هم العدو ، أيتها الغالية ...
زاحف
أختي الكريمة ، تدركين ما يحدث في هذه الأيام من فتن ومحن ، وتسمعين وترين ما يكافح من أجله دعاة الرذيلة ، ومحبي نشر الفاحشة وإشاعة الفساد ، ممن جعلوا همهم إبعاد نساء المسلمين عن دينهن ، زاعمين أنهم يسعون إلى تحرير المرأة وإسعادها ، ورد الحقوق إليها ، فهم كمن قال الله ـ تعالى ـ فيهم: (( وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسندة يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون )) [ سورة المنافقون: 4 ]، نعم هم العدو ، قد فضح الله أستارهم ، وكشف معايبهم. نراهم ينعقون في كل مناسبة ، ولا يفوتون أية فرصة كي يروجوا لدعوتهم ويمرروها على الناس زاعمين أنهم أنصار الحق، و محبي نشر الحرية والمساواة. وحيث إنني أعلم أن مثل هذه الدعوات لا تؤثر إلا على السذج من الناس ؛ فلم أكتب هذه الكلمات لأقول لك احذري هذه الذئاب ولا تلتفتي إليهم ؛ فأنت تدركين أنهم دعاة ضلالة ، همهم محاربة الفضائل ، ونشر الرذائل ، والصد عن سبيل الله ، ممن ينطبق عليهم قول المولى جل شأنه: (( إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الحياة الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون )) . [ سورة النور: 19]، وكما جاء في الحديث: (( دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها )) [ رواه البخاري: 3606]، لكنني كتبت هذه الأسطر لأذكرك بأن يكون لك دور بارز في مواجهة هذه الفتن وهذه الدعوات الباطلة: ضاعفي جهدك في نشر الخير والدعوة إليه ؛ فأمتنا تمر بفترة عصيبة ، شمر فيها الأعداء وبذلوا كل غال ونفيس لتحقيق مآربهم ، مستخدمين في ذلك جميع الوسائل ، وسالكين كل السبل. أختي الكريمة ، اعملي في مجتمعك النسوي لفضح خططهم ، ونشر معايبهم ، وهتك أستارهم ، واعملي جهدك كي لا يغتر أحد من بنات المسلمين فتنساق وراء دعواتهم . احرصي على نشر العلم الشرعي بين أخواتك ، فإن العلم المؤصل هو ـ بعون الله ـ الحصن الواقي من الزلل . وتذكري أنك بعملك هذا تسهمين في صلاح المجتمع ، و دفع العقوبة عنه ، والله ـ سبحانه ـ يقول: (( وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون )) [هود: 117]. ثم اعلمي أنه لا بد من مجاهدة النفس والصبر والمصابرة ، قال ابن القيم –رحمه الله تعالى- : جهاد النفس أربع مراتب: إحداها : أن يجاهدها على تعلم الهدى ودين الحق الذي لا فلاح لها ولا سعادة في معاشها ومعادها إلا به. الثانية: أن يجاهدها على العمل به بعد علمه. الثالثة: أن يجاهدها على الدعوة إليه وتعليمه من لا يعلمه. الرابعة: أن يجاهدها على الصبر على مشاق الدعوة إلى الله وأذى الخلق ويتحمل ذلك كله لله ، فإذا أستكمل هذه المراتب الأربع صار من الربانيين . وأختصر رسالتي بهذه النقاط السريعة ، جازما أنها ستجد نفسًا واعية ، وهمة عالية: - ابتعدي عن السلبية وليكن لك دور في الإصلاح والبناء. - تزودي من العلم لتعملي على بصيرة. - ابذلي وسعك ، وألله ألله أن يؤتى الإسلام من قِبَلك . - كوني أداة بناء للمجتمع ولا تكوني معول هدم . - اعملي ولا يهمك عُرفت أم لم تُعرفي ، نوَّهوا بك أم لم ينوهوا ، أشاروا إليك أم لم يشيروا . - عليك بالإخلاص ، و لا تنتظري الثناء والأجر إلا من الله . - كوني كالغيث أينما وقع نفع . وطوبى لمن جعله الله مفتاحًا للخير مغلاقًا للشر . - تذكري أن العمل لهذا الدين واجب على الجميع صغيرًا كان أم كبيرًا ، ذكرًا كان أم أنثى كل حسب طاقته . - كوني ذات همة عالية ونفس كبيرة لا تقنع بالقليل من الخير ، بل كلما قدمت تاقت لما هو أكبر. - وأخيراً الصبر الصبر ، فإن الصبر طريق النجاح ، وإياك أن تستعجلي النتائج ، أو تيأسي وتحبطي مما ترينه من تسلط الأعداء. وفقك الله في مسيرتك في نشر الخير ، ونصرة الأمة .