الوطن العربي ... الطائفية ومشاريع التقسيم
الناقل :
joe dark
| المصدر :
masry2010.wordpress.com
مقدمة .
فى الفترة الاخيرة تراكمت الاحداث تلو الاحداث ولعلها كانت متشابهة ولكنها تحمل الكثير من المعان التي تشكل مفاهيم جديدة لاشكال الصراع بالوطن العربي احداث مرتبة جيدا ، متوازية تخدم كل منها فى اتجاه خاص بها لفرض الامر الواقع وفرض قوي اقليمية من العدم على الارض العربية بدعوي حمايتها والدفاع عن قضاياها ، كل قوي من تلك القوي تستقوي بما لديها من خلايا وتنظيمات داخل الوطن العربي فتارة هي سياسية وتارة هي دينية فكل وقت وله اذان كما يقول المثل المصري حيث انه بالفترة الاخيرة اصبح الاذان المرفوع طبقا للتوقيت الطائفي هو ديني من الدرجة الاولي ومن بعدها تاتي السياسة ومن بعدها يأتي النفط وكله يخدم معادلة الانشقاق والتفرقة بين العرب بدعوي الدين والسياسة والتحالفات
بعد تحالف السعودية مع امريكا اصبحت مكانة السعودية الدينية فى تراجع خاصة مع قدوم القواعد العسكرية ابان حرب الكويت ومن بعدها احتلال العراق حيث التحالف التام بين الدولتين حيث قدمت الولايات المتحدة الى الاراضي السعودية لحمايتها من خطر زائف من صنع الامريكان نفسه وكذلك من هواجس ال سعود وخوفهم على عرشهم المبني على النفط ومن غير الامريكان يستطيعون ان يحميها ؟ وبالفعل قدموا ولكنهم لم يكتفوا بالسعودية ولكنهم ذهبوا لقطر والبحرين والكويت وباقي الدول الخليجية التي تعوم فوق النفط فاصبحت الولايات المتحدة هي الحارس الامني وكذلك المشتري للنفط وايضا المصنع له ومن ثم بيعه لهذه الدول وبالتالي اصبحت السيطرة محكمة علي هذه الدول ومن ثم على اكثر دول العالم انتاجا للنفط ، بدأ بالتواز على محور اخر ظهور نجم جديد بالمنطقة نجم لامع تم تلميعه جيدا من اجل ملئ الفراغ الذي احدثه مقتل صدام حسين وموت جمال عبد الناصر حيث انهما كانا من اللهب حماسة العرب بخطبهم الرنانة وقاموا بالتعبئة الجماهيرية فى وقت من الاوقات ، ظهرت ايران للملأ كقوة دينية واقتصادية وعسكرية واقليمية بالوطن العربي ولقد تم اعدادها جيدا لاخذ هذا الدور حيث ان الساحة خالية من اى خصم قوي لها فهاهي السعودية مرتميه باحضان الامريكان وهاهي العراق بعد صدام الذى كان حائط صد منيع لنفوذ ايران ،ومصر ايضا متهالكة ونظامها الى زوال بعد حين فكل قوي العرب ضعيفة متهالكة تبحث عن من يحميها لاتملك شيئا تدافع به عن نفسها فلا النفط ولا الزيادة العددية تحميها ولكنها ثقافة الفساد التى استشرت واصبحت كالسوس داخل الكيان العربي وبالتالى سهل تفتيته وتشكيله من جديد مثلما اخبرتنا الاخت العزيزة كوندي رايز من قبل حيث اطلقت مصطلح الفوضي البناءة والذي اثبتت الايام والاحداث ان هذا المصطلح لا يعني سوي تشكيل الكيان العربي بعد تفتيته وتقسيمه لدويلات صغيرة خاضعة لنفوذ وقوة الولايات المتحدة والكيان الصهيوني ومن معهم من قوي اقليمية اخري تساعدهم على بسط مزيد من النفوذ سواء سياسيا او دينيا حيث طبيعة العربي تختلف عن غيره من الاجناس الاخري حيث العامل الديني من اهم الاسباب التى تدفعه لفعل الكثير والكثير، اكثر بكثير من اندفاعه من اجل السياسة والمنفعه المادية وبالتالى من امتلك الادوات السياسية والاقتصادية واخيرا الدينية لاستطاع بسهولة السيطرة على العرب ومن ثم اقتيادهم حيثما يشاء الى حيث يشاء و بالفعل استطاعت ان تملك العرب اقتصاديا وفرضت سياساتها على العرب سياسة الامر الواقع بدءا من سيايكس بيكو مرورا بوعد بلفور ومن ثم قيام اسرائيل وفرض السلام الاسرائيلي على العرب وبقي الفصل الاخير فى المأساة العربية وهى الدين كي تستخدمه فى فصل وتفتيت العرب حيث يصبح مصطلح الشرق الاوسط الكبير مفعلا وواقعا ملموسا ومن ثم يسمح للوجود الصهيوني وسط الوطن العربي حيث انه بوجود مناطق ودويلات موزعة طائفيا حسب الطائفة او الدين لن يكون الوجود الصهيوني غريبا او شاذا وسط المنطقة العربية حيث :
اليمن المفتت لشمال سني وجنوب شيعي
السعودية شرقها الغني بالنفط شيعي المذهب وباقي الدولة سني
سوريا ذات الاقلية العلوية الحاكمة الى دويلات صغيرة مