الاستغفار يفتح الأقفال د . عائض القرني يقول ابن تيمية : إن المسألة لتغلق علي , فأستغفر الله ألف مرةٍ أو أكثر أو أقل , فيفتحها الله علي . { فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفاراً } . إن من أسباب راحة البال , استغفار ذي الجلال . رب ضارة نافعة , وكل قضاء خير حتى المعصية بشرطها . فقد ورد في المسند : " لا يقضي للعبد قضاء إلا كان خيراً له " قيل لابن تيمية : حتى المعصية ؟ قال نعم , إذا كان معها التوبة والندم والانكسار . { ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله تواباً رحيماً } . قال أبو تمام أيام السعود وأيام النحس : مرت سنون بالسعود وبالهنا <> فكأنها من قصرها أيام ثم انثنت أيام هجر بعدها <> فكأنها من طولها أعوام ثم انقضت تلك السنون وأهلها <> فكأنها وكأنها أحلام { وتلك الأيام نداولها بين الناس } { كأنها يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحها } . عجبت لعظماء عرفهم التاريخ , كانوا يستقبلون المصائب كأنها قطرات الغيث , أو هفيف النسيم , وعلى رأس الجميع سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم , وهو في الغار , يقول لصاحبه : { لا تحزن إن الله معنا } . وفي طريق الهجرة , وهو مطارد مشرد يبشر سراقة بأنه يسور سواري كسرى ! بشرى من الغيت ألقت في فم الغار <> وحياً وأفضت إلى الدنيا بأسرار وفي بدر يثب في الدرع صلى الله عليه وسلم وهو يقول { سيهزم الجمع ويولون الدبر } أنت الشجاع إذا لقيت كتيبة <> أدبت في هول الردى أبطالها وفي أحد - بعد القتل والجرح - يقول للصحابة [ صفوا خلفي , للأثني على ربي ] إنها همم نبوية تنطح الثريا, وعزم نبوي يهز الجبال . قيس بن عاصم المنقري من حلماء العرب , كان محتبياً يكلم قومه بقصة , فأتاه رجل فقال : قتل ابنك الآن , قتله ابن فلانة . فما حل حبوته , ولا أنهى قصته , حتى انتهى من كلامه , ثم قال : غسلوا ابني وكفنوه , ثم آذنوني بالصلاة عليه ! { والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس } . وعكرمه بن أبي جهل يعطى الماء في سكرات الموت , فيقول : أعطوه فلاناً . لحارث بن هشام , فيتناولونه واحداً بعد واحد حتى يموت الجميع .