ووسط هذا الموقع الجغرافي والطبيعي المتميز تقع إمارة رأس الخيمة في اقصي شمال الامارات العربية المتحدة. اذ يبلغ طول ساحلها المطل علي الخليج العربي64 كيلو مترا ومساحتها تعادل نحو2.17% من مجموع مساحة دولة الامارات فهي تعد الامارة الرابعة من حيث المساحة. علي مدي يومين وفي الزيارة الاعلامية التي شاركت فيها الأهرام مع مجموعة من الزملاء الصحفيين والاعلاميين العرب والاجانب الذين جاءوا من كل مكان للتواصل واستكشافا لتراث إقتصادي يتجدد وفق احدث النظم والمعايير المطبقة علي المستوي الدولي. وتشهدالإمارة حاليا تغيرات سريعة علي النطاق العمراني والاستثماري من خلال المشروعات الاستثمارية المنفذة ومن بنيها مصنع للسيراميك في منطقة الجزيرة الحمراء الذي يعد من المشروعات العالمية وآخر للاسمنت إلي جانب محاجر في الجبال إضافة إلي شركات متعددة الجنسيات بالمئات. وقد استهل برنامج هذا اليوم بمؤتمر صحفي للدكتور خاطر مسعد المدير التنفيذي لهيئة رأس الخيمة للاستثمار الذي استعرض فيه الخطوط الرئيسية لبرامج التنمية الاقتصادية والاجتماعية وماتقوم به الهيئة من تطوير لمجموعة متكاملة من الحوافز والاعفاءات التجارية وانه خلال فترة وجيزة لاتتعدي السنوات الست, اي مع تأسيس الهيئة منذ عام2005 بلغت نسبة نمو الشركات الاستثمارية التجارية المحلية والاجنبية75% وذلك وفقا لما رصدته أحدث التقارير في الربع الأول من العام الحالي2010. وقد سجل شهر مارس الماضي تأسيس115 شركة جديدة, فضلا عن وجود6500 شركة تعمل في القطاعات غير النفطية الصناعية والتجارية والخدمية والحرفية بالاضافة الي ذلك تجري الهيئة حاليا بحث سبل التعاون مع شركات من دول عدة مثل مصر وتركيا وايطاليا وبلجيكا والهند والمانيا وغيرها من البلدان لانشاء مشاريع تجارية واستثمارية جديدة في الامارة. وقال د. خاطر مسعد ان الشركات الاجنبية متعددة الجنسيات تشكل نسبة تصل الي66%. بينما تمثل شركات دول الشرق الاوسط19% والمستثمرون المحليون15%. واضاف أنه من بين المشاريع التي تعمل الهيئة علي تطويرها بصفة مستمرة شركة سيراميك رأس الخيمة التي تتكون من مجموعة شركات تبلغ قيمتها مليار دولار امريكي والتي تعد من أكبر المصانع لانتاج بلاط السيراميك علي مستوي العالم حيث تصدر انتاجها لاكثر من150 دولة, كما ادرجت هذه الشركة ضمن قائمة افضل25 شركة علي مستوي العام عام2009 وحازت جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للاعمال والتميز الصناعي عام2005 وايضا علي جائزة افضل العلامات التجارية المتفوقة في الامارات العربية المتحدة عام2010. وفي إطار الاستثمارات العقارية والمجمعات السكنية تحدث د. خاطر عن مشروع باب البحر في جزيرة المرجان باعتباره من المشروعات الرائدة في المجال السياحي والفندقي والترفيهي. من اهم المواقع قرية الحمرا التي تمتد علي مساحة5 ملايين متر مربع وتم بناء مشروع التطوير الساحلي الذي يضم200 مرسي وفندق قصر الحمرا الذي يعد من افخر الفنادق التي تقام حاليا في منطقة دولة الامارات. وبعد الانتهاء من المؤتمر الصحفي كنا مدعوين الي لقاء مع سمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي ولي العهد ونائب حاكم رأس الخيمة في قصر الضيافة برأس الخيمة واستمر