(فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ
الناقل :
SunSet
| الكاتب الأصلى :
مَيَــــآسِيْنْ
| المصدر :
www.mbt3th.us
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
آملة أن يكون الجميع بأفضل حال ..
منقوول للفائدة ..
/
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره , ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا , من يهده الله فلا مضل له , ومن يضلل فلا هادي له , وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له , وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين , ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيراً.
أخي المسلم ..
هل تريد أن تكون حكيماً في ميزان الله ؟
تصدق، وأكثر من الصدقة ..
الربا ظاهره زيادة، ولكن باطنه محق ونقصان..
الصدقة ظاهرها نقصان، ولكن باطنها زيادة وبركة؛ فكن حكيماً.
هل تعلم أين قال الله سبحانه : {
يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ
}البقرة269.
لقد قال الله ذلك بين آيات الصدقة الواردة في آخر سورة البقرة، والتي نحن نقتطف الآن منها ما تيسر من معانيها؛ فكن حكيماً وتصدق، وأكثر من الصدقة؛ فإن وصفك كثير من الناس بالسذاجة! فيكفيك أن يصفك الله بالحكمة؛ لأنك ستكون يوماً من الأيام من أغنياء الآخرة بالحسنات؛ فمن تصدق بحبة سنبلة صارت في الأجر كسبع سنابل؛ وكل سنبلة فيها مئة حبة؛ فسبحان الله من تصدق بحبة فكأنما تصدق بسبعمائة حبة! بل ويضاعف الله لمن يشاء !
ومن تصدق بريال؛ فكأنما تصدق بسبعمائة ريال! والله يضاعف لمن يشاء؛ فهو كريم وشكور؛ فتصدق ولو بريال واحد كل يوم .
أيها المتصدق..
كن فطناً واحذر من محبطات الصدقة.. مثل ماذا ؟
مثل المن ... لا تمن على من تعطيهم شيئاً، فتقول أنا أعطيتك، وتصدقت عليك، وأكرمتك، وفعلت وفعلت؛ فهذا المن يبطل أجر صدقتك .
احذر أيضا من المحبط الثاني للصدقة:
وهو الأذى؛ كأن تعطي فلاناً من الناس لكي تجيز لنفسك التسلط عليه بلسانك، وربما بيدك؛ يقول الله سبحانه :
{
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأذَى ..
}البقرة264.
يا من مَنَّ في صدقته أو آذى من تصدق عليه.. اعلم أن الذي يتكلم بكلمة طيبة ولا يتصدق خير منك وإن تصدقت، يقول الله سبحانه :{
قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِّن صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ
}البقرة263.
أيها الناس..
احذروا من مبطلات الصدقة، وخاصة الرياء، أن يتصدق الإنسان حتى يراه فلان وفلان فيمدحوه، ويقولوا عنه: جواد كريم.
أيها الناس..
إن الإنسان المتصدق المرائي المنان المؤذي مثله مثل إنسان اشترى أرضاً لتكون مزرعته وفيها مصدر رزقه ، وعندما جاء أول غيث انقشع التراب فاتضح أن الأرض ما هي إلا قطعة صخرية ملساء ممتدة لا تصلح للزرع؛ فندم على أنه اشتراها؛ فاحذروا من المن والأذى والرياء؛ فإنهم لن يجدوا شيئاً يوم القيامة من أجور صدقاتهم قال سبحانه :
{
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأذَى كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاء النَّاسِ وَلاَ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْداً
.. }البقرة264، والعكس بالعكس؛ فمن أراد أن يضاعف الله أجر صدقته؛ فليترك المن والأذى والرياء،
وليحرص على أمرين من صدقته:
أن يبتغي بها رضى الله، وأن تكون معينة له على الثبات.
أيها الإنسان.. يا من مَنَّ الله عليك بالهداية ..
يا من تخشى الضلال.. يا من تدعو الله دائماً : اللهم يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلبي على دينك يا ذاك الإنسان.. هل تعلم أن الصدقة هي إحدى وسائل الثبات على الدين؛ احفظ قول الله الآتي بعدما تسمعه :
{
وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ وَتَثْبِيتاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ
..}البقرة265، فإذا تصدقت وأنت تبتغي مرضات الله؛ فصدقتك ليست كأرض صخرية ملساء ممتدة، بل صدقتك كأرض مرتفعة على ربوة إن أصابهم وابل( وهو المطر الكثير )جاءتك بأضعاف المحصول، بل حتى وإن أصابها طل( وهو المطر الخفيف) ستثمر لك! فما أسعدك بها،. وما أسعدك بصدقتك قال الله سبحانه :
{وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ وَتَثْبِيتاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِن لَّمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ
}البقرة265.
أيها المتصدق
..
ولأن الأمر خطير؛ فنذكر مرة أخرى بالتحذير من مبطلات الصدقة؛ فلا تستهينوا بمنظر من حرم أجر صدقته يوم القيامة ، تصوروا رجلاً يكد على عياله؛ فاشترى لهم أرضاً وزرعها، ووضع كل ماله ومجهوده فيها، حتى طال به العمر، واشتد عجزه وكثر عياله؛ فإذا بالمزرعة تحرق وتغرق وهو وعياله في أمس الحاجة إليها ، فكذلك المتصدق المؤذي المنان المرائي الذي لا يطلب من صدقته مرضات الله، ولا يطلب من صدقته أن تثبته.. ذاك الإنسان سيكون في أشد الحاجة إلى صدقته يوم القيامة ، فإذا بها تصبح هباء منثورا؛ فحق لمن تصور منظره أن يقشعر بدنه، واسمعوا وشاهدوا المشهد الآن يقول الله سبحانه :
{
أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَن تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاء فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ
}البقرة266.
أيها الناس..
تخيروا من الصدقة أطيبها، وعاملوا الناس بما تحبوا أن يعاملوكم به.
أيها الناس..
لو كنتم أنتم الفقراء، وتصدق عليكم الناس؛ فهل تحبوا أن يتصدقوا عليكم بأسوأ شيء وأحقر شيء عندهم ؟
والله لو أخذتموه لأخذتموه وأنتم مغمضي أعينكم؛ تحقيراً له وكرهاً لقبوله، ولكنها الحاجة التي ألجأتكم ... ألا فاسمعوا قول الله سبحانه : {
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَلاَ تَيَمَّمُواْ الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُم بِآخِذِيهِ إِلاَّ أَن تُغْمِضُواْ فِيهِ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ
}البقرة267.
أيها الناس ..
إن الشيطان يخوفنا من الصدقة؛ بأنها تفقر الإنسان : {
الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء وَاللّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ
}البقرة268.
وهنا تعجب..
يتظاهر الإنسان بأنه يريد مصلحتك، ولا يريد لك الفقر؛ فيأمرك ألا تتصدق، بل تبخل ثم أين ستصرف مالك ؟! سيقترح عليك أن تصرفه في الملهيات، بل والفواحش! فتأمل حالتك عندما تبخل كيف تنصرف إلى الفحشاء، وتأمل حال الممتنعين عن الصدقة كيف امتلأت حياتهم بالفواحش؟!
{
الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء وَاللّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ . يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ
}البقرة268-269.
اللهم اجعلنا من أولي الألباب.. الحكماء المتصدقين.. وأبعدنا عن الفواحش، وشر الشياطين
الثانية :
الحمد لله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له ، والصلاة والسلام على خير من تصدق ؛ فكان أجود بالخير من الريح المرسلة .
أخي المتصدق..
إن تصدقت فاعلم أن الله يراك.. ألا يكفيك ؟
حتى وإن تصدقت علانية يكفيك أن الله يراك ، التصدق علانية لا يعني أنك مرائي، بل امتدح الله من تصدق علانية فقال سبحانه
{
إِن تُبْدُواْ الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ
.. }البقرة271، واحرص غاية الحرص على صدقة السر؛ كن حكيماً لبيبا فطنا، وافهم مراد ربك ؛ فالله قال عن صدقة السر قال ربك : {..
وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاء فَهُوَ خَيْرٌ لُّكُمْ ..
}البقرة271 .
يا من عزمت على الصدقة ..
انتق من المحتاجين الفقراء المساكين أشدهم حاجة؛ ليكون ذلك أعظم أجراً في صدقتك.
انتبه لهم وافطن لهم؛ فبعض المحتاجين لا يسألون الناس إلحافاً؛ حياءً وخجلاًً { يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف }، ولكنك ستعرفهم بسيماهم؛ فاحرص عليهم؛ فربما كانوا جيرانك، وربما كانوا في حيك، وربما كانوا أقاربك؛ فلا تبتعد بعيداً .
وختاماً..
لو وعدك شخص بهدية وهو لا يخلف وعده؛ فعندها ستفرح؛ فأبشرك بوعد الله سبحانه اسمعه :
{
الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ
}البقرة274.
للكاتب : بندر بن أحمد
اختكم / مياسين
المصدر:
http://www.mbt3th.us/vb/forum5/thread209774.html#ixzz11x9qbDgp
حفاظاً على حقوق الكاتب نرجو عدم حذف المصدر
مبتعث