9- ماذا لو كانت مكّة هي مركز الأرض ؟
الناقل :
SunSet
| الكاتب الأصلى :
عامر أبو سميّة
| المصدر :
www.allahway.com
في شهر يناير 1977 م ، نَشر الدُّكتور المصري حسين كمال الدّين ، دكتور في المساحة التَّصويريَّة (أو الطُّوبوغرافيا)، نتيجة أبحاث قام بها في السّعوديَّة .
يقول الدُّكتور أنَّه كان يبحث عن اكتشاف وسيلة تُساعد المسلمَ في أيّ مكان من العالم على تحديد اتّجاه مكَّة ، حيث توجد الكعبة ، قِبْلة المسلمين في الصَّلاة . فبدأ بحثَه برَسْم خريطة تَشملُ المسافات التي تفصلُ كلَّ مدينة على وجه الأرض ، عن مدينة مكَّة . واستعان في بحثه هذا بالكمبيوتر لِرَسم خطوط الطُّول والعرض للكرة الأرضيَّة ، ولحساب المسافات والانحرافات .
فكانت دهشتُه عظيمة عندما اكتشف أنَّه يستطيع أن يرسم دائرة ، مركزُها مدينة مكَّة ، ومحيطُها يدور مع حدود (أو أطراف) جميع القارَّات .
وتأكَّد بذلك أنَّ مكَّة المكرَّمة هي مركز الأرض اليابسة ، وأنَّ كلَّ مُدُن العالَم مُوَزَّعة حولها توزيعًا منتظمًا !
يقول الدُّكتور حسين : حينئذ استطعتُ أن أفهم بعض آيات القرآن فهمًا جديدًا ،
مثل قوله تعالى : { وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا } (6- الأنعام 92) .
والمقصود هنا بأُمّ القرى : مكَّة . أي لتُنذِر مكّة ومَن حولها ، وكأنّ في هذا إشارة إلى أنّ مكّة في الوسط ، وكلّ مدن العالَم محيطة بها .
فهل يكون موقعُ مكَّة المركزي هو السَّبب في اختيار خالق هذا الكون لها لِتُبنى فيها الكعبةُ المشرَّفة ، بيته الحرام ،
ولتنطلقَ منها دعْوةُ محمَّد صلَّى الله عليه وسلَّم ، خاتم الأنبياء والمرسلين والمبعوث إلى النَّاس كافَّة ، ولتكون مَقْصد كلّ المسلمين يأتون إليها من كلّ بقاع العالم للحجّ والعمرة ؟!
وهل أراد خالقُ الكون بِجَعْل مكَّة مركز الأرض ، أن تكون فعلاً قلْبَ العالَم النّابض ، تهفو إليها قلوبُ المسلمين في جميع أنحاء الأرض إلى يوم القيامة ؟!
وماذا لو كانت الكعبة المشرَّفة ، التي توجد وَسَط مكَّة ، هي بالتَّحديد مركز الأرض ؟!
يقول الله تعالى : { إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ 96 فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ 97 } (3- آل عمران 96-97) .
والمقصود هنا ببَكَّة : مكَّة .
يقول العالم الثّقَة إسماعيل ابن كثير ، صاحب التّفسير المشهور للقرآن الكريم ، تعليقًا على هاتين الآيتين ، ما مُلَخَّصُه أنَّ في السَّماء السَّابعة بيتًا يُسمَّى البيت المعمور ، يُعتَبر بالنّسبة لأهل تلك السَّماء بمثابة الكعبة الشَّريفة لأهل الأرض . وموقعُه في السَّماء السَّابعة هو قُبالة كعبة الأرض من فوق ، بحيثُ لو سقط لسقط عليها ! وكذلك الحال بالنّسبة لِبَقيَّة السَّماوات !
فإذا كانت الكعبة الشَّريفة هي أوَّل بيت بُنِيَ للنَّاس ، واختارها الله تعالى لتكون بيتَه الحرام فوق الأرض ، فليس غريبًا أن يكون اختارها أيضًا لتكون مركز الأرض اليابسة .
أفلا يدعو هذا الأمر أيضًا إلى الوقوف عنده مليّا ؟!
(يتبع ...)
أخوكم عامر أبو سميّة
موقع الطريق إلى الله