تاريخ بئر زمزم ومما يشتمل عليه المسجد الحرام بئر زمزم، وهي سقيا إسماعـيل، وهمزة روح القدس جبـريل، طعام طعم، وشفـاء سقم، لا تنزف ولا تذم، ولا يتوجه إليـها ذم، لقية عبد المطلب ودليل سؤدده ولا كذب، وفي الحديث ماء زمزم لما شرب له . قال السهيلي: كانت زمزم سقيا إسماعيل بن إبراهيم عليهـما السلام، فجـرها له روح القدس بعقـبه، وفي ذلك إشـارة إلى أنهـا لعـقـب إسـمـاعـيل ورائه وهو محمد صلى الله عليه وسلم وأمته، والقصة في ذلك معـروفة، وتلخيصها أن إبراهيم عليه السلام لما احتمل إسـماعيل وأمه هاجر إلى مكة احتمل معه لها قـربة ماء ومزود تمر، وتركهما بمكة وعاد!، فلما فرغ التمر والماء عطش إسماعيل وهو صغـير وجـعل ينشع الموت، جـعلت هاجر تسـعى من - ص 42 - الصفا إلى المروة، ومن المروة إلى الصفا لترى أحدا حتى سمعت صوتا عند الصبي، فقالت: قد أسمعت إن كان عندك غوث. ثم جاءت الصـبي فإذا الماء ينبع من تحت خده، فجعلت تغرف بيـدها وتجعل في القربة، وسيأتي بعد ذلك له خبر. قال صلى الله عليه وسلم: لو تركته لكان عينا أو قال نهرا معينا . قال الحربي: سميت زمزم بزمزمة الماء، وهي صوته. وقال المسعودي: سميت زمزم لأن الفرس كانت تحج إليها في الـزمن الأول فتزمزم عندها، والزمزمة صوت تخرجه الـفرس من خياشيـمها عند شرب المـاء، فأنشد المسعودي:
- ص 42 -
- ص 43 -
- ص 44 -
- ص 45 -