ويمكن أن يطلق المرض ضرب من الكرب الحاد. ولا يتوصل العلاج النفسي مع ذلك إلى تقليص الأعراض في مهلة قصيرة كمهلة مضادات الذهان.
وتعمل مجموعة هذه الوقائع إذن لمصلحة مرض وراثي، حساس للعلاج الكيميائي، مرض يظهر في سياق اجتماعي سيكولوجي معين، ويجعلنا هذا المرض نفكر في مرض ربما خلوي أو بيولوجي. وكان هـ. ك. ب. دنبر وتيلر قد اقترحا من قبل، عامي 1963 و1966، فرضاً يستند إلى معطيات من البيولوجيا الجزيئية. وكانا يفكران في اختلال أيضي معمم، يمس كل الأعضاء ويظهر بشذوذات كهربائية في الدماغ وبصمات الأصابع على حد سواء. وإذا كانت الوراثة معيبة، فإن من المناسب الرجوع إلى سلسلة الحموض النووية في الخط الحلزوني للحمض الريبي النووي المنزوع الأوكسجين (A.D.N) التي تبرمج الإعلام الوراثي (الشيفرة الوراثية). وإذا كان هذا الحمض (A.D.N) معيباً، إما جراء السيرورة الدينامية (تشوّه القوى بين الجزيئية التي تجذب الأسس إلى موقعها في الخط الحلزوني وتستبقيها فيه)، وإما في السيرورة السكونية (ستاتيكية) (تشوه السلسلة وغياب البورين أو الهرمين، أو تغيير موقع أحدهما)، وإذا كان النتاج أنزيماً، فإن هذا الأنزيم سيكون بدوره شاذاً، والارتكاس الذي يثير يمكنه أن يكون بطيئاً أو لا يحدث، وبما أن الحمض الريبي النووي المنزوع الأوكسجين (A.D.N) ذو علاقة بالوسط الخارجي، بفعل سيرورات داخل نووية أو خلوية أو حتى خارج خلوية، فإن بوسعنا أن نتكلم على تأثير العالم الخارجي في الوسط الداخلي. واستخدمنا نحن حالة الإثارة الهلوسية وفقدان الشخصية، التي يحرضهما المسكالين، نماط لذهان الفصام لدى الإنسان، فتموضعت، لدى الفاأر، هذه المادة التي تنتج أيضاً سلوكاً شاذاً، على مستوى الوصلات العصبية، حيث أحدثت تشوهات مورفولوجية عابرة، والواقع أننا نعاين في المجهر الإلكتروني، بعد تنبيذ فائق لعينة من القشرة الدماغية، هروب حويصلات من الوصلات العصبية يرافقه زيادة كثافتها، وشبهة تشوه بنيوي في أنسجة الوصلات العصبية وتسرب محتواها من النوادرينالين نحو منطقة النخاعين. ويبلغ هذا التأثير درجته القصوى بعد خمس وأربعين دقيقة ويشبه التأثير الدوائي في الحركات لدى الإنسان. فالحقن المسبق لمادة كلوربرومازين يوقف ظهور التغيرات في السلوك لدى الفأر (كذلك لدى الإنسان)، والمفعولات المورفولوجية، ويمكننا أن نشرح هذه المعاينات بتشوّه عارض يقبل التراجع للغشاء قبل الوصلة العصبية، على مستوى القشرة الدماغية، تشوه يحرضه المسكالين تحريضاً تجريبياً لدى الفأر، مفعولاته الأولية كيميائية حيوية ويحدث، بصورة ثانوية، آفات بنيوية مؤقتة تولد تشوهات في الهرمونات العصبية الدماغية (كالنورادينالين على سبيل المثال). والاعتقاد أن تاثير مواد نفسية، تحاكي إثارة بعض الأعصاب، تعزز، على مستوى السطح الخلوي، مفعولات عيب داخلي المنشأ، وراثي، موجود في الأمراض العقلية، غير مخالف للصواب.
ويمكننا القول، إذا كان المد الاستقرائي مشروعاً، إن ثمة لدى الفرد الإنساني، عيباً وراثياً يتيح المجال لسيرورات شاذة، دورية، كيميائية حيوية، أنزيمية على وجه الاحتمال، على مستوى الوصلات العصبية، تشمل البروتيئينات (وهذا أكثر احتمالاً) أو الشحوم، أو مجموع البروتيئينات والشحوم، ومضادات الذهان، بخصائها في تحويل الشحنة وإنتاج الألكترونات، ترسخ الغشاء، تاركة للعضوية الزمن لإصلاح العيب. ويصبح النقل العصبي مجدداً طبيعياً على هذا النحو وتزول الأعراض الذهانية.
العلاج النفسي للفصاميين مشروع حديث نسبياً. إن كتاب السيدة غ. شونيغ، (درب نحو حياة الذهانيين النفسية)، المنشور عام 1938، هو الذي وسم، في أوروبا، فجر هذه المقاربة، وتؤكد فيه المؤلفة أهمية (الأمومة) التي تميزها من حب الأم، وهذا المشروع يستحق التقدير بقدر ما يوجد ميل خارج التحليل النفسي، لاسيما الطب النفسي التقليدي الألماني، إلى إهمال سبر العالم الداخلي للفصاميين. والواقع أن الخبل المبكر معتبر، بدءاً من إ. كريبلن، مرضاً عقلياً متصاعداً وغير قابل للشفاء، مآله الحتمي حالة خبلية بالمعنى الحقيقي للمصطلح. وكان إوجين بلولر هو الأول الذي فتح الباب نحو العالم الأعمق لهذا المرض، عندما تكلم على الانطواء على الذات وتصدع الوظائف النفسية المختلفة في الفصام. وتوصل هذا المؤلف، المتأثر بنظرية س. فرويد، إلى فهم رائع للفصاميين، ولكنه لم يكن معالجاً نفسياً أيضاً. ولم تظهر الشروح العلاجية النفسية إلا مع أعمال إ. كريتشمر، إذ وضع وصف الشخصية قبل المرضية (الشخصية نظير الفصامية) للفصاميين، ويوصي تلميذ من تلاميذ، بلولر، ج. كلازي، بتعزيز نزوع المرضى العفوي إلى الشفاء، ويتظاهر أنه يجهل المظاهر الفصامية ويجعلهم يعيشون في مشفاه حياة شبه طبيعية، بل يجرؤ على اللجوء إلى حيل تمضي، على سبيل المثال، إلى أن يترك مصاباً بالكاتاتونيا يقع في مسبح بغية إثارة التواصل اللفظي.
ومنذ الإصلاح الذي اسهم به في مصير المرضى العقليين فيليب بينل، عام 1793، في فرنسا، فإن تاريخ معالجة إنسانية للمغتربين العقليين هو الآن طويل (على الرغم من الانتقاد الذي صاغه بهذا الصدد ميشيل فوكو) تتمته الطبيعية هي، في وقتنا الراهن، الطب النفسي الاجتماعي لهنري باروك (المولود عام 1897) والعلاج النفسي المؤسسي الذي اقترحه جورج دوميزون، في مشفى هنري روسل (باريس)، وفرانسو تسوكيل وبول سيفادون، فمعالجة الفصاميين يؤمنها، من الآن فصاعداً فريق طبيعي سيكولوجي.
وتخضع الأميرة كيكو التي أصبحت مجنونة، في يابان القرن الحادي عشر، إلى تطهير ديني بالغسل بالماء في معبد إواكورا، بضواحي كيوتو، وولدت مستوطنة علاجية منذ ذلك الزمن في هذه القرية ونمت عبر القرون، بالتعاون مع القرويين، وبنى فيها مشفى للطب النفسي في عصر الإمبراطور ميجي (1867 – 1912) وفي الوقت الراهن تعالج فيه جماعة ذات اتجاه ضد الطب النفسي أولئك المرضى الذي يسمون (فصاميين).
وكان فرويد يتحاشى علاج الفصاميين، بسبب استعدادهم النرجسي المسبق القوي. وبول فيديرن من فيينا، الذي تتبع تعليمه السيدة غ. شوينغ، هو المحلل النفسي الأول الذي طرح مشكل المعالجة النفسية للفصاميين طرحاً صريحاً. ويشدد بول فيديرن على أهمية أن يقوم تحويل إيجابي بين المعالج والمريض وعلى أهمية دعم هذا التحويل، ويلح على ضرورة أن يستمر التحليل الكلاسيكي بعد هدأة المرض. وتصف السيدة م. أ. شيشهه، في جنيف، من جهتها، ما يسمى الإنجاز الرمزي(1947)، بعد أن أقامت اتصالاً وثيقاً لبضع سنين بفصامية شابة. ويثير كتابها مناقشات طويلة تتناول موضوع تقنيتها بقدر ما تتناول موضوع تشخيصها. ويمكننا تلخيص أفكارها على النحو التالي: الفصامي الذي تستولي عليه عاطفة من الإثمية الأصلية لا يمكنه أن يتواصل مع محيطه ويشبع رغباته إلا على نحو غير مباشر. فالمعالج النفسي سيتوجه إذن على هذا النمط إلى مريضه، توجهاً يستخدم فيه الشخص الثالث أحياناً، ويشبع رغبته الأولية بالوسيلة قبل الرمزية – السحرية. وفيما يخص حالة رونه، الفصامية الشابة، تؤكد المؤلفة شدة الإحباط الذي كان عليها أن تصلحها، فالتفاحة سترمز معاً إلى الثدي والحليب والأمن الأمومي. وستكون الدمى، التي أصبحت بديلة إما للمعالج، وإما للمريض، هي الوسائل الرئيسة لتطور رونه. والعلاج المتجه نحو التنشئة الاجتماعية، بعد هدأة المرض، غير منسي، وتمارس جيزيلا بانكو، في باريس، علاج الفصاميين النفسي محاولة توحيد صورة الجسم المجزأة والراق الأعمق من الحياة النفسية، وتستخدم، لذلك، طريقة صنع النماذج على وجه الخصوص.
وألح هاري سوليفان (1892 – 1949) في الولايات المتحدة الأمريكية، على العلاقة بين الإنسانية وأكد التشويه (السييء التوافق وجدانياً) الذي يطرأ في طفولة الفصاميين. ولكن هذا المبدأ إنما استطاع أن ينفذ إلى التطبيق بفضل المزايا الرائعة التي تتحلى بها فريدا فروم – ريخمان. فاتجاهها: (اصغ جيداً إلى المريض)، وهو سيظل المعيار الكلي لكل علاجات الفصاميين النفسية.
وفتح لنا التحليل الوجودي درباً إلى ما يعيشه الفصاميون ويعانونه بصورة واقعية. فلودفيغ بانسونجر (1881 – 1966) في كروزلنجن يرسم الوجود – في العالم لدى الفصاميين ويتكلم على لقاء الأنا الشخصي (je) و(أنت) اللذين يختلطان في ضرب من (النحن) ويُعنى أوجين مانكوفسكي (1885 – 1972)، في باريس، عناية أكبر، بوضع الطبيب ويرى ان الرغبة في العلاج تصبح، على نحو لا شعوري قليلاً أو كثيراً، معيار تصنيف المرضى العقليين، وذلك أمر يوحي بوجود علاقة بين اتجاه الطبيب وتصنيفه الأمراض، ويحظر ميدار بوس، في زوريخ، العنايات المفرطة بالمرضى العقليين، والذهانيين منهم، ويبحث عن التوفيق بين تصور التحليل النفسي والتحليل الوجودي.
وفي اليابان، في ظل حكم الإمبراطور ميجي تنو (كيوتو، 1852 – كيوتو 1912) يحل الطب الألماني محل الطب الصيني، وكان ذلك على وجه الخصوص مفعول مفاده أن الطب النفسي بوصفه علماً متطوراً مستقلاً عن الطب النفسي العيادي، ولاسيما الطب النفسي الذي كان يمارس في مشافي الأمراض العقلية، وأدخل مع ذلك الأستاذ إيمامورا، مؤسس قسم الطب النفسي في كلية كيوتو، الذي كان له اهتمام بالطب النفسي العيادي الفرنسي، نظريات هذا الطب في تعليمه. ولمح خلفه الثاني، الأستاذ م. موراكامي، نحو عام 1942، حين رجع إلى نظرية بيير جانه لتراتب الميول النفسية، إمكان مقاربة علاجية نفسية للفصاميين، مقاربة وضعها تلاميذه موضع التطبيق بدءاً من عام 1955، وتستخدم السيدة هيرانو دميتين رمزين للمعالجة ومريضها؛ ويعترف إي. كازاهارا، حين حلل تحليلاً دقيقاً تحويل أحد الفصاميين، بوجود نزاعات داخل نفسية في بعض المظاهر الفصامية، ويبحث الدكتور أ. فوجيناوا عن دينامية الأزمة الفصامية في الاسرة. ويوضح الدكتور أ. ميوشي، بغية الاقتراب من العالم الفصامي، مع بعض الزملاء، جانبه (المتعالي – المتباين)، في حين أن الدكتور ك. كاتو يحدد ممارسته، حين بيّن جانب هذا العالم الفصامي (النابذ – المتقارب)، في المتخيل، إما في الأحلام، وإما في الرسم الزيتي، وتتابع جماعة جامعة كيوو (طوكيو) خارج مدرسة كيوتو، الطب النفسي لأسر الفصاميين، وبوسعنا أن نقول أن هذه الفاعليات العلاجية النفسية كلها هي جهود لتوضع موضع التطبيق العملي بحوث نظرية وتحدد نقطة التماس بين دائرتين: إحداهما أكاديمية والأخرى عيادية.
الفصام (أشكال)
Schizosis
الاشتقاق: من الإغريقي Skhizein، أي (شق)، و(قسم) واللاحقة ose، التي تدل، في الطب، على داء تنكّسي أو مرض مزمن.
مصطلح ابتكره الطبيب النفسي الفرنسي هنري كلور (باريس، 1869 – باريس، 1945) للدلالة على بعض الأشكال من الفصام.
إنه مصطلح لا ينفصل عن تصور إجمالي لهذا الشكل من الذهان، الذي بسطه كلود وتلامذته في مجموعة من الأعمال، بين عامي 1924و 1928، وفصل هؤلاء المؤلفون في الفصام الذي وصفه بلولر، بغية المقابلة بين الخبل المبكر وزمرة أشكال الفصام، التي تشمل الأشكال العيادية ذات الخطورة المتعاظمة والمتصفة بسمة أساسية مفادها تفكيك الحياة الوجدانية انتقائياً. والشكل الأقل خطراً هو نظير الفصام. وبدءاً من هذه البنية ذات الاستعداد المسبق، ثمة أحداث حادة أو دون حادة، موصوفة أنها (أزمات فصامية هوسية) تتضمن تفاقماً عابراً لكل الاضطرابات يمكنها أن تولد. وأخيراً تصبح ضروب الخلل دائمة بالتدريج، إذ تحقق ضرباً من الفصام يظل فيه مع ذلك، قياساً على الأوصاف الكلاسيكية، النشاز والأنطواء على الذات معتدلين، والهذيان ضعيف الفاعلية، وفقدان الشعور بالواقع جزئياً. ولهذه الحالات مع ذلك سمة مشتركة مفادها المحافظة دائماً على بنية وآليات دفاع من طبيعة عصابية (وصف هوش باسم (فصامي عصابي) لوحات شبيهة). وكان لوصف أشكال الفصام، مع أنه لا يلخص كل أشكاله، الفضل في أنه طرح بإلحاح مشكل العلاقات الصعبة بين الفصام وبعض الأعصبة، ولاسيما العصاب الوسواسي والهستيريا.
فصام المراهقة
Hebephrenia
مصطلح اقترحه عام 1871 الطبيب النفسي الألماني هيكر (1843 – 1900) للدلالة على شكل من الذهان يصيب الفتيان ويتطور بسرعة نحو حالة من التدهور شبه الخبلي.
كان الطبيب النفسي الفرنسي ب. أوغستان موريل (فيينا، النمسا، 1809 – سان إيون، 1873) قد وصف، قبل هيكر، هذا الكيان العيادي (1860) نفسه باسم (الخبل المبكر لدى الفتيان). وعزل الطبيب النفسي الألماني لودفيغ كالبون (1828- 1899) باسم كاتاتونيا (1874) تناذراً نفسياً حركياً يقترن على الغالب بهذا التفكك النفسي. وأرصن إميل كريبلن (1828 – 1899)، من عام 1890 إلى عام 1907 مفهوم الخبل المبكر (dementia praecox) الذي كان يميز فيه شكلي فصام المراهقة والكاتاتونيا، والشكل الهاذي أو شبه البارانوئي. وأناب أوجين بلولر (1857 – 1939) مناب هذا المفهوم مفهوم الفصام، ولكن ب. غيروا احتفظ، في آخر طبعة من كتابه، الطب النفسي العيادي (1956)، بمصطلح (تناذر فصام المراهقة) الذي كان يضمنه معظم أشكال الفصام.
وفصام المراهقة يكوّن، في معناه الحصري المأخوذ بالحسبان عادة، شكلاً خطيراً من الفصام يصيب الفتيان، وإنذاره قاتم بمقدار ما يكون ظهوره مبكراً. ومرحلة البدء يمكنها أن تتخذ أشكالاً شتى أكثرها تواتراً هي: خَوَرَ الفاعلية العامة التدريجي (لاسيما الفاعلية المدرسية، وفقدان الاهتمام، والعزلة، والخمول، ونلاحظ في بعض الأحيان نكوصاً إلى مرحلة طفلية تظهر بصبيانية مفاجئة (مشاغل، لغة، اتجاهات طفالية)؛ وتنضاف في الغالب اهتمامات وسواسية غير متوقعة، وشكاوى غير مألوفة تتناول الحالة الصحية، وارتكاس مغال، هستيري على وجه التقريب، على إخفاق، عاطفي على وجه الخصوص، وأياً كان الشكل الذي نصادفه، فإن ما يسترعي الانتباه دائماً هو ما يوجد من خلل في الانسجام، وغير المناسب والشاذ، في سلوك الفرد، ولكننا لا نلاحظ، إلا متأخراً، بعد بضعة أشهر فقط، كل العناصر التي تكوّن اللوحة النموذجية لـ التفكك الفصامي في مجالات الفاعلية.
والخصائص الأساسية الثلاث لفصام المراهقة هي: (التصدع الفصامي) الذي يذكّر بالخبل؛ الفقر النسبي للإنتاج الهاذي؛ أهمية المظاهر الجسمية، وهذه المظاهر المتجمعة باسم كاتاتونيا متواترة جداً بحيث ينصب الكلام عادة في فرنسا على فصام مراهقة – كاتاتونيا، مع أن للكاتاتونيا أسباباً أخرى أيضاً، سمية خمجية على وجه الخصوص، وتظهر الكاتاتونيا، على المستوى النفسي الحركي، بفقدان المبادرة، مع ميل إلى المحافظة على الوضعيات (تخشب Catalepsie)، وتظهر، بالمقابل، بنوبات اندفاعية أو مقولبات حركية؛ وتظهر، على المستوى العقلي، بسلوك ذي نزعة سلبية، باصطناعية مغالية؛ وعلى المستوى الجسمي، تظهر باضطرابات عصبية نباتية شتى: شبه وذمات، احتقان نهايات الأطراف، تعرّق مفرط، انخفاض حرارة الجسم، تشوه الشعر والأظافر، الخ. ويتطور فصام المراهقة، بصورة عامة، تطوراً سريعاً نحو حالة من شبه الخبل، ومعظم المؤلفين اعترفوا مع ذلك بالسمة غير الأصيلة لهذا المظهر من التلاشي، وأكدت وجهة النظر هذه (انبعاثات) حقيقية، حاصلة على الأغلب بفعل تقنية العلاج المستخدمة (لاسيما مضادات الذهان). ومعالجة فصام المراهقة هي معالجة الذهانات الفصامية، وهكذا استخدمت أول الأمر طرائق الصدمة (الصدمة الكهربائية، وعلاجات ساكل الأنسولينية على وجه الخصوص)، ثم مضادات الذهان، والنتائج الحاصلة بهذه العقاقير هامة جداً، ولكنها أقل أهمية مما هي عليه في الأشكال الأخرى من الفصام، أما العلاج النفسي، فإنه يصادف على الأغلب هنا صعوبات يتعذر تجاوزها. وكان للتطور العلاجي، على أي حال، مفعول مفاده أنه عدل التعبير العيادي لحالات فصام المراهقة على الأقل مع شبه اختفاء للكاتاتونيا على وجه الخصوص، إن لم يكن قد جعل هذه الحالات نادرة.
متعلقات
فصام(1)
يعتبر الفصام من أكثر الأمراض شيوعا, تقريبا 1% من البشر مصابين به
ما هو الفصام
الفصام هو مرض دماغي مزمن يصيب عدداً من وظائف العقل مثل:
التفكير: حيث يفقد المريض القدرة على التفكير بشكل واضح ومنطقي ومترابط. كما يؤدي إلى اقتناعه بأفكار غير صحيحة اقتناعاً تاما (ضلالات),وقد يحمل المريض قبل العلاج معتقدات غريبة متنوعة مثل تحكم كائن من الفضاء بأفعاله وتحركاته أو أن الآخرين يستطيعون قراءة أفكاره وزرع أفكار جديدة في عقله أو تحدث الشيخ في التلفاز عنه شخصياً وغير ذلك.
المشاعر: حيث يقل تفاعله مع الآخرين عاطفياً, ومع الأحداث أيضاً كأن يذكر لك موت والده بكل هدوء ودون أي انفعال.أو تصبح مشاعره غير متناسبة مع الموقف الحالي كأن يضحك عند سماع خبر محزن أو يحزن في مواقف سارة.
الإدراك: حيث يبدأ المريض بسماع أصوات أو رؤية أشياء غير موجودة على أرض الواقع. وهي ليست أفكار في البال وإنما سماع حقيقي, كأن يسمع من يتحدث إليه معلقاً على أفكاره وأفعاله أو متهجماً عليه أو موجهاً له الأوامر أو غير ذلك. وقد يكون المتحدث شخصاً واحداً أو مجموعة من الأشخاص يتحدثون فيما بينهم عن المريض. وهذا ما يفسر ملاحظة الآخرين لحديث المريض وحده إذ هو -في الواقع- يتحدث إلى هذه الأصوات. كما يمكن أن يرى أشياء مختلفة وغير حقيقية.
السلوك: حيث يقوم المريض بسلوكيات غريبة مثل اتخاذ أوضاع غريبة أو تغيير تعابير وجهه بشكل دائم أو القيام بحركة لا معنى لها بشكل متكرر أو السلبية الكاملة وبشكل متواصل (القيام بكل ما يؤمر به وكأنه بلا إرادة
أعراض الفصام هي :
الانعزال عن الناس وحب الوحدة.
عدم الاهتمام بالنظافة الشخصية والمظهر الخارجي بشكل واضح.
تحدث الفرد مع نفسه منفرداً وكأنه يتحدث إلى شخص بجانبه. والضحك منفرداً. (التحدث مع النفس بصوت عالي! عادة يمارسها الكثير من الناس ولكن نقصد هنا أنه يتحدث إلى صوت لأن المريض في الواقع يسمع صوتاً غير موجود ويمكن أن يحدثك ما الذي يسمعه).
الإيمان بمعتقدات غريبة وخاصة الشكوى من الناس أنهم يتآمرون عليه أو يكرهونه ويكيدون له المكائد.
تصرفات غريبة كأن يخرج في الشارع ويمشي لمسافات طويلة أو يرتدي ملابس غير مناسبة أو يقف لفترة طويلة.
كلامه يصعب فهمه أو تسمع منه كلام غير مترابط وغير منطقي.
برود عاطفي حيث لا يتفاعل مع الأحداث من حوله أو يضحك في مواقف محزنه او يبكي في أوقات مفرحة.
هذه الأعراض في الواقع لا تظهر جميعها على المريض بل اثنين او أكثر منها.
من يمكن أن يصاب بالفصام
الحقيقة أنه لا يوجد أحد محمي من الإصابة بهذا المرض الخطير. فقد يصيب أي شخص, ولكن هناك مجموعة من الناس يعتبرون أكثر عرضة للإصابة من غيرهم:
من له قريب من الدرجة الأولى مصاب بالمرض.مثل أب أو أخ. مع أن الفصام ليس مرضاً وراثياً بالكامل إلا أن الوراثة تلعب دوراً مهماً فيه.
من يتعاطى المخدرات وخاصةً الحشيش. خاصةً إذا كان التعاطي في وقت مبكر من العمر .
من يعيش في أسرة مضطربة حيث يفرض أحد الأبوين رأيه على البقية أو تكثر فيها النزاعات بين أفراد الأسرة. (
مواليد فصل الشتاء أو من حدث لهم مضاعفات أثناء ولادتهم يبدون استعداداً أكثر للإصابة بالمرض. على الرغم أن هذا العامل مازال يدور حوله جدل كثير.
أسباب الفصام
لا يعرف العلماء سبباً واضحاً للإصابة بالفصام. لكن هناك دلائل قوية تشير إلى اضطراب بعض النواقل العصبية وخاصة مادة (الدوبامين) في الفواصل بين الخلايا العصبية في مناطق معينة في الدماغ المسؤولة عن تشكيل المعتقدات والعواطف وإدراكنا لما حولنا. كما رصد العلماء تغيرات في تركيب الدماغ في هذه المناطق.
علاج الفصام
مرض الفصام له درجات مختلفة من الشدة. فبعض المرضى يأتيهم المرض على شكل هجمة واحدة أو أكثر. ومع العلاج, يعود المريض إلى الحالة الطبيعية تماماً بين الهجمات, وهؤلاء نسبة قليلة من المرضى. والأغلب أنهم يصابون بالمرض على شكل هجمات أيضاً ومع العلاج يعودون إلى مستوى قريب من الطبيعي, حيث تزول معظم الأعراض التي أصيبوا بها في البداية, ولكنهم يفضلون العزلة وتتدهور بعض مهاراتهم الاجتماعية والشخصية. ونسبة قليلة أخرى يشتد بهم المرض, خاصة إذا تركوا من غير علاج لفترة طويلة, حتى يصعب التعايش معهم فيضطرون إلى الإقامة في المستشفى فترات طويلة.
لقد أدت الثورة الحديثة في الطب النفسي إلى اكتشاف عدد من الأدوية المضادة للفصام والتي تقوم بعمل رائع خلال أيام ولا تسبب أعراض جانبية خطيرة أو أي شكل من أشكال الإدمان. وأهمها الهاليبريدول Haleperidol والريسبريدال Risperdalوالزيبركسا Zyprexaوالسوليان Solian وغيرها.
معلومات غير صحيحة عن الفصام
مريض الفصام يكون له شخصيتين في جسد واحد. فهذا من ابتداع كتاب السينما. والحقيقة أن المريض يعاني من خلل دماغي يسبب انفصالاً بين العقل والعواطف والسلوك.
مريض الفصام لا أمل من شفائه
الفصام ينتقل بالعدوى
أعراض الفصام(2)
من أفضل الطرق للقضاء علي الوصمة والتمييز المرتبط بالفصام هو توضيح المفاهيم الخاطئة عن المرض واستبدالها بمعلومات صحيحة وواضحة. الفصام عبارة عن مرض عقلي يعوق قدرة المصاب به عن فهم الواقع وكذا التحكم في عاطفته أو عاطفتها كما يعوق قدرته علي التفكير بوضوح و اتخاذ القرارات والتواصل مع الآخرين.
وفيما يلي نقدم وصفا لمرض الفصام كما جاء في التقسيم العالمي العاشر للاضطرابات العقلية والسلوكية: الوصف السريري والإرشادات التشخيصية (منظمة الصحة العالمية 1992):
تتميز الاضطرابات الفصامية بشكل عام بخلل أساسي ومميز للتفكير والإدراك ومشاعر غير سليمة أو متبلدة. وفي الغالب لا تتأثر درجة وضوح وعي المريض أو قدراته الذهنية علي الرغم من بعض الخلل في قدرات معرفية معينة والتي تنشأ بمرور الوقت. يشمل الاضطراب معظم الوظائف الأساسية والتي تعطي للشخص الطبيعي الإحساس بتفرده وخصوصيته وتوجهه الذاتي. يشعر المريض بأن أفكاره الحميمة ومشاعره وأفعاله مكشوفة ومشتركة مع آخرين وقد تنشأ ضلالات تفسيرية تجعل قوي الطبيعة وما وراء الطبيعة تعمل للتأثير علي الأفكار والأفعال ويتم توجيهها للمصاب بطرق تبدو شاذة في العادة. يرى المريض نفسه أو تري المريضة نفسها محورا لما يحدث. ومن الشائع أن تحدث هلاوس للمصابين وبخاصة السمعية منها والتي قد تعلق علي أفكار وأفعال المريض. وكثيرا ما يأخذ الخلل في الإدراك أشكالا أخري مثل: أن تبدو الألوان والأصوات مفرطة الحيوية أو متغيرة في خصائصها وقد تبدو السمات الثانوية للأشياء العادية أكثر أهمية من الموضوع أو الموقف الكلي. ومن الشائع حدوث ارتباك مبكر للفرد المصاب مما يؤدي كثيرا إلي شعوره بأن أحداث الحياة اليومية تحمل معني خاص شرير أو مشؤوم غالبا ويقصده شخصيا. ومن السمات المميزة للتفكير المضطرب للمصاب بالفصام، أن السمات الثانوية وغير الدالة للمفهوم الكلي والتي تكون مثبطة في النشاط العقلي الهادف تظهر علي السطح وتوظف بدلا من السمات الدالة والمناسبة للموقف. وهكذا يصبح التفكير غامض ومبهم حيث ينتقل من موضوع إلي آخر دون رابط منطقي. وتحدث تقاطعات وإقحاما في سياق التفكير كما تبدو الأفكار كما لو تم سحبها بواسطة قوة خارجية. أما المزاج فيبدو مسطحا متقلبا أو متناقضا بصفة خاصة. ويؤدي التضارب واضطراب الإرادة إلي فقد للهمة والسلبية أو الغيبوبة. وقد يحدث تصلب حركي (كاتاتونيا). وقد يظهر الاضطراب بشكل حاد مع اضطراب سلوكي شديد أو يظهر تدريجيا. ويختلف مسار اضطراب الفصام اختلافا شديدا بحيث لا يكون مزمنا أو متدهورا بشكل حتمي. وقد يكون المآل، الذي يختلف تبعا لاختلاف الجماعات والثقافات، شفاء تام أو أقرب إلي الشفاء. يصاب الجنسان بنفس المعدل تقريبا ولكن بداية ظهور المرض قد تكون متأخرة نوعا ما في الإناث.
تقسم أعراض الفصام إلي أعراض موجبة وسالبة( (Andreasen and) و يسبب كلا النوعين من الأعراض مشاكل خاصة في السلوك الاجتماعي، مما يساهم في حدوث الوصمة بسبب الفصام. تظهر أعراض الفصام الموجبة والسالبة بنسب متفاوتة في معظم المرضي في مختلف مراحل المرض.
أعراض الفصام / الأعراض الموجبة
الضلالات: تعتبر الضلالات معتقدات خاطئة يقتنع بها الشخص اقتناعا شديدا علي الرغم من غياب الدليل الواضح علي صحتها. يجب التمييز بين هذه المعتقدات الخاطئة وبين المعتقدات الثقافية الخاصة التي تشترك فيها الجماعات أو المجتمع ككل. يعتقد من لديهم ضلالات بأنهم مضطهدون، وأن لديهم قدرات ومواهب خاصة، وأن أفعالهم تقع تحت سيطرة قوة خارجية.
ومن الممكن أن تكون الضلالات خيالية أو شاذة (علي سبيل المثال: القدرة علي التحكم في الطقس ، أو الاتصال بقوي من عالم آخر). قد يشعر من يعتقدون بهذه المعتقدات بخوف شديد من أن يتعرضوا للأذى، أو قد يتصرفوا تصرفات غير مألوفة نتيجة لهذه المعتقدات.
هلاوس: تعتبر الهلاوس مدركات حسية متخيلة. والهلاوس السمعية هي النوع الأكثر شيوعا في الفصام حيث يسمع المصاب به أصواتا متخيلة. وقد يتناقش المريض بالفصام مع هذه الأصوات المتخيلة. وفي أحيان أخري تقوم الأصوات بإعطائه أوامر أو تعلق علي صفاته وأفعاله. ومن الأنواع الأقل شيوعا في الفصام هلاوس البصر والتذوق واللمس أو الشم حيث يشم المريض روائح تبدو واقعية بالنسبة له علي الرغم من عدم وجودها. ويمكن أن يتغير إدراك المريض لألوان وأشكال عادية فتبدو مشوهة ويشعر بأن لها دلالة ملحة تخصه.
اضطراب التفكير: يعاني الأشخاص المصابون باضطراب التفكير من تشوش في أفكارهم والتي تظهر من خلال ما وكيف يتحدثون. ويصبح من الصعب تتبع حديث المريض بسبب قفزه من موضوع إلي آخر بلا رابط أو بقليل من الترابط المنطقي. وقد تحدث تقاطعات في مسار التفكير بمعني أن يتوقف التفكير فجأة. وقد يكون بناء الجملة شاذ بلا معني سوي للمريض المتحدث وحده. وفي بعض الحالات يعتقد المصابون أن أفكارهم يتم بثها في وسائل الإعلام أو تسرق منهم أو تتحكم قوي خارجية فيها (علي سبيل المثال: قوي من عالم آخر أو شيطان أو جان). ويمكن تصنيف هذه الأفكار كالآتي: صدي التفكير أو بث الأفكار أو سحبها أو زرعها. وفي الحالات الشديدة، يكون الحديث مختلطا، و غير مترابط بحيث يستحيل فهمه.
السلوك الشاذ: يتصرف بعض المصابون بالفصام تصرفات غريبة أو ينتهكون القيم الاجتماعية مثل خلع ثيابهم في مكان عام. وقد يقومون بحركات شاذة أو يتناقض تعبير وجوههم مع المواقف المختلفة أو يعبروا بوجوههم بشكل مبالغ أو يتخذون أوضاعا غريبة دون غرض واضح.
من السهل نسبيا التعرف علي الأعراض الموجبة لأنها تختلف بشكل واضح عما هو طبيعي. وبالرغم من ذلك فإن وجود أعراض موجبة مثل الهلاوس والضلالات لا يعني بالضرورة أن الشخص مصابا بالفصام. لأن مثل هذه الأعراض تحدث لمن يتناولون المسكرات أو المخدرات أو المصابين باكتئاب شديد أو هوس، وأيضا لمن تعرضوا لإصابة بالمخ أو نتيجة لبعض الأمراض الباطنية.
ولأن وجود أعراض موجبة واضحة تجعل من الصعب علي المصاب بها أداء وظائفه الاجتماعية، فقد يتم حجزه بمستشفي نفسي. ولكن لحسن الحظ فإن الأدوية المضادة للذهان يمكن لها أن تشفي أو تقلل من الأعراض الموجبة وتقلل أيضا من الانتكاسات، علي الرغم من استمرار معاناة المريض من الأعراض السالبة. من الممكن حدوث انتكاسات للمصاب نتيجة لضغوط الحياة أو نتيجة لوجود ضغوط طويلة الأمد في علاقاته بالآخرين أو عندما يتوقف عن تناول الدواء أو يقلل من الجرعة. ويمكن حدوث انتكاسات دون سبب واضح حتى لو استمر المريض في تناول جرعة من الدواء كانت كافية فيما سبق.
قد يتحدث المرضي بالفصام أو يتصرفوا بشكل غريب أو شاذ مما يجعل الآخرين يخشونهم أو يتجنبونهم مما يؤدي إلي حدوث الوصمة التي تصاحب هذا المرض. كما يؤدي صعوبة التواصل اللفظي للمصابين بالفصام أيضا إلي حدوث الوصمة.
يؤدي وجود الأعراض الموجبة إلي نوع من الوصمة المرتبطة بالجنون حيث يعتبر العامة الأشخاص المصابين بالضلالات والهلاوس واضطراب السلوك من المجانين. ويثير السلوك الغريب للمصابين بالفصام المخاوف لدي الآخرين من احتمال فقدهم هم أيضا السيطرة علي سلوكهم.
أعراض الفصام> أعراض سالبة:
تبلد العواطف: تبدو عواطف المصابين بالفصام مسطحة كما لا يستجيبون لما يحدث حولهم. وقد لا يستطيعو إظهار عواطفهم كما تبدو بمختلف تعبيرات الوجه والإيماءات ، أو نبرة الصوت. وقد لا يظهر المصاب أي استجابة للأحداث السارة أو الحزينة أو يستجيب بطريقة غير مناسبة. وفي بعض أنواع الفصام وبخاصة المفكك أو الهيبيفريني تبدو عواطف وأفعال المريض غير مناسبة ومتناقضة بشدة. كما يبدو ا لمصاب بلا وجهة أو هدف و مقتحم بشكل عبثي ومندفع. وتبدو شخصية المريض بالفصام مختلفة كلية عن نمطها السابق.
فقد الدافع: يقلل مرض الفصام من دوافع المريض بحيث يصبح أقل قدرة علي العمل والمشاركة في النشاطات الترفيهية. وكذلك يبدو علي المريض عدم الاهتمام بالنشاطات اليومية مثل الاستحمام و الطبخ ، وفي الحالات الشديدة يعجزوا عن العناية بنظافتهم الشخصية أو إطعام أنفسهم. وقد يصاحب عدم القدرة علي اتخاذ القرارات والسلبية واللافعالية، اندفاعا مفاجئا. وفي الحالات الشديدة يصبح المصاب منعزلا ومتهيجا أو مصابا بالتصلب الحركي أو في غيبوبة دون سبب واضح.
العزلة الاجتماعية:
قد يكون من الصعب علي المرضي بالفصام تكوين أصدقاء أو معارف والحفاظ عليها، قد يكون لديهم القليل من العلاقات الحميمة إن وجدت. وتتسم علاقاتهم بالآخرين بالقصر والسطحية. وفي الحالات الشديدة يتعمد المريض تجنب كل التفاعلات الاجتماعية.
فقر التفكير: يظهر بعض مرضي الفصام فقرا في كم ومحتوي تفكيرهم. ومن النادر فقط أن يتكلموا بتلقائية ويمكنهم أن يردوا علي الأسئلة بردود مقتضبة لا تحتوي علي أية تفاصيل. وفي الحالات الشديدة ، يقتصر الحديث إلي مقاطع قصيرة مثل "نعم،" "لا"، أو "لا أعلم". وقد يتحدث بعض مرضي الفصام بحرية ولكن حديثهم، الذي يبدو مفهوما، لا ينقل أي محتوى. ويمكنهم الإجابة علي الأسئلة بطريقة ملتوية لا تؤدي الغرض. وقد يعكس حديثهم تداعيات بين أفكار مفككة لا رابط بينها وتحدث وقفات وقفزات غير مفهومة في مجري الحديث.
وعادة ما يساء فهم الأعراض السالبة للفصام من الآخرين علي أنها تدل علي الكسل أو التصرف السيئ المقصود به مضايقة الآخرين بدلا من النظر إليها علي أنها تشكل جزئا من أعراض المرض. ويساهم سوء التأويل هذا، بدرجة كبيرة، في الصورة السلبية والوصمة التي تصاحب مرض الفصام. ولتقييم الأعراض السالبة التي لا تكون مصحوبة بأعراض موجبة، يجب علي الطبيب تقييم ما تغير من سلوك المريض عما سبق.
وعلي الرغم من أن الأعراض السالبة التي تحدث في غياب أعراض موجبة عادة ما يتم تجاهلها ،إلا أن المصاب بالأعراض السالبة فقط يحتاج أيضا إلي العلاج. وفي المجتمعات التي يكون فيها التفاعل الاجتماعي الغزير والقوي هو الطبيعي (مثل معظم المجتمعات الغربية)، فإن وجود أعراض سالبة يؤدي إلي الوصمة بصفة خاصة. ومن الأهمية بمكان وضع الخلفية الثقافية في الاعتبار عند تقييم الأعراض السالبة ومضاعفاتها. علي العكس من الأعراض الموجبة فإن الأعراض السالبة تمثل خللا وظيفيا أكثر دقة مما يجعل من الصعب ،في العادة، اعتبارها أعراضا مرضية. وفي بعض الأحيان يساء تأويل الأعراض السالبة من أفراد أسرة المريض أو الآخرين كعلامات" للكسل" فعلي سبيل المثال، إذا أبدي المريض عدم الاهتمام أو الحماس لمظهره الشخصي، فإنهم قد يفكرون انه كسول جدا فقط حتى يعطي الموضوع أهمية، أو يتعمد إهمال مظهره ليسبب الضيق للعائلة.
من الممكن أن تحدث الأعراض السالبة نتيجة للاكتئاب ( الذي قد يحدث في نفس وقت الفصام) أو نتيجة لوسط لا يساعد علي التنبيه (مثل البقاء داخل مستشفي لمدة طويلة)، أو قد يمثل في الحقيقة أعراضا جانبية لبعض الأدوية المضادة للذهان. من الصعب القول بأن الأعراض السالبة جزءا من مرض الفصام نفسه أو هي نتيجة لمشاكل أخري. تعتمد قدرة المصاب علي العمل والتفاعل مع الآخرين والعناية بنفسه ،أثناء فترة النقاهة، اعتمادا كبيرا علي شدة الأعراض السالبة المتبقية.
علي الرغم من أن الأسباب الأكيدة للفصام غير معروفة، فمن الواضح أن عوامل عديدة تزيد من احتمال إصابة الشخص بالمرض. تتفاعل هذه العوامل مع بعضها البعض لتحدث المرض وتؤثر علي مساره
(Strauss and Carpenter 1981; Weinberger and Hirsch 1995). وتكتسب هذه العوامل المختلفة أهمية علي مدي المراحل المختلفة لنمو الفرد. ويمكن أن تلعب العوامل الوراثية مع مضاعفات الحمل والولادة، كل علي حدة، دورا في استعداد الوليد للمرض. ويعتمد توقيت بداية المرض في حياة الفرد بعد ذلك علي قدر استعداده وتعرضه لضغوط عديدة.
وقد تكون الضغوط المرسبة لمرض الفصام حيوية في طبيعتها (مثال علي ذلك: استعمال عقاقير تسبب الهلاوس) أو اجتماعية (مثل موت أحد الأقرباء). وتؤثر هذه العوامل مع عوامل وضغوط أخري علي مسار ومآل المرض.
وعلي الرغم من أن الأسباب الأكيدة للفصام غير معروفة، فإنه يبدو أن التفاعل بين العديد من العوامل التي تشمل العوامل الوراثية ومضاعفات الحمل والولادة، التي تؤثر علي نمو المخ، مع الضغوط الحيوية والاجتماعية، تلعب دورا في حدوث المرض.
أسباب الفصام> أسباب وراثية
يكون أقارب مرضي الفصام أكثر عرضة لحدوث المرض من الآخرين، كما يتضاعف الاستعداد بين الأقارب المتشابهين وراثيا مع المريض. وتقترح الأبحاث التي تشمل أشخاصا تم تبنيهم منذ الطفولة أن زيادة احتمال حدوث الفصام بين أقارب الحالات المكتشفة يرجع لأسباب وراثية أكثر من الأسباب البيئية. ويزداد احتمال حدوث الفصام بين أطفال المصابين به سواء تمت تنشئتهم بواسطة والديهم الأصليين أو والديهم بالتبني.
وبالمثل فإن التاريخ العائلي لمرضي الفصام الذين تمت تنشئتهم بواسطة والديهم بالتبنى يبين زيادة انتشار المرض بين أقاربهم الأصليين وليس بين أقاربهم بالتبني.
نظرية النمو العصبي:
ظهر مؤخرا رأيا يقول بأن الفصام عبارة عن اضطراب في النمو العصبي
(Weinberger 1995a)
حيث ذكر " أن السبب الرئيسي للخلل بالمخ أو العملية المرضية، يحدث خلال فترة نمو المخ قبل ظهور المرض إكلينيكيا بوقت طويل"(Weinberger 1995b).
وتبعا لهذا الرأي، فإن المصابين بالفصام قد يعانون من شكل من أشكال خلل نمو المخ أثناء فترة الحمل وبخاصة خلال الثلاث أشهر الوسطي للحمل.
ولأسباب عصبية حيوية مختلفة، فإن هذا الاضطراب يظهر فقط في فترة البلوغ المبكرة عند توقيت حدوث نضجا في أجزاء محددة بالمخ، والتي تحدث بعد الولادة بفترة طويلة، مما يجعلها غير قادرة علي التكيف مع أنواع متعددة من الضغوط النفسية والاجتماعية وتقلبات الحياة.
وعلي الرغم من أن هذا الرأي لا يزال يثير جدلا (Canon 1997)، فإن أدلة عديدة ومتنوعة تدعمه. وبشكل خاص، فقد تبين أن مضاعفات الحمل والولادة تضاعف من احتمال حدوث الفصام مرتين أو ثلاث مرات، بسبب حدوث تلف في المخ النامي
(McNeil 1988; Geddes and Lawrie 1995; Godman 1988; Kendell et al. 1996).
ويبدو أن نقص الأكسجين أثناء الولادة (حرمان الجنين من الأكسجين)، والذي يحدث في نسبة بين 20-30 % من المصابين بالفصام بالمقارنة بنسبة بين5-10% من مجموع السكان، يلعب دورا هاما (McNeil,1988; Canon 1998)، كما يزداد احتمال الإصابة بالفصام مع حدوث بعض مضاعفات الولادة
(McNeil, 1988; Kendell et al. 1996; Eagles et al. 1990; O'Callaghan et al. 1992; Guenther-Genta et al. 1994).
إن احتمال تلف مخ الجنين داخل الرحم يزداد إذا أصيبت المرأة الحامل بمرض فيروسي. وقد لوحظ أن عددا أكبر من المصابين بالفصام يولدوا في نهاية الشتاء أو الربيع أكثر منه في أوقات أخري من العام (Torrey et al. 1988) وأن نسبة من الذين ولدوا في هذا التوقيت يزداد معدل إصابتهم بالفصام بعد حدوث أوبئة فيروسية مثل الأنفلونزا والحصبة والجديري المائي (Medneick et al. 1987; O'Callaghan et al. 1991; Barr et al. 1990; Sham et al. 1992)
وبالرغم من ذلك فإن إصابة الأم بالتهابات فيروسية يمثل نسبة صغيرة فقط من احتمالات الإصابة بالفصام (Adams et al. 1993; Wilcox and Nasrallah 1987).
خلل بالتركيب التشريحي الدقيق للمخ: تقدم صور الأشعة المقطعية وصور الرنين المغناطيسي صورا للتركيب التشريحي الدقيق للمخ، وبواسطتها تم اكتشاف تغيرات في التركيب التشريحي الدقيق لمخ بعض مرضي الفصام. وعن طريق صور الرنين المغناطيسي الوظيفي وتقنيات التصوير السطحي ،التي تستعمل النظائر، مثل التصوير السطحي للفوتون الأحادي المطلق وكذا التصوير السطحي للبوزيدرون المطلق، يمكن رؤية التغيرات في سريان الدم وكيمياء المخ في مناطق محددة. وقد أظهرت دراسات الأشعة المقطعية المبكرة عدم تماثل المخ والجهاز البطيني وبخاصة الذي يصيب الفصوص الأمامية والفص الأيسر للمخ. هذا اللاتماثل، لا علاقة له بتطور أو مدة المرض أو العلاج ولا يتقدم أثناء المرض (Vita et al. 1997). ولذلك يمكن أن يعتبر وجوده مظهرا للأحداث التي تحدث مبكرا أثناء نمو المخ. وقد أظهرت دراسات الرنين المغناطيسي نتائج مشابهة ((Andreasen et al. 1986. إن تلازم الخلل التركيبي مع الأعراض أو مجموعات الأعراض يلقي دعما أقل علي الرغم من تلازم اللاتماثل مع الأعراض السالبة (Messimy et al. 1984). وقد تبين أن الأعراض السالبة تتلازم أيضا مع وجود ضمور في الفص الصدغي الأيسر (Turetsky et al. 1995). وكلما وضحت التغيرات أكثر كلما زادت شدة اضطرابات التفكير وحدوث هلاوس سمعية (Suddath et al. 1990).
وبشكل رئيسي فإن التصوير السطحي للفوتون المطلق يظهر نقصا في سريان الدم وبخاصة في الفصوص الأمامية لأكثر من 80% من مرضي الفصام (Steinberg et al. 1995). كما يظهر التصوير السطحي للبوزيدرون المطلق صورا مشابهة من الخلل. وقد أظهرت دراسات سريان الدم بواسطة نفس تقنيات التصوير السابقة تلازما بين أعراض أو انماط أعراضية معينة مع وجود خلل في سريان الدم في مناطق مختلفة. وبشكل عام فإن الأعراض الموجبة تتلازم مع الزيادة في نشاط بعض المناطق ونقصا في نشاط مناطق أخري، بينما تتلازم الأعراض السالبة غالبا مع وجود نقص في سريان الدم Sabri et al. 1997)). وقد بين فحص نسيج المخ بعد الوفاة للمصابين بالفصام وجود مشاكل في بعض أنواع خلايا المخ-- الخلايا البينية الكابحة. تقوم الخلايا البينية الكابحة بإخماد عمل الخلايا العصبية الرئيسية مما يمنعها من الاستجابة لمعلومات أكثر غزارة. إذا جمعت هذه النتائج معا فإنها تقترح أن الفصام عبارة عن خلل في تنظيم نشاط المخ بواسطة الخلايا البينية مما يجعل المخ يستجيب بشكل مبالغ للمثيرات من البيئة المحيطة ويفقد القدرة علي حجب المثيرات غير المرغوب فيها. وفي نفس الوقت يحدث نقصا في حجم الفصوص الصدغية التي تقوم بتفعيل المعلومات الحسية فتجعل في مقدرة الشخص أن يكتسب سلوكا مناسبا وجديدا. بينما تقدم تقنيات التصوير الحديثة التي تم عرضها في هذا الجزء حلولا حول كيفية تأثر وظيفة المخ في الفصام، فإنها لا تعتبر رئيسية في التشخيص أو التقييم الإكلينيكي الروتيني للمرضي.
أسباب الفصام> أسباب كيميائية بالمخ
إن النظرية القائلة بوجود خلل كيمائي بالمخ في الفصام تعتبر قديمة تاريخيا (Andreasen 1995).
وعلي الرغم من ذلك فإن الدليل العملي الذي يدعمها لم يظهر إلا بعد أن تبين أن مفعول الأدوية المضادة للذهان يتعلق بعمليات أيض الأحماض الأمينية في المخ، وبشكل خاص لتأثير هذه الأدوية االكابحة علي المستقبلات العصبية للكاتيكولامينز (أحد الأحماض الأمينية)عند نقطة ما بعد المشتبك العصبي (Carlsson and Lindkvist 1963). كما أثبتت الأبحاث التالية قدرة الأدوية المضادة للذهان علي سد مستقبلات الدوبامين-2 (أحد الأحماض الأمينية) والمسئولة عن فائدتها الإكلينيكية (Peroutka and Snyder 1980) . يضاعف الدوبامين من حساسية المخ للمثيرات، هذه الحساسية المضاعفة تكون مفيدة في فترات الضغوط والخطر لأنها تزيد وعي الفرد. أما بالنسبة للمصاب بالفصام فإن إضافة تأثير الدوبامين علي حالة نشاط المخ الزائدة قد يجرفه ناحية الذهان. وهناك دعما إضافيا للدور الذي يلعبه ازدياد نشاط الدوبامين في الفصام والذي يأتي من ملاحظة أن الأمفيتامين (مادة تزيد من تأثيرات الدوبامين) يضاعف أو حتى يؤدي إلي إعراض شبه فصامية (Meltzer and stahl 1976) .
تحدث الزيادة في نشاط الدوبامين في الجهاز العصبي المركزي من خلال وسيلتين:
زيادة الدوبامين في أماكن االمشتبكات العصبية بالإضافة إلي زيادة حساسية المستقبلات العصبية. وقد خضعت هاتين الوسيلتين للأبحاث المستفيضة ولكن الدليل القاطع الذي يرجح أي منهما ما زال مفقودا. أن دراسات دورة الدوبامين في سوائل أجسام المرضي وكذا القياس المباشر لمستويات الدوبامين في نسيج المخ بعد الوفاة أتت بنتائج متناقضة (Heritch 1990; Hirsch and Weinberger 1995; Bloom and Kupfer 1995).
وقد تم تطبيق تقنيات التصوير العصبي، مثل البوزيدرون المطلق لحساب كثافة مستقبلات الدوبامين في المخ. وبينما وضح تأثير مضادات الذهان التي تسد مستقبلات الدوبامين، فإن النتائج المتعلقة بكثافة مستقبلات الدوبامين في المرضي الذين يتعاطون هذه الأدوية بالمقارنة بالعينات الضابطة يختلف اختلافا ملموسا بين الباحثين (Wong et al. 1986; Farde et al. 1990). وعن طريق تقنيات البيولوجيا الجزيئية اتضح زيادة كثافة وحساسية مستقبلات الدوبامين في نسيج مخ مرضي الفصام الذين لا يتعاطون هذه الأدوية بعد وفاتهم (Seeman 1987; 1995; Stefanis et al. 1998).
وعندما ظهرت مضادات الذهان غير التقليدية (كلوزابين وريسبيريدون واولانزابين وغيره) بدأ الباحثون في التشكك في الفرض القائل بأن سد مستقبلات الدوبامين-2 بواسطة مضادات الذهان هو السبب الرئيسي لمفعوله المضاد للذهان. وقد تبين أن مفعول مضادات الذهان غير التقليدية (الحديثة) يشمل ميلا شديدا للعديد من أنواع المستقبلات بالإضافة إلي الدوبامين-2 تشمل من بينها مستقبلات السيروتونين(Meltzer et al. 1996). ولهذا فإن الأبحاث الحالية تقترح أن أنواعا عديدة أخري من المستقبلات مثل (D-1, D-3, D-4, D-5, 5-HT2,NMDA) ، لها علاقة بنشأة مرض الفصام (Hirsch and Weinberger 1995; Seeman 1995; Kerwin et al 1997).
مشكلة صحية عامة:
ينطبق علي الفصام البنود الأربعة للمشاكل التي تحتاج إلي تعبئة صحية عامة.
* المشكلة متكررة وواسعة الانتشار.
* المشكلة تسبب إعاقة ومعاناة شديدة.
* هناك طرق مؤثرة ومفيدة للتعامل مع المشكلة.
* أنواع العلاج مقبولة من المرضي وأسرهم.
* يحدث الفصام بشكل متكرر وواسع الانتشار:
أثبتت دراسة لمنظمة الصحة العالمية أن معدل انتشار الفصام يختلف اختلافا قليلا في العديد من البلدان حول العالم. وباستعمال تعريف دقيق لمرض الفصام فقد وجد أن معدل انتشاره لا يختلف اختلافا ملموسا بين البلاد (من 7-14/ 100000 في المناطق التي تمت دراستها). وعند استعمال تعريفا أقل دقة فإن معدلات الانتشار تكون أكبر بكثير وعندما تضاف الحالات الذهانية المشابهة للفصام فإن معدلات الانتشار تزداد وتظهر تباينا ذو دلالة إحصائية بين مختلف البلاد (Jablensky et al. 1992).
* يسبب مرض الفصام إعاقة ومعاناة شديدة:
يسبب التمييز بسبب مرض الفصام زيادة في المعاناة بالنسبة للمريض. كما يعاني أقرباء المريض بسبب الوصمة التي يسببها المرض. في عام 1991 ، في الولايات المتحدة ، بلغت المصروفات المباشرة التي تنفق علي مرضي الفصام 19 بليون دولار و 46 بليون دولار تكلفة غير مباشرة بسبب نقص الإنتاج (تكاليف غير مباشرة) بحيث يصبح المجموع 65 بليون دولار. عندما تضاف التكلفة غير المباشرة، والتي تكون 71% من مجموع التكلفة، إلي التكلفة المباشرة يمكن الحصول علي حسابا شاملا للأعباء الاقتصادية للمرض الذي يدمر حياة ملايين الأفراد وعائلاتهم (Wyatt et al. 1995).
أثبتت الدراسات الحديثة لأعباء مرض الفصام أن المرض يسبب المعاناة، وفقد الإنتاجية، وتقليل كفاءة الحياة بالإضافة إلي مشاكل صحية ثانوية أخري للمرضي وأسرهم
(Thornicort and Tansella 1996).
* الفصام قابل للعلاج:
أثبت عرضا للأبحاث الحديثة أن 20-25% تقريبا من المصابين بالفصام تختفي كل أعراضهم المرضية كما يحدث في نسبة 20% عودة للاعتماد علي النفس والأداء الاجتماعي الجيد (Warner 1994). وقد أثبتت تقارير من دول نامية نسبة أعلي من الشفاء. وحتى لو لم تختفي الأعراض نتيجة للعلاج، فإن العلاج يحسن من كفاءة حياة المريض وبقدرته علي العمل.
منذ اخترع عقار الكلوربرومازين عام 1950 فإن أعدادا متزايدة من الأدوية وأنواع العلاج النفسية والاجتماعية قد تم تطويرها بحيث أصبحت مؤثرة في تخفيف أعراض الفصام وقد أثبتت الأدوية فاعليتها ، بشكل خاص، في التقليل أو التخلص من الأعراض الموجبة مثل الضلالات والهلاوس والهياج التي تحدث أثناء النوبات الحادة للمرض. تسبب مضادات الذهان التقليدية أعراضا جانبية (مثل التصلب الحركي والرعشة) التي قد تؤدي إلي الوصمة.
وقد توفرت الآن مضادات جديدة للذهان تسبب القليل من الأعراض الجانبية الحركية، كما أن لها مميزات أخري علي الأدوية التقليدية.
ولأن هذه العقاقير تسبب أعراضا جانبية أقل فإنها تحسن من انتظام المريض علي العلاج مما يمنع الانتكاسات، كما أنها تقلل من الوصمة المرتبطة بوجود أعراض جانبية. أما وسائل العلاج النفسية والاجتماعية وبخاصة دعم أسر ومن يرعى المرضي فقد أثبتت فاعليتها في تقليل نكسات الفصام
(Anderson and Adams 1996; Schooler et al. 1997).
ويمكن زيادة فرص العمل للمصابين بالفصام عن طريق التدريب المهني (Bond et al. 1997). كما يمكن للمنظمات الاجتماعية الداعمة أن تقوم بدور فعال في تحسين مآل مرضي الفصام
(Burga 1995).
* يمكن أن نجعل علاج الفصام مقبولا:
علي الرغم من أن مضادات الذهان التقليدية لها فاعلية في التخلص من الأعراض، إلا أنها تسبب أعراضا جانبية شديدة. ويبدو أن مضادات الذهان الحديثة تسبب أعراضا جانبية أقل كما يبدو أن المرضي يتقبلونها أكثر. ويزداد تقبل العلاج أكثر عندما يحصل المريض وأسرته علي تثقيفا صحيا ودعما لمساعدتهم علي التكيف مع المرض ، ويسمح لهم أن يكونوا شركاء في العملية العلاجية.
كيف يعالج الفصام:
إن ابتكار مجموعة كبيرة من الأدوية ووسائل تدخل نفسية واجتماعية قد أدي إلي تحسن واضح في صورة مرضي الفصام. و يمكن لمضادات الذهان الحديثة أن تتغلب علي الأعراض ولكنها قد تسبب القليل من الأعراض الجانبية التي تسبب الوصمة. وتساعد وسائل العلاج النفسية والاجتماعية والتثقيف الصحي للمرضي وأسرهم علي تعلم كيفية التعامل مع هذا الاضطراب النفسي بشكل أكثر فاعلية، كما يمكن بواسطتها تقليل الخلل الاجتماعي والوظيفي وتعزيز إعادة دمج المرضي مع المجتمع. ويجري في الوقت الحالي عمل أبحاث لاكتشاف أنواع أخري من العلاج أكثر أمانا وفاعلية. وبالإضافة إلي ذلك فإن الدراسات المستمرة حول ظاهرة المآل الأفضل للفصام في الدول النامية (بعكس الدول المتقدمة) قد يؤدي إلي استراتيجيات جديدة يمكن تطبيقها علي مستوي العالم.
هناك ثلاثة عناصر رئيسية لعلاج الفصام:
* أدوية لتخفيف الأعراض ومنع الانتكاسات.
* وسائل علاج نفسية واجتماعية وتثقيفية لمساعدة المرضي وأسرهم علي حل المشاكل، والتعامل مع الضغوط، والتكيف مع المرض ومضاعفاته والمساعدة علي منع الانتكاسات.
* التأهيل الاجتماعي الذي يساعد المرضي علي أن يعودوا للاندماج مع المجتمع وأن يستعيدوا وظائفهم التعليمية أو العملية.
يجب علي الأطباء أن يعرفوا المبادئ الموجزة في ميثاق مدريد للجمعية العالمية للطب النفسي والذي نشر عام 1996 والذي شدد علي أهمية متابعة التطورات العلمية، ونقل المعلومات المعاصرة للآخرين وقبول حق المريض في المشاركة في العملية العلاجية. ومن الأهمية بمكان أن يتاح للمريض كافة وسائل العلاج وتقدم له بشكل متكامل، علي سبيل المثال، استعمال أساسيات فريق إدارة الحالة (Kanter 1989). وهذا يضمن أن تصب كل الجهود في نفس الأهداف وأن المريض وأسرته سيتعرفون علي نظم العلاج الشائعة في الخطط العلاجية. وأخيرا يجب علي الأطباء تشجيع المرضي وأسرهم علي المشاركة مع
جماعات دعم المرضي وأسرهم والتي يمكنها أن تقدم مساعدات فعالة وتوجيهات للمساعدة علي التكيف بشكل أكثر فاعلية مع المرض.
الأدوية المضادة للذهان:
تنقسم الأدوية المستعملة لعلاج الفصام في الوقت الحالي إلي مجموعتين:
* مضادات الذهان التقليدية
* مضادات الذهان الحديثة(غير التقليدية) أو تسمي بالجيل الثاني من مضادات الذهان
مضادات الذهان التقليدية: بدأ استعمال أول مضاد للذهان من مجموعة مضادات الذهان التقليدية في بداية أو منتصف الخمسينيات. يستعمل مصطلح مضادات الذهان التقليدية للإشارة إلي كل العقاقير المضادة للذهان والتي تم اكتشافها قبل الكلوزابين. وهذه العقاقير تسبب إعراضا جانبية محددة في الجهاز الحركي خارج الهرمي للإنسان والتي تشمل التصلب العضلي والشلل الرعاش واضطراب الحركة والتوتر الحركي. وقد أثبتت هذه الأدوية فاعليتها في تخفيف أو حتى التخلص التام من الأعراض كما أنها فعالة أيضا في تقليل الأعراض المصاحبة مثل الهياج والاندفاع والعنف، ولكنها لسوء الحظ غير فعالة بالمثل في تقليل الأعراض السالبة للفصام مثل التبلد والانسحاب الاجتماعي وفقر التفكير. ولكن إذا تم استعمال هذه الأدوية بانتظام فإنها قد تقلل أيضا من احتمال النكسات.
مضادات الذهان الحديثة: بينما كان التركيز في السنوات المبكرة لتطوير العلاج الدوائي علي تخفيف الأعراض الموجبة مثل الهلاوس والضلالات، فإن الباحثين بدئوا ،في السنوات الأخيرة، يعملون علي اكتشاف مضادات للذهان تسبب أعراضا جانبية أقل مع تحسين كفاءتها لعلاج الأعراض السالبة إلي جانب الأعراض الموجبة وهي عوامل تساعد علي تحسين كفاءة حياة المرضي وتعتبر حاسمة في العلاج الحديث وجهود إعادة التأهيل. كان الكلوزابين أول عقار مضاد للذهان يتم اكتشافه و يسبب أعراضا جانبية في الجهاز خارج الهرمي (EPS). وتبع اكتشاف الكلوزابين أدوية أخري عديدة تتمتع بنفس الميزة. يستعمل مصطلح (حديثة) أو (الجيل الثاني) أو (غير التقليدية) للإشارة إلي هذه المجموعة من العقاقير ويفضل مصطلح (حديثة) لأن مصطلح غير التقليدية يصعب فهمه. إن قلة قابلية العقاقير الحديثة في التسبب في أعراض جانبية حركية يعتبر علامة مميزة لهذه العقاقير. كما يبدو أن لها مميزات أخري علي مضادات
الذهان التقليدية مثل تحسين الأعراض السالبة وهي لا تسبب أيضا زيادة في مستويات البرولاكتين.
وسائل العلاج التثقيفية والنفسية والاجتماعية: تم التأكد منذ وقت بعيد ون أن العوامل النفسية والاجتماعية تؤثر علي علاج ومآل ومسار ونتاج مرض الفصام. وعلي الرغم من أن العلاج بالأدوية يعتبر ثورة في علاج الفصام، فقد زاد الوعي المدعوم بالأبحاث، في السنوات الأخيرة، بأن وسائل العلاج النفسية والاجتماعية لها تأثير جدير بالاعتبار علي نتائج علاج الفصام. وتشمل هذه الوسائل العلاجية استراتيجيات وتقنيات للتخلص من القصور المعرفي والاجتماعي وكافة أنواع الإعاقة والاضطرابات الوظيفية، لمساعدة المرضي علي العودة إلي المجتمع وإعادة تأهيلهم نفسيا واجتماعيا. وبطريقة عملية، فإن وسائل التدخل النفسية والاجتماعية تهدف إلي تقليل كلا من الأعراض السالبة والموجبة وتعزز من التبصر بالمرض والانتظام في العلاج كما تمنع الانتكاسات وتحسن من المهارات الاجتماعية ، ومهارات التواصل، وتقدم مهارات واستراتيجيات تساعد المرضي وأقاربهم ليصبحوا أكثر قدرة علي التعامل مع الضغوط. وتعتبر وسائل العلاج النفسية والاجتماعية مكملا مثاليا للعلاج الدوائي.
إن مشاكل الحياة التي يعاني منها مرضي الفصام تتكون من مشاكل اجتماعية، وشخصية، وإكلينيكية، وأحيانا سياسية (مثل التمييز). ولأن تأثير الفصام يمتد إلي مجالات حياتية متعددة، فإن العلاج، لكي يكون أكثر فاعلية، يجب أن يتعامل مع مشاكل عديدة من بينها الاكتشاف المبكر للمرض، ومنع الانتكاسات، وزيادة البصيرة، والانتظام علي العلاج والتثقيف النفسي ،والحياة مع الأسرة، والرعاية داخل المجتمع، والرعاية في أماكن أخري، بالإضافة إلي المهارات الاجتماعية والتكيفية وإعادة التأهيل.
وفي الواقع فإن كل مقارنة دقيقة بين نتائج وسائل العلاج الدوائي مع وسائل إعادة التأهيل الاجتماعي تثبت أن العلاج الدوائي مع إعادة التأهيل الاجتماعي يؤدي إلي نتيجة أفضل من استعمال أي منهما علي حدة، قد تكون الأدوية ضرورية ولكنها غير كافية وحدها أبدا للعلاج المتكامل في الوقت الذي تتضاعف نتائج إعادة التأهيل الاجتماعي باستعمال أدوية موصوفة بدقة.
كيف يمكننا تقليل الوصمة؟
نتائج الوصمة: إن أحد المعوقات الرئيسية للعلاج الناجح للفصام، هي الوصمة المرتبطة عادة بهذا الاضطراب ويمكن أن تؤدي هذه الوصمة إلي التمييز القاسي الذي يضاعف من مشاكل مرضي الفصام. يقلل هذا التمييز من الموارد التي تخصص لعلاج الفصام، وتوفير المسكن، وفرص العمل والتفاعل الاجتماعي، وتؤدي هذه المشاكل بدورها إلي زيادة الوصمة المرتبطة بالمرض. تؤدي هذه الوصمة إلي الصورة السيئة المتكررة في وسائل الإعلام والتي تكرس الأنماط السلبية، كما تتسبب في تأثيرات سلبية علي مسار ونتاج المرض نفسه. وأخيرا فإن الوصمة بسبب الفصام لا تؤثر فقط علي المرضي أنفسهم ولكنها تؤثر أيضا علي أسرهم ومن يرعونهم ومن يقدمون الرعاية الصحية.
مفاهيم خاطئة
يميل الجمهور العام وحتى العاملين بالصحة إلي تكوين صورة نمطية عن المصابين بالفصام. تشمل هذه الصورة بعض أو كل من المفاهيم الخاطئة التالية:
* لا يشفي أحد من الفصام.
* الفصام مرض غير قابل للعلاج.
* مريض الفصام يتسم بالعنف وخطر في العادة.
* يمكن أن يعدي مرضي الفصام الآخرين بجنونهم.
* مرضي الفصام كسولين ولا يعول عليهم.
* ينتج الفصام من ضعف متعمد في الإرادة والشخصية ( يستطيع الشخص أن يقاوم إذا أراد).
*كل ما يقوله مريض الفصام يعتبر لغوا.
* لا يستطيع مرضي الفصام تقديم معلومات يعول عليها بخصوص نتائج العلاج أو أشياء أخري تحدث لهم.
* مرضي الفصام غير قادرون علي اتخاذ قرارات منطقية تخص حياتهم(مثلا أين يقطنون).
* لا يمكن التنبؤ بسلوك مرضي الفصام.
*مرضي الفصام غير قادرين علي العمل.
* يتدهور مرضي الفصام تدريجيا علي مدار حياتهم.
* ينتج الفصام عن أخطاء الوالدين.
تقليل الوصمة والتمييز
من الضروري لكي نقلل الوصمة والتمييز بسبب الفصام أن:
1) نغير مواقف الناس من خلال التثقيف والبرامج الممتدة.
2) نغير السياسة العامة والقوانين لتقليل التمييز وزيادة الحماية القانونية للمرضي النفسيين.
وفيما يلي بعض الاستراتيجيات الخاصة التي يمكن أن تساعد في تقليل الوصمة وتحسين كفاءة حياة المصابين بالفصام:
زيادة استعمال الوسائل العلاجية التي تحسن من الأعراض مع تجنب الأعراض الجانبية؛ والبدء في عمل أنشطة تثقيفية مجتمعية تهدف إلي تغيير المواقف السابقة من مرضي الفصام؛ ويجب إضافة برنامجا مضادا للوصمة ضمن تدريب المعلمين ومن يقدمون الرعاية الصحية؛ وتحسين التدريب النفسي للمرضي وأسرهم حول طرق التعايش مع المرض وإشراك المرضي وأسرهم في التعرف علي ممارسات التمييز؛ وتشجيع تطوير أدوية تحسن من كفاءة الحياة وتتميز بأعراض جانبية قليلة "والتي قد تسبب الوصمة".
مرض الفصام(3)
يعتبر مرض الفصام الذهاني (schizophrenia) أهم الأمراض العقلية - ومن الأخطاء الشائعة ما يسميه البعض بانفصام الشخصية - ويشكل المصابون بهذا المرض أكثر نزلاء مستشفيات الأمراض النفسية والعقلية نظراً لصعوبة هذا المرض وتأثيره على المريض وعائلته وكذلك على المجتمع. وهذا المرض موجود منذ زمن بعيد وأول وصف لهذا المرض يرجع الى عام 1400 قبل الميلاد وفي مخطوطات طبية هندية. ويعرف بالصورة التي تقترب من الصورة التي نعرفه بها الآن إلا في نهاية القرن الثامن عشر الميلادي بصورة غير واضحة وغير دقيقة، حتى جاء بروفسور ألماني في الطب النفسي من جامعة ميونيخ اسمه إميل كربلين عام 1896 والذي يعتبر أول من وصفه بصورته الحديثة وبشكل واضح وأطلق عليه مرض ( الخرف المبكر ) وظل يحمل هذا الاسم حتى جاء طبيب نفسي سويسري هو يوجن بلوير عام 1911 وأطلق عليه مرض الفصام والذي مازال يستخدم حتى الآن.
ما هو مرض الفصام؟
مرض الفصام هو مرض عقلي يتميز بمجموعة من الأعراض النفسية والعقلية مثل الهلاوس السمعية ونادراً الهلاوس البصرية، وكذلك اضطرابات التفكير مثل الضلالات. وتؤدي هذه الأعراض إن لم تعالج في بدء الأمر الى اضطراب وتدهور في الشخصية السلوك. وأهم أعراض الفصام اضطرابات الإدراك والتفكير والسلوك والوجدان. والضلالات ( هي جزء من اضطرابات التفكير ) هي اعتقادات خاطئة يحملها المريض على أنها أمور حقيقية مثل الشعور بأن شخصاً يطارده أو أن هناك من يتجسس عليه أو أن الناس يقرأون أفكاره أو يأخذونها من رأسه أو أن الآخرين يضعون أفكاراً داخل رأسه رغماً عنه. كذلك فإن مريض الفصام قد يكون مصاباً بشكوك مرضية تجاه زوجته ويتهمها بأنها على علاقات شخصية قد لا يكون تربطها بهم أي صلة وكذلك قد يصل المرض الى أن يتهم المريض زوجته بأن أبنائه ليسوا منه ويبدأ في البحث شكوكاً مرضية ضد أحد أقاربه أو زملائه مما يشكل في بعض الأحيان خطورة على الذين يحمل ضدهم هذه الشكوك. ويمكن أن يصيب مرض الفصام أي شخص من سن السابعة حتى السبعون ولكنه عادة يصيب الشباب في مقتبل العمر خاصة في مرحلة المراهقة وبداية النضج. ونسبة الإصابة بهذا المرض حوالي 1.3% "فإذا كان عدد سكان المملكة العربية السعودية ستة عشر مليون نسمة فإن نسبة المرضى المصابون بالفصام تزيد عن مائتي ألف شخص" وهي نسبة عالية بجميع المقاييس وهذا عدد كبير من المرضى ويكلف علاج مرض الفصام ورعاية المرضى المصابين به مبالغ طائلة ويؤثر على الناحية الاجتماعية بصورة كبيرة. غالباً ما يكون بدء المرض تدريجياً ولا يلاحظ الأهل والأصدقاء التغييرات التي تطرأ على المريض إلا بعد مرور فترة من الزمن ربما يكون سنوات. لكن قد يحدث أن يبدأ المرض في حالات قليلة بصورة مفاجئة على شكل عنف أو هلاوس سمعية واضطرابات تفكير ( ضلالات) خاصة إذا صاحب ظهور هذا المرض حدث ذو أهمية بالنسبة للمريض أو بالنسبة للعائلة كالتعرض لحادث مؤلم مثل حادث اعتداء بدني أو اغتصاب أو وفاة شخص عزيز. وأهم أعراض مرض الفصام المزمن إهمال المريض لمظهره، فقدانه الاهتمام بالأشياء المحيطة به ويصبح الشاب أو الشابة بلا طموح ولا يستطيع التركيز في دراسته ويرسب ويعزل نفسه عن الآخرين. ويتحول هذا المرض الى مرض مزمن بعد فترة من الزمن قد تصل الى عدة سنوات ويكون علاجه أكثر صعوبة. مع ملاحظة أن المرض قد يبدأ بصورة ما يعرف بالأعراض السالبة مثل إهمال المريض لكل ما حوله ويصبح مشغولاً بأفكار خاصة به ويعيش في عالم خاص به ويتحول الى مريض مزمن دون أن يمر على المرحلة التي تكون فيها الأعراض نشطة مثل الهلاوس والضلالات.
هل مرض الفصام نوع واحد أم أنه أكثر من نوع؟
ياختصار مؤجز فإن مرض الفصام ينقسم الى عدة أنواع. ربما تصل الى تسعة أنواع هي:
1- الفصام البسيط.
2- الفصام الهيبفريني.
3- الفصام التخشبي ( الكتاوتون).
4- الفصام الزوراني ( البارانوي).
5- الفصام غير المحدد.
6- اكتئاب ما بعد الفصام.
7- الفصام المتبقي.
8- الفصام الوجداني.
9- أنواع أخرى غير محددة.
وتم تقسيم مرض الفصام الى هذه الأنواع نظراً لأن بعض الأنواع تختلف طريقة علاجها وأيضاً يختلف حال المرض مثلاً؛ الفصام البسيط يبدأ في سن مبكر حوالي الخامسة عشرة أو بعدها ببضع سنوات ويبدأ تدريجياً حتى ينتهي بتدهور شخصية المريض، ويعتبر هذا النوع من أصعب أنواع الفصام نظراً لصعوبة تشخيصه، وكثيراً ما يتمكن المصاب بهذا المرض من العيش دون أن يكتشف أحد إصابته بهذا المرض وربما لا يكتشف إلا في مراحل متأخرة يكون فيها المرض أصبح مزمناً ويصعب علاجه.
الفصام الهيبفريني يتميز بأنه يحوي جميع أنواع الفصام الأخرى وكذلك وجود هلاوس سمعية وسلوك اندفاعي عدواني وتجمد في العواطف وتتدهور شخصية المريض بشكل سريع ومآل المريض سيئ خاصة إذا لم يعالج في وقت مبكر. الفصام التخشبي ( الكتاتوني) والذي يعتبر نادر الحدوث خاصة في الدول المتقدمة في المجال الصحي بسبب أن المرض لا يترك دون علاج. ويبدأ هذا النوع من الفصام متأخراً نسبياً بعد سن العشرين ويعالج هذا النوع من الفصام بالجلسات الكهربائية ويستجيب هذا النوع من الفصام للعلاج بصورة جيدة. أما الفصام الزوراني ( البارانوي) فيبدأ بعد سن الثلاثين وأيضاً فإن العلاج يكون صعباً إذا تأخر وأحياناً تكون الاستجابة للعلاج بطيئة وبسيطة.
هل هناك أسباب معروفة لمرض الفصام؟
حتى الآن لا توجد أسباب معروفة بصورة دقيقة لمرض الفصام ولكن هناك عوامل كثيرة قد تكون ذا أثر في نشوء المرض منها عوامل وراثية والتي تعلب دوراً مهماً في نقل المرض، علماً بأن المرض لا يورث وإنما الاستعداد للإصابة بالمرض هي التي تورث. وتبلغ نسبة الإصابة بالمرض في التوائم المتشابهة حوالي 46% أن أن هناك ما يقارب 60% هي دور المجتمع والعوامل الحياتية الأخرى. وهناك أيضاً عوامل عضوية مثل بعض التغييرات في تركيب الدماغ او اختلال وظائف بعض الأجزاء في الدماغ. وهناك عومل اجتماعية ونفسية ويتساءل بعض الناس هل يمكن لمرض الفصام أن يصيب شخصاً من عائلة ليس بها مريض بالفصام ؟ والإجابة نعم. فقد يصيب مرض الفصام شخصاً ولا يوجد أحد من عائلته مصاب بهذا المرض. وهناك سؤال يتبادر الى أذهان الناس هل استخدام المخدرات يسبب مرض الفصام؟ والإجابة على هذا السؤال تحتوي على جزء من الحقيقة وهي أن بعض أنوع المخدرات ترسب مرض الفصام لمن لديهم قابلية وراثية للإصابة بهذا المرض. وأكثر المخدرات التي تساهم في ترسيب مرض الفصام هي الحبوب المنشطة والتي تعرف علمياً بـ " امفيتامين" وتتدوال في المملكة العربية السعودية بين المتعاطين بأسم الكونغو أو الكبتاغون أو الأبيض أو أبو ملف أو ملف شفرة.
ويمكن لهذه الحبوب حتى وإن لم تسبب أو ترسب مرض الفصام فإنها تؤدي الى تأثير على خلايا الدماغ وتسبب أمراضاً عقلية شبيهة بالفصام إن لم تكن أسوأ.
هل يمكن علاج مرض الفصام؟
يعالج مرض الفصام بأدوية فعالة منذ أن تم اكتشاف الكوروبرومازين عام 1953 والذي أحدث ثورة في عالم علاج المرضى النفسيين وتم تطوير هذه الأدوية الى أن وصلت الآن الى مستوى متقدم بعد ذلك أصبح هناك العديد من الأدوية التي تعرف بالأدوية التقليدية مثل آلهالوبيردول، ستيلازين، مليرل وأنواع أخرى من هذه الأدوية التقليدية. ثم في التسعينات من القرن الماضي خاصة بالوصول الى أدوية ذات فعالية عالية وأقل أعراض جانبية، مثل ما يعرف حالياً بالأدوية غير التقليدية (atypical anti Psychotis) مثل الكورزابين والرسبيريدال (Resperidal) والولانزبين (Olanzapine) وهذه أدوية حديثة تلعب دوراً فعالاً في علاج الفصام خاصة الأعراض السلبية (Negative Symptoms).
هل الأدوية المضادة للفصام مخدرة وتؤدي الى الإدمان؟
الأدوية المضادة للفصام ليست أدوية مخدرة ولا تؤدي الى الإدمان ولا تدمر المخ أو الخلايا العصبية كما يقول بعض عامة الناس أو أنصاف المتعلمين. بل على العكس الأدوية المضادة للفصام ذات فائدة كبيرة للمرضى تقوم بدور فعال للحد من استشراء المرض وتساعد في التخفيف من الأعراض الذهانية النشط الإجابية (Positive Symptoms) مثل الهلاوس السمعية والضلالات وكذلك تؤدي الى استقرار الحالة وعدم التدهور في السلوك والتفكير، وهذه الأدوية مثل الهالوبيردول (Haloperidol) والكلوروبرمازين (Choloropromazine) وترأي فلوبرأزين (Trifoperazine) تعرف بالأدوية التقليدية لعلاج الإضرابات الذهانية. يجب على المريض عدم أخذ أي علاج إلا باستشارة الطبيب المعالج. ويجب على أفراد العائلة التنبه لهذا الأمر والعناية بالمريض الذي يعاني من مرض الفصام والحرص عل مواظبة المريض على أخذ علاجه حيث أنه في كثير نم الأحيان يكون المريض فاقداً للاستبصار بحالته ( أي لا يدرك أنه مريض ويرفض أخذ العلاج ) لذا فإن للعائلة دوراً مهماً في استقرار حالة المريض بالفصام.
رعاية مريض الفصام داخل المجتمع...
بعض مرضى الفصام - خاصة في مرحلة المرض المزمن - يحتاج لأن يتعالج بأدوية ذات مفعول طويل، يمتد مفعولها لفترة قد تصل الى أربعة أسابيع، بالإضافة الى الأدوية المعتادة لعلاج حالات الفصام التي يتناولها عن طريق الفم. وهذه الأدوية هي حقن بطيئة الامتصاص في الجسم مما يجعلها تنقى فعاله في الجسم لهذا الوقت الطويل.
تبنى قسم الطب النفسي ببرنامج مستشفى القوات المسلحة بالرياض والخرج منذ عدة سنوات مشروع رعاية المرضى المزمنين داخل المجتمع، وذلك بأن يتم زيارة المريض في منزله من قبل فريق من قسم الطب النفسي يقوم بتقييم حالة المريض العضوية والنفسية والاجتماعية ومدى حاجته للعلاج ويقوم بإعطاء المريض الأدوية التي تصرف له من المستشفى وتنسيق مواعيد مراجعة المريض للعيادات الخارجية عند الحاجة لذلك.
ويعتبر هذا المشروع الوحيد في المملكة العربية السعودية والثاني على مستوى دول الخليج العربي حيث يوجد برنامج مثيل له في دولة البحرين فقط.
هل يتحسّ مرضى الفصام ومتى يوقفون العلاج؟
يعتمد التحسن في مرضى الفصام على الظروف عند بدء المرضى وخاصية المصاب قبل بدء المرضى وليس على أعراض المرض ذاته. ويلعب العلاج الدوائي والمواظبة عليه دوراً أساسياً في تحسن المريض وكذلك الدعم الأسري والاجتماعي من المحيطين بالمريض. والدراسات التي أجريت على مرضى الفصام بينت أن المرضى الذين لم يتعاطون الأدوية يتحسنون بصورة أفضل من المرضى الذين لم يتناولوا أدوية لعلاج مرض الفصام. وبينت الدراسات أيضاً أن المرضى الذين يواظبون على الأدوية وهناك من يرعاهم أسرياً وكذلك وجود دعم اجتماعي فإن انتكاساتهم أقل من الذين لا تتوفر لهم العناصر السابقة. نسبة لا بأس بها تتحسن وتعود الى الحياة بصورة جيدة مع العلاج ولكن هناك نسبة تصل الى 25% لا تتحسن ويتحولون الى مرضى مزمنين ويحتاجون الى أن يستمروا على العلاج لفترة طويلة.
إيقاف علاج مرضى الفصام قرار خطير لا يجب أن يتخذه المريض أو العائلة أوالشخص المسؤول عن المريض إلا بعد استشارة الطبيب المعالج ومناقشة الحالة بشكل موسع وشامل ويأخذ بعين الاعتبار جميع الجوانب الحياتية للمريض بكافة أبعادها النفسية والعضوية والاجتماعية ويجب على الأهل عدم التسرع في إيقاف العلاج عن المريض مهما كانت الأسباب إلا باستشارة الطبيب المعالج أو طبيب متخصص على معرفة بالمريض والمرضى.
الشيزوفرنيا(4)
* الفصام الذُهانى:
- الشيزوفرنيا أو الفصام الذُهانى هو أحد الاضطرابات العقلية الذي يؤدي إلي اضطرابات في جميع التصرفات ويبدأ في الظهور في أغلب الحالات في سن المراهقة.
* أسباب الإصابة بالشيزوفرنيا:
1- العامل الوراثي: نجد أن الآباء المصابين بهذا المرض أبنائهم أكثر استعداداً للإصابة به أيضاً وتمثل النسبة العظمى في غالبية حالات الإصابة.
2- الإنطوائية: قد تجتمع صفات الإنطوائية في شخص الفصام الذُهانى أو بعضاً منها، فنجد الشخص الإنطوائي هو شخص:
- هاديء الطبع.
- يميل إلي العزلة.
- جاد في كل أفعاله.
- خجول.
- حساس.
- سريع الإثارة.
- طيب القلب.
- محب للطبيعة.
- قاريء جيد.
3- البنية الجسدية: لا يوجد شخص ذو بنيان معين يصاب بهذا الاضطراب العقلي، لكنه من خلال الأبحاث والدراسات وجد أن الغالبية المصابة به من له تكوين عضلي ضعيف – الوجه المستدير – مديد القامة أو الأطراف.
4- الإصابة بالأمراض العضوية.
5- الولادة.
6- صراع نفسي مزمن.
7- العزلة.
8- الصدمات النفسية.
9- أو بدون أي سبب مباشر.
* أعراض الفصام الذُهانى:
1- اضطراب عاطفي:
وفيه يكون الشخص بارد الإحساس، متبلد الشعور، قليل التفاعل مع الأحداث ثم تعتريه نوبات التوتر.
2- اضطراب فكري:
- انقطاع التسلسل الفكري عند التفكير في أي أمر.
- ظهور أفكار خاصة بالشخص المريض لا يقبلها أحد غيره وفي نفس الوقت غير قابلة للتغيير.
- سيطرة الاعتقاد في وجود قوى خارجية مسيطرة علي فكرة تجعله قليل التفكير وغير قادر علي استخراج الكثير منها.
3- اضطراب حسي:
الاضطراب الحسي يتمثل في الهلوسة بجميع أنواعها هلوسة بصرية أو سمعية أو جلدية أو متعلقة بالشم أو تترجم في تخيل أشياء تحدث وليس لها أساس من الصحة في الواقع.
4- اضطراب الإرادة:
هو اتخاذ السلبية كسمة في التفاعل مع المحيطين مثل عدم الرغبة في العمل أو اتخاذ قرارات، وعدم القدرة علي التعاون مع الآخرين.
5- اضطراب الشخصية:
عدم التحكم في النفس والشعور بأنه أصبح شخصاً مسيراً بعوامل أخرى بعيداً عن قوته الفكرية الناجمة عن عدم التحكم في النفس.
6- اضطراب وظيفي:
وهي السلبية في وظائف أعضاء الجسم ومنها علي سبيل المثال إذا حاولت رفع ذراع الشخص المريض بالفصام فإنه يقاوم الحركة في الاتجاه المعاكس وإذا تغلبت عليه ورفعت ذراعه وتركته في هذا الوضع فإنه يبقي عليه ساعات طويلة كتمثال الشمع.
* أما الوظائف التي لا تتأثر يالشيزوفرنيا، العمليات التالية:
• الذكاء.
• الانتباه.
• الذاكرة.
• الوعي.
* أنواع الفصام الذُهاني:
1- الفصام البسيط: ويظهر في المراهقة وفترة الشباب. أعراضه تبلد الإحساس وضعف الإرادة اضطرابات في التفكير، فشل في التعلم والعلم. أنماطه: المجرمون – الشاذون.
2- الفصام الهيبيفريني: يظهر في سن المراهقة أيضاً. أعراضه اضطراب التفكير، ضعف التركيز، تبلد الشعور، ضحك هستيري، هلوسة سمعية، اندفاع الرغبة الجنسية.
3- الفصام الكاتاتوني: يظهر في نهاية مرحلة المراهقة وسن الشباب. أعراضه شخص سلبي مقاوم للحركة ويؤدي حركات تكرارية غير هادفة، قليل أو عديم الكلام وإن تحدث فلغته غير مفهومة، ضغط منخفض، نبض ضعيف، تنفس بطيء، زرقة في الأطراف.
4- الفصام البارانوي: يظهر عند الأشخاص التي تجاوزت سن الثلاثين. أعراضه الاضطراب الفكري المبني علي الشكوك، نوبات من جنون العظمة، هلوسة سمعية.
* طرق علاج الفصام الذهاني:
هذا المرض قابل للعلاج ويتعرض إليه أي شخص مهما كان فقيراً أو غنياً وأفضل علاج له التشخيص المبكر له، واهتمام الآباء بشكوى الأبناء مع ملاحظة تصرفاتهم باستمرار. والعلاج بسيط لأن الشخص يمارس حياته الطبيعية مع متابعة الطبيب المشرف والأهل والتأخر في الحالة يرجع إلي تجاهل التشخيص المبكر.
مرض الفصام(5)
الفصام مرض عقلي يتميز باضطراب في التفكير والوجدان والسلوك وأحيانا الإدراك، ويؤدي إذا لم يعالج في بادئ الأمر إلي تدهور في المستوي السلوكي والاجتماعي كما يفقد الفرد شخصيته وبالتالي يصبح في معزل عن العالم الحقيقي.
ويعتبر مرض الفصام من اخطر الأمراض العقلية التي تصيب الإنسان وتسبب له المشاكل التى تبعده عن أهله وأصدقائه وتدفعه إلي العزلة والانطواء على ذاته ليسبح في أحلام خيالية لا تمت إلى الواقع بصلة , وليس فقط المرضى ولكن كذلك أسرهم وأصدقائهم يتأثرون بسبب المرض كلا بطريقة ما ، ومعاناتهم لا تقاس حيث يعانى 10-13 % من أسر مرضى الفصام من مشاكل واضطرابات وجدانية ومعاناة اقتصادية ومادية بسبب أن أبنائهم لا يستطيعون الاعتماد على الذات وتحمل أعباء حياتهم ويظلون معتمدين على أسرهم لمدد طويلة أو مدى الحياة. وكذلك يتأثر المجتمع اقتصاديا واجتماعيا على المدى الواسع… ويكوّن مرض الفصام 10% من نسبة المعاقين في المجتمع وثلث عدد المشردين بدون مأوى.
حقائق:
الفصام هو مرض من أكثر الأمراض إعاقة للشباب
الفصام عادة يصيب الصغار أو الشباب ما بين سن 16 - 25 سنة
من الممكن ظهور المرض في سن النضوج ولكن البداية تكون أقل بعد سن الثلاثين ونادرا بعد سن الأربعين.
وهناك نوع في الطفولة ولكنه نادر ومن الممكن أن يوجد في الأطفال الصغار من سن الخامسة
الفصام من الأمراض الشائعة :
المرض موجود في كل العالم ويصيب كل الأجناس وكل الطبقات الاجتماعية.
المرض يصيب واحد من كل مائه فرد على مستوى العالم
الكل معرض للإصابة بالمرض
الفصام يصيب الرجال والنساء بنسب متساوية:
-بالنسبة للرجال فأن سن الاصابه يكون بين 11 إلى 20 عاما
-بالنسبة للنساء فأن سن الاصابه يكون متأخرا بين سن 20 إلى 30 عاما
كلنا يتأثر بالمرض !!!!
حوالي 8% من الأسرة بالمستشفيات تشغل بالمرضى وهذه النسبة اكثر من نسبة أى مرض آخر
هناك خسائر أخرى بسبب المرض ولا يمكن حسابها مثل المشاكل والصعوبات الفردية والأسرية التي تعاني منها أسرة المريض الفصامي.
ما هو مرض الفصام :
هناك أوصاف مختلفة لمرض الفصام مثل التعريف الأمريكي الذي يصف مرض الفصام بأنه " مجموعة من التفاعلات الذهانية التي تتميز بالانسحاب من الواقع والتدهور في الشخصية مع اختلال شديد في التفكير والوجدان والإدراك والإرادة والسلوك" . وليس هناك تعريف عام يصف كل الناس الذين يعانون من الفصام ، ولذلك فأن الفصام يبدوا مرضا مركبا.
ولكن الشيء الواضح أن الفصام مرض يجعل المصاب يجد صعوبة في التفريق بين الشىء الحقيقي والغير حقيقي أو الواقعي وغير الواقعي ، وكذلك فان الفصام مرض يؤثر على المخ ويصيب الإنسان الطبيعي في مراحل الحياة المختلفة.
وبإعطاء الدعم المناسب فأن الكثير من المرضى الفصاميين يستطيعون تعلم كيف يتعاملون مع أعراض المرض ويؤدى ذلك إلى حياة معقولة ومريحة ومنتجة.
الفصام هو :
مرض يصيب المخ
يتميز بأعراض مرضية خاصة
يتصف باضطرابات فكرية شديدة
يعالج دائما بالأدوية
إذا لم يعالج يؤدي إلى تدهور بالشخصية
ما هي أسباب الفصام ؟؟؟
حتى الآن لا نستطيع أن نعرف بدقة سبب أو أسباب الفصام ولكن البحث يتقدم بسرعة في هذا المجال والباحثين حاليا يتفقون على أن أجزاء كثيرة من المتاهة المتعلقة بالمرض أصبحت معروفة وواضحة والدراسات تنصب حول :
العوامل الكيمائية
المرضى المصابون بالفصام يبدوا أن لديهم عدم توازن بكيمياء الجهاز العصبي ولذلك اتجه بعض الباحثين إلى دراسة الموصلات العصبية التي تسمح باتصال الخلايا العصبية وبعضها البعض . وبعد النجاح في استخدام بعض الأدوية التي تتدخل في إنتاج مادة كيماوية بالمخ تسمى " دوبامين" وجد أن مريض الفصام يعاني من حساسية مفرطة تجاه هذه المادة أو إنتاج كمية كبيرة من هذه المادة ، وقد ساند هذه النظرية ما لاحظه العلماء عند معالجة حالات مرض " باركنسون" أو الشلل الرعاش الناتج من إفراز كميات قليلة جدا من مادة " الدوبامين " وقد وجد أنه عند علاج هؤلاء المرضى بنفس العقار أنهم يعانون من بعض أعراض الهوس ، وقد أدى هذا إلى أن العلماء قد بدأوا في دراسة كل الموصلات الكيميائية بالمخ على اعتبار أن مرض الفصام قد ينتج من خلل في مستوى عدد كبير من هذه المواد الكيميائية وليس " الدوبامين" وحده . ولذلك تهدف الأدوية العصبية الحديثة ألي ثلاث موصلات عصبية هي: الدوبامين والسيروتونين والنورادرينالين .
الفصام والمناعة الذاتية :
نظرا للتشابه بين مرض الفصام ومرض المناعة الذاتية التي يهاجم فيه جهاز المناعة الذاتية أنسجة الجسم نفسها حيث أن كلا من المرضين غير موجود عند الولادة ولكنه يبدأ في الظهور في مرحلة البلوغ ، كما أن المريض يتواجد دائما بين حالات اشتداد المرض وحالات التراجع ، وحيث أن كلا المرضين لهما علاقة بالوراثة وبسبب هذا التشابه بين المرضين فان بعض العلماء يفضلون إدراج مرض الفصام ضمن قائمة أمراض المناعة الذاتية . كما يظن بعض العلماء أن المرض ناتج من التهاب فيروسي يحدث في فترة الحمل حيث لوحظ أن كثيرا من مرضى الفصام قد تم ولادتهم في أواخر فصل الشتاء وأوائل الربيع، وهذا الوقت من العام يعني أن أمهاتهم قد أصبن بفيروس -خاصة من النوع بطئ التأثير -وبالتالي أطفالهن ليبدأ الفيروس في التأثير عندما يصل الطفل إلى سن البلوغ ،هذا مع وجود عامل وراثي وفي وجود هذا الفيروس يبدأ المرض في الظهور.
سريان الدم بالمخ :-
باستخدام التقنيات الحديثة مثل الرنين المغناطيسي والمسح التصويري للمخ تعرف الباحثون على المناطق التي تنشط عندما يندمج المخ في أدراك المعلومات. والناس المصابون بالفصام لديهم صعوبة في ربط نشاط المناطق المختلفة بالمخ والتنسيق بينها . مثلا أثناء التفكير والكلام فان أغلب الناس يكون لديهم زيادة في نشاط المناطق الجبهية بالمخ ونقص في نشاط المناطق المسئولة عن الاستماع في المخ ولكن مرضى الفصام يكون لديهم نفس الزيادة في نشاط المناطق الجبهية ولكن لا يكون لديهم نقص في نشاط المناطق الأخرى .كذلك استطاع الباحثون التعرف على أماكن خاصة بالمخ يكون بها نشاط غير طبيعي أثناء حدوث الهلاوس المختلفة . وبعد استخدام الأشعة المقطعية بالكومبيوتر وجد أن هناك بعض التغيرات في شكل مخ مرضى الفصام مثل اتساع تجاويف المخ , بل وقد تم الكشف على تغيرات أكثر من هذا بعد التصوير بالتردد المغناطيسي …حيث تم التوصل إلى أن المنطقة المسئولة عن التفكير ضامرة أو مشوهه أو قد نمت بشكل غير طبيعي
الاستعداد الوراثي :
لاحظ علماء الوراثة وجود مرض الفصام في بعض العائلات بصورة متواصلة ،ولكن يوجد أيضا الكثير من المرضى بدون أن يكون لديهم تاريخ عائلي للفصام . ولم يتوصل العلماء حتى الآن لجين معين مسئول عن حدوث مرض الفصام. ويحدث مرض الفصام في حوالي 1% من مجموع الشعب فمثلا إذا كان أحد الأجداد يعاني من الفصام فأن نسبة حدوث المرض في الأحفاد يرتفع إلى 3% أما إذا كان أحد الوالدين يعاني من الفصام فأن النسبة ترتفع إلى حوالي 10% ، أما إذا كان الوالدين يعانون من المرض فأن النسبة تزداد إلى حوالي 40 % .
5) التوتر والضغوط النفسية :
الضغوط النفسية لا تسبب مرض الفصام ولكن لوحظ أن التوترات النفسية تجعل الأعراض المرضية تسوء عندما يكون المرض موجود بالفعل.
6) إساءة استخدام العقاقير :
الأدوية " وتشمل الكحوليات والتبغ " والعقاقير الغير مصرح بها " لا تسبب مرض الفصام. ولكن هناك بعض الأدوية التي تؤدي إلى زيادة الأعراض المرضية في المرضى وهناك بعض الأدوية التي تظهر أعراض شبيهه بالفصام في بعض الأفراد الأصحاء.
7) النظريات الغذائية " النظريات المرتبطة بالتغذية "
بينما التغذية المناسبة ضرورية وهامة لصحة المرضى فأنه لا يوجد دليل على أن نقص بعض الفيتامينات يؤدى لمرض الفصام . والادعاء بأن استخدام جرعات كبيرة من الفيتامينات يؤدي للشفاء لم يثبت جدواها ، وتحسن بعض المرضى أثناء تناول الفيتامينات من الأرجح أن يكون بسبب تناول العقاقير المضادة للذهان في نفس الوقت أو بسبب الغذاء الجيد والفيتامينات والأدوية المضادة للذهان أو لأن هؤلاء الأشخاص من النوع الذي سوف يشفى بصورة تلقائية أيا كان العلاج المستخدم .
8) أمراض الجهاز العصبي :
أن إصابة الجهاز العصبي ببعض الأمراض العضوية وظهور بعض الأعراض النفسية المصاحبة يجعل البعض يظن أن الأعراض قريبة الشبه بحالات الفصام ، وإذا لم يفحص المريض بعناية ودقة فمن المحتمل تشخيص الأعراض عن طريق الخطأ بأنها مرض الفصام والمثال على ذلك أورام الفص الصدغي والجبهي بالمخ وهبوط نسبة السكر بالدم والحمى المخية وزهري الجهاز العصبي مما يدل على أن اضطراب الجهاز العصبي يؤدي إلى أعراض فصامية وأن الفصام ذاته من المحتمل أن يكون سببه اضطراب فسيولوجي في الجهاز العصبي خصوصا بعد الأبحاث الهامة الحديثة عن وجود علاقة وارتباط وثيق بين الفصام والصرع فقد لفت نظر العلماء أن الكثير من مرضى الصرع ،خصوصا الصرع النفسي الحركي يعانون بعد فترة من المرض من أعراض شبيهة بالفصام وبالتالي انتهت الآراء إلى احتمال تشابه أسباب مرض الصرع والفصام .ومن المعروف أن السبب الرئيسي للصرع هو ظهور موجات كهربائية دورية شاذة في المخ وأنه من الممكن أن يكون سبب الفصام مشابها لما يحدث في الصرع من موجات كهربائية شاذة .وقد وجد فعلا أن مرضى الفصام يعانون من اضطراب واضح وموجات كهربائية مرضية ولكنها غير نوعية أو مميزة في رسم المخ الكهربائي. وقد وجد اضطراب في رسم المخ في 73% من مرضى الفصام الكتاتوني و57% من مرضى الفصام البسيط و54% من الفصام البارانوي .و قد ثبت أخيرا وجود علامات عضوية بالمخ عند مرضي الفصام علي هيئة تغيرات في نسيج المخ والخلايا العصبية .
وبالرغم من أن الأسباب الحقيقية للفصام غير معروفة حتى الآن ولكننا نعلم أن:
مرض يصيب المخ ويتميز بأعراض خاصة بسبب تغيرات كيميائية في المخ
من اكثر الأمراض إعاقة للشباب ويظهر في سن ما بين 16-25 سنة
شائع بدرجة اعلي مما يظن الناس ، فهو يصيب واحد من كل100 من الناس علي مستوى العالم
الفصام ليس :
انقسام الشخصية .
بسبب إصابات الطفولة وسوء معاملة الآباء أو الفقر
بسبب أي عمل أو فشل شخصي من الفرد .
أعراض الفصام
أنا لا أستطيع قبول أنه بالرغم من كونه يتمتع بمستوى ذكاء أعلى من المعدل وله مظهر جيد وشخصية جيدة ومع كل هذا فأنه مريض بدرجة كبيرة " والد مريض فصامي "
غالبا ما يبدأ المرض أثناء فترة المراهقة أو في بداية مرحلة البلوغ بإعراض خفيفة تتصاعد في شدتها بحيث أن عائلة المريض قد لا يلاحظون بداية المرض وفي الغالب تبدأ الأعراض بتوتر عصبي و قلة بالتركيز والنوم مصاحبة بانطواء و ميل للعزلة عن المجتمع . وبتقدم المرض تبدأ الأعراض في الظهور بصورة اشد فنجد أن المريض يسلك مسلكا خاصا فهو يبدأ في التحدث عن أشياء وهمية و بلا معني و يتلقى أحاسيس غير موجودة وهذه هي بداية الاضطراب العقلي ، و يستطيع الطبيب النفسي تشخيص المرض عند استمرار الأعراض لمدة اكثر من 6 أشهر علي أن تستمر هذه الأعراض طوال فترة الاضطراب العقلي .ومثل الأمراض الأخرى فأن الفصام له علامات وأعراض، والأعراض ليست متطابقة من فرد لآخر ، البعض يعاني من نوبة مرضية واحدة خلال حياته والبعض الآخر يعاني من نوبات متكررة ، ولكن يكون ما بين النوبات طبيعيا وهناك آخرون يعانون من أعراض شديدة للمرض تظل طوال حياتهم.ومرض الفصام يحوى تغيير في الشخصية ، ويعلق أفراد الأسرة والأصدقاء بأن المصاب " ليس نفس الشخص السابق " ولأنهم يعانون من صعوبات في الإحساس والتمييز بين ما هو واقعي وغير واقعي فأن هؤلاء المصابون يبدءون في الانسحاب والعزلة عندما تبدأ هذه الأعراض في الظهور.
والتدهور يلاحظ في:
العمل والنشاط الدراسي
العلاقات مع الآخرين
النظافة والعناية الشخصية
الأعراض والعلامات المميزة لمرض الفصام
التغير بالشخصية:
التغير بالشخصية هي مفتاح التعرف على مرض الفصام . في البداية تكون التغيرات بسيطة وتمر بدون ملاحظة وبالتدريج تلاحظ الأسرة هذه التغيرات وكذلك الأصدقاء وزملاء الدراسة والمحيطين ، وكذلك فأن هناك فقدان للاهتمام بالمثيرات وتبلد بالعاطفة ، والشخص الاجتماعي يتحول إلى شخص منطوى وهادئ …لا يخرج من حجرته ويهمل في نظافته الشخصية ولا يهتم بالملابس التي يلبسها … ولا يستمتع بمباهج الحياة ولا يهتم بقراءة الجرائد ولا يفضل مشاهدة التليفزيون ويتوقف عن الدراسة بعد أن يفشل عاما أو عامين …ولا يحب أن يتحدث مع أي إنسان ومتقلب المزاج وتكون العواطف غير مناسبة … فمثلا يضحك الشخص عندما يسمع قصة حزينة ، أو يبكي عندما يسمع نكته …. أو يكون غير قادر على إظهار أى عاطفة
اضطراب الفكر :
وهو أكثر التغيرات وضوحا ، حيث يؤثر اضطراب الفكر علي التفكير السليم والتبرير المنطقي وتدور الأفكار ببطء ،أو تأتي بصورة خاطفة أو لا تتكون على الإطلاق ويتحول المريض من موضوع لموضوع بدون رابط ويبدوا مشوشا ويجد صعوبة في إبداء الرأي ، والأفكار قد تكون مشوبة بالضلالات الفكرية- المعتقدات الخاطئة التي ليس لها أساس منطقي ، والبعض الآخر يحس ويشعر بأنه مضطهد -ويكون مقتنعا بأن هناك من يتجسس أو يتآمر عليه ،وأحيانا يشعر بضلالات العظمة ويدعي أنه قوي وقادر على عمل أى شئ وأنه غير معرض للخطر. ويكون لديه أحيانا وازع ديني قوي واعتقادات غير طبيعية عن مهام أو رسالة لتصحيح أخطاء وآثام العالم وإصلاح شئونه . وأحيانا يتحدث في أمور الفلسفة والمنطق ويناقش قضايا الدين بدون أن يكون لدية الخلفية العلمية المناسبة .
تغير بالإدراك :
يقلب الإدراك المشوش حياة المريض رأسا على عقب . و تكون الرسائل الحسية من الحواس المختلفة مثل العين والأذن والأنف والجلد إلي المخ في حالة تشوش حيث يسمع المريض ويرى ويشم ويحس أحاسيس غير حقيقية. وهذه الأحاسيس غير الحقيقية هي نوع من الهلاوس .
و المرضي بداء الفصام غالبا يسمعون أصوات لا يشعر أو يحس بها الآخرون ، الأصوات أحيانا تكون أصوات تهديد أو تعقيب وأحيانا أيضا تصدر الأصوات أوامر مثل " اقتل نفسك " وهناك خطر من أن تطاع تلك الأوامر . وهناك أيضا الهلاوس البصرية ، مثل إحساس المريض بوجود باب في جدار بينما لا يوجد شيء ، أو ظهور أسد أو نمر ،أو أن قريب توفى منذ فترة يظهر فجأة أمام المريض .
وتتغير الألوان والأشكال والوجوه في نظر المريض. وأحيانا يكون هناك حساسية شديدة للأصوات والتذوق والرائحة ، مثلا صوت جرس التليفون أحيانا يكون مثل صوت جرس الإنذار للحريق …و الإحساس باللمس أحيانا يصبح غير طبيعي لدرجة أن بعض المرضى لا يحسون بالألم بالرغم من وجود إصابة شديدة0 ومن الممكن أن يصاب المريض الفصامي بالهلاوس اللمسية وهنا يشكو المريض من الأشياء العجيبة التي تسير تحت جلده ... وعادة يشعر بذلك في المناطق الجنسية ... فإذا كان المريض امرأة فإنها قد تؤكد أن هناك من يحضر ليلا ليعتدي عليها جنسيا !!
الإحساس بالذات :
عندما يصاب واحد أو كل من الحواس الخمس بعدم القدرة علي التميز يحس الفرد بأنه خارج حدود المكان والزمان - يطير بحرية وبدون جسد - وأنه غير موجود كإنسان .ولذلك فأن من السهل تفهم لماذا يحاول المريض الذي يعاني من تلك التغيرات المفزعة والخطيرة إخفاء هذه التغيرات كسر خاص به . و تكون هناك حاجة شديدة لإنكار ما يحدث للمريض ولتجنب الآخرين والمواقف التي تظهر حقيقة أن المريض أصبح مختلفا عن الآخرين .هذه الأحاسيس الخاطئة التي يحس بها المريض والتي يسيء فهمها و تظهر على هيئة أحاسيس من الخوف والهلع والقلق ، وهي أحاسيس طبيعية كرد فعل طبيعي لهذه الأحاسيس المفزعة وتكون التوترات النفسية بدرجة شديدة ولكن أغلبها يكون داخل نفس المريض وينكر وجودها .ويزداد آلام مرضى الفصام عندما يدركون مدى المعاناة والقلق الذي يسببونه لأسرهم …. إن مرضى الفصام يحتاجون للتفهم والطمأنينة بأنهم لن يهملوا في المستقبل.
الأعراض المبكرة للمرض :
القائمة الآتية من الأعراض المبكرة للمرض لوحظت ووضعت بواسطة أسر مرضى الفصام والكثير من الأعراض التي وضعت من الممكن أن تكون في المدى الطبيعي للاستجابة لموقف ما ، ولكن أسر المرضى شعرت -بالرغم من كونها بسيطة - أنها علامات وتصرفات غير طبيعية وأن هذا الشخص" لم يعد كما كان ". إن عدد الأعراض وشدتها تختلف من فرد لآخر بالرغم من أن كل عرض يوضح تدهور وانسحاب اجتماعي
وقبل البداية الحقيقة للمرض فأن الأسر تلاحظ عرض أو اكثر من الأعراض الآتية :
تدهور في النظافة الشخصية.
الاكتئاب .
النوم المفرط أو عدم القدرة على النوم أو التقلب بين النقيضين .
الانسحاب الاجتماعي والعزلة .
التغير الفجائي في طبيعة الشخصية .
التدهور في العلاقات الاجتماعية .
الإفراط في الحركة أو عدم الحركة أو التقلب بين الحالتين .
عدم القدرة على التركيز أو التعامل مع المشاكل البسيطة .
التدين الشديد أو الانشغال بالسحر والأشياء الوهمية
عداء غير متوقع
عدم المبالاة حتى في المواقف الهامة
الانحدار في الاهتمامات العلمية والرياضية
الانشغال في حوادث السيارات
إساءة استخدام العقاقير والكحوليات
النسيان وفقدان الممتلكات القيمة
الانفعال الحاد تجاه النقد من الأسرة والأقارب
نقص واضح وسريع في الوزن
الكتابة الكثيرة بدون معنى واضح
عدم القدرة على البكاء أو البكاء الكثير المستمر
الحساسية غير الطبيعية للمؤثرات "الأصوات والألوان والإضاءة "
الضحك غير المناسب
التصرفات الشاذة
اتخاذ أوضاع غريبة
تعليقات غير منطقية
رفض لمس أشخاص أو أشياء أو حماية اليد بالجوانتي "القفاز"
حلق شعر اليد أو الجسم
جرح النفس أو التهديد بإيذاء الذات
البحلقة والنظر بدون رمش أو الرمش المستمر
العناد وعدم المرونة
وقد أظهرت الدراسات أن الأسر التي تساعد المريض وتتفهمه والتي لا توجه له النقد المستمر تساعد على سرعة شفاء المرضى وفي الجانب الآخر فأن مرضى الأسر المفككة أو المتشددة يواجهون أوقات عصيبة وتنتكس الحالة بسرعة مما يؤدى إلى العودة للمستشفي .وبما أننا نعلم تلك المعلومات فأن على أفراد الأسرة أن ينّموا مهاراتهم في التعامل ومحاولة التوقع والتكيف مع نوبات المرض في حالة زيادتها أو انخفاضها . الطمأنة الهادئة والمساعدة من الأسرة من الممكن أن تساعد المريض الفصامي.
أنواع الفصام
لتشخيص وعلاج مرض الفصام فأن الأطباء النفسيين يقومون بتقسيمه إلى أنواع مختلفة . وتبني هذه التقسيمات على أساس الخبرة والأعراض المختلفة التي توصف بواسطة المرضى وتلاحظ بواسطة أفراد الأسرة والممرضين والأطباء. وبعض الأعراض الشائعة في مرض الفصام من الممكن أن تكون بسبب أمراض أخرى ولذلك فانه من الضروري البحث عن الأسباب الطبية مبكرا .
وقبل التعرف على الأنواع المحددة من الفصام فان الأطباء عليهم مراعاة ومراجعة التاريخ الأسرى والشخصي للمريض والقيام بعمل فحص شامل جسماني وعصبي .وبعد تحليل جميع المعلومات المتاحة وتشخيص المرض بأنه فصام فأن المرض ممكن تقسيمه إلى واحد من الأنواع الآتية :-
(1 ) الفصام المتناثر : أو فصام الشباب
الأعراض المبكرة تكون عبارة عن ضعف التركيز وتقلب المزاج وخلط ذهني مع وجود أفكار غريبة...أحيانا يشعر المريض أن هناك من يسحب الأفكار من عقله بأجهزة خاصة .... أو أن هناك من يسلط علي مخه أشعة ليدمره ويوقفه عن العمل
عدم ترابط الكلام وعدم القدرة على الفهم و التركيز ،و عندما يتكلم لا يجد الكلمات التي تعبر عن المعنى ….وعندما يفكر يمزج الواقع بالخيال .
وجود ضلالات ومعتقدات خاطئة
التبلد العاطفي أو عدم التناسق الانفعالي " مثل الضحك السخيف بدون سبب" أو عدم الحزن علي وفاة الوالد وعدم الفرح عند زواج الأخت .
(2)الفصام البارانوي:-
الفصام البارانوي يتميز بوجود ضلالات وهلاوس حول وجود اضطهاد تجاه المريض وهنا يشعر المريض أن الناس تتعقبه … أجهزة الأمن تطارده
وفي بعض الحالات الأخرى قد يصل الأمر بالمريض إلى أن يخاف من زوجته فهو يعتقد أنها ستضع له السم في الطعام … ولهذا ينزعج عندما يلاحظ أن طعم القهوة مختلف .وأحيانا يحس المريض بشعور زائد بالعظمة … فهو يتوهم أشياء عجيبة ، فهو أذكى البشر … وهو أعظم البشر … وهو قادر علي اكتشاف ما في عقول الآخرين … وهو مخترع جبار . ومع هذا الشعور بالعظمة يبدأ المريض بان يطالب بحقوقه في إدارة شئون الدولة . أما الأعراض الأخرى فعبارة عن قلق بدون سبب ظاهر مع وجود غضب وجدل مستمر وغيره ،وتسيطر الغيرة المرضية علي تفكير المريض ويتصور أن زوجته مثلا علي علاقة بأحد أصدقائه ،و قد يصل الأمر إلى أن ينكر نسب أولاده اليه ويدعي أنهم ليسوا منه ، ولا يكون هناك أمل في تغير هذه الفكرة مهما كانت الحجج أو الأدلة . كما قد تحدث للمريض أحيانا نوبات اندفاع
(3) الفصام التخشبي :
ويتميز هذا النوع بوجود :
غيبوبة تخشبية "نقص واضح في الحركة والتفاعل " أو عدم الكلام ،ويرفض تناول الطعام و الشراب أو حتى الذهاب إلى الحمام.
عدم الحركة مع مقاومة أى أوامر أو محاولة لجعله يتحرك
المداومة على حركة أو وضع معين غير مناسب مدد طويلة جدا وفي هذه الحالة يصبح المريض مثل التمثال ويتخذ أوضاعا مثل التماثيل
الهياج الشديد بدون هدف وبدون سبب ويحطم كل ما يقابله في طريقه
(4)الفصام غير المتميز :
أحيانا لا نستطيع وضع الأعراض الفصامية الرئيسية في نوع محدد من الفصام أو قد تكون الأعراض مشتركة مع اكثر من نوع من الأنواع ولذلك توضع تلك الأعراض تحت اسم الفصام غير المتميز .
(5) الفصام المتبقي :
هذا الاسم يطلق على المرض عندما تحدث نوبة مرضية واحدة على الأقل ولكن لا توجد أعراض مرضية واضحة في الوقت الحالي وتكون الإعراض الحالية والمستمرة عبارة عن انسحاب اجتماعي وتصرفات متطرفة وعدم تناسق عاطفي وتفكير غير منطقي
6) الفصام الوجداني :
في هذا النوع من الفصام نجد إلى جانب الأعراض الفصامية تغيرات واضحة في الحالة الوجدانية أو المزاجية حيث نجد أن المريض يمر بفترات من الاكتئاب أو فترات من المرح قد تصل إلى حد النشوة. والفصام الوجداني يشفي بسرعة اكبر من الأنواع الأخرى
معاناة مريض بالفصام
في الفقرة التالية سوف نعرض خبرة من حياة مريضة بالفصام تصف معركتها ضد المرض لمدة 20 سنة بغرض شرح المرض وعلاماته وتعليم الآخرين عن الأمراض النفسية .
" لقد مر حوالي 20 سنة منذ أن بدأت أعاني من المرض النفسي . وبعد أن بلغت الأربعين أجد أنني ما زلت في صراع وجهاد ضد نفس الأعراض المرضية ، ما زلت معاقة بسبب نفس المخاوف والأوهام . لقد وقعت في شباك المرض ، ماذا سيكون مصيري ؟، ماذا أنجزت في حياتي… ؟ إن مرض الفصام شيئ مؤلم أعيشه كل يوم… من المحتمل أنني ورثت الاستعداد للمرض من عمي… في أوائل الدراسة بالثانوي بدأت اشعر باختلاف في شخصيتي . لم أشعر بأهمية هذه التغيرات في هذا الوقت -وأظن أن الآخرين أنكروها ولم يدركوها ولكني اشعر أنها كانت أول علامات المرض - وبدأت في الانطواء والعزلة… لقد شعرت بأنني منبوذة ووحيدة وكرهت كل الناس . لقد شعرت كما لو أن هناك فجوة كبيرة بيني وبين بقية العالم…، كل الناس بدوا كأنهم بعيدون جدا عني .
وعند دخولي الجامعة كنت أتراخى في الذهاب للدراسة وكنت اشعر بالعزلة والوحدة وغير مؤهله للحياة الجامعية والحياة العامة والاختلاط مع الآخرين، ولم يكن لي أصدقاء مقربين ... وكلما مر الوقت كنت انعزل اكثر واكثر ولا أتكلم مع الطلاب والزملاء، وأثناء الحصص الدراسية كنت ارسم بعض الرسومات واكتب بعض الأبيات الشعرية واسرح بعيدا عن الشرح و كنت أهمل الأكل وأنام بدون تغيير ملابس الخروج وأهملت أمور الحياة الروتينية مثل الاستحمام والنظافة الشخصية.
وفي نهاية العام الدراسي الأول أصبت بالنوبة المرضية الأولي. لم افهم ماذا كان يجري من حولي وكنت في خوف شديد. وأدى المرض إلى حيرتي وإنهاكي ، وبدأت اسمع بعض الأصوات الغريبة للمرة الأولي.
وتم إدخالي مستشفي نفسي وشخصت الحالة" فصام" وعولجت بالأدوية النفسية وخرجت بعد عدة أسابيع بعد تحسني . وفي بداية سن العشرين - حيث كان سني يسمح لي بتكوين الصداقات وتنمية مهاراتي الاجتماعية والاستمتاع بالحياة -كنت اقضي هذه الأوقات في المستشفيات والعيادات النفسية ولهذا فأنا أتحسر على هذه السنوات الضائعة من عمري .
ثم حزمت أمري على أن أتحكم بنفسي في المرض و أتغلب عليه وان يكون لي شخصيتي وحياتي الخاصة وتزوجت لمدة 3 سنوات ثم طلقت بسبب عودة المرض مرة أخرى في صورة نوبات مرضية تذهب و تجئ بصورة بسيطة. ثم انتكست الحالة بصورة شديدة بعد أن امتنعت عن العلاج النفسي وكنت أنكر وجود المرض في البداية و أخفي عن الأسرة موضوع التوقف عن العلاج حتى ظهرت الأعراض المرضية واستدعى الأمر دخولي للمستشفي لمدة عدة أسابيع أخرى وبعدها تحسنت الحالة وحاليا أتردد للعلاج النفسي على العيادة الخارجية .
أن المرض النفسي مثل بقية الأمراض المزمنة ويجب أن أتوقع حدوث أوقات طيبه وأوقات عصيبة أثناء انتكاس المرض ولذلك يجب أن أعيش حياتي أثناء الصحة وان آخذ الأمور بجدية وأبذل قدر طاقتي عندما أكون في حالة صحية جيدة لأنني اعرف انه سوف يكون هناك كذلك أيام مرض . ويجب على الأخصائيين وأفراد الأسرة مساعدة الشخص المريض في تحديد أهداف واقعية لحياته.و أتوسل إليهم ألا ييأسوا بسبب مرضنا ومن ثم ينقلون هذا الإحساس باليأس لنا . و أحثهم على ألا يفقدوا الأمل لأننا لن نجاهد إذا اعتقدنا أن المجهود الذى نبذله سوف يضيع هباء
كيف يؤثر مرض الفصام فى الأسر
" أسرة المريض العقلي تكون دائما في حيرة - إن الأسرة دائما تبحث عن رد لأسئلة لا جواب لها - عندئذ يتحول الأمل في الشفاء إلى إحباط ويأس ، وبعض الأسر تتحطم بالرغم من محاولتهم المساعدة " . آباء لمرضى فصامين
عندما تعلم الأسرة أن ابنهم يعاني من الفصام فأنهم يبدون مدى من العواطف الشديدة الجياشة , ودائما يكونون في حالة من الصدمة والحزن والغضب والحيرة وبعضهم يصفون تفاعلهم كالاتي :-
القلق : نحن خائفون من تركه بمفرده وإيذاء شعوره ؟
الخوف : هل سوف يؤذي المريض نفسه أو الآخرون ؟
الخزي والذنب "هل نحن ملامون ؟ وكيف سينظر الناس لنا ؟
الإحساس بالعزلة : " لا أحد يستطيع التفهم ؟؟
المرارة " لماذا حدث هذا لنا ؟؟
التأرجح في الشعور تجاه المصاب "نحن نحبه جدا ولكن عندما يجعله المرض متوحشا فأننا أيضا نتمنى لو ذهب بعيدا
الغضب والغيرة " الأشقاء يغارون من الاهتمام الزائد الذي يناله المريض.
الاكتئاب " نحن لا نستطيع الحديث بدون ان نبكي "
الإنكار التام للمرض " هذا لا يمكن أن يحدث في عائلتنا "
إنكار خطورة المرض "هذه فقط مرحلة سوف تذهب سريعا "
تبادل الاتهامات "لو كنت أبا افضل ما حدث المرض "
عدم القدرة على التفكير أو الكلام عن أى موضوع سوى المرض " كل حياتنا تدور حول المشكلة "
الانفصال الأسرى " علاقتي بزوجي أصبحت فاترة … أحس بالموت العاطفي داخلي"
الطلاق " لقد دمر المرض أسرتي "
الانشغال بفكرة تغيير المكان " ربما لو عشنا في مكان آخر سيتحسن المريض "
عدم النوم المريح و الاجهاد " لقد أحسست بأعراض تقدم السن بشكل مضاعف في السنوات الأخيرة .
فقدان الوزن " لقد مررنا بدوامة شديدة أثرت في صحتي ".
الانسحاب من الأنشطة الاجتماعية " لا نستطيع مشاركة الاجتماعات الأسرية "
البحث المكثف عن تفسيرات محتملة " هل كان المرض بسبب شيء فعلناه للمريض"
الانشغال بالمستقبل (ماذا سيحدث للمريض بعد رحيلنا عن الدنيا … من سيرعاه ؟؟
مركب اللوم والخجل
" بالرغم من أن الناس ليسوا مسئولين عن حدوث مرض الفصام ولكنهم دائما يلوموا بعضهم البعض بسبب حدوث المرض "
لسوء الحظ فأن هناك اتجاه سائد وسط مرض الفصام واسرهم لتوجيه اللوم لأنفسهم أو لوم بعضهم البعض والأكثر من ذلك فأن الاخوة والأخوات يشاركون آبائهم نفس القلق والمخاوف تجاه هذا الموضوع .
وفي القصة التالية يصف أحد الآباء خبرته الشخصية من واقع تجربة مع الإحساس باللوم والخجل من المرض .
"عندي ابنان الابن الأكبر عمره 22 سنة وهو يعاني من مرض ضمور العضلات أما الابن الأصغر فعمره 21 سنة ويعاني من مرض عقلي مزمن .
الابن المعاق جسديا يحتاج رعاية خاصة ويجد الرعاية والعناية والتشجيع أينما كان لان أعاقته واضحة وظاهرة للجميع ولذلك فأن الأسرة والأصدقاء يفتحون قلبهم له لكي يجعلوا حياته افضل .
أما الابن الآخر على النقيض من ذلك… يساء فهمه وتغلق في وجه الأبواب … انه معاق بدرجة كبيرة ولكن إعاقته غير ظاهرة للناس .
إن جده وعماته وخالاته وأبناء العم جميعا يحسون انه كسول وغبي وغير مهذب. ودائما يدعون أن هناك خطأ كبير في تربيته وعندما يتصلون بالتليفون فدائما يسألون عن الأخ المعاق جسديا ويتكلمون معه ولكنهم لا يتكلمون مع المريض العقلي ودائما يتمنون لو لم يكن موجودا ".
ماذا يحتاج أفراد الأسرة من اجل المساعدة :
الوقت الكافي و التفهم الجيد لطبيعة المرض
التدعيم من الآخرين الذين يعانون من نفس التحدى ومع الأسر الأخرى لأنهم يدركون مدى ضرر توجيه اللوم لبعضهم البعض ومن خلال ذلك فأن الكثير من الأسر سوف تكتشف القوة الكبيرة والمخزون العميق من الحب الموجود تجاه بعضهم البعض
إلى الآباء : خطة للمستقبل
أن تشجيع شاب ناضج على الحياة والعمل خارج المنزل هو عمل إيجابي محبوب ولا يعتبر رفض أو إهمال له. أما بالنسبة لمريض الفصام فأن هذا العمل يعتبر الخطوة الأولى نحو الحياة المستقلة .
الحياة المنفصلة عن الأسرة تعنى أن نوعية الوقت الذي تقضيه الأسرة بعضها مع بعض ستكون أفضل , وبالتالي توتر أقل للجميع . لا أحد يستطيع أن يظل في عمل لمدة 24 ساعة في اليوم - قائما بعمل يقوم به 3 نوبتجيات تمريض في المستشفي يوميا - ومنفعل عاطفيا ، بدون أن يتعرض للمعاناة النفسية والجسمانية .
تذكر دائما أن مرض الفصام لا يتدخل ويؤثر على مستوى ذكاء الفرد . وإذا استمر الآباء في " إعطاء كل ما لديهم " وحرق أعصابهم وأنفسهم في خدمة المريض فأنهم سيكونون غير مفيدين لأي أحد أو للمريض شخصيا
وبالإضافة لذلك فأن المريض سوف ينتهي به الأمر إلى الإحساس بالذنب الشديد بدون داعي بسبب تضحياتهم الغير مطلوبة :
يجب على الأسر أن تنال حقوقها الآن من أجل مصلحة المريض على المدى الطويل ومن المفيد على جميع أفراد الأسرة أن يطورا حياتهم الاجتماعية خارج المنزل حتى لو كانت بسيطة.
من الصعب دائما أن نترك المريض يذهب بمفرده ولكن أن نتركه يذهب ويخرج بالتدريج …. من الممكن أن تكون الخطوة الأولى للحياة المستقلة الناضجة.
الخروج من المنزل ضرورة هامة لكل الناس .مهما كانت درجة المحبة والقدرة على العناية والعطاء فأن الآباء مع مرور الزمن سوف تقل قدرتهم على العناية والدعم مع تقدم السن - ولا أحد سيخلد للابد - ولذلك من الأفضل التخطيط لوجود حياة مستقلة للمريض عند سن معقولة .
من الأفكار المفيدة لبعض المرضى محاولة الحياة خارج منزل الأسرة ولو كتجربة في البداية…. وإذا لم تنجح الفكرة والمحاولة فأنهم يمكنهم العودة مرة أخرى للمنزل لفترة قصيرة ثم يعيدوا التجربة مرة أخرى .
يجب على الجميع أن يعلموا بوضوح أنها مجرد بداية…..، لماذا ؟… لأنه لو لم تنجح التجربة فلن يشعر أحد أن كل شىء وكل عمل يقوم به المريض هو عمل فاشل .
دور الأسر في علاج مرض الفصام
أظهرت الأبحاث التي أجريت على اسر مرضى الفصام أن المناخ الأسري الصحي له دور كبير في تحسين فرص استقرار المرضى ومنع انتكاس المرض.
ولذلك فأن الأسرة تستطيع أن تلعب دور كبير من كل النواحي في مساعدة المريض بالفصام. إذا كنت مهتم بمشكلة مرض الفصام في أسرتك فأن عليك أن تعلم بعض الأساسيات عن المرض.
1) العلامات المنذرة :
إذا ظهرت بعض التصرفات الفظة من المريض فأنه من المفيد أن تبحث عن النصيحة الطبية . بعض النوبات الحادة تحدث فجأة واحيانا تظهر الأعراض خلال فترة من الزمن .
الأعراض التالية من الأعراض الهامة للمرض :
تغيير واضح في الشخصية
الإحساس الدائم بأنه مراقب
صعوبة التحكم في الأفكار
سماع أصوات أو كلام لا يستطيع الآخرون سماعة
زيادة الانعزال عن المجتمع
مشاهدة أو رؤية أشياء لا يستطيع الآخرون رؤيتها
التحدث بكلمات لا معني لها
المبالغة في التصرف مثل التدين الشديد
الغضب بدون مبرر مع الخوف الشديد
عدم النوم والهياج
ويجب أن نعلم أن وجود هذه الأعراض أحيانا لا تجزم بوجود مرض الفصام لانها قد تكون بسبب وجود مرض آخر مثل الإدمان على العقاقير أو بسبب مرض عضوي في الجهاز العصبي أو بسبب اضطراب عاطفي شديد "وجود حالة وفاة في الأسرة على سبيل المثال"
(2) الحصول على العلاج :
خذ المبادرة - إذا بدأت أعراض المرض في الظهور فأبحث عن الطبيب المتخصص في علاج المرض - إن أفراد الأسرة هم أول من يلاحظ ظهور الأعراض المرضية وتذكر أن المريض إن كان يحس أن الهلاوس والضلالات شيء حقيقي فأنه سوف يرفض العلاج.
ساعد الطبيب بإمداده بكل ملاحظاتك عن الحالة المرضية للمريض - حاول أن تكون دقيقا في وصفك للأعراض المرضية ، ومن الممكن أن تدون تلك الملاحظات وتقدمها للطبيب لان تلك الملاحظات قد تساعد على دقة تشخيص الحالة المرضية .
(3)المساعدة في تقديم العلاج :
العلاقة بين الطبيب والمريض علاقة هامة ويجب أن تكون علاقة يسودها الخصوصية وحفظ أسرار المريض التي يبوح بها للطبيب ،ومع ذلك فأن للأسرة الحق في معرفة بعض المعلومات عن حالة المريض التي تساعدها في تقديم الرعاية والعلاج المناسب . إن جزء كبير من مهمة الطبيب هو محادثة وشرح وتوجيه أسرة المريض القلقة علية . ويعتمد الأطباء النفسيون علي الأسرة للمساعدة في تحسن حالة المريض لأنهم يعلمون أن أي فرد من أقارب المريض يستطيع المساعدة في سرعة التحسن . كيف نتصرف كأقارب أو أصدقاء للمريض ؟ …ماذا نعمله أو نقوله عندما نكون معه له أهميه كبيرة للمريض و لتحسن حالته .
لذلك يجب أن تناقش المواضيع التالية مع الطبيب المعالج :-
أعراض وعلامات المرض
المآل المتوقع للمرض
استراتيجية العلاج
علامات انتكاس المرض
المعلومات الأخرى المتعلقة بالمرض
ولذلك يجب أن يكون لدى الأسرة ملف يحتوى على معلومات عن المرض يشمل الآتي
العلامات المرضية التي ظهرت على المريض
كل الأدوية التي استخدمت في العلاج وجرعاتها
الأثر العلاجي لكل دواء استعمل
(4) علامات انتكاس المرض :
يجب على الأسرة والأصدقاء أن يكونوا على دراية كافية بعلامات انتكاس المرض التي تظهر على المريض عندما يبدأ في التدهور بسبب ظهور بعض الأعراض المرضية. ومن المهم أن نعلم أن المرض من الممكن أن ينتكس في أي وقت وهذه العلامات تختلف من فرد لفرد واهم هذه العلامات :
زيادة الانسحاب من النشاط الاجتماعي
تدهور النظافة الشخصية عن معدلها الطبيعي
ويجب كذلك أن تعلم أن :-
الإجهاد والتوتر النفسي يجعل الأعراض تزداد سوءا
تقل الأعراض المرضية كلما ازداد المريض في العمر
بعض التوجيهات و النصائح عن التعامل مع المريض النفسي
أولا : تعرف على شعورك نحو المريض النفسي :
هل أنت خائف من المريض ؟ هل تخشى أن يؤذي أحد أفراد أسرتك ؟
هل تخشى أن يؤذى نفسه ؟
إذن تكلم عن خوفك مع الطبيب أو الأخصائي الاجتماعي أنه سوف يكون صادقا معك إذا سألته… إذا كان هناك أي سبب للخوف فسوف يخبرك عنه ، وكذلك سوف يساعدك لاتخاذ احتياطات ذكية ضد هذه المخاطر. ولكن إذا لم يكن هناك سبب كبير للخوف، وهذا هو الغالب فان طمأنته لك سوف تساعد على تهدئة المخاوف التي لا داعي لها .
هل تشعر بالذنب تجاه المريض لبعض الأسباب ؟… هل تشعر أنك بطريقة ما تسببت في حدوث المرض ؟ …هل تخشى أنك تسببت في إضافة ما جعله مريضا ؟ انك بالتأكيد لا تساعد المريض بلوم نفسك والنظر في الأشياء التي فعلتها خطأ … كل هذه الأفكار يجب أن نتكلم عنها مع الطبيب أو الأخصائي النفسي أو الاجتماعي .
المرض النفسي من الممكن أن يقلب ويهز حتى أكثر الأسر استقرارا وصفاء . انه يكون مثل الحمل المفزع للأسرة …والإحساس بالحنان القليل تجاه المريض له ما يبرره. ولكن الشفقة من الممكن أن تؤدي بك إلى أن لا تعمل الأشياء التي عليك عملها، أو أن تعمل أشياء تندم عليها فيما بعد.
وفي بعض الأحيان قد يشعر بعض الأقارب بالحسد من المريض. مثلا الأخ قد يشعر بالغيرة من أخيه المريض لعدم تحمله المسئولية ولكل العناية والرعاية التي يحصل عليها من الأهل والأطباء وأعضاء المستشفي .وإذا كانت لديك هذه الأحاسيس فحاول أن تواجه نفسك … إذا علمت موقف المريض حقا فان حسدك سوف يذوب سريعا .
ثانيا: عند عودة المريض من المستشفي للبيت :
عند عودة المريض للبيت وأثناء فترة النقاهة تكون هناك مشاكل عديدة يجب مواجهتها . أي مريض سواء حجز بالمستشفي بمرض نفسي أو عضوي يكون عادة غير مطمئن عند مغادرته للمستشفي . الخروج من جو المستشفي الآمن الهادئ يكون مجهدا لأنه في أثناء العلاج بالمستشفي كان الانفعال والتوتر بسيط بحيث يمكن تحمله ولذلك في خلال الأيام والأسابيع الأولى في المنزل يجب على الأسرة أن تحاول أن تعطي بعضا من الحماية التي كان يحصل عليها وأن تعود نفسها على متطلبات المريض . الأشياء التي قد تبدو بسيطة مثل الرد على التليفون ومصافحته الناس أو التخطيط للواجبات قد تكون مقلقة للشخص الذي خرج حديثا من المستشفى . والأقارب لهم دور هام في مرحلة النقاهة ، أن عليهم أن يلاحظوا أن علاج المستشفى يشفى الأعراض المرضية التي تقعد المريض ولكن من الجائز الا يشفى المرض نفسه.. هذا لايعنى أن المريض لا شفاء له ولكن يعنى أنه لم يشف تماما.
أثناء الأيام الأولى في البيت يكون المريض متوترا ومن الممكن أن تظهر بعض أعراض المرض مرة أخرى إذا تعرض المريض لضغوط شديدة . أسرة المريض يجب أن تلاحظ هذا وتعد الأشياء بحيث لا تكون ضغوط الحياة اليومية فوق طاقة المريض في حالته الحالية.ليس من السهل أن نعرف الحد الأدنى والأقصى الذي يستطيع المريض تحمله ولكن يمكنك أن تعرف ذلك بالتعود
وهناك بعض الأشياء التي يجب تجنبها مثل:
1) الاختلاط المبكر مع عدد كبير من الناس: المريض يحتاج للوقت للتعود على الحياة الاجتماعية الطبيعية مرة أخرى ولذلك لا تحاول أن تحثه على الاختلاط لأنه سوف يضطرب أسرع بهذه الطريقة …ومن الناحية الأخرى لا تتجاوز المعقول وتعزله من كل الاتصالات الاجتماعية.
2) الملاحظة المستمرة : إذا كان المريض مشغولا ببعض الأعمال لا تحاول مراقبته باستمرار لأن ذلك يجعله عصبيا وهذا ليس مطلوبا .
3) التهديد والنقد : لا تحاول تهديد المريض بعودته للمستشفى ،ولا تضايقه وتنقد تصرفاته باستمرار وبدون مبرر كاف .
4) عدم الثقة في استعداده للعودة للبيت : ثق في المريض واحترم رأى الطبيب المعالج في إمكان عودته للبيت .
ثالثا : ظهور التوتر والتحسن أثناء فترة النقاهة :
واحد من الأشياء التي من المحتمل أن تواجهها العائلة هي التصرفات غير المتوقعة من المريض وهذا أحد الفروق الهامة بين الأمراض النفسية والجسمانية . المريض الذي كسرت ساقه يحتاج إلى فترة علاج بسيطة يعقبها فترة نقاهة بسيطة ، ولكن المريض النفسي يبدو يوما ما حساسا ولا يعانى من التهيؤات ثم في الفترة التالية مباشرة يمكنه أن يشكو من المرض ثانية …متهما زوجته بأشياء يتخيلها … شاكيا أنه لا يحصل على العدل في عمله أو أنه لا يحصل على النجاح الذى يستحقه في الحياة.
بالنسبة للأقارب كل هذه التصرفات معروفة لهم فقد شهدوه من قبل في المرحلة الحادة لمرضه والآن ها هي تصدر ثانية من شخص المفروض أنه أحسن !… الألم والحيرة تجعل بعض أفراد الأسرة يأخذ موقفا سلبيا لأى محاولة لعودة المريض للإحساس الطبيعي… ولكن ببعض كلمات هادئة لشرح الحقيقة وبتغير الموضوع بطريقة هادئة ثم العودة فيما بعد لشرح الحقيقة سوف تمنع المرارة وتساعد المريض على تقبل الواقع.
فترة النقاهة تحدث فيها نوبات من التحسن والقلق خصوصا أثناء المرحلة الصعبة الأولى للنقاهة- بينما المريض يتعلم كيف يلتقط الخيوط للعودة للحياة الطبيعية مرة أخرى - لذلك يجب على الأسرة أن تتحمل إذا ظهر تصرف مرضي مفاجئ في مواجهة حادث غير متوقع .
رابعا : لا تسأل المريض أن يتغير
لا فائدة من أن نطلب من المريض أن يغير تصرفاته ، انه يتصرف كما يفعل لأنه مريض وليس لأنه ضعيف أو جبان أو أناني أو بدون أفكار أو قاس… أنه لا يستطيع كما لا يستطيع المريض الذي يعانى من الالتهاب الرئوي أن يغير درجة حرارته المرتفعة . لو كان عنده بعض المعرفة عن طبيعة مرضه - ومعظم المرضى يعلمون بالرغم من أنهم يعطون مؤشرات قليلة عن معرفتهم للمرض - فانه سيكون مشتاقا مثلك تماما لأنه يكون قويا وشجاعا ولطيفا وطموحا وكريما ورحيما ومفكرا ، ولكن في الوقت الحالي لا يستطيع ذلك. هذا الموضع هو أصعب شئ يجب على الأقارب أن يفهموه ويقبلوه ولا عجب أنه يأخذ جهدا كبيرا لكي تذكر نفسك أنه" المرض" عندما تكون مثلا الهدف لعلامات العداء المرضية من الأخت، أو عندما تكون الوقاحة والخشونة والبرود هو رد أخيك لكل ما تقدمه وتفعله له. ولكن يجب أن تذكر نفسك دائما أن هذا هو جزء من المرض.
خامسا : ساعد المريض لكى يعرف ما هو الشيء الحقيقي :
المريض النفسى يعانى من عدم القدرة على التمييز بين ما هو حقيقي وما هو غير حقيقي . ربما يعانى كذلك من بعض الضلالات (الاعتقادات الخاطئة ) …ربما يعتقد أنه شخص آخر وأن شخصا ما مات منذ فترة ما زال حيا أو أن بعض الغرباء يريدون إيذاءه .. انه يدافع عن هذه المعتقدات الخاطئة بالطريقة التى قد يدافع بها أى فرد منا بعناد ومكابرة عن شئ غير متأكد من صحته ..من وراء دفاع المريض حيرة ما بين الحقيقى وغير الحقيقى . انه يحتاج مساعدتك لكى تظهر الحقيقة ثانية أمامه. ويحتاج أيضا أن تجعل الأشياء من حوله بسيطة وغير متغيرة بقدر الإمكان. وإذا ظل يراجعك مرة بعد مرة عن بعض الحقائق الواضحة، يجب أن تكون مستعدا بسرعة وبصبر وحزم بسيط لكي تشرح له الحقيقة مرة أخرى ، يجب ألا تتظاهر بقبول الأفكار المرضية والهلاوس كحقيقة واقعة ،وفى الجانب الآخر لا تحاول أن تحثه على التخلص منها .ببساطة قل له أن هذه الأفكار ليست حقيقة ودع الأمر عند هذا الحد من المناقشة . عندما يفعل أشياء لا تقبلها لا تتظاهر بقبولها. إذا تضايقت من سلوكه قل له ذلك بصراحة ولكن وضح له أنك متضايق من سلوكه وليس منه شخصيا ، وعندما يقوم بسلوك لا يتنافى مع الواقع يجب أن تكافئه عليه .
لكي تساعده على معرفة الحقيقة يجب أن تكون صادقا معه ، عندما تحس بشىء ما لا تخبره بأنك تحس بشىء آخر. عندما تكون غاضبا لا تقل له أنك لست غاضبا .
تجنب خداعه حتى في المواضيع البسيطة .. من السهل خداع هؤلاء المبلبلين ولكن كل خدعة تجعل التعلق الضعيف بالحقيقة أقل يقينا …وإذا لم يجدوا الحقيقة والواقع بين هؤلاء الذين يحبونهم فأين يجدونها ؟
سادسا : لكى تخرجه من عالمه الداخلي :
نتيجة للمرض النفسي فان المريض يرغب في العزلة التي تبدو له سهلة وأكثر أمانا. المشكلة التي يجب عليك مواجهتها هي أن تجعل العالم من حوله أكثر جاذبية . هذا سوف يتطلب تفهما وإدراكا من جانبك . إذا ابتعدت عنه أو تجاهلته أو تكلمت عنه في وجوده كأنه ليس موجودا… عندئذ فانه سوف يكون وحيدا ولن يجد في نفسه حافزا لكي يشارك في الحياة من حوله. وفي الجانب الآخر إذا دفعته في وسط الحياة الاجتماعية بينما يشعر هو بالخوف من مقابلة الناس الذين لا يعرفهم ،وإذا لم يستطع التحمل فان ذلك سوف يدفعه للعودة إلى عالمه الداخلي والانطواء مرة أخري.
يجب أن ننتظر ونأخذ الإشارة منه أولا.. . مثلا إذا أراد زيارة الأهل والأصدقاء فيجب أن تسمح له ولكن بدون اندفاع . و إذا دعاه بعض الأقارب إلى الزيارة وتناول الغداء ووعد بتلبية هذه الدعوة ووجدت أنت أنه غير مستعد لهذه الدعوة فيجب أن تتدخل بهدوء لمساعدته في التخلص من هذه الدعوة بدون إحراج له.
اذهب معه إلى الأماكن العامة الهادئة وافعل الأشياء التي لا تكون مثيرة أو مقلقة أكثر من اللازم مثل مشاهدة مباراة الكرة في التليفزيون بهدوء وبدون انفعال . شجعه على متابعة الهوايات والمشاركة فيها إذا رحب بذلك.
سابعا : أعط حوافز في جرعات صغيرة :
يجب أن تعطى المريض حوافز بصورة منتظمة إذا بدأ يخرج من عزلته ولكن يجب أن تكون الحوافز مستحقة ، فانك عندما تكافئ شخصا غير جدير بهذه المكافأة فان هذه المكافأة تكون مؤذية ومهينة . وربما يفرح بهدية لا يستحقها في البداية لكنه بعد ذلك سوف يفقد الثقة حتى إذا كان يستحق المكافأة بحق
ثامنا : المحافة على احترام الذات مع المريض :
يجب أن تشجع المريض لكي يساعد نفسه قدر المستطاع . لا تدلل المريض وفى الوقت نفسه لا تدفعه إلى مواقف أو أماكن من المؤكد أن يفشل فيها. ويجب ألا تجعل أفكار المريض موضع سخرية ، وعندما لا تكون موافقا على أفكاره أظهر ذلك بطريقة تسمح له بالمحافظة على كرامته . أعطه الاحترام بأن تصمم على أن يحترمك شخصيا. كإنسان ناضج فان له الحق أن يتوقع منك أن تطبق تصرفات الكبار على تصرفاته بالرغم من كونه مريضا . إذا أهانك يجب أن تخبره بأنك قد أهنت وأنك لا ترضى عن ذلك .
تاسعا : قف بثبات في تعاملك معه :
لا تسمح للمريض بان يستخدم مرضه لكي يحصل علي ما لا يستحقه … هل هذه النصيحة غريبة ؟ … معظم المرضى المتحسنين يعانون من بعض الصعوبة في العودة للحياة الطبيعية مرة أخرى . المرضى بعد حصولهم على الرعاية الطبية يكونون خائفين من مواجهة متطلبات الحياة مرة أخرى .وفى محاولتهم لكي يظلوا معتمدين وتحت الرعاية التي لا يحتاجونها يحاولون اللعب على عواطف الناس من حولهم . السماح لهم باستغلال مرضهم بهذه الطريقة يكون عبئا على من حولهم ،ولذلك يجب على الأقارب أن يقفوا بحزم ضد رغبات المريض بحيث يستطيع أن يقف على قدميه مرة أخرى . عندما يشك الأقارب في حاجة المريض إلى بعض الرعاية الخاصة فيجب عليهم الاتصال بالطبيب .
ملاحظات هامة لأهل المريض
1) حافظ على عهودك للمريض دائما . إذا وعدت المريض بأن تأخذه إلى مكان ما مثل النادي أو السينما فيجب أن تفي بوعدك حتى إذا كان ذلك مرهقا لك.
2) يجب التأكد من أن المريض يتناول الدواء الموصوف له بالروشته الطبية في مواعيدها حتى لو كان معترضا عليها وحتى لو كان يبدو متحسنا ولا يحتاج إليها ،لأن الطبيب يعلم ما هو الأفضل للمريض وأين مصلحته ،ولذلك فان إرشاداته يجب أن تنفذ بدقة.
3) إذا كان هناك مواعيد محددة ودقيقة للمريض لمقابلة الطبيب يجب التأكد من المحافظة على تلك المواعيد حتى لو كان المريض لا يريد أن يذهب في المواعيد المحددة للطبيب وعلى الجانب الآخر لا ترهقه.
4) اجعله يعرف أنك تساعده في الكبيرة والصغيرة وأنك سوف تكون دائما بجانبه لمساعدته عندما تستطيع وأنك لن تتخلى عنه.
5) إذا كانت لديك أسئلة عما يجب أن تفعله للمريض اتصل بالطبيب أو الأخصائي الاجتماعي في المستشفى أو العيادة للاستفهام عنها
العودة للعمل :
إذا كان المريض له وظيفة قبل مرضه فأنه يجب أن يعود للعمل مرة أخرى بمجرد تحسنه بدرجة كافية لان البقاء في المنزل أو حوله في فراغ من الممكن أن يؤدى إلى تحطيم الروح المعنوية لديه . أداء أي نوع من العمل يعد أفضل له من الراحة النفسية لأن وجود الوظيفة أو العمل يؤثر كثيرا في إحساسه بالثقة في النفس والصحة النفسية.
في العمل :
الزملاء في العمل يستطيعون مساعدة المريض النفسي باتباع هذه القاعدة البسيطة : عاملة كما تعامل الشخص الذى أدخل المستشفى للعلاج من أى مرض عضوي… اجعله يحس كأنه فرد عادى في العمل… أشعره بالود والصحبة والثقة. أنه سوف يحتاج للصداقة مثل أى فرد آخر.
لا تدلل المريض بمحاولة أن تحميه من المسئوليات والأعمال الشاقة وأعطه الفرصة لكي يشارك فيها ، لا تكن شكاكا فيه وتتوقع منه أن يعمل أشياء غريبة. إذا كنت متوقعا منه ذلك فان أى عمل عادى منه سوف يبدو لك غريبا وإذا عمل شيئا خارجا بعض الشئ عن الطبيعي فتذكر أن أي فرد منا من الممكن أن يعمل ذلك .
الأفضل أن تقابله كأنك لم تسمع أو تعرف أنه كان مريضا نفسيا من قبل. لا تضع القيود على كلماتك بأن تخشى أن تقول أي كلمة مثل كلمة ( جنون أو مريض ) أمامه ، فقط تكلم كما تتكلم مع أى فرد آخر .
عندما يرجع للعمل مرة أخرى بعد العلاج عرفه نظام العمل الكامل حتى يكون متأقلما مع نظام العمل الروتيني. إذا كان في المستشفي لمدة طويلة فان التأقلم سوف يستغرق مدة أطول بعض الشيء.
مسئوليات هامة
المرض النفسي مثل المرض الباطني في بعض النواحي ولكن في نواح أخرى يكون مختلفا . واحد من أهم الاختلافات هو الاعتماد الكبير للمريض النفسي على النية السليمة والصداقة التي يظهرها الآخرون.
تحسن الحالة أو تدهورها يعتمد إلى حد كبير على المناخ الاجتماعي والعاطفي الذي يظهره الناس من حوله . أن الناس هم أهم دواء له.
إذا أحس أنه عليه أن يخفى كونه مريضا عن الزملاء في العمل أو مع الجيران والأصدقاء ، وإذا رأى أن مرضه قد جلب العار على أسرته فأنه سيكون أكثر من يائس لأنه حرم من الاتصال الإنساني العاطفي الذي يحتاج اليه لكي يظل متحسنا.
في المستشفيات والعيادات يصف الأطباء ويخططون العلاج لكي يقللوا من إحساس المريض بالعزلة ولكي يزيدوا الثقة في النفس وفي الآخرين ،ولكن عندما يعود لأسرته وعمله ومجتمعه من اللازم أن يجد الناس الذين سوف يساعدونه لكي يحس بالراحة والذين لن يتصرفوا معه تصرفات تؤدى إلى فقدان الثقة الجديدة المكتسبة من خلال العلاج النفسي .
إن مسئولية صحة المريض العائد للمجتمع تقع على عاتق كل فرد منا سواء كان فردا من أسرته أو عضوا في المجتمع ، من سلوكنا وأعمالنا وطباعنا ، ومن قبولنا أو رفضنا له سوف نؤثر بطريق مباشر أو غير مباشر على صحته وتحسنه .
س & ج حول مرض الفصام
الفصام مرض يؤثر على الشباب في صميم حياتهم ، ويعوق طموحاتهم و آمالهم في مستقبل افضل .ولكن لماذا يحدث مرض الفصام ؟ و هل هناك استعداد وراثي للإصابة به ؟ وهل ظروف البيئة التي تحيط بالإنسان من الممكن أن تؤدى إلى حدوث هذا المرض ؟ … كل هذه الأسئلة يوجهها المريض وأسرته إلى الطبيب ……واليك بعض الأسئلة التي تتردد باستمرار والإجابة عليها :
(1)ما مدى احتمال إصابتي بمرض الفصام؟
لا توجد طريقة مؤكدة للتنبؤ بمن سوف يصاب بالمرض . ومع ذلك فأن هناك 1 من كل 100 فرد على مستوى العالم يصاب بالفصام. ولما كان المرض يصيب بعض الأسر فان نسبة تعرضك للمرض ستكون اكبر إذا كان أحد أفراد الأسرة مريض . وعلى سبيل المثال فان النسب كالأتي :-
إذا كان أحد الآباء أو الأخوة أو الأخوات مصاب فان نسبة تعرضك للمرض ستكون حوالي 10 %.
إذا كان الأبوين مصابين فان النسبة تكون حوالي 40%.
إذا كان أحد التوائم غير المتطابقين مصاب فان نسبة إصابة الآخر تكون من 10 - 15 %
إذا كان أحد التوائم المتطابقين مصاب فان النسبة تكون من 35-50%
إذا كنت حفيد أو أبن عم أو أبن خال أو عم أو خال لمصاب فان نسبة إصابتك ستكون حوالي 3%
مرض الفصام لا يفرق بين الجنسين - الأولاد والبنات لديهم نفس النسبة للإصابة بالمرض.
(2)هل مرض الفصام يصيب الأطفال ؟
نعم… في بعض الحالات النادرة شخصت بعض حالات الفصام في أطفال في سن الخامسة . وعادة يكونون مختلفين عن الأطفال الآخرين من سن مبكر ، ولكن اغلب المرضى لا يظهر عليهم الفصام قبل سن المراهقة وبداية البلوغ .
(3) ماذا اعمل ومع من أتحدث إذا كنت أعاني من المرض قبل أن يصبح المرض حاد؟
إذا كنت تعتقد أن لديك بعض علامات أو أعراض مرض الفصام فانك يجب أن تتحدث مع الطبيب النفسي وهذا شيئ هام جدا لان التشخيص والعلاج المبكر للمرض يؤدى إلى سرعة التحسن قبل أن يصبح مرضا مزمنا .
(4) هل استطيع أن انجب أطفال إذا كنت أعاني من مرض الفصام ؟ أم يفضل عدم الإنجاب؟
مرض الفصام له بعض الأسس الوراثية ، ولكن هذا لا يعني انك يجب ألا تتزوج أو تنجب أطفال وحيث أن كل إنسان يتمنى أن يكون ابا صالحا في المستقبل وان يكون لديه الإمكانية في أن يعول أسرته فلذلك يجب أن تسأل نفسك بعض الأسئلة الآتية :-
-هل حالتك المرضية مستقرة ؟ وهل تستطيع العمل مدة كاملة -مثل باقي الزملاء- لكي تعول أسرتك؟
-هل التوترات ومسئولية تربية وتنشئة الأطفال سوف تؤدي إلى انتكاس حالتك مرة أخرى؟
-ماذا عن أثر الوراثة على الأطفال ؟ ……نسبة إصابة كل طفل بالمرض حوالي 1 من كل 10 أطفال - أما إذا كانت الزوجة مريضة أيضا بالفصام فأن النسبة تكون 2 من كل 5 أطفال .
-هل شريك حياتك إنسان مسئول وناضج ويستطيع أن يعطي الأمان وجو الطمأنينة للأطفال
وكما ترى فأن هذه القرارات شخصية حسب كل حالة وتعتمد عليك شخصيا وحسب وضعك الحالي
(5) صديقي يعاني من مرض الفصام - كيف أستطيع المساعدة ؟
كلنا يحتاج للأصدقاء الذين يصاحبونا في أوقات الشدة وأوقات الرخاء . مرضي الفصام سوف يقدرون صداقتك . انهم دائما منبوذين من هؤلاء الذين يجهلون طبيعة مرضهم . الكثير من مرضى الفصام لديهم مستوى ذكاء مرتفع ولا يستطيع أى فرد - إلا الذين يعايشونهم - أن يميز عليهم أي شىء غير طبيعي في تصرفاتهم.
انك تستطيع أن تكون صديق حقيقي بأن تحاول تفهم طبيعة مرضهم وان تعلم الآخرين معلومات عن المرض عندما تسنح الفرصة…حاول دائما أن تظهر للناس حقيقة مرض الفصام …حاول أيضا أن تتعرف على أسرة صديقك .على سبيل المثال فأن أسرته سوف تساعدك على أن تتفهم كيف أن صديقك أحيانا يكون في حالة حيرة وارتباك بسبب طبيعة المرض المزمنة … وإذا عرفت ذلك فأنك سوف تساعده بأن تشجعه وتدعمه أثناء هذه الأوقات العسيرة.
وإذا كنت تخطط لإقامة أنشطة اجتماعية مع صديقك فيجب أن تتذكر :-
مرضى الفصام يحتاجون لوجود جدول ينظم حياتهم وان ينالوا قسط وافر من النوم والراحة .
بسبب وجود بعض الأوقات التي يعاني فيها المريض من الاعاقه الفكرية فان الدراسة والاستعداد للامتحانات يجب ألا تترك حتى اللحظة الأخيرة .
استخدام العقاقير الممنوعة شىء خطير جدا لأنه قد يؤدى إلى انتكاس المرض.
(6) هل استخدام العقاقير الممنوعة يؤدي لمرض الفصام؟
لا… إن استخدام العقاقير الممنوعة التي تؤدي للإدمان لا تؤدي بالضرورة لمرض الفصام، ولكن أحيانا تؤدي تلك العقاقير إلى ظهور أعراض شبيهه لمرض الفصام في بعض المتعاطين ولذلك يظن البعض أن مرضى الفصام يعانون من المرض بسبب تعاطي بعض العقاقير .
" الأصدقاء المخلصين لا يضغطون مطلقا على أصدقائهم لتناول المخدرات ".
(7) هل استخدام العقاقير الممنوعة يؤدى إلى زيادة احتمال الإصابة بالفصام إذا كان هناك تاريخ مرضى بالأسرة ؟
تشير الدلائل الطبية انه إذا كان هناك استعداد مرضي Predisposing factors للمرض فان استخدام بعض العقاقير المخدرة مثل الحشيش والبانجو من الممكن أن تؤدى إلى ظهور نوبة فصامية . وهذه النوبة من الممكن أن تنتهي عند التوقف عن التعاطي ومن الممكن أيضا أن تستمر . ولذلك فإذا كان هناك تاريخ اسري لمرض الفصام في عائلتك فان عليك أن تتوخى الحذر تجاه استخدام المخدرات .
(8) ماذا عن استخدام الكحوليات والتبغ؟
استخدام الكحوليات مع العلاج النفسي شيئ خطير لان الكحول مادة مثبطة على الجهاز العصبي ومن الممكن أن تهدد حياة المتعاطي إذا تناولها مع العلاج النفسي لأنها تضاعف تأثير الدواء وتؤدي إلى نتائج خطيرة .
كذلك فان استخدام كميات كبيرة من التبغ (السجائر والدخان ) والقهوة وأدوية البرد من الممكن أن تؤدى إلى ظهور أعراض مرض الفصام.
9) هل مرض الفصام مرض حديث ؟
بالرغم من أن مصطلح " الفصام" لم يستخدم إلا في بداية القرن العشرين إلا أن هذا الاضطراب العقلي كان موجودا منذ فترات طويلة وفي جميع المجتمعات .
وقد عرف الأقدمون هذا المرض منذ تاريخ بعيد ووصفوه بعدة طرق وكان المرض العقلي- أو " الجنون" كما كان يطلق عليه قديما في المجتمعات الغربية- لا يعتبر مشكلة صحية ولكنه نوع من أنواع السحر ، حتى كان بداية القرن 19 عندما بدأت النظرة الإنسانية نحو المرض العقلي وبدأ في تقديم خدمات إنسانية وعلاج لهؤلاء المرضى بعد أن كانوا يوضعون في السجون وكان العالم النفسي السويسري ( بلوير) أول من أطلق مصطلح الفصام سنة 1911 وكلمة الفصام أو سكيزوفرنيا تتكون من كلمتين سكيزSchiz) ) ومعناها الانفصام وفرنيا Phrenia)) ومعناها العقل أى انقسام أو انفصام العقل وليست الشخصية كما يعتقد الكثيرون.
(10) هل مرضى الفصام من الممكن أن يصبحوا عدوانيين؟
بالرغم من أن وسائل الأعلام والصحف تميل دائما للربط بين الأمراض النفسية والعنف الجنائي فان الدراسات المختلفة أظهرت - إذا نحينا جانبا هؤلاء الذين لديهم سوابق عنف قبل ظهور المرض أو دخول المستشفيات -أن نسبة العنف تكاد تكون متقاربة بين المرضى النفسيين وباقي أفراد المجتمع .
والدراسات ما زالت مستمرة لتوضح وتصحح مفاهيمنا عن بعض الأمراض النفسية ومدى وجود درجة من درجات العنف في كل مرض على حده . ولكن بالتأكيد فان معظم مرضى الفصام غير عدوانيين ولا يميلون للعنف وذلك لأنهم دائما يفضلون الانطواء والعزلة . وهناك بعض الحالات الحادة المضطربة تصبح في حالة هياج واندفاع ولكن هذه النوبات أصبحت اقل بعد ظهور برامج العلاج الحديثة واستخدام الأدوية المضادة للذهان . وهناك اتفاق عام على أن أعنف الجرائم لا ترتكب بواسطة المرضى الفصاميين وان أغلب المرضى الفصاميين لا يرتكبون جرائم عنف.
(11 ) هل يعفي المريض الفصامي من المسؤلية الجنائية إذا ارتكب جريمة ؟
أن تقرير حالة الجاني النفسية أو العقلية لتحديد مدى مسئوليته الجنائية لا يتوقف على دراسة سلوكه أثناء ارتكاب الجريمة فحسب ولكن يعتمد على ملاحظة دقيقة وغير مباشرة لحالته بعد ارتكاب الجريمة مباشرة ولفترة كافية ، وأيضاً تعتمد على الدراسة العلمية العميقة لتاريخ المرض والتاريخ التطوري وذلك منذ مراحل بداية التطورات والأعراض المرضية النفسية عليه .
وعلى ذلك فإن دراسة دوافع الجريمة لا تأتى إلا من مجموع دراسة الحالة المرضية قبل وأثناء وبعد ارتكاب الحادث فلا يجوز الحكم على الجاني بالمرض من عدمه بمجرد معرفة ملابسات الجريمة وظروفها وقت ارتكابها فقط ، لأن ذلك يزج بنا إلى نتائج قد تضيع معها الحقيقة .
ويجب أن تعلم أنه ليس كل مرض نفسي أو عقلي ترفع معه المسئولية الجنائية عن الجاني وإنما بعض الأمراض العقلية الشديدة كالتخلف العقلي بدرجة كبيرة والفصام العقلي المتدهور والمزمن ، ولا بد أن يكون هناك ارتباطا وثيقاً ومؤكداً بين نوعية الجريمة والحادث وبين أعراض المرض النفسي كالمعتقدات الخاطئة والأوهام في حالة اضطراب التفكير عند المريض من حيث الخلل في إدراكه أو انفعاله العاطفي .وفى هذه الحالة يجوز أن يقال إنه حتى في حالة المرض العقلي المؤكد فلا بد من أجل تحديد المسئولية الجنائية من أن يثبت ارتباط بين أعراض المرض وبين دوافع الجريمة وأسبابها وظروفها على أن يكون هذا الارتباط وهذه العلاقة ثابتة و مؤكدة و مباشرة أيضا و هذه العلاقة تقطع الشك باليقين وتبعد الشبهات حول استغلال البعض للمرض النفسي في نفى التهمة أو تخفيف العقوبة عن المجرمين .
(12 ) ماذا عن علاقة الفصام بالانتحار ؟
الانتحار خطر كامن في المرضى الذين يعانون من الفصام وإذا حاول المريض الانتحار أو كانت لديه تفكير في ذلك فيجب أن ينال الرعية النفسية فورا بما فيها دخول المستشفي . ونسبة الانتحار بين مرضى الفصام أعلى منها بين باقي أفراد المجتمع.
(13 ) ما هي أسباب مرض الفصام ؟
لا يوجد سبب واحد لمرض الفصام. وكما ذكرنا سابقا فان العوامل الوراثية تؤدي للقابلية للمرض والاستعداد للإصابة به ، ذلك بالإضافة للعوامل البيئية التي تؤثر على الأفراد بدرجات مختلفة . وكما أن شخصية كل فرد هي نتاج تفاعل الحضارة والعوامل النفسية والبيولوجية والوراثية ، فان اضطراب الشخصية كما في مرض الفصام من الممكن أن يكون نتيجة تفاعل عوامل عديدة . ولم يتفق العلماء على صيغة معينة أو وجود عامل محدد ضروري لظهور المرض ولم يهتد العلماء لوجود عامل وراثي محدد أو اضطراب بيولوجي خاص أو عوامل نفسية مؤثرة كافية - بمفردها - لحدوث مرض الفصام… أذن نستطيع أن نلخص أسباب الفصام بان الفرد يولد وعنده الاستعداد الوراثي للمرض وينشأ في بيئة عائلية يعزز فيها هذا الاستعداد إما تلقائيا أو من تأثير عوامل مساعدة خاصة تحدث الإضرابات الكيميائية في هرمونات الجهاز العصبي و التي تسبب أعراض المرض المعروفة .
(14) هل الآباء هم سبب المرض ؟
اغلب العلماء في مجال الطب النفسي حاليا اتفقوا على أن الآباء ليسوا هم السبب في مرض الفصام . وكان هناك في السابق اعتقاد عند بعض العاملين في مجال الطب النفسي على أن هناك بعض اللوم والمسئولية تقع على الآباء وانهم هم المسئولون عن مرض أبنائهم . ولكن هذا الاتجاه حاليا اصبح غير واقعي وغير دقيق. ويحاول فريق العلاج النفسي تجنيد أفراد الأسرة للمساعدة في برامج العلاج وتخفيف الحساسية المرهفة والمعاناة والعزلة التي تعاني منها الأسر في محاولة مساعده عضو الأسرة المصاب بالفصام .
(15) هل مرض الفصام يسبب اضطراب كيميائي ؟
بالرغم من انه ليس هناك سبب كيميائي قاطع لحدوث مرض الفصام ولكن المعلومات الأساسية عن كيمياء المخ وعلاقتها بالفصام تنمو بدرجة سريعة . وعدم اتزان الموصلات العصبية - المادة الكيميائية الموجودة في التشابكات العصبية في المخ والمسئولة عن التواصل والترابط بين الخلايا العصبية مثل الأدرينالين والدوبامين والسيروتونين - يعتقد أنها هي المسئولة عن حدوث مرض الفصام . ويعتقد أن المرض مرتبط بحالة عدم اتزان المواد الكيميائية في المخ وقد أيدت الدراسات الحديثة انه يوجد اضطراب في ميثلة هرمون الأدرينالين في مرضى الفصام. كذلك نشأت نظرية تؤيد أن سبب الفصام هو مناعة ذاتية داخل الجسم وانه يجري في دم مرضى الفصام أجسام مضادة تتفاعل مع مولدات مضادة في المخ تسبب اضطرابا في الجهاز العصبي يؤدي إلى أعراض هذا المرض.
(16) هل مرض الفصام بسبب وجود مرض عضوي بالمخ ؟
في بعض الدراسات أظهرت الأشعة المقطعية بالكومبيوتر -وهي نوع من الأشعة التي تظهر تركيب المخ وأماكنه المختلفة- أن بعض مرضى الفصام يوجد لديهم بعض التغيرات في المخ ( على سبيل المثال زيادة في حجم بعض التجاويف الداخلية في المخ ) عنها في الأفراد الطبيعيين في نفس السن مع ملاحظة أن هذه التغيرات لا توجد في جميع مرضى الفصام وأنها توجد أيضا في بعض الأفراد الاسوياء0وقد ثبت حديثا وجود علامات عضوية في المخ عند مرضي الفصام علي هيئة تغيرات في نسيج المخ والخلية العصبية … وكذلك في النشاط الكهربي .
(17) ما هي طرق علاج مرض الفصام :
حيث أن مرض الفصام هو مرض مركب وله عدة صور واسبابه غير محددة بدقة حتى الآن فان طرق العلاج تعتمد على خبرة الطبيب بعد عمل الأبحاث الإكلينيكية من رسم مخ وقياسات نفسية . وتبنى طرق العلاج على أساس تقليل أعراض الفصام ومحاولة منع انتكاس المرض مرة أخرى . وهناك الآن عدة طرق للعلاج تستعمل بنجاح مثل استخدام مضادات الذهان والعلاج بجلسات الكهرباء والعلاج النفسي والعلاج الفردي والعلاج الأسري والعلاج التأهيلي وما زال البحث جاريا عن طرق علاج افضل للمرض .
(18) ما هو دور الجلسات الكهربائية في علاج مرض الفصام ؟
تستخدم الجلسات الكهربائية في علاج مرض الفصام في الحالات التالية :
حالات الفصام الحادة وكذلك الحالات الحديثة
حالات الفصام الكتانوني ,وتعتبر الكهرباء العلاج الأساسي في مثل هذه الحالات
حالات الانعزال والقلق و عدم الاهتمام والخمول المصاحبة للمرض
إذا صاحب الفصام أعراض وجدانية إما اكتئابية أو انبساطية.
تقلل أحيانا جلسات الكهرباء من شدة الهلاوس والضلالات وما يصاحبها من آلام نفسية شديدة.
أما عن تأثير الصدمات الكهربائية فأنها تغير من حركة الهرمونات العصبية بين أغشية خلايا المخ مما يعيدها لحالة التوازن السابق ، وكذلك تنبه منطقة الهيبوثلاموس وخاصة مركز الجهازين السمبتاوى والباراسمبتاوي مما يؤثر على نسبة هذه الهرمونات كما أنها تعطي راحة وقتيه لنشاط المخ الكهربائي بحيث يبدأ العمل ثانية بطريقة سوية. وتعطي جلسات الكهرباء تحت تأثير المخدر وراخي العضلات ولا يشعر المريض إطلاقا بهذه الصدمات .ويحتاج مريض الفصام لحوالي 8-12جلسة كهرباء بمعدل 2-3 صدمات في الأسبوع ويعتمد عدد هذه الجلسات على مدى درجة التحسن واختفاء الأعراض ويترك ذلك لتقدير الطبيب المعالج . وقد أثبتت البحوث المعملية والتشخيصية باستخدام رسم المخ بالكومبيوتر عدم وجود آثار سلبية من العلاج بالصدمات الكهربائية إذا استخدم هذا العلاج بالطريقة الطبية السليمة . وتشير الأبحاث الحديثة المقارنة إلى انه يتساوى تأثير الجلسات الكهربائية مع العقاقير بعد 6 اشهر من بدء العلاج ولذا فان الكهرباء لها فاعليتها على الأعراض من الناحية الزمنية (أي زوال الأعراض سريعا) .
(19) ماذا عن العلاج النفسي في مرض الفصام؟
ثبت أن للعلاج بالأدوية المضادة للذهان دور هام وحيوي في تخفيف أعراض مرض الفصام مثل الهلاوس والضلالات والاندفاع ولكنها في نفس الوقت لا تشفي جميع الأعراض. وحتى بالرغم من تحسن المريض واختفاء الأعراض المرضية فان الكثير من المرضى يعانون من عدم القدرة على إقامة ومداومة العلاقات الاجتماعية مع الآخرين. أضف إلى ذلك أن المرض يصيب الأفراد في سن من 18 - 35 وهو سن اكتساب المهارات والتعليم مما يؤدي إلى عدم قدرتهم على استكمال التعليم واكتساب المهارات المطلوبة للعمل ونتيجة لذلك فان اغلب المرضى يعانون ليس فقط من صعوبات التفكير واضطراب الوجدان ولكن أيضا من صعوبات في المهارات الاجتماعية والعملية .
ومع هذه الصعوبات النفسية والاجتماعية والوظيفية فان العلاج النفسي يساعد كثيرا. وبصورة عامة فان العلاج الاجتماعي والنفسي له دور محدود في علاج مرضى الاضطراب الذهاني الحاد وهؤلاء الذين ليس لديهم اتصال بالواقع أو مع وجود هلاوس وضلالات حادة ،ولكن يجدي العلاج النفسي مع هؤلاء المرضى الذين لديهم أعراض أقل حدة أو هؤلاء المتحسنين من الناحية الذهنية .
وهناك صور مختلفة للعلاج النفسي متاحة لمرضى الفصام وكلها تتجه للتركيز على تحسين الأداء النفسي للمريض ككائن اجتماعي إما في المستشفي أو في المجتمع
أو في المنزل أو في العمل . ومن طرق العلاج النفسي العلاج النفسي الفردي و العلاج النفسي الأسرى وكذلك برامج التأهيل النفسي.
التأهيل النفسي
تهدف الاتجاهات الحديثة في مجال الطب النفسي إلى علاج بعض الأمراض النفسية المزمنة " مثل الفصام المزمن وبعض حالات اضطراب الشخصية " وذلك في مستشفى مفتوح ويلحق بالمستشفى مراكز تأهيل متخصصة بهدف علاج الآثار السلبية التي تسببها هذه الأمراض في سلوك المريض مثل الانطواء والعزلة والسلبية والاندفاع وعدم الرغبة في القيام بالعمل .
والهدف من التأهيل النفسي هو تنمية القدرات السلوكية والإدراكية والاجتماعية للمريض للوصول إلى أفضل مستويات الأداء التي تمكنه من العودة للحياة الطبيعية بالمجتمع بعد طوال مدة معاناته فيعود إنساناً منتجاً ومفيدا لمجتمعه ولنفسه .
وفلسفة التأهيل النفسي تقوم على أن المرض العقلي لا يصيب كل مجالات السلوك في الشخص المصاب ولكن يتبقى له قدر من إمكانية التصرف في بعض الأمور العادية مثل المساعدة في تجهيز الطعام ومصادقة الآخرين والمشاركة في أعمال المنزل وشراء بعض المستلزمات . ومهمة المعالج النفسي هي العمل على تنشيط مجال هذه الإمكانيات وزيادة المشاركة الإيجابية .
كما يمكن تطوير السلوك الإنساني عن طريق التشكيل التدريجي للحصول على استجابات أفضل ، وتتوقف الفترة اللازمة للحصول على هذا السلوك على نوعية العمل وعلى قدرة المريض ويحدث ذلك بشكل تدريجي ويحتاج إلى تشجيع مستمر
وكما يتاح في هذه المراكز تأهيل المريض سلوكياً لكي يتواءم مع الحياة خارج المستشفى، حيث أن مراكز العلاج النفسي العادية لا تتيح بداخلها الفرصة الحقيقية لممارسـة الأنشطـة العاديـة جنباً إلى جنب مع الأنشطة العلاجية الطبية والنفسية والاجتماعية
ويقوم برنامج التأهيل النفسي في هذه المراكز على أسس علمية سليمة حيث يتم وضع استمارة بحث خاصة لكل مريض عند الدخول لتقييم حالته من مختلف الجوانب الجسمية والنفسية والاجتماعية وذلك بقياس مستوى الذكاء ومدى التدهور الإدراكي ، ويتم عمل اختبارات شخصية للمريض لمعرفة مدى قدرته على المشاركة في برنامج التأهيل ويخصص برنامج لكل مريض حسب احتياجاته وفقاً للدرجات التي حصل عليها في استمارة البحث ثم يعاود تقييم حالة المريض دورياً لبيان مدى مساهمة البرنامج التأهيلي في تحسن حالته .
ويشمل برنامج التأهيل على العلاج بالعمل حيث يقوم المرضى ببعض الأعمال التي تحتاج للمهارة اليدوية مثل أعمال النجارة وأشغال البلاستيك وذلك تحت إشراف أخصائيين مهنيين والهدف من ذلك هو قبوله لمبدأ العمل والعودة التدريجية للإنتاج وليس الهدف هو تحقيق عائد مادي أثناء فترة عمله
كما يشمل برنامج التأهيل كذلك علي العلاج بالفن حيث يساعد على علاج التشوه الإدراكى لدى المريض وكذلك القيام بالأنشطة الرياضية المختلفة وحضور محاضرات ثقافية وعلمية تهدف إلى تنمية قدرة المريض على التفكير المنطقي ومواجهة المشكلات ووضع الحلول اللازمة لها ويشمل البرنامج كذلك القيام بالرحلات الترفيهية والأنشطة الدينية التي تساعد المريض على زيادة ارتباطه بالدين وربط الدين بالحياة والواقع .
العلاج النفسي الفردي
يحتوي العلاج النفسي الفردي على جلسات نفسية بصفة منتظمة بين المريض والمعالج النفسي ( الطبيب النفسي أو الأخصائي الاجتماعي أو النفسي ) ويتركز الحديث أثناء الجلسات على المشاكل الحديثة أو الماضية وإظهار الأحاسيس والأفكار والعلاقات المختلفة التي تدور حول المريض . وبمشاركة هذه الأحاسيس مع المعالج وبالكلام عن عالمه الخاص مع فرد آخر من خارج هذا العالم فان مرضى الفصام
يبدءون بالتدريج في فهم أنفسهم ومشاكلهم ، وبذلك يستطيعون أن يتعلموا أن يفرقوا بين ما هو حقيقي أو واقعي وبين ما هو غير واقعي .
وقد أظهرت الدراسات الحديثة أن العلاج النفسي التدعيمي اكثر فائدة من العلاج النفسي التحليلي لمرضى الفصام .
العلاج الأسرى:
ويتكون العلاج الأسرى من المرضي والآباء و الزوجة والمعالج النفسي وقد يحضر الجلسات أيضا أفراد الأسرة الآخرون مثل الاخوة والأبناء أو بعض الأقارب ويختلف الغرض من العلاج الأسرى حسب كل حالة لأن الاجتماع مع الأسرة في جماعة يساعد أفراد الأسرة المختلفين وكذلك المعالج على أن يفهم كل فرد وجهة نظر الآخر، ويساعد كذلك في خطة العلاج مثل تحديد موعد الخروج من المستشفي ، ووضع خطة لدور كل فرد من أفراد الأسرة في البرنامج العلاجي.
(20) ماذا عن استخدام الأدوية المضادة للذهان ؟
الأدوية المضادة للذهان ( أو المطمئنات الكبرى ) بدأ استعمالها منذ منتصف الخمسينيات وساعدت على تحسن حالات الفصام وتقلل هذه الأدوية أعراض الفصام الذهانية وتسمح عادة للمريض بأن يحيا ويعمل بطريقة افضل . والأدوية المضادة للذهان هي افضل طرق العلاج المتاحة حتى الآن ولكن يجب أن نعلم أنها لا تشفي المرض أو تضمن عدم حدوث نوبات أخرى في المستقبل .ونوع الدواء المستخدم وجرعته تكون من مسئولية الطبيب المعالج، ودائما تكون الجرعة حسب كل حالة على حدة والهدف من ذلك هو الحصول على تأثير علاجي مفيد بدون ظهور علامات سلبية من العقار.
وتعتبر الأدوية المضادة للذهان مفيدة جدا في علاج بعض أعراض الفصام مثل الهلاوس والضلالات. ويظهر التحسن المستمر على نسبة كبيرة من المرضى ، ولكن هناك فئة قليلة من المرضى لا تفيد معهم هذه الأدوية بطريقة واضحة ونسبة نادرة لا تؤثر عليهم على الإطلاق. ومن الصعوبة التنبؤ بتأثير العلاج على المرضى والتفريق بين من سوف يتحسن مع العلاج وبين من لا يستجيب للعلاج.
وتنتاب بعض المرضى و أسرهم القلق من استخدام العقاقير المضادة للذهان بسبب الاعتقاد بأن هذه الأدوية تسبب آثار جانبية سيئة و أحيانا تؤدي للإدمان ويجب لذلك التأكيد بأن الأدوية المضادة للذهان لا تؤدي إلى الإدمان أو التعود وان عودة الأعراض مرة أخرى عند الامتناع عن العلاج يكون بسبب أن المرض مازال يحتاج للعلاج حتى تستقر حالة المريض ، ويمكن تشبيه ذلك بعودة علامات وأعراض مرض البول السكري عندما يمتنع المريض عن العلاج قبل استقرار حالته .
وهناك اعتقاد خاطئ آخر عن الأدوية المضادة للذهان أنها تعمل كنوع من أنواع السيطرة أو التحكم في العقل. ولذلك يجب أن نعلم أن هذه العقاقير لا تتحكم في أفكار المريض ولكنها بدلا من ذلك تساعد المريض على معرفة الفرق بين الواقع وبين الأعراض الذهانية ، حيث تعمل هذه العقاقير على تقليل الهلاوس والضلالات المرضية والحيرة والارتباك والهياج وبذلك تسمح للمريض بأن يتخذ قراراته بطريقة واقعية وعقلانية سليمة ومن الملاحظ أن مرض الفصام يتحكم في عقل المريض وشخصيته وفي هذا المجال تساعد الأدوية المضادة للذهان في تحرير المريض من أعراض المرض وتساعده في التفكير بطريقة أوضح واتخاذ قرارات افضل بطريقة مدروسة .
ويعاني بعض المرضى أحيانا من الميل للنوم وعدم القدرة على التعبير أثناء استخدام العقاقير وبتنظيم الجرعة المناسبة لعلاج المرضى تختفي هذه الأعراض لان هذه العقاقير يجب ألا تستخدم كنوع من القيود الكيميائية . وبالمتابعة المستمرة نستطيع تنظيم جرعة الدواء للحصول على افضل نتيجة بدون وجود أعراض غير مطلوبة وهناك اتجاه حالي بين الأطباء لاستخدام اقل جرعة ممكنة من الأدوية لتمكين المريض من الحياة بطريقة منتجه ومريحة وبدون السماح لعودة المرض مرة أخرى .
(21 ) ما هي المدة التي يجب أن يستمر فيها المريض في تناول العلاج ؟
تساعد الأدوية المضادة للذهان على تقليل نسبة انتكاس المرضى المستقرين نفسيا . وقد لوحظ انه بالرغم من استخدام العلاج بانتظام فانه يحدث انتكاس في حوالي 40% من المرضى في خلال سنتين بعد الخروج من المستشفي وهذه النسبة أفضل من الحالة الأخرى-( المرضي الذين لا يتناولون العلاج)- حيث تصل نسبة الانتكاس إلى 80% في أولئك المرضي الذين لا يتناولون العلاج .
وفي جميع الأحوال فانه من غير الدقيق القول بأن العلاج المنتظم يمنع الانتكاس بصورة نهائية. إن علاج العلامات والأعراض الشديدة للمرض تحتاج بصورة عامة إلى جرعات أعلى من تلك المستخدمة للعلاج الوقائي ولذلك فان مع ظهور أعراض المرض مرة أخرى فان زيادة الجرعة الدوائية بصورة مؤقتة قد تمنع ظهور المرض بطريقة كاملة أو تمنع الانتكاس الكامل للمرضى.
وهناك بعض المرضى الذين ينكرون حاجتهم للعلاج وأحيانا يتوقفون عن العلاج بمزاجهم أو بناء على نصيحة الآخرين وهذا يؤدى لانتكاس المرض ( بالرغم من أن الأعراض لا تظهر فورا ) ومن الصعوبة بمكان اقتناع بعض مرضى الفصام بحاجتهم للاستمرار في العلاج الدوائي خصوصا عندما يحسون بأنهم افضل بدون استخدام العلاج ، ولذلك فان استخدام العقاقير الممتدة المفعول قد تكون أفضل لهؤلاء المرضى الذين لا يمكن الاعتماد عليهم في الاستمرار في تناول الدواء بطريقة منتظمة .
ويجب أن نؤكد مرة أخرى على أهمية عدم التوقف عن العلاج الدوائي بدون النصيحة الطبية وبدون استقرار الحالة .
(22) ماذا عن الأعراض الجانبية للدواء ؟
العقاقير المضادة للذهان - مثل جميع العقاقير الأخرى- لها بعض الآثار الجانبية السلبية الغير المطلوبة مع الآثار العلاجية المفيدة . وأثناء المراحل المبكرة للعلاج تظهر بعض الآثار السلبية مثل الدوخة وعدم الاستقرار وتقلصات بالعضلات ورعشة بالأطراف وجفاف بالفم و زغللة بالعين ، وأغلب هذه الأعراض السلبية من الممكن التغلب عليها إما بتخفيض الجرعة الدوائية أو باستعمال بعض العقاقير الأخرى وقد لوحظ أن استجابة المريض للعلاج تختلف من فرد لآخر وكذلك يختلف ظهور الأعراض السلبية من مريض لآخر وقد يستفيد مريض من عقار ما اكثر مما يستفيد غيره من العقاقير الأخرى .
(23) ما هي العقاقير التي تستخدم في علاج الفصام ؟
هناك مجموعتين من الأدوية التي تستخدم في علاج مرض الفصام : المجموعة الأولي ويطلق عليها اسم العقاقير التقليدية وهي التي تستخدم في العلاج منذ فترة طويلة مثل أقراص ملليريل و لارجاكتيل و ستيلازين و سافينيز وهذه العقاقير تفيد في علاج الأعراض الإيجابية لمرض الفصام مثل أعراض الهلاوس والضلالات والهياج ولكنها لا تفيد في علاج الأعراض السلبية للمرض كما أن لها الكثير من الآثار الجانبية .
أما المجموعة الثانية من العقاقير فتسمى العقاقير غير التقليدية وهي عقاقير بدأ في استخدامها في الفترة الأخيرة و تستخدم في علاج الأعراض الإيجابية للفصام كما أنها تفيد في الأعراض السلبية مثل العزلة والانطواء كما أن أعراضها الجانبية تكون أقل ومن أمثلة هذه العقاقير أقراص رسبردال و ليبونكس و زيبركسيا .
(24) ما هي الدواعي للانتقال من استخدام العقاقير التقليدية إلى العقاقير غير التقليدية؟
إن أهم أسباب الانتقال لاستعمال العقاقير غير التقليدية هي :-
استمرار وجود الأعراض الإيجابية للمرض ( الهلاوس والضلالات )بالرغم من الانتظام في العلاج الدوائي
استمرار وجود الأعراض السلبية للمرض (تبلد المشاعر والعزلة الاجتماعية.. الخ) بالرغم من الانتظام في العلاج.
وجود ضيق وعدم راحة من الأعراض الجانبية للعقاقير وعدم تحسن تلك الأعراض بالرغم من استخدام بعض العلاجات الأخرى.
وجود بعض الأعراض العصبية والتي تحدث بعد فترة والتي تظهر مع الاستخدام المستمر للعلاج بالعقاقير التقليدية
والانتقال من استخدام العقاقير التقليدية إلى العقاقير الحديثة ( غير التقليدية ) ممكن في أي وقت أثناء العلاج ويجب أن يتم ذلك بعد مناقشة المريض و أسرته ويجب أن نعلم أن كل عقار له بعض الآثار السلبية حتى في حالة العقاقير الحديثة وكذلك يجب أن نلاحظ أن أسعار تلك العقاقير مرتفعة وتحتاج للاستعمال مدد طويلة حسب حالة كل مريض.
(25) متي يدخل المريض الفصامي المستشفي ؟
يتقبل معظم مرضى الفصام العلاج الطبي و النفسي، و أحيانا يطلب البعض مساعدته للعلاج من اضطراب التفكير والسلوك والوجدان ، ويعتمد قبول المريض للعلاج على درجة استبصاره بالمرض. أما إذا فقد القدرة على الاستبصار فيؤدي ذلك إلى رفض العلاج، ويهاجم من يتهمه بالمرض… وهنا يجب إدخاله المستشفي للعلاج قبل زيادة أعراض المرض.
واهم الأسباب التي تدعو الطبيب إلى إدخال المريض المستشفي هي :
عدم استبصار المريض بأعراضه ورفضه العلاج بشدة .
الفصام الكتاتوني الحاد
محاولات الانتحار المتعددة
العدوان المستمر على الغير وتحطيم الأثاث
القيام بسلوك فاضح يهدد استقرار المجتمع أو العائلة
رفض الطعام والشراب والخطورة على حالته الجسمانية
الحالة الاجتماعية للمريض،كأن يكون وحيدا لا يمكن التأكد من انتظامه في العلاج أو لا تستطيع العائلة تحمله في المنزل.
حالات الهياج الشديد أو الغيبوبة والانعزال المفرط
علاج المريض بجرعات عالية من دواء يحتمل أن يؤدي إلى أعراض جانبية سلبية إذ يستلزم وضع المريض تحت الملاحظة لفترة معينه .
حينما يكون المريض قد اجتاز نوبة ذهانية سابقة ثم ظهرت عليه دلالات عدم التكيف وعدم القدرة على التحمل وبدأ أنه في مسيس الحاجة إلي وسط اجتماعي مطالبه أقل.
حينما يكون المريض في حاجة إلى الجماعة العلاجية أو إلى أن يحيا ويعمل داخل وسط اجتماعي في برنامج تأهيلي .
(26) ما هي نسبة الشفاء من مرض الفصام ؟
من العسير التنبؤ بنسبة الشفاء من مرض الفصام وذلك لأن المرض يتميز بالانتكاس ووجود نوبات دورية وربما يصبح من الأمراض المزمنة ولا يستطيع أحد أن يتكهن بمصير المرض إلا بعد عدة سنوات من المتابعة والاستقصاء .
ومن الواضح أن المرض يختلف في استجابته للعلاج حسب نوع الحالة مما يجعل تقييمه عسيرا باعتبار العوامل المتداخلة وقد يستمر بعض المرضي في تناول العلاج عدة سنوات يكونون خلالها في حالة طبيعية ونشاط اجتماعي متواصل ولكن لا يمكن الجزم بأنهم قد شفوا تماما نظرا لتعرضهم للانتكاس بعد توقف العلاج.
وربما اتجه مريض الفصام إلى التدهور البطيء إذا لم يعالج في بدء الأمر ، لأن العلاج المبكر قد أثبتت أهميته ويؤثر تأثيرا فعالا في مصير المرضى ودرجه التوافق الاجتماعي للمريض مع خفض المدة التي يمكثها المريض في المستشفي
كذلك فأن العقاقير الطبية الحديثة أفادت كثيرا في علاج الفصام وساعدت على تخفيض نسبة الانتكاس وازمان المرض وطول مدة البقاء في المستشفي
وكذلك يلعب السن دورا هاما في الشفاء ، فالمريض الذي يعاني من هذا المرض في سن مبكرة تقل نسبة الشفاء لديه نظرا لعدم نضوج وتكامل شخصيته في هذا السن. وذلك عكس المرضى الذين يصابون بالمرض بعد سن الثلاثين .
ويلعب الذكاء دورا فعالا في سرعة الشفاء فكلما زاد ذكاء المريض زادت فرصته في الشفاء أما أولئك المصابين بالتخلف العقلي فتقل نسبة شفائهم بشكل واضح.
وتزيد كذلك نسبة الشفاء في المرضى ذوو الشخصية المتكاملة السوية قبل الإصابة بالفصام وتقل نسبة تحسنهم في المرضى ذوو الشخصية الانطوائية.
وقد وجد العالم بلويلر سنة 1972 بعد متابعة لمدة 22 سنة لمرضى الفصام أن التحسن يظهر في حوالي 2/3 المرضى أما الباقي فيدهور ويقل شفائه ونادرا ما يتحسن أو يتوافق اكثر من 1/5 الفئة الأخيرة . ومع استخدام العقاقير الحديثة فقد انخفضت نسبة المزمنين من المرضى وطول مدة البقاء في المستشفي وساعدت على سهولة التوافق الاجتماعي والاعتماد على الذات .
(27)ما هو دور العلاج بالقرآن في علاج مرض الفصام ؟
عن رأى الطب النفسي في موضوع العلاج الروحاني بالاستشفاء بالقرآن الكريم وخصوصاً بعد ظهور كتب تطالب بترك العلاج بالعقاقير والدواء والأطباء والاستعانة بكتاب الله للعلاج فقد رد كثير من العلماء المسلمين على هذه الدعايات المغرضة التي تدعو إلى تخلف المسلمين عن ركب التقدم والحضارة والعلم ، ويقول د . محمد عمارة المفكر والكاتب الإسلامي : في هذه الدعوة خلط نابع من الجهل الذي يقع فيه أولئك الذين يزعمون أن القرآن هو وسيلة للتداوى المادي بالنسبة للأمراض العضوية . وهذا الخلط النابع من الجهل مصدره عدم التمييز بين الاستخدام المجازى للمصطلحات في القرآن الكريم ، ففي حديث القرآن عن الشفاء نجده يستخدم الشفاء بالمعنى المادي ويؤكد ذلك أنه جعل الشفاء بعسل النحل لكل الناس الذين يتناولونه سواء أكانوا مؤمنين ، أم غير ذلك فهو يقول " يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس " أى لكل الناس . أما عندما يتحدث عن القرآن الكريم فإنه يجعله شفاء وهدى ورحمة للمؤمنين فهو شفاء هنا بالمعنى المجازى وليس بالمعنى العضوي أي أنه هداية فليس دواءا ماديا كالذي يصفه الطبيب للمريض فيقول سبحانه وتعالى " قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين " .
وهناك فارق بين العلاج المادي الذي أمرنا الله سبحانه وتعالى أن نسلك إليه السبل التي هي أسباب مادية تؤدى إلى النتائج المادية في العلاج وبين العلاج النفسي الذي هو ثمرة لاعتقاد الإنسان في أمر من الأمور . فإذا أعتقد أي الإنسان أن قراءة القرآن أو حمل القرآن سيسبب له الشفاء فان الشفاء هنا والتداوى ليس بالمعنى المادي بسبب الآيات القرآنية وإنما هو ثمرة نفسية لاعتقاد نفسي بل أن هذا الاعتقاد من الممكن أن يصبح للتداوى والعلاج النفسي .
أما الباحث والكاتب الإسلامي محمد أحمد بدوي فيقول : ليس من مهام القرآن الكريم أن يتخذ منه علاج نوعى لأي مرض ولم يداوى الرسول صلى الله عليه وسلم بالقرآن مرضاً من الأمراض ولم يصف شيئاً منه لعلاج شئ منها . أما حديث الرقية بفاتحة الكتاب للسعة العقرب فهي واقعة حال وليس قاعدة قابلة للتوسع فيها ولا لقياس عليها وقد داوى النبي صلى الله عليه وسلم جراحه برماد الحصير المحروق وهو طاهر مطهر وأمر بإطفاء الحمى بالماء ، وتداوى بالحجامة ( تشريط الرأس بالموس لعلاج الضغط ) وداوى بها وبالعسل وبالكحل . وعلى المستوى الفردي فإن الحالة المعنوية التي تبثها قراءة القرآن الكريم في نفس المؤمن الذي يحسن تدبره تساعد في الشفاء من الأمراض كما تعين على مقاومة الأمراض العضوية بمقدار ما تبثه من الرجاء في الشفاء ومعاونة الطبيب في العلاج وإتباع نصائحه باهتمام إلا أن هذا لا يعنى أن القرآن الكريم وحده يشفى من الأمراض النفسية والعصبية ، فقد أهتدي الطب مؤخراً إلى استعمال الأدوية في هذه الأمراض وحصل على نتائج مشجعة فلا يجب أبدا أن نكتفي بقراءة القرآن بل نتبع ما أهتدي إليه الطب وهو من فضل الله .
أما فضيلة الدكتور محمود حمدي زقزوق فيرى أن الحياة كلها تسير طبقاً لقوانين لا تختلف إلا إذا أراد الله إظهار معجزة على يد نبي من الأنبياء وهذا أمر لم يعد قائما بعد ختم النبوات والمسلمون مطالبون بالتعرف على هذه القوانين وهذا هو طريق العلم والإسلام إذ يحض على ذلك فإنه يريد أن يغلق بذلك جميع المنافذ التي تدخل منها الخرافات والمشعوذات التي يمكن أن تنتشر بين الناس تحت ظل الجهل والتخلف ، فإذا جئنا إلى موضوع الأمراض التي تصيب الإنسان فإن الطريق الصحيح إلى علاجها يكون بالتشخيص الصحيح لهذه الأمراض سواء كانت جسمية أو نفسية لمعرفة الأسباب التي تؤدى إليها حتى يمكن تلافيها والقضاء عليها وحماية الناس منها وهذا هو طريق العلم وهو أيضاً الطريق الذي يحض عليه الإسلام ، فالله لم يخلق داء إلا وخلق له الدواء وهو سبحانه الذي يهيئ الأسباب فهو الذي يشفى عن طريق الأسباب التي يهدى الناس إليها وهذا كله يعنى ضرورة لجوء المؤمن إلى طلب العلاج الطبي أما أن تقتصر على التداوي بالقرآن فهذا أمر لا يحث عليه القرآن أبدا .
أما عن تحسن بعض الحالات بالعلاج الروحاني فهو أمر وارد خصوصاً في بعض الحالات النفسية مثل الأمراض الهستيرية حيث يكون المريض ذو شخصية هستيرية قابلة للإيحاء وهنا ينفع العلاج الإيحائي النفسي أو بقراءة بعض آيات القرآن الكريم ولكن الشفاء هنا في هذه الحالة يكون ثمرة نفسية لاعتقاد نفسي وليس لأمر مادي ويكون هذا التأثير مؤقت ويحتاج لاستمرار العلاج الطبي النفسي بعدها لإزالة سبب هذا المرض .
ويقول الدكتور رمضان عبد البر مدرس الطب النفسى بجامعة الزقازيق أن القرآن الكريم كله رقية خصوصا أم الكتاب وهى الفاتحة و السبع المثانى و اعظم سورة فى كتاب الله ، و أحاديث النبى صلى الله عليه وسلم و ادعيته فى الرقية كثيرة…..وهذه الرقية الشرعية لا يشترط فيها شيخ أو رجل بعينه وانما الأولى أن يرقى الإنسان نفسه فان لم يستطع فيرقيه اقرب الناس إلية أبوه ..أخوه..زوجه.
ولا ينبغى الذهاب أبدا إلى السحرة و الدجالين لأن هذه معصية وذنب عظيم حذر منه خير الأنام عليه الصلاة والسلام. وهذه الرقية الشرعية كذلك لا تنفى استخدام الأدوية و العلاجات النفسية وذلك لأن الدراسات الحديثة أثبتت أن معظم الأمراض النفسية تكون نتيجة لاضطراب فى كيمياء الدماغ وتأتى هذه العقاقير النفسية لكى تعيد هذه الكيمياء إلى طبيعتها .
وقد أمرنا النبى صلى الله عليه وسلم بالتداوى في قولة "تداووا عباد الله فأن الذى خلق الداء خلق الدواء".
فالأفضل و الأولى أن تعالج الأمراض النفسية بمعرفة الطبيب المختص و بالطريقة العلمية الدقيقة . ويمكن للمريض مع هذا أن يستعين كذلك بالرقية الشرعية من القرآن ومن السنة الصحيحة،عند ذلك تكون رحمة الله عز وجل بإنزال الشفاء أقرب وأولى والله أعلم.
مسار ومآل مرض الفصام
عندما يتم تشخيص أي مرض فإن الشخص المصاب يرغب دائماً في أن يعرف الآتي :
كيف سيؤثر المرض على صحته ؟
ماذا سيكون مسار ومآل المرض ؟
وكذلك فإن مرضى الفصام وأسرهم لديهم نفس الرغبة في معرفة كل شئ عن المرض ويكون لديهم العديد من الأسئلة :
هل سيكون في استطاعتي العمل كما كنت قبل الإصابة بالمرض ؟
هل الإصابة بمرض الفصام تعنى نهاية الأمل في أن أعيش حياة منتجة ؟
ماذا سيجلب المستقبل لي ؟
وهناك أسئلة أخرى عن مسار ومآل مصير المرضى بالفصام :
هل سيرجع لي إحساسي الطبيعي السابق قبل أن أصاب بالمرض ؟
هل سأحتاج لدخول المستشفى مرة أخرى ؟
هل سأستطيع العودة للدراسة أو العمل ؟
هل أستطيع العودة للأصدقاء والشلة السابقة ؟
هل سأنجح في النواحي المالية والاجتماعية ؟
هل أستطيع الزواج ؟
هل أستطيع أن انجب أطفال ؟
هل أستطيع أن أحيا حياة مستقلة بعيداً عن الآباء ؟
هل سأكون سعيداً في حياتي ؟
هل سيلاحقني المرض طوال الحياة ؟
هل سأحتاج للعلاج طوال حياتي ؟
هل هذا المرض سيؤدى إلى تدهور حالتي في المستقبل ؟
هل أعراض المرض سوف تستمر للأبد وهل سوف تحدث لي أعراض أخرى ؟
هل سيؤدى المرض إلى وفاتي في سن مبكرة ؟
معتقدات عامة خاطئة عن مرض الفصام :
من الملاحظ أن دراية الناس ومعلوماتهم عن مرض الفصام مازالت محدودة خصوصاً عن مسار ومآل المرض . هناك معتقد عام عند عامة الناس أن مرضى الفصام لا يوجد لديهم أي فرصة للشفاء أو التحسن وأنهم أناس خاملين وكسولين وليس لهم قيمة في الحياة . ولسوء الحظ فإن هذه المعتقدات الخاطئة من الممكن أن تؤدى إلى اقتناع الناس بأنه ليس هناك أمل في الشفاء لمرضى الفصام .
والحقيقة أن مرض الفصام مثله مثل أي مرض طبي ، وله مدى واسع من المسار والمآل ودرجة التحسن . وبعكس الكثير من المعتقدات الخاطئة التي كانت توجد في المراجع الطبية القديمة ، فقد أثبتت خمس دراسات حديثة أجريت لمدد تتراوح أو تزيد عن 20 سنة أن 60 % من مرضى الفصام يصلون إلى درجة من درجات التحسن أو الشفاء الكامل . ويجب أن نضع ذلك فى ذاكرتنا لأن المرضى المتحسنين لا يكونون فى الصورة ولا يسمع أحد شيئاً عنهم وفى الكثير من الأحيان لا يرغبون فى أن يعلم أى فرد أنهم كانوا مرضى فصام من قبل ولكن المرضى الذين نسمع عنهم ويكونون فى الصورة دائماً هم هؤلاء المرضى الذين لم يتم تحسنهم بدرجة كافية وهؤلاء يمثلون 40 % من المرضى .
مسارات المرض ( Course )
من المهم أن نلاحظ أن المرض له مسارات وليس مسار واحد ولمرض الفصام مسارات عديدة . وقد أظهرت الدراسات العديدة التي أجريت على مرض الفصام أن هناك العديد من المسارات المختلفة تتراوح ما بين 5 إلى 70 مسارا مختلفا .
تأثير العلاجات الطبية على مسارات المرض :
في الوقت الحالي أصبح من المؤكد أن مريض الفصام سوف يتلقى علاج نفسي طبي ، وفى أغلب الأحيان فإن العلاج يعطى نتائج ممتازة ويؤثر تأثير إيجابي على مسار المرض.
ومن الأهمية بمكان أن تدرك أن جرعة العلاج ومدته يجب أن تكون مناسبة قبل أن تحكم بأن العلاج مؤثر ومفيد . ويحتاج المريض عامة أن يتناول جرعة طبية مناسبة لمدة 4 - 6 أسابيع قبل أن نحكم على العلاج هل هو ناجح ومفيد أو فاشل ويحتاج للتعديل .
تأثير البرامج التأهيلية على مسار المرض :
ازدادت أهمية البرامج التأهيلية فى السنوات الأخيرة خصوصاً فى علاج حالات الفصام المزمن . ويظهر ذلك خصوصاً فى الحالات المتحسنة مع العلاج بالعقاقير الطبية ولكنها تعانى من الصعوبة فى التكييف مع أنشطة الحياة اليومية ولذلك فإن التأهيل العلاجي يصبح ذو أهمية حيوية خصوصاً إذا استخدم فى الوقت المناسب للحالة ويظهر ذلك جلياً ويؤثر تأثيراً إيجابياً أو سلبياً على مآل المرض .
تأثير التشخيص المزدوج أو المصاحب
أحياناً تظهر علامات وأعراض مرض الفصام مختلطة مع أعراض مرض الاكتئاب أو مع أعراض أمراض نفسية أخرى أو مع وجود مرض الفصام في شخص مدمن أو شخص يعانى من اضطرابات عضوية أو مشاكل بالنمو . وفى هذه الحالات فإن مسار المرض الأولى "الفصامي" سوف يتأثر - غالباً بطريقة عكسية - مع وجود الاضطراب الثانوي . وفى الناحية الأخرى فإن المسار المتدهور للمرض الفصامي بسبب وجود مرض ثانوي آخر من الممكن تلافيه (turned- around ) وتداركه إذا أمكن علاج هذا المرض مبكراً وبطريقة فعالة .
مقارنة الحالات الحادة والحالات المزمنة :-
في حالات الفصام الحادة تكون هناك أعراض مرضية واضحة مثل الهلاوس السمعية والمخاوف والضلالات ) وتحدث أحياناً نوبات من الفصام الحاد بطريقة متكررة فى مسار المرض وأحياناً تحدث في الفترات الأولى من المرض فقط ، ويتداخل معها فترات من التحسن (الكامل أو الجزئي) حيث تختفي أعراض المرض وتكون أوقات التحسن طويلة أو قصيرة . وبعض الأفراد يعانون فقط من نوبات انتكاس يعقبها نوبات من التحسن ، والآخرون يعانون من فترات طويلة من المرض بدون تحسن وهذا يؤثر سلبياً على العلاقات الشخصية والعملية وعلى المقدرة التعليمية والوظيفية ويصبح المريض غير قادر على التمتع بالأنشطة الترفيهية . وبالرغم من هذا فإن المرضى المزمنين لمدد طويلة قد يحدث لهم نوبات من التحسن ويستطيعون خلالها العمل بطريقة طبيعية . وهذه المراحل الثلاث للمرض وهى النوبات الحادة - نوبات التحسن - أزمان المرض ، تتبع وتلاحق بعضها البعض بطريقة لا يمكن التنبؤ بها فى المرضى ومن الصعوبة بمكان التنبؤ بمسار المرض حيث أن مرض الفصام له أشكال متعددة وليس له سبب قاطع حتى الآن .
مآل ومصير مرضى الفصام
تأثير الأعراض المرضية على المرضى :-
تتفق معظم الدراسات أن التحسن فى مرض الفصام يكون فى المريض الذي يتسم بالصفات الآتية أثناء المرض :-
يشعر ويستطيع التعبير عن أحاسيسه وعواطفه .
يتمسك بقوة بالمعتقدات والأفكار الخاطئة ويكون شكاكاً بطريقة مرضية .
لا يظهر عليه أي اضطراب بالفكر (أي تستطيع أن تفهمه بسهولة) .
ألا يكون منطوياً أو منسحباً من الحياة .
يبدوا مرتبكا أثناء النوبات الحادة
لديه الكثير من الهلاوس
لا يشعر أو يعانى من الإحساس بالعظمة
وقد لوحظ أن وجود بعض الأعراض المرضية مثل وجود أعراض التخشب الكتاتونى أو الهياج الكتاتونى - بالرغم من أنها تحدث فى المراحل الحادة للمرض - إلا أنها تختفي سريعاً ولا تترك عادة أعراض مرضية بعد تحسن المرض .
تأثير الإنجازات الاجتماعية السابقة على مآل المرض
إذا كان المريض قبل المرض ذو شخصية ناضحة واستطاع اكتساب مهارات اجتماعية جيدة ولديه الكثير من الأصدقاء والهوايات واستطاع الحصول على درجة دراسية مناسبة واستطاع الاستمرار فى العمل فإن هذه العوامل كلها تشير إلى مآل جيد للمرض بعد الشفاء وإذا كان المريض لديه عمل قبل المرض فإن ذلك يشير إلى سهولة حصوله على العمل بعد المرض .
تأثير السن على مآل المرض
كلما بدأ المرض الفصامى فى سن متأخر كلما كانت فرصة التحسن والاستقرار أفضل.
تأثير جنس المريض على مآل المرض :-
الفصام يصيب النساء فى سن متأخر ، ويكون انتكاس المرض ودخولهم المستشفى أقل ، واستجابتهم العقاقير المضادة للذهان أفضل ،وتكون نوبات الهياج وميلهم لإيذاء الذات أقل منها عن الرجال .
وجود تاريخ أسرى مرضى للفصام وتأثير ذلك على مآل المرض
من غير المعروف حتى الآن علاقة وجود تاريخ أسرى للفصام - (أي أصابه أحد أفراد الأسرة الآخرين بالفصام) وتأثير ذلك على شدة أعراض المرض. وحيث أن الفصام والاضطرابات الوجدانية يصعب التفريق بينهم لوجود علامات مرضية متشابهة فى المرضين ، وحيث أن وجود تاريخ مرضى فى الأسرة لمرض الاضطراب الوجدانى يشير إلى فرصة تحسن جيدة لمريض الفصام .لذلك فمن الصعب الجزم بان التاريخ المرضى الأسرى للفصام يؤثر على مآل المرض .
تأثير وجود أعراض عصبية على مآل المرض
المرضى الذين يعانون من إصابات بالمخ نتيجة الإصابة أثناء الولادة أو أولئك الذين يعانون من إصابات عصبية بسبب الإدمان أو بسبب الأمراض العصبية المعدية يعانون من أنواع شديدة من الفصام .
تأثير الذكاء والمستوى الاجتماعى على مآل المرض
ارتفاع مستوى الذكاء والمستوى الاجتماعي يلعبان دوراً هاماً فى الوقاية من المرض فى المجتمعات المتقدمة .
وعلى الجانب الآخر فإن مرض الفصام يكون ذو تأثير أقل فى دول العالم الثالث عنها فى الدول الصناعية المتقدمة . وأسباب ذلك غير واضحة ولكن تلعب الأسرة دوراً هاماً فى ذلك حيث أن الترابط الأسرى ، والأسرة الممتدة التى تحوى الآباء والأبناء تلعب دوراً وقائياً هاماً فى هذا المجال ، كذلك فإن ضغوط الحياة تكون أقل فى الدول النامية.
تأثير المناخ الأسرى
أظهرت معظم الدراسات أن الأسر المستقرة – التى لا توجه الكثير من النقد والغضب والتى تكون فيها الروابط العاطفية معقولة ولا يكون الأب أو الأم مرتبطين عاطفياً بشدة بالمريض - تخلق مناخ مناسب يؤدى إلى تحسن مآل المرض . ويقاس تأثير المناخ الأسرى على المريض من خلال قياس تكرار دخوله المستشفى ومدى شدة الأعراض التى يعانى منها .
تأثير الانتظام على العلاج
المرضى الذين يلتزمون بالعلاج الطبى والبرامج العلاجية الموضوعة لهم تكون الأعراض المرضية ونسبة العودة للمستشفى لديهم أقل ويؤدى ذلك إلى حياة مستقرة . والعلاجات المتخصصة (مثل العلاج بالعمل والتدريب على اكتساب المهارات الاجتماعية ) تؤدى إلى استقرار المريض وتمنع الانتكاس المبكر للمرض
ماذا يستطيع الأقارب أن يقدموه لتحسين مسار المرض ؟
معرفة كل شئ عن المرض – أعراضه ، طرق العلاج ، المسارات المحتملة للمرض – يمكن الأسرة من أن تزيد المقدرة على حل المشاكل واكتساب مهارات التعامل مع الأزمات وبذلك تساعد المريض على التحسن والشفاء .
إرشادات للأسرة والأقارب
تعلم كيف تتعرف على الأعراض المنذرة للمرض .
ابحث عن المساعدة من الأخصائيين مبكراً .
علم نفسك كل شئ عن المرض .
يجب أن يكون لديك توقعات واقعية عن حالة المريض .
أعطى المساعدة المناسبة المطلوبة وأعطى نفسك الراحة عندما تحتاجها .
شجع المريض على أن يراعى نفسه بنفسه وان يكون لديه الثقة فى نفسه.
حاول أن تجعل المناخ الأسرى طبيعى .
كيف تحسن فرصتك فى الشفاء ؟
إذا كنت تعانى من مرض الفصام فإن هناك طرق عديدة يمكن عن طريقها تحسين الفرصة فى سرعة التحسن والشفاء بإذن الله .
من الهام جداً عدم إنكار وجود المرض وإدعاء أن الأعراض هى بسبب المشاكل من الآخرين أو أن انتكاس المرض فى المستقبل هو شئ مستحيل .
ليس من السهل قبولك تشخيص المرض بأنه فصام ، وأنه سوف يؤثر على قدراتك ... ولكن مع قبول الحقيقة فإنك تكون قد كسبت نصف المعركة .
معرفة الحقيقة وأنك عرضه للمرض والانتكاس هو موقف قوة منك لأنك بذلك تستطيع أن تقرأ وتتعلم كل شئ عن مرضك وأن تشارك بإيجابية فى البرامج العلاجية .
كلما ازداد علمك عن الأدوية النفسية كلما كان من السهل عليك وعلى طبيبك المسئول عن العلاج التوصل للعلاج المناسب لحالتك .
كلما ازداد معرفتك بحالتك كلما ازداد مشاركتك وتفاعلك مع الطبيب المعالج وبذلك تستطيع الحصول على أفضل علاج .
توقعاتك لنفسك يجب أن تكون واقعية ... العودة للخلف أو الانتكاس مرة أخرى يجب إلا تؤثر على نفسيتك أو تصيبك بالإحباط واليأس لأن الانتكاس هو جزء من المرض .
الأدوية النفسية فى بعض الأحيان لها بعض الآثار الجانبية المرهقة . تحمل ذلك حتى تستطيع التخلص من الأعراض المرضية ، وهذه الأعراض السلبية للأدوية تختفى مع الوقت ومع تنظيم العلاج .
البرامج التأهيلية قد تبدو أحياناً غير مفيدة لك ... التزام بتلك البرامج لأن تأثيرها لا يظهر ألا بعد مرور بعض الوقت .
لا تخشى أن تطلب وتقبل المساعدة من الأسرة والأصدقاء والفريق العلاجى ... أن دورهم هو المساعدة خصوصاً فى فترات الأزمة وانتكاس المرض وكذلك لجعل الحياة مريحة لك ولها معنى أثناء فترات التحسن .
الفصام(6)
إذا قرر إبنك عدم الخروج من الغرفة
و رفض الإستحمام
و بدأ يكلم نفسه فلا تتصور أنه
" ملبوس"
على الرغم من أننا ندعى أننا نعالج الفصام منذ سنوات .. فإن المشكلة الحقيقية التى تواجهنا أننا لا نعرف حقيقة الفصام... لأننا كل يوم نكتشف جديدا فى كيمياء هذا المرض تجعلنا نتأكد أنه أمامنا وقت طويل حتى نصل إلى علاج حقيقى.. علاج بالمعنى الذى يفهمه الناس و هو أن يشفى المريض تماما و تختفى الأعراض و يعود إلى حالته الطبيعية .. إننا الآن نتعامل مع مجموعة متباينة و ممتدة من الأعراض التى تجعل حتى وصف الفصام بأنه مرض ليس دقيقا و يصبح السيندروم باللغة الإنجليزية أو المتلازمة باللغة العربية هو الوصف الأكثر دقة أى أننا فى الحقيقة لا نتعامل مع مرض واحد و لكن مع طيف من الأمراض التى إتفق على أن تسمى بالفصام.
لماذا ننقل هذا الحوار و ماذا يستفيد القارىء العادى منه؟.. نفعل ذلك من أجل توصيل قناعة إلى أهل المريض و إلى كل الناس أن مريض الفصام عندما لا يعالج أو عندما نخبر أهله بأن علاجه سيستمر طوال العمر .. فهذا ليس تقصيرا من الأطباء أو عجزا منهم و لكنها طبيعة هذا المرض .. و أيضا حتى لا يظل الأهل يجرون وراء سراب كاذب فيتنقلون من طبيب إلى طبيب.. لأنه ربما وجدوا عند أحدهم العلاج الناجح.
يأتى أهل المريض يشكون لقد كان إبننا ناجحا ، لقد كان من الأوائل حتى السنة الأولى من الجامعة.. و فجأة بدأ ينعزل و يرفض الذهاب إلى الكلية ، إنه يتصور أن زملاءه يتكلمون عنه.. أو أن أساتذته يضطهدونه أو أن هناك من يراقبه .. أو يسيطر على أفكاره أو أن زملاءه جميعا يعرفون ما يدور فى نفسه من أفكار ، و يتطور الإنعزال من عدم النزول للكلية .. إلى عدم الخروج من الغرفة.. و يقل إهتمامه بنظافته الشخصية و يرفض الخروج من الغرفة.. أو هو بدأ يقوم بتصرفات شاذة فلا مانع من أن يخلع ملابسه تماما.. نحن لا نريد ممن يقرأ المقال أن يشخص الفصام ، و لكن نريد أن ينتبه أن الأمر يتعلق بمرض يحتاج إلى مراجعة الطبيب ، لأن المشكلة الكبرى فى مرض الفصام بصورة خاصة و فى المرض النفسى بصورة عامة هى حالة الإنكار التى يقوم بها الأهل فى مواجهة ما يرونه من أعراض تظهر على إبنهم.. فهم قد يصلون إلى تصديق ضلالات إبنهم حول إضهاد الآخرين له أو كلامهم عنه و ربما إشتركوا فى تأكيد ضلالاته بالرغم من أن الفاصل هو أن الضلالة هى إعتقاد لا يقبل ممن هم فى نفس المستوى التعليمى و الإجتماعى و السنى..
و لكننا فى البداية لا نريد أن نعترف بالمرض ، و يفسر الأهل الهلاوس السمعية التى يتلقاها إبنهم بأن الجن و العفاريت يحدوثه أو أنه ملبوس أو ملموس فيلجأون إلى المدعين النصابين من رأى ذلك فيلجأ أولا و بسرعة إلى الطبيب النفسى ، لأننا سنكون بصدد مرض يحتاج للعلاج..
إن الإكتشاف المبكر لمرض الفصام يجعل النتائج أفضل و القدرة على السيطرة على الأعراض أسرع فهل نجحنا فى إلقاء بعض الضوء على ذلك المعلوم ....المجهول؟
الفصام(7)
التعريف
الفصام فى حقيقته ليس مرضاً واحداً وانما هو مجموعة من الإضطرابات تتسم بإضطراب التفكير والوجدان والادراك والسلوك والأرادة.. مع وجود اعراض كتاتونية (تخشب العضلات) فى بعض الحالات.
والفصام هو أحد الامراض الذهانية (العقلية) التى يقع فيها المريض ضحية اعتقادات وافكار خاطئة ثابته يؤمن المريض بها ايماناً قوياً ويستحيل اقناعه بعدم صحتها اثناء المرحلة الحادة من المرض.. وتسمى هذه الأفكار الخاطئة بالضلالات او الهذاءات.. وتشمل ضلالات الاضطهاد والعظمة والاشارة وخلافه. (كأن يعتقد أنه زعيم أو مخترع أو انه مراقب ومضطهد من جهة أو أشخاص ما)، وكثيراً ما يعانى من هلاوس صوتية (ادراك أصوات غير موجوده فى الواقع)، وهذه الاصوات قد تتحدث عنه أو تعقب على تصرفاته أو تسبه وتلعنه.. أو تأمره بالقيام بافعال معينة كأن يضرب أو يقتل. وهناك انواع اخرى من الهلاوس مثل الهلاوس البصرية أو الشميه أو اللمسيه .. الخ ولكنها اقل حدوثاً.
والضلالات والهلاوس لاتوجد بصفة مستمرة وبنفس الشدة طوال فترة المرض وانما تنشط وتضعف.. تثور وتهدأ .. وهى تميز المرحلة النشطة من المرض.
اما بداية المرض فتبدأ بالمرحلة التمهيدية أو المنذرة وفيها ينسحب المريض من المجتمع ويغلق باب حجرته على نفسه كثيراً.. ويتدهور مستوى الأداء الاجتماعى ومهاراته الاجتماعية والذهنية.. ويقل عدد اصدقائه ومشاركاته فى المناسبات الاجتماعية.. ويتناقص ادائه الذهنى والوظيفى فيجد صعوبة فى استذكار دروسه أو اداء عمله.. ونظراً لضعف الأرادة والنشاط يفشل الطالب فى دراسته أو الموظف فى عمله.. ويبدأ فى إهمال نفسه ومظهره، تبدأ بعد ذلك اعراض المرحلة النشطة فى الظهور (الضلالات والهلاوس) .. وعندها يثور المريض لاعتقاده بانه مضطهد وان المؤامرات تحاك ضده وايضا لوقوعه تحت التوتر والخوف الشديد نتيجة الأصوات التى تخاطبه وتدفعه لارتكاب سلوكيات غير منطقية.
وبعد هدوء المرحلة النشطة والتى تختلف فترة نشاطها من مريض لآخر وقد تستمر فى بعض المرضى سنوات طويلة يهدأ الحال وتظهر المرحلة المتبقية والتى تتميز بوجود بقايا الضلالات والهلاوس ولكن بصورة ضعيفة، مع وجود تدهور فى ادائه ومهاراته الاجتماعية والذهنية والوظيفية وجمود أوبرود فى العاطفة والوجدان.
ويظهر الفصام فى مرحلة المراهقة والشباب.. وهو يختلف تماماً عن مرض تعدد الشخصية الذى يقوم المريض خلاله بالظهور فى شخصيات مختلفة.. ونرى تعدد الشخصية فى كثير من الروايات والأفلام وأحيانا يحدث خلط فى هذه الاعمال الفنية بين هذا المرض والفصام.
والفصام مرض مزمن.. يحتاج إلى علاج متكامل الجوانب حتى يتم اصلاح وتعديل الجوانب المتعددة التى تنهار اثناء المرض. فيجب التعامل مع الضلالات والهلاوس واضطراب الانفعال والوجدان وتدهور المهارات والقدرات الاجتماعية والذهنية.. ولو عالجنا كل هذه الجوانب وتركنا المريض خاملاً عاطلاً بدون عمل فأننا نحكم عليه بسرعة الانتكاس وعودة المرض مرة أخرى لذلك لابد ان يشرف الطبيب المعالج على برنامج للتأهيل والتدريب والعلاج بالعمل الذى يناسب المريض ونوع الفصام المصاب به، والمرحلة التى يمر بها، مع مراعاة العلاج الدوائى والنفسى الذى يخضع له.
التشخيص
اعراض المرحلة النشطة لمدة شهر على الاقل، إلا إذا كانت قد عولجت بنجاح، ويتطلب التشخيص وجود عرضين على الأقل من الاعراض التالية:
أ - ضلالات.
ب - هلاوس.
جـ - كلام مفكك غير مترابط.
د - تفكك أو عدم انتظام السلوك أو ظهور أعراض اضطراب وتخشب الحركة (الاعراض الكتاتونية).
هـ - اعراض سلبية تشمل تناقص أو تدهور عدة جوانب أو وظائف.. مثل تبلد أو تناقص الوجدان، ضعف الأرادة، تناقص النشاط والكلام والحركة.
تراجع ونقص الاداء الاجتماعى والوظيفى وضعف العلاقات الاجتماعية والانجاز فى مجال الدراسة والعمل، كذلك نقص اهتمام الفرد وعنايته بمظهره.
ان لاتكون هذه الاعراض بسبب مرض آخر كالهوس أو الاكتئاب أو بسبب مرض عضوى أو تناول ادوية تؤثر على الجهاز العصبى.
يشترط لكى يتم تشخيص الحالة فصام ان تستمر هذه الاعراض مدة ستة شهور على الأقل.
ولكى يكتمل تشخيص الفصام لابد أن نحدد نوعه لان الاعراض ومصير المرضى ونوع العلاج يختلف تبعا لنوع الفصام.
وهناك عدة أنواع من الفصام هى كالآتى
الفصام البارانوى Paranoid Schizophrenia
ويتميز بوجود ضلالات خاصة ضلالات الاضطهاد والشك ، مع هلاوس سمعية. ولكن يظل التفكير والشخصية والسلوك فى حالة أفضل من انواع الفصام الأخرى.
الفصام غير المنتظم
Disorganized Schizophrenia
يتسم بتفكك التفكير وعدم ترابطه واختلال السلوك وتسطح الوجدان أو عدم تناسب الانفعال مع الموقف.
الفصام الكتاتونى Catatonic Schizophrenia
وهذا النوع قد أصبح نادر الحدوث.. ويتميز باضطراب حركة المريض، فقد يصاب المريض بالتخشب والتصلب وقد يأخذ وضعاً غريبا يظل متجمداً فيه لفترة طويلة كتمثال من الشمع، وقد يحدث فى هذا النوع أيضا ذهول أو هياج شديد بدون سبب واضح.
الفصام غير المتميز
Undifferentiated Schizophrenia
وفى هذا النوع يضطرب تفكير المريض مع وجود هلاوس وسلوك غريب غير منتظم، واعراضه عموماً لاتنطبق على الانواع السابق
الفصام المتبقى
Residual Schizophrenia
لا توجد ضلالات أو هلاوس واضحة فى هذا النوع، وانما يظل التفكير غير منتظم مع أختلال فى السلوك وتدهور فى مستوى الاداء الاجتماعى والوظيفى، وقد يهمل المريض مظهره ونظافته، ويظل سلبياً منسحباً من الحياة والمجتمع.
*****
وهناك عدة حقائق هامة عن مرض الفصام يجب توضيحها
ان الفصام مرض مزمن تنهار خلاله عدة وظائف هامة فى القدرات الذهنية والعقلية.. وتتدهور فيه الشخصية والاداء الوظيفى والاجتماعى.. ويضطرب السلوك وتنقص مهارات المريض وتضعف ارادته وحماسه للخروج للمجتمع.. أو حتى مقاومة المرض.. للذك فلا يجب أبداً أن يختصر العلاج ليصبح علاجاً دوائياً فقط بل لابد من العلاج النفسى والاجتماعى والتأهيلى لاعادة بناء كل ما تهدم وانهار من قدرات المريض ووظائفه ومهاراته.
بالرغم من ذلك فان العلاج الدوائى هو أهم خطوط العلاج .. بل لايمكن ان يعالج الفصام بدونه.. ويحتاج المريض ان يستمر عليه فترات طويلة وبعض المرضى يعالجون طوال حياتهم ومع انهم يتناولون الدواء يوميا إلا انهم يستطيعون الذهاب إلى عملهم والقيام بواجباتهم بدرجة لابأس بها.
ترتفع نسبة الشفاء أو التحسن الملحوظ إذا تم تلقى المريض علاجاً متكاملاً ولعبت الاسرة مع الطبيب الدور التدعيمى المساند للمريض فى تفهم ظروفه، ومساعدته فى علاج المشكلات والصعاب التى يواجهها.
كثيراً ما يقاوم المريض فكرة الذهاب إلى الطبيب النفسى كما قد يرفض العلاج.. ولكن يجب الا يؤثر موقف المريض هذا فى الاسرة بحيث يجعلهم يؤجلون زيارة الطبيب ويطوفون بالمريض على الدجالين والمشعوذين فيتأخر الشفاء وتزداد المضاعفات.
مشكلة الفصام الحقيقية ليست فى الأعراض الحادة، التى تتمثل فى الهياج والثورة والسلوكيات العنيفة المفاجئه فقط بل المشكلة الأكبر فى الاعراض غير الحادة والتى تسمى بالاعراض السلبية والتى تتضح فى تدهور قدراته وعلاقاته بالآخرين وانعزاله عن الناس، واهماله لدراسته وعمله، وعدم اهتمامه بمظهره ونظافته الشخصية.
وقد لاحظت ان هذه الاعراض - وهى الاكثر خطورة وتأثيراً فى حياة المريض.. لاتلقى الاهتمام والعناية الكافية فى كثير من الحالات ربما لانها تتسم بالخمول والانسحاب ولايحدث خلالها اليهاج الشديد أو الثورة والانفعالات الحادة التى تجذب الانتباه وتحرك الاهتمام !؟
وهذه الاعراض السلبية لاتستجيب للعلاج الدوائى إلا بقدر ضئيل، ويجب علاجها بأساليب العلاج النفسى المختلفة.
يبدأ الفصام غالبا بتغيير فى مظهر المريض وعاداته، وغرابة أفكاره واختلاف تصرفاته ومفاهيمه عما سبق وتتضح المبالغة والتطرف فى احكامه وآرائه ، وقد يبدى اهتماماً بالفلسفة او الدين.. وقد يتحذلق فى الحديث عنهما بل قد ينضم إلى احد الجماعات الدينية أو السياسية ويبدأ فى التمرد والرفض.. ولكن اذا تناقشت معه اكتشفت أنه هش لايعلم شيئاً عن الثقافة أو السياسة أو الدين.. وانه يقفز فى تفكيره إلى استنتاجات مفاجئة لاعلاقة لها بالمقدمات التى بدأ منها.
لايجب ان نحاول تصحيح مفاهيم وافكار مريض الفصام بمحاولات تفنيدها وإقناعه بعدم صحتها خاصة اثناء المرحلة النشطة لان المريض قد يثور وينفعل.. فالمريض الذى يعتقد أنه المهدى المنتظر، أو انه تحت رقابة منظمات عالمية تخشى من قدراته وأمكانياته، أو انهم يطاردونه لأخذ اسرار حرب الكواكب التى اخترعها.. كل تلك الضلالات والافكار الغريبة وغيرها .. لايجب دحضها ومناقشة المريض فى صحتها او تكذيبه اثناء المرحلة النشطة.. وايضا لايجب ان نظهر موافقتنا عليها واقتناعنا بها وأنما علينا أن نأخذ موقفاً وسطاً.. فعندما يقول هذا الكلام يمكننا الرد بان هذه افكارك وأحاسيسك.. ونحن لانعلم لاننا لم نمر بهذه الخبرة.. أو نخبره بان كل انسان له افكاره وعليه ان يتأكد مع الوقت من انها حقيقية وواقعية.
وقد ابتكر عدد من المعالجين النفسيين عدة أساليب لمواجهة الضلالات والهلاوس ولكنها مازالت فى مهدها.
إرشاد المريض واسرته إلى كيفية التعامل مع الأعراض والتطورات التى يمر بها المريض.. والتحدث مع المريض من وقت لآخر من واجبات الطبيب النفسى.. ويفضل ان يكون ذلك من خلال جلسات علاج نفسى تدعيمى منتظم يتضمن الارشاد والتعليم وعلاج المشكلات وتعلم المهارات الاجتماعية وزيادة الوعى بالواقع ومتطلباته.
ايضا يجب ان يرشد الطبيب المريض وأسرته إلى الاجابة على علامات الاستفهام التى تحيرهم وتسبب لهم القلق والانزعاج، خاصة فيما يتعلق بالدراسة والعمل والزواج وخلافه.. وايضا عن الأدوية التى يتناولها المريض يجب ان يوضح لهم تأثيرها والاعراض الجانبية المتوقعة؟ ومدة الاستمرار عليها؟ وحكمه تناولها يوميا بدون انقطاع يوم واحد؟ ومتى يتوقف المريض عن تناولها؟.. وكيف؟.
يعالج الفصام بالعقاقير والأدوية لمدة عامين أو ثلاثة أو اكثر، والعلاج بالأدوية هو العلاج الأساسى ولكن لايمكن أيضا الاستغناء عن العلاج النفسى أو أهماله لان الفصام مرض يصيب - كما ذكرنا من قبل - وظائف وقدرات عديدة فى شخصية المريض حتى ان الدراسات الحديثة اكدت وجود تدهور فى القدرات الذهنية والمعرفية التى تشمل الانتباه والتذكر (خاصة الذاكرة اللفظية) والتفكير التجريدى والقدرة على علاج المشكلات ووضع الخطط والحلول وتنفيذها. وأن التدهور فى هذه الجوانب يبدأ مبكراً ولكن بصورة غير ملحوظة، وأوصت بعض هذه الدراسات بضرورة اعتبار هذا التدهور المعرفى هو احد اركان الفصام الرئيسية التى لايجب ان تهمل.
كما تؤكد دراسات اخرى على ان فشل مريض الفصام فى دراسته يرجع أساساً إلى تدهور قدرته على الانتباه والتركيز وضعف ذاكرته وان علاج هذه الجوانب يحتاج إلى علاج نفسى يتضمن تنبيه هذه القدرات الذهنية وانمائها.
كما اشارت دراسات أخرى إلى ان افتقار مريض الفصام إلى العلاقات الاجتماعية بسبب ضعف وقصور الانتباه الذى لايمكنه من المشاركة الكاملة اليقظة فى المواقف الاجتماعية، إلى جانب ان ذاكرته لاتسعفه بالمعلومات التى يمكن ان يشارك بها فى أى حديث أو فى موقف أجتماعى.
العلاج
أولاً: العلاج الدوائى
تتطلب المرحلة الحادة من المرض ادخال المريض المستشفى لاضطراب سلوكه وتصرفاته ، وهياجه وثورته، ورفضه الذهاب إلى الطبيب ورفض تناول أى دواء.
وفى المستشفى يعطى العلاج المناسب، وقد يحتاج إلى جلسات علاج بالكهرباء وهى آمنه ومفيدة وسريعة التأثير فى تهدئة ثورة المريض وخفض اعراضه الحادة.
ويستمر المريض فى المستشفى تحت العلاج ما بين 2-6 أسابيع أو حسب ما يراه الطبيب المعالج. وجدير بالملاحظة أن العديد من الدراسات التى أصدرتها منظمة الصحة الدولية WHO قد أشارت الى انخفاض نسبة التحسن فى علاج الكثير من الأمراض النفسية فى منطقة الشرق الأوسط نتيجة ضعف خبرة بعض الأطباء النفسيين وعدم أهتمامهم بتقديم الأدوية الحديثة مقرونة بعلاج نفسى مناسب .
والادوية النفسية المستخدمة فى علاج الفصام(والتي لا يجب أن تستخدم إلا تحت إشراف طبيب متخصص) تقسم الى عدة مجموعات .. من أكثرها أستخداماٌ : مجموعة المطمئنات الكبرى Major Tranquilizers أو مضادات الذهان Antipsychatics .
ولهذه العقاقير تأثير ومفعول جيد ضد الضلالات والهلاوس والهياج وبقية الاعراض الحادة أو النشطة، ولكن تأثيرها على الاعراض السلبية والانسحابية قليل لذلك فقد يعالج المريض بالادوية التى تكبح وتقمع الضلالات والهلاوس ولكنه يتحول إلى انسان شبه عاجز قليل الدافعية والارادة عديم النشاط بطىء الحركة خامل الاحساس والوجدان. مما يتطلب ضرورة لعلاج النفسى والأجتماعى والتأهيلى.
وهذه بعض نماذج من مضادات الذهان التى تستخدم فى علاج الفصام نذكرها حسب كثرة أستخدامها.. ولكل طبيب خبرة ودراية خاصة بمضادات الذهان المختلفة:
* دواء ستلازين Stelazine .. وهو على هيئة كبسولات 2 و 10 و 15 مجم وأقراص 1 و 5مجم وتتراوح جرعته ما بين 15 - 45 مجم وتزيد عن ذلك فى بعض الحالات.
ويفضل بعض الاطباء النفسيين بدء العلاج باستخدام هذا الدواء نظراً لانه دواء معروف وقديم ولان له تأثير فى تخفيض الضلالات والهلاوس خاصة فى حالة الفصام البارانوى، ولكن لأن تأثيره المهدىء محدود فقد يضاف إليه عقار آخر ذو تأثير مهدىء.
- دواء سيريناس Serenace أو سافينيز Safinace أو هالدول Haldol .. ولهم نفس التركيب والخواص.. وهو على هيئة أقراص 1.5 و 5 و 10مجم وحقن قصيرة المفعول واخرى طويلة المفعول يمتد تأثيرها من 2-4 أسابيع. وتفيد الحقن طويلة المفعول فى حالات رفض العلاج أو عدم الانتظام فى تناوله.
ولايبدأ الاطباء علاج الفصام عدة بهذا الدواء ولكن كثير من المرضى يتم تحويلهم إلى هذا الدواء ويستمرون عليه سنوات ويحقق معهم نتائج طيبة فى اغلب الحالات.
وتفيد هذه الادوية كثيراً فى حالات الهياج والهوس كما تفيد فى حالات الاطفال وكبار السن. كما تستخدم فى بعض اضطرابات الشخصية وبعض اضطرابات الحركة اللا إرادية.
وتتوافر هذه الأدوية أيضاً على هيئة حقن قصيرة المفعول تعطى تأثيراً فوريا فى تهدئة مريض الفصام المتهيج.
دواء لارجاكتيل Largactil أو دواء بروما سيد Promacid أو دواء نيورازين Neurazine وتتوافر على هيئة أقراص 10 و 25 و 100 مجم وحقن 25 و 50 مجم وتستخدم جرعاته الصغيرة فى علاج القىء والقلق.. وتستخدم جرعاته الكبيرة فى علاج الفصام وانواع أخرى من الهوس والذهان وهو إلى جانب ذلك له مفعول مهدىء مضاد للهياج والتوتر.
دواء ميليريل Melleril وهو يقارب اللورجاكتيل فى أنه يجمع صفات مضادة للذهان إلى جانب قدرته على تهدئة حالات الهياج والتوتر، وهو على هيئة أقراص 10 و 25 و 100 مجم واقراص طويلة المفعول 30 و 200 مجم.. وهناك أدوية أخرى مثل :
Trilafon دواء ترايلافون
Moditen دواء موديتن
Fluanxol دواء فلونكسول
Orap دواء أوراب
دواء ليبونكس Liponex .. وغيرها
وأخيراٌ ..مجموعة الأدوية الحديثة غير التقليدية Atypical Antpsychotics .. والذى لم يكتسب بعض الأطباء النفسيين – للأسف - خبرة أستخدامها بمهارة حتى الآن .. رغم أن الكثير من الدراسات تشيرإلى تفوقها خاصة فى مجال علاج الاعراض السلبية والمعرفية الذهنية خاصة عندما تستخدم مع الأساليب الحديثة من العلاج النفسى والتأهيل المناسب .. ومن أمثلة هذه الأدوية :
Risperdal دواء ريسبردال
Seroquel دوار سيروكويل
دواء زيبركسا Zyprexa .. وغيرها
كما ان هناك الحقن طويلة المفعول - التى أشرنا إليها - والتى تعطى مرة كل 2-4 أسابيع وهى تفيد فى الحالات المزمنة وعند توقع رفض المريض.. أو عدم انتظامه فى تناول العلاج، لذلك فهى تحد من حدوث الانتكاسات الناتجة عن اهمال أخذ العلاج بصورة منتظمة، وهناك عدة انواع من هذه الحقن نذكر منها:
Modecate حقن موديكيت
Fluanxol حقن فلونكسول
Haldol حقن هالدول
Clepixol حقن كلوبيكسول
حقن إيماب Imap .. وغيرها
ويجب ان نلاحظ ان اغلب العقاقير المذكورة لها اعراض جانبية بعضها بسيط وبعضها شديد، فهناك مثلاً التهدئة الزائدة والرغبة المتزايدة فى النوم، جفاف الحلق، الامساك، زغللة العين، اضطراب نبض القلب، أختلال وظائف الكبد أو الكلى , واضطرابات الحركة المتمثلة فى الرعشة وتصلب العضلات وبطء الحركة والحركات اللا إرادية وقد يحدث إختلال فى الهرمونات أو الوظائف الجنسية .. وغيرها .. لذلك يلزم الحذر من إستخدام هذه الأدوية لفترات طويلة إلا تحت إشراف طبى دقيق .
وإذا حدث للمريض إضطرابات الحركة إلا إرادية يلزم تناوله احد الأدوية التالية:
Cogentin كوجنتين
Kemadrin كيميدرين
Parkinol باركينول
Artane آرتان
وجميع هذه الأدوية تسمى بمضادات مرض باركينسون .. ونحذر مرة أخرى بعدم تناول أى دواء إلا تحت إشراف طبيب متخصص .
ثانيا: العلاج النفسى
ويختلف من حالة الى اخرى (راجع اساليب العلاج النفسى الحديثة المذكورة (فى الموقع وللاستشارة راجع مساعدة زوار الموقع
ملحوظة (1) : لم يتسع المقام هنا لذكر أدوية أخرى جديدة وفعالة فى حالات الفصام المختلفة .
ملحوظة (2) : راجع دراسة الدكتور رامز طه عن افضل طرق علاج الفصام المقدمه فى المؤتمر الدولى الرابع لمكتب الانماء الاجتماعى التابع للديوان الاميرى بالكويت عام 2003 .
ملحوظة (3) : راجع دراسة الدكتور رامز طه التى قدمت الى مؤتمر الخليج الاول للصحة النفسية والتى نشرت بالمجلة الدولية بكندا :
ECOMMUNITY : INTERNATMENTAL HEALTH & ADDICTION
فى اغسطس 2004 وكان موضوع هذه الدراسات هو كيفية تحقيق شفاء أســرع .. و نتائج عالمية أفضل.. وعودة لوظائف الحياة اليومية .. بالعلاج المـتكامل لمرضى الفصـام.
الفصام Schizophrenia(8)
يصيب هذا الاضطراب الذهني الخطير واحدآ من كل 100 شخص، كما أنه يصيب الرجال والنساء على حد سواء.
يتميز المصاب بالفصام بنظرة مغايرة للواقع وبعدم القدرة على التواصل الإجتماعي.
ولا تزال أسباب الفصام غير واضحة، لكن الباحثين يعتقدون بأن العوامل الوراثية تلعب دورآ هامآ في نشوء الحالة، كما يمكن للظروف الحياتية غير المؤاتية مثل وفاة شخص عزيز أن تسبب الفصام عند من لديه إستعداد وراثي له، وبإمكان العقاقير التي تعطى لتعديل المزاج كعقاقير النشوة ecstasy إثارة الفصام عند من لديهم استعداد للإصابة به.
العلامات و الأعراض :
تقع الفترة التي يغلب تشخيص الفصام فيها عند الرجال بين أواخر فترة المراهقة وأوائل العشرينات، بينما تظهر عند النساء في مرحلة متأخرة من العمر في الثلاثينات والأربعينات.
يبدأ ظهور الاعراض تدريجيآ وعلى إمتداد عدة أشهر ولكن من الممكن أن تظهر فجأة عند الشخص وبدون أي إنذار
وتشمل اعراض الفصام الشائعة على :
- سماع أصوات وهمية
- شعور بالعُظام ( الزَوَر) Paranoia
- الإيمان بمعتقدات غير منطقية
- الإنعزال
- الهياج
- التحدث بأفكار وآراء غير مترابطة
- فقد البصيرة
- ردود فعل عاطفية غير ملائمة
وغالبآ ما يرتبط بعض هذه الاعراض، كسماع الأصوات بالمعتقدات الشخصية للمريض
الفصام مرض نفساني خطير ، لكن هذا الاسم الذي يعني انفصام الشخصية ليس دقيقآ .
والسمات التي تميز هذه الحالة هي فقدان الاتصال بالواقع، الذي يؤدي إلى معتقدات غير منطقية، والقيام بتصرفات غريبة بالاضافة إلى اضطراب عاطفي، وتكون الهلوسات وبشكل خاص سماع بعض الاصوات شائعة في حالات الفصام، وفي كثير من الحالات يعتقد المصاب أن أفكاره خاضعه لسيطرة شخص أو شيء آخر غيره، كما أنه قد يعطي لبعض الأحداث أو الأمور التافهة أهمية غير مبررّة، وقد تظهر الأعراض الموصوفة في الأعلى في نوبات منفصلة أو تظل بادية بإستمرار.
خيارات علاج الفصام :
يحتاج الشخص الذي يشتبه بإصابته بالفصام إلى المساعدة الطبية، ويمكن إدخال من تظهر عليه علامات الفصام إلى المستشفى لإجراء تقييم أوّلي لحالته والبدء في معالجته، وقد تتضمن اجراءات التقصي فحص الدماغ لإستبعاد الاسباب المحتملة الأخرى للسلوك المضطرب.
بعض تشخيص الحالة، يعطى عادة علاج يشمل على عقاقير مضادة للذهان Antipsychotic التي تساعد في معظم الحالات على التحكم بفعالية بالأعراض ومنع الإنتكاسات، لكن يمكن أن ينتج عن العلاج الطويل بهذه العقاقيرمجموعة من التأثيرات الجانبية مثل الرعاش وغيره من الحركات اللاإرادية، ويمكن التخفيف من هذه المشاكل أحيانآ بتعديل مقدار الجرعة أو وصف عقاقير أخرى تعاكس هذه التأثيرات، وهناك عدد من العقاقير الجديدة التي ليس لها تأثيرات جانبيه مهمة مثل تلك التي تحدثها العقاقير المضادة للذهان .
وعادة سيحتاج الاشخاص المصابون بالفصام إلى رعاية منتظمة تمتد لفترات طويلة لضمان تحسن حالتهم ومحاولة اكتشاف نوبات الانتكاس قبل تحولها إلى مشكلة مستعصية، وقد ثبت أن الدعم الذي توفره العائلة والاصدقاء لا يقدر بثمن في مثل هذه الحالات، وقد يساعد العلاج الداعم كمناقشة الحالة مع إختصاصي في خفض مستويات التوتر والقلق اللذين تسببهما هذه الحالة.
النظرة المستقبلية لـ الفصام :
يعاني قرابة 20% من الأشخاص المصابين من نوبة وحيدة للحالة الفصامية، أما الباقون فالمشكلة تلازمهم طوال حياتهم بحيث يعانون من فترات طبيعية تتخللها نوبات فصاميه متفاوته في شدتها تتطلب البقاء في المستشفى لفترة طويلة.
الفصام(9)
مرض الفصام هو أحد الأمراض النفسية ويظهر هذا المرض في صورة أعراض مرضية، سواء ظاهرة أو خفية وهذه الأعراض تؤثر علي سلوكيات المريض.
إن التكوين النفسي للفرد يشتمل في أحد جوانبه علي الوجدان وفيها يعبر عن مشاعره وأحاسيسه، وفي الجانب الآخر عن التفكيرهو طريقة تكوين الفكرة والتخطيط السليم والوصول الي حل يتماشي مع الواقع، ومن خلال التفاعل مابين التفكير والوجدان يظهر السلوك البشري وهو تغيير عن مستوي التفكير والعاطفة المصاحبة له.
الفصام هو مرض يتسم في الدرجة الأولي باضطراب في التفكيروهو بذلك ينعكس في صورة اضطراب في السلوك ويصبح السلوك غير سوي وكذلك يؤثر علي العاطفة فتصبح منحسرة أو يصبح الفرض غير قادر علي الشعور السوي وتنقسم الأعراض الفصامية الي أعراض ظاهرة وأعراض خفية.
0وهناك عوامل كثيرة تؤثر في حدوث مرض الفصام ومنها:
1 - العوامل الوراثية.
2 - العوامل البيلوجية( العضوية).
3 - طبيعة الشخصية وعوامل نفسية اخري.
4 - العوامل الاجتماعية.
5 - العوامل الأسرية
6 - طبيعة البيئة المحيطة بالفرد.
المشاعر والأحاسيس وكيفية الحصول علي المساندة الطبية للتغلب عليها والتحكم فيها:
تختلف الأشياء تبعا لأهميتها بالنسبة للفرد وطبقا لتفهمها ومعناها وظروفها ففي بعض الأحيان تشعر بتغيرات في سلوكياتك اليومية مثل صعوبة في التركيز في العمل أو شعور بالقلق والاضطراب في العلاقات الشخصية مع الأفراد وكذلك سهولة الشعور بالاجهاد والتعب عند ممارسة مهام الحياة العادية وقد يشعر الفرد بتغيرات في الادراك مثل سماع أصوات أو رؤية خيالات تعطيه الشعور بالخوف والقلق وتؤثر عليه أو يفكر بطريقة غير سوية تثير حفيظته وتشعره بالخوف.
طرق فهم مشاعرك:
تؤثر بعض الأمراض مثل الفصام والفصام الوجداني وغيرهما من الامراض في قدرة المخ علي استقبال وتفسير بعض الأحاسيس والمشاعر وعلي سبيل المثال قد تري أو تسمع أو تشم أو تتذوق أشياء غير منطقية أو غير واقعية مما يؤدي الي صعوبة استيعابها او فهمها وأحيانا تبدو هذه الأصوات أكثر إزعاجا مما يؤثر علي تركيزك في المحادثة أو في فهمها بدور في الحديث مع الآخرين. وكذلك تبدو الألوان أكثر بريقا ولمعانا أو ربما تري ظلالها مما يؤدي الي شعورك بكثرة تزاحم المعلومات في عقلك بصورة تجعلك مضطرب. وقد يفسر الأطباء ذلك بوجود أمراض نفسية مثل الفصام والأمراض الذهنية الأخري.
يعمل المخ من خلال اشارات كهربائية تتحول الي نبضات كيميائية من خلال تغيرات سيكلوجية منتظمة. وعند الاصابة بمرض الفصام يحدث خلل في هذه الاشارات والنبضات داخل المخ مما يؤدي الي ظهور خلل في الرسائل التي تصل الي المخ مما يؤدي الي التفكك النفسي وعدم القدرة علي التركيز والشعور بالاحباط النفسي والارتباك والتوتر وبالتالي ظهور الاحساس بالاجهاد من أقل مجهود.وهذه بداية الأعراض الفصامية والتي ينبغي بداية العلاج عند ظهورها.
ومن الملاحظ أنه كلما بدأ العلاج مبكرا كلما كانت النتيجة أفضل في السيطرة علي الأعراض الفصامية وتحسن الحالة المرضية في أقصر فترة زمنية ممكنة. ويعد انتظام المريض في تناول العلاج من أهم العوامل التي تؤثر في استمرار استقراره النفسي وعدم ظهور أعراض جديدة أو حدوث انتكاس مرضي يؤدي الي صعوبة العلاج.
كيفية التعرف علي الأعراض المرضية:
تنقسم الأعراض المرضية الي أعراض ظاهرة وأعراض خفية وأعراض معرفية(مزاجية ):
(1) الأعراض الظاهرة:
أ – الأفكار الخاطئة
وهي ظهور أفكار شاذة تسيطر علي سلوك المريض وتؤدي الي أن يتصرف بطريقة غير سوية، ومثال لهذه الأفكارهي أن يقتنع المريض بأن هناك أشخاصا أو شخص ما يريد أن يؤذيه أو يسيطر عليه وهذه الأفكار غير حقيقية ولا تتماشي مع الواقع أو المستوي الفكري أو الاجتماعي للمريض
ب – الهلاوس
هي اضطراب في الاستقبال بالحواس. وعلي سبيل المثال يسمع المريض أصوات أو يري أشياء غير حقيقية ولا توجد في أرض الواقع ولا يشاركه أي فرد آخر في هذه الاحاسيس وهذه الهلاوس قد تكون سمعية أبصرية أو غير ذلك.
(2) الأعراض الخفية
ظهور الأعراض السلبية يؤثر بشكل واضح في قدرة المريض علي ممارسة نشاطاته أو عمل علاقات اجتماعية مع الآخرين ومن هذه الأعراض:
1 - الشعور بعدم الرغبة في الحديث أو التواجد مع الآخرين.
2 - عدم الرغبة في القيام بأي عمل.
3 - الرغبة في الانعزال والابتعاد عن المشاركة مع المحيطين به( الانطواء)
4 - قلة الكلام.
5 - عدم الشغف بمباهج الحياة( القدرة علي الاستمتاع ) .
6 - قلة التركيز.
(3) الاعراض المعرفية( المزاجية)
تطلق الأعراض المعرفية علي المشاكل المتعلقة بالتعليم والتركيز مثل:
1 – صعوبة التركيز عند القيام بقراءة كتاب أو مشاهدة التليفزيون.
2 – صعوبة اكتساب معلومات جديدة مثل الحصول علي ارشادات خاصة بالوصول الي مكان جديد.
3 – التفكير المشوش ووجود صعوبة في التحدث الي الآخرين والتركيز فيما يقوله الآخرين.
4 – عدم القدرة علي ترتيب أفكارك والتعبير عن مشاعرك.
العلاج كعنصر يساعد الكثير من المرضي علي تحسين الأعراض الظاهرة والخفية والمزاجية المصاحبة. وأول الخطوات التي تساعد علي تخفيف الأعراض هو قدرتك علي التعرف علي تلك الأعراض وفهمها.
لماذا تعاني من هذه الاعراض؟
الفصام والاضطراب الفصامي الوجداني والاضطرابات المتصلة بهم تماثل بعض الأمراض الأخري مثل السكر وارتفاع ضغط الدم، ولا يعرف حاليا السبب الحقيقي لظهور هذه الأمراض في بعض الأفراد دون الآخرين حيث اته لا يوجد سبب واحد فقط ولكن هناك أسباب متعددة ومنها الوراثة والضغوط الاجتماعية والنفسية وظهور المشاكل الأسرية وغيرها، ومن المعروف أن هذه الأمراض تظهر في مرحلة البلوغ علي الأكثر.
يعتقد بعض الناس أنهم يعانون من هذه الأمراض نظرا لتعرضهم لبعض الأشياء في طفولتهم، غير أن هذا ليس هو السبب، اذن هذه الأمراض جزء من مرض مثل الفصام أو الفصام الوجداني أو الاضرابات الأخري الرتبطة بهم وتظهر هذه الأعراض المرضية عند حدوث اضطراب في كيمياء المخ، وللقضاء علي هذه الأعراض يجب اعادة التوازن الكيميائي داخل المخ وهذا هو الدور الذي يقوم به العلاج لهذا تلاحظ ان التوقف عن تناول العلاج يؤدي الي ظهور هذه الأعراض ان عاجلا أو آجلا ولذا فانه من الضروري الاستمرار في تناول العلاج يوميا الي أن تستقر حالتك النفسية وتنتهي الاعراض المرضية ويجب الانتظام في تناول العلاج لفترة مناسبة تبعا لاستشارة الطبيب.
خطورة انتكاس المرض:
يشعر المريض بالتحسن عند تناول العلاج لعدة أسابيع بالرغم من ذلك فان فرصة حدوث الانتكاس( أي ظهور الأعراض مرة أخري) محتملة اذا اهمل المريض الانتظام في تناول العلاج. وقد يؤدي الانتكاس الي دخول المستشفي للعلاج. هناك عدة طرق لمنع حدوث الانتكاس وتجنب دخول المستشفي وهي كالآتي:
0 كن علي دراية بالأعراض التي تصيبك.
0 اذا ساءت هذه الأعراض أو ظهرت أخري جديدة اتصل بالطبيب لاخباره ليتمكن من مساعدتك في تفادي حدوث انتكاس أو عودة الأعراض القديمة مرة أخري.
0 تناول العلاج يوميا ، اذ أن عدم المواظبة أو التوقف عن تناول العقار يؤدي الي حدوث تغيير في الاتزان الكيميائي للمخ مرة أخري وقد يتسبب في عودة الاعراض.
0احرص علي الابتعاد عن المشروبات الروحية والمخدرات لأنها تؤدي الي حدوث انتكاس لما تسببه من خلل في اتزان المخ الكيميائي وتعارض مع العلاج.
متابعة الأعراض ومراقبتها:
تحسن الحالة المرضية يؤدي الي اختفاء الكثير من الأعراض ولكن يستمر بعض هذه الاعراض البسيطة التي لا تختفي تماما. لذا عليك مناقشة هذه الاعراض التي تثير قلقك مع الطبيب.
الأعراض النذيرية المبكرة:
عند متابعة الحالة المرضية قد تكتشف ظهور بعض الأعراض الجديدة أو ازدياد حدة بعض الأعراض القديمة أو تدهور الأعراض الحالية.
وهذه الاكتشافات هي الانظار المبكر لحدوث انتكاس( عودة الأعراض ) ويصف معظم المرضي أعراض الانذار المبكر كتغيرات تلاحظ عند ظهور المرض مرة أخري وقد تشمل بعض هذه التغيرات الآتي:
0 صعوبة في النوم بالليل
0 صعوبة في التركيز ووجود صعوبة في متابعة برامج التليفزيون.
0 نسيان أكثر من المعتاد.
0 الخوف أو القلق طوال الوقت.
0 سماع أصوات أو رؤية خبالات.
0 الشعو بالخوف من الناس والاماكن أو الأشياء المألوفة بالنسبة لك.
0 الشعور بأن الناس يسخرون منك أو يتحدثون عنك.
0 الشعور بالحزن والاحباط او فقدان الاهتمام.
يعد الحديث عن أعراض الانذار المبكر أحد الطرق للبقاء في حالة مستقرة فاذا لاحظت أي أعراض انذار مبكر قم بالاتصال بالطبيب علي الفور لمساعدتك علي تجنب حدوث انتكاس ولا تغير الجرعة المحددة بدون استشارة الطبيب لاتخاذ القرار الطبي المناسب.
متي تتصل بطبيبك:
يميل بعض الناس الي الانتظار لمعرفة ما يحدث في التعامل مع المشاكل التي لاتبدو جادة من الوهلة الأولي. هذا بالرغم من ان بعض المشاكل كالانتكاس تطور سريعا ومن السهل معالجتها من البداية، ويمكنك بمساعدة الطبيب أو أخصائي الرعاية الصحية تجنب حدوث الحالات الحرجة.
اتصل بالطبيب أو أخصائي الرعاية الصحية لو شعرت بحدوث الآتي :
0تدهور الأراض أو ازديادها أو تضررك من الأعراض المعتادة بصورة تفوق المعتاد.
0 الشعور بأعراض الانذار المبكر مثل قضاء ليلتين متتالتين بدون نوم.
0 اعتقادك بظهور أعراض جانبية من عقار أو تدهور بعض الأعراض الاخري.
0حاجتك الي مساعدة لحل مشكلات صعبة.
0 تشعر بالاحباط الشديد أو ظهور بعض الأفكار الانتحارية .
0 اعتقادك بأنك قد ألحقت الأذي بشخص آخر .
0 أنك في أزمة: اتصل بالطبيب علي الفور
نظرة مستقبلية:
قد تفكر في تأثير مرضك علي حياتك في المستقبل وهل سيمكنك الاعتماد علي نفسك والعيش بمفردك؟ وهل باستطاعتك العودة الي الدراسة أو الحصول علي وظيفة. ان كثرة الانتكاس تجعل المرض يزداد سوءا ولذا اعمل ما بوسعك لتفادي حدوث الانتكاس.
* تناول جرعات العلاج بانتظام
* انتظم في المتابعة الطبية.
* قم بمتابعة الاعراض التي تعاني منها واتصل بالطبيب أو أخصائي الرعاية الصحية اذا زادت الأعراض علي الفور.
*اجعل كل اهتمامك اثناء تناول العلاج منصب علي أن تتحسن حالتك النفسية.
فالفصام والاضطراب الفصامي الوجداني والاضرابات الاخري المتصلة به أمراض يمكن علاجها في الوقت الحاضر، الا أن التحكم في الأعراض والسيطرة عليها تجعل المريض يشعر بالتحسن وتساعده علي العودة الي نمط الحياه الطبيعي والشعور بالاستقرار النفسي والصحي.
الاشخاص المعاونين في حياتك:
يشعر المصابون بالفصام والاضطراب الفصامي الوجداني أو الاضرابات الذهنية الأخري بالعزلةويحاول بعضهم المقاومة دون اللجوء الي طلب المساعدة من الآخرين. الأصدقاء يستطيعون تقديم المساعدة بشتي الوسائل فبعضهم يحل مشاكل معينة والبعض الآخر يكون موجودا عند الحاجة اليه ويستمع اليك ويشاركك.
أنواع الضلالات :
0 الاضطهاد
0 العظمة
0التأثر
0 الاشارة
0 التجسس
0 الخيانة الزوجية
0 الجسدية
0 انتشار الأفكار
0ظن الحب( أن يعتقد الشخص أن محبوبه يرسل له اشارة عن طريق أغنية مثلا)
*تعريف الفصام:
الفصام هو مرض نفسي عقلي يظهر في صورة اضطراب في التفكير فيؤدي الي اختلال في الادراك والأحاسيس والعواطف والتصرفات السلوكية.
00سبب الفصام
*اضطراب كيميائي في المخ وليس نتيجة السحر والأعمال السفلية ولبس الجان، ولكن نتيجة لشيوع هذه الاعتقادات يتأخر العرض علي الطبيب المتخصص بالاضافة الي عدم الالتزام بما يصفه من العلاج الدوائي وبالتالي الانتكاس.
* هناك نسبة كبيرة تتحسن مع العلاج. فالتصور الخاطيء بأن الفصام لا شفاء منه يؤدي الي اليأس وفقدان الأمل وتخلي الأسرة عن المريض والابتعاد عنه.
الشخصية:
0 هناك نسبة كبيرة تشفي منه مع العلاج.
0 الفصام ليس انحرافا أخلاقيا أو سوء تربية بل هو مرض( اضطراب كيميائي في المخ )في الجهاز العصبي المركزي( العقل) يسبب اضطرابات في الاحاسيس والأفكار والمشاعر تنعكس في التصرفات.
0 الفصام ليس مرضا معديا.
0 من يعانون من الفصام يستطيعون العمل حتي لو ظهرت عليهم أعراض المرض فالعمل يساعد علي الشفاء.
0 المصاب بالفصام لا يعاني من التخلف العقلي.
0 يمكن علاج معظم مرضي الفصام داخل أسرهم لو التزم المريض بالعلاج مع تعضيد أسرته ومساندتها له.
العنف:
0 الفصام بالقطع ليس خروجاعن الدين أو الايمان أو الاخلاق وليس ضعفا في الايمان.
0 الفصام مرض عضوي مثل الامراض التي تصيب الجسم كأمراض القلب أو المعدة أو الشرايين.
0 أدوية الفصام لا تؤدي الي الادمان مطلقا.
0 الأثر الفعال لبعض الادوية النفسية يستغرق بعض الوقت في الظهور ويلزم في بعض الاحيان تعديل الجرعة أو اختيار العلاج المناسب بواسطة الطبيب النفسي المتخصص.
0العلاج الطبي النفسي ليس مجرد حوار بين الطبيب والمريض بل يشمل الأدوية النفسية. والعلاج الجمعي والعلاج السلوكي والعلاج المعرفي والعلاج بالمنظمات الفيزيائية لضبط ايقاع المخ الحيوي.
أهمية العمل بالنسبة لمريض الفصام:
* رفع الروح المعنوية والتقليل من الاعتماد علي الأسرة.
* توجيه اهتمام المريض للبيئة والمجتمع الخارجي مما يساعد علي الخروج من الاوهام والتهيؤات والهلاوس. .
* خلق نشاط يومي منظم يقلل من الاحساس بالملل.
* يدعم الفرص لعمل نوعية جديدة من العلاقات الاجتماعية.
* يزيد من الاحساس بالآخرين والمجتمع الخارجي
* زيادة الفرص لتعامل المريض مع الأسوياء مما يزيد في احتماليات الشفاء
* زيادة الدخل.
الفصام هو مرض ...هو مرض تتعدد أعراضه ومعظمها يسبب اعاقة للمريض لأنه أولا لا يكون مستبصرا بمرضه أي لا يدرك أنه مريض وثانيا لأنه منفصل عن الواقع لذا فأن التدهور يصيب بسرعة نشاطات الانسان وحركته ومكانته علي المستوي الاجتماعي والمهني والشخصي وتضرب علاقاته اضطرابا شديدا وتدريجيا ينعزل أو بالأحري بعزله المجتمع لأنه هو في حد ذاته يسبب الاعاقة للمجتمع أي لحركة الحياة.
ان الأعراض الحادة للمرض كفيلة بأن تسبب في اعاقة كاملة خاصة اذا كانت تسيطر عليه الهلاوس أو الضلالات أو المعتقدات الخاطئة وهي أفكار خاطئة تسيطر عليه ويؤمن بها ايمانا راسخا ولا يقتنع بعكسها مثل ضلالات الخيانة والاضطهاد.
... وأكثر أنواع الفصام اعاقة للانسان تلك التي تصيب الشاب الصغير والمراهقين ويسمي بفصام المراهقة. Hebephrenic Schizophrenia or disorganized Schizophrenia والذي يتسبب في تدهور سريع للمريض نظرا لتعدد أعراضه ونوع آخر من الفصام يسمي بالفصام البسيط Simple schizophrenia والذي يتميز أساسا باضطراب في شكل التفكير فيكون تفكيره فقيرا غي مترابط ضحل ولا يستطيع التجريد أي لا يستطيع أن يستنبط المعاني الكامنة في الكلمات والجمل مما يعوقه دراسيا...
وكذلك يتسم الفصام البسيط بتبلد الوجدان مما يزيد من عزلة هذا الانسان وعدم قدرته علي التجاوب والتفاعل مع الآخرين،... أما اخطر أعراض الفصام والتي تتسبب في اعاقة كبيرة هي ما يسمي بالاعراض السلبيةNegative symotoms ومعناها اللامبالاة والعزلة والتبلد الوجداني والسلبية وفقدان الارادة.. وكلها أعراض من شأنها أن تجعل الانسان عاجزا تماما... وهي أعراض كان هناك صعوبة في التحكم فيها الي وقت قريب حيث أن العقاقير التقليدية لا تفيد الا من الأعراض النشطة الحادة مثل الهلاوس والضلالات .. ولحسن الحظ فان المركبات الحديثة والتي تسمي الغير تقليدية استطاعت أن تحسن الي درجة كبيرة تلك الاعراض السلبية.
.... اذن الاعاقة الاساسية في الفصام هي صعوبة التواصل الانساني فالتواصل الانساني يحتاج الي تفكير سوي ووجدان حي... يحتاج الي ارادة ومبادأة... ولذا مريض الفصام تزداد عزلته وخاصة مع الاعراض السلبية ... يعيش علي هامش الحياة .. تعزله أعراضه ويعزله المجتمع لأنه هو ذاته أصبح معوقا لحياة الآخرين .. ويصيب التدهور جميع نواحي حياته فيفشل دراسيا أو يفصل من عمله ويدب الشقاق مع الزوجة أو الزوج وقد ينتهي الأمر بالطلاق وتدهور الأوضاع الاقتصادية للمريض كما يصيب التدهور شكله ونظافته ومظهره العام.
.. ولأن المريض يصبح فاقدا للاهلية والتقدير السليم والحكم الموضوعي فان أهليته تنزع منه ولا يعتد بقراراته كما تسقط عنه المسؤلية .. أي اهدار كامل لمعني الانسانية.... مشكلة الاعاقة في مرض الفصام أن الاصحاء أنفسهم أي المحيطين بالمريض يتسببون في مضاعفة هذه الاعاقة لانهم يرونه لا يصلح لشيء وبالتالي لا يرون الجوانب السليمة - سليمة ويمكن التعامل معها واستثمارها.. ولعل الاعراض السلبية هي التي تجعل عالم الأصحاء يتمادي في عزل المريض ونسيانه أو تجاهله حتي يقضي عليه انسانيا تماما
..مواجهة الاعاقة في مريض الفصام تتطلب أولا التعرف علي الجوانب السليمة والتركيز عليها ان كثير من مرضي الفصام يمكن التعامل معهم وادراجهم في النسيج الاجتماعي بتفاعل ايجابي.. وكثير من مرضي الفصام يظلو محتفظين بمهاراتهم الاجتماعية ومهاراتهم المهنية وبعضهم يتمتع بحس فني ابداعي .. ان من واجبنا أن نقلل من فزعنا من الاعراض الظاهرة والتي تجعلنا نتخذ القرار شعوريا ولا شعوريا بعزل المريض وابعاده عن دائرة وعينا وبالتالي ابعاده عن الحياه.
... اذن من أهم الخطوات في مواجهة الاعاقة لدي مرضي الفصام هي أن ندركه بطريقة جديدة وصحيحة وأن نغير موقفنا منه Change of our perception and attitude
... نقطة البدء في مواجهة الاعاقة هي ان نستدرجه للحظيرة الاجتماعية وأن يبقي نشطا بقدر المستطاع من خلال برنامج عملي ونشاط وفعل يومي شاملا كل نواحي الحياة من عمل وترفيه.. ثم علينا أن نثتثمر امكانياته الخاصة استثمارا خاصا ونسلط الضوء عليها... ثم علينا ابقائه في المجتمع في اطار حياته الطبيعية بقدر الامكان والاقلال من فترة تواجده بالمستشفي ... فالمستشفي تفصله عن المجتمع ... ولذا فان المصحات التقليدية كبيرة الحجم والتي يبقي فيها المريض لفترات طويلة تتنافي مع فكرة التأهيل الاجتماعي.كما يجب التركيز علي أهل المريض من خلال ازدياد معلوماتهم عن هذا المرض وتغيير ادراكهم ومواقفهم تجاه المريض ومتابعة علاجه والاسهام في البرنامج التأهيلي Family education
.. وليس ضروريا أن نتعرض لكل جوانب التأهيل والحد من اعاقة المريض ولكن يكفي أن نتعرض للخطوط الرئيسية والتي تتضمن تغيير النظرة وتغيير الموقف ومحاربة عزلة المريض والتعامل مع الاجزاء السليمة ومواجهة الاعراض سواء بالعلاج الكيميائي أو العلاج التأهيلي.
... ولقد حدث طفرة كبيرة في علاج مرض الفصام بالرغم من أن العقاقير التقليدية المتداولة منذ أربعين سنة كانت فعالة في مواجهة الأعراض الايجابية النشطة كالهلاوس والضلالات .. ولكنها كانت عاجزة الي حد كبير عن علاج الامراض السلبية والتي تمثل الخطورة الحقيقية حيث تجسد الاعاقة الانسانية في هذا المرض وهي العزلة والتدهور الاجتماعي.
*وختاما ان فلسفة مواجه الاعاقة بكل صورها الجسدية والنفسية والروحية لا تكمن في الغاء الاعاقة أو تقليل حجمها وانما تكمن في كيف نجعل المريض سعيدا متوافقا منتجا فعالا متفاعلا.. أما بالنسبة لمريض الفصام علي وجه الخصوص فان مواجهة الاعاقة تكمن في معالجة الأعراض الشبية والكشف عن ايجابيات المريض وابقاؤه في نطاق ومجال أبصارنا وفي أحضاننا ليظل محتفظا بانسانيته.
1- ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
2- البرنامج العالمي لمكافحة الوصمة
3- حملة الامير سلطان الوطنية للتثقيف الصحي
4- موسوعة فيدو الطبية
5- د. محمود جمال أبو العزائم/ واحة النفس المطمئنة
6- د. عمرو أبو خليل/ جريدة الدستور
7- موقع الدكتور رامز طه
8- طبيب دوت كوم
9- موقع مجانين