- ص 59 - رجعنا إلى سيرته صلى الله عليه وسلم . وفاة عبد الله والد رسول الله صلى الله عليه وسلم قد اختلف في وفاة أبيه : هل توفي بعد ولادته أو قبلها ؛ الأكثر : على أنه توفي وهو حمل . ولا خلاف أن أمه ماتت بين مكة والمدينة بالأبواء ، منصرفَها من المدينة من زيارة أخواله . ولم يستكمل إذ ذاك ست سنين . فكفله جده عبد المطلب . ورق عليه رقة لم يرقها على أولاده . فكان لا يفارقه . وما كان أحد من ولده يجلس على فراشه - إجلالا له - إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم . وقدم مكة قوم من بني مُدْلج من القافة . فلما نظروا إليه قالوا لجده : احتفظ به . فلم نجد قدمًا أشبه بالقدم الذي في المقام من قدمه . فقال لأبي طالب : اسمع ما يقول هؤلاء ، واحتفظ به . وتوفي جده في السنة الثامنة من مولده . وأوصى به إلى أبي طالب . وقيل إنه قال له : أوصيـك يـا عبـد مناف بعدي بمفــــرد بعــــد أبيــــه فـــرد وكـنت كـالأم لـه فـي الوجد تُدْنيـه مـن أحشـائها والكبد فأنتَ من أرجى بَنيَّ عندي لـــرفع ضيــم ولشــد عضــد
- ص 59 -