اللقاء نحو الساعتين تحدث فيه الشيخ سعود عن اهم ما تشهده الامارة من نقلة نوعية والاتجاه نحو اقتصاد اكثر تنوعا لتتحول الامارة الي مدينة جديدة وامارة عصرية. وكان للجهود التي بذلت خلال العامين الماضيين ان حصلت الامارة علي تصنيف من الفئة( أ) من مؤسسة التقييم الدولية ستاندرد اندبورز, فقد بلغ اجمالي الناتج المحلي للامارة4,30 مليار دولار امريكي محققا معدلات نمو بلغت14% سنويا خلال الفترة2008/2004 و9% في العام الماضي. كما استطاعت الامارة جذب استثمارات من كل انحاء العالم بلغت قيمتها3 مليارات دولار امريكي. وكان التساؤل ما هو نصيب البحث العلمي واعداد الكوادر العربية في هذا المجال من الاستثمارات الضخمة الوافدة الي الامارة؟! ومن الامور التي استرعت الانتباه هو حجم العمالة الآسيوية الوافدة في الامارة الذي ادي إلي ان تصبح اللغة الانجليزية هي محور التعامل في المعاملات الاقتصادية والتجارية علي ارض عربية فلم تقتصر العمالة الآسيوية علي البناء والتشييد فقط بل استحوذت ايضا علي الاستثمار والاعمال الهندسية والفندقية والفنية وكذلك الاعلامية وكان بالطبع طغيان للموسيقي الهندية والآسيوية علي كل برامج الاقامة. مما لاشك فيه ان العمالة الوافدة أسهمت في التنمية الاقتصادية لدول الخليج وسد النقص الفادح في الايدي العاملة إلا أنه في ذات الوقت يجب الانتباه الي تزايد العمالة الآسيوية حتي بلغ الامر ان المواطنين هم الاقلية. الامر الذي ينذر بالخطر القادم المتمثل في المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والثقافية الناتجة عن تصادم وتصارع الحضارات وما يترتب علي ذلك من تأثيرات سلبية علي الهوية والقيم الوطنية, فضلا عن تفاقم مشكلة البطالة علي مستوي دول الخليج والبلدان العربية وخاصة بين الشباب وانحصار جهود التمكين الاقتصادي للمرأة العربية و يبقي لدينا التساؤل الآتي: ـ لماذا لم يتم الاستعانة بالخبرات المتميزة المتوافرة في الوطن العربي حتي الآن؟ والعمل علي تحقيق التكامل بين الدول المستقبلة للعمالة والدول المستوردة لها؟. ألم يحن الوقت للاسراع باقامة السوق العربية المشتركة وتفعيل منطقة التجارة العربية الكبري, لمواجهة تحديات ضعف التجارة البينية العربية في ظل ما تشهده الاسواق العربية بشكل عام من غزو للمنتجات الصينية, الامر الذي سيضعف القدرة الانتاجية والطاقة الاستيعابية للتشغيل داخل الدول العربية ذاتها. متي ندرك أهمية انتاج المعرفة في الوطن العربي في المجالات العلمية والتقنية والاجتماعية والفنية؟ بعد ان باتت المنطقة العربية بعيدة كل البعد عن ان تحتل الصدارة في مجالات الاقتصاد الجديد وبناء مجتمع المعرفة وتحويل ناتج البحوث والدراسات الي منتجات استثمارية. في حين تمثل حجم الاستثمارات في قطاع البحث العلمي والاهتمام به معيارا ومؤشرا اساسيا لقياس التنمية الاقتصادية والاجتماعية داخل الدول وفي المقابل نجد ان الدول العربية خصصت للبحث العلمي ما نسبته0.03% من الناتج القومي الاجمالي العربي بينما قد تفوق الحدود الدولية نسبة3%. ونعتقد انه حان الوقت لاتخاذ اجراءات حاسمة لتعزيز التعاون الاقتصادي العربي وبناء مشروعات جديدة واستثمارات داخل أسواق المنطقة العربية اكثر جذبا للعمالة العربية.