إعلانات تليفزيونية مملة تظهر فيها هذه الفتاة الجميلة لكن " سمراء البشرة " التي تكاد أن تخسر فتى أحلامها وشريك حياتها المستقبلي بسبب ذلك، لكنها تجد حلاً لهذه المشكلة العويصة من خلال خبرات صديقاتها اللاتي ينصحنها بكريم التفتيح "الفلاني" لتنعم بحياة زوجية رومانسية ومستقرة!! وعموماً الجمال الناعم دائماً ما يبدأ من جمال الوجه، ببشرته البيضاء الجذابة، الخالية من أي شوائب أو حبوب، النضرة خالية من النمش والتجاعيد والهالات السوداء ... وبعض الفتيات تؤرقهن بشرة الوجه السمراء سواء التي تأثرت بأشعة الشمس، أو حتى البشرة السمراء الطبيعية، وهذا كان نتاجاً لرواج مبيعات كريمات تفتيح البشرة ذات المفعول السريع في معظم بلدان الدول العربية، وهو ما أدى لتخوف الكثيرين من الأعراض الجانبية لهذه الكريمات التي تحتوى على الكثير من المواد الكيمائية الضارة بالبشرة. بداية تقول نهال – من مصر: " مع خروجي للجامعة بشكل يومي، فضلت أن أتمشى بدلاً من ركوب المواصلات بسبب كثرة التحرشات بالفتيات وهذا أثر كثيراً على بشرة وجهي، حيث أصيب ببقع سوداء متفرقة، هذا إلى جانب اسمرار منطقة الأبطين، والفخذين بسبب الاحتكاك أثناء المشي، وهذا يسبب لي أحياناً شعورا بالإكتئاب". وقبل زواجها جربت فداء – من سوريا كل أنواع الكريمات والتي لم تجدِ نفعاً فتوجهت لبعض أنواع الجيل حيث تقول: " بشرتي تعبت من كل أنواع الكريمات، لذلك اقتنيت بعض أنواع الجيل المستورد، والذي كان يعمل على تقشير الجلد الذي اسمرّ بمفعول الشمس وبعض التسلخات، وقد كان له مفعول بسيط للغاية". العريس والبشرة البيضاء !! أما ساهرة – من البحرين والتي تحاول تفتيح بشرتها السمراء قائلة: " أنا طبيعة بشرتي سمراء بعض الشيء، وللأسف كلما كان يتقدم شاب لخطبتي يفر هارباً لأنه يريد العروس ذات البشرة البيضاء !! حاولت استخدام بعض الكريمات ذات الفعالية السريعة، رغم رفض طبيب الجلدية الذي استشرته، لكنها للأسف كلفتني مبلغاً كبيراً ولم تؤثر بشيء". وتتفق معها"هند"- من الأردن: عندما تبدأ الدراسة ويبدأ معها نزولي بصورة مستمرة للجامعة بعد مرور أسبوع أو اثنين أجد وجهي ويدي شديدة السمار لكثرة تعرضهما للشمس الحارقة بوقت الظهيرة ويبدأن بالتقشير وهنا أبدأ المعاناه مع الكريمات الواقية من الشمس والتي تجعل بشرتي دهنية، مما يؤدي لظهور الكثير من الحبوب بوجهي... وهذا الموضوع كثيراً ما يعرضني للخجل أمام صديقاتي. وتوضح فاطمة – من مصر - قائلة: (أنا بدينة بعض الشئ ،لذلك عندما أتحرك كثيرا أعرق بشدة فيحدث لي بعض الالتهابات في عدة مناطق بجسدي ولكن بعد معالجتها تسود وتصبح شديدة السمار. أما صديقتها الشيماء فمعاناتها مع سمار اليدين أقوي بكثير حيث تقول : مساحيق التنظيف التي أستخدمها في غسيل الأطباق أو الملابس سببت لي الكثير من المشاكل، وكذلك عندما أساعد أطفالي في الاستحمام، فكل هذه المساحيق والشامبوهات أدت إلى اسمرار بشرة يدي على الرغم من أنني شديدة البياض. كريمات التفتيح ... سرطان وأمراض كبد والكلى ! وهنا تقول متخصصة التجميل وعلاج الأمراض الجلدية الدكتورة نهى طاهر: " سنعرض عدة وصفات لتفتيح بشرة وجه واليدين وبعض مناطق الجسد الداخلي، بل أيضا تلك الأقنعة المفيدة قي النعومة، فمعظم الفتيات يحبذن الكريمات الصناعية وصابون تفتيح البشرة، لأنها ذات مفعول ونتيجة سريعة، لكننا نعرف أن الأعشاب والمواد الطبيعية تأخذ فترة أطول من مستحضرات التجميل الصناعية لكن النتائج مضمونة ومستمرة أكثر من غيرها.. كما أنها صحية ولا مخاطر منها. فقد أثبتت الدراسات الطبية في الغرب – وفقاً لتقارير منظمة الصحة العالمية- أنه يدخل ضمن تكوينات كريمات وصابونات تفتيح البشرة مادة الهايدروكينون hydroquinone والمواد ذات الأصل الزئبقي، بالإضافة إلى الكورتيزون وبروكسيد الهيدروجين hydrogen peroxide. تلك المواد عبارة عن مواد طبية لا يتم تداولها أو استعمالها إلا باستشارة طبيب والمتابعة معه، وللأسف فهي تدخل في محتويات العديد من مستحضرات التجميل الخاصة بتفتيح البشرة وغيرها، حيث يعمل الهايدروكينون من خلال وقف إنتاج الميلانين، وهي المادة الموجودة داخل الجلد والتي تتسبب في إعطاء اللون الأسمر، عند بداية استخدام هذا الكريم، يبدو لمستخدمته أن بشرتها قد تفتحت لونها بدرجة رائعة ، لكن عندما تتعرض المستخدمة لأشعة الشمس يكون مفعوله سئياً للغاية، حيث يؤدي إلى زيادة في الاسمرار وبالتالي يعاود المستخدم استخدام المزيد منه، وهي حركة تجارية بحته لا تضع في الاعتبار الآثار الطبية الناجمة عن ذلك، فاستخدام الكريم لمدة طويلة يؤدي إلى حدوث بقع بالجلد وحدوث التهابات وظهور حبّ الشباب، بالإضافة إلى إمكانية حدوث سرطان الجلد على المدى البعيد بسبب الاستخدام لسنين طويلة أو حدوث اضطرابات بالكبد والكُلَى بسبب امتصاص المادة عن طريق الجلد. ** وهذه بعض النصائح لحفاظ على البشرة من الإسمرار: * لا تعرضي وجهك أو يدك أثناء وضع أي كريم للشمس للهواء الحار أو للماء الدافئ لأنهم من أحد الأسباب التي تؤدي إلي الاسمرار. * غسل البشرة المتكرر بالماء والصابون يعمل على إزالة المادة الطبيعة التي تحمي الجلد ولذلك عليك تعويض ذلك باستخدام المستحضرات الطبيعية . * الجفاف وإهمال علاجه من أهم الأسباب التي تؤدي إلى الاسمرار. * الحماية من أشعة الشمس لأن حماية البشرة من الأشعة فوق البنفسيجية وسيلة لمحاربة التقليل من فقدانها الكولاجين. * استخدام جوانتي عند غسيل الأطباق أو الملابس، ومن الأفضل تجنب لمس مواد التنظيف لبشرة يديك مباشرة . * تقشير البشرة هي الخطوة الأولي لتفتيح لونها ويتم ذلك إما عن طريق استخدام مستحضرات تحتوي على حبيبات التقشير، أو باستخدام المقشرات الكيمائية من قبيل حمض الغليكوليك أو المواد الراتنجية أو الطبيعية مثل ملعقة من زيت الزيتون وأخرى من السكر، أو قومي بمزج ملعقة من الفازلين وملعقتين من السكر في راحة اليد ثم قومي بتدليك البشرة وإذ لم يتوافر لديكي الفازلين يمكن استبداله بكريم مرطب وتأكدي من تدليك ظهر اليد والمعصم جيدا، واستمري في التدليك لمدة دقيقة واحدة ثم أغسلي يديك جيداً وسوف تشعرين بالفرق والنعومة فوراً ،ولكن عليك بالقيام بتلك العملية مرة واحدة في الأسبوع..وبعد الانتهاء من تقشير البشرة يمكن وضع كريم مرطب على اليد والذي سيمتص في البشرة بصورة أفضل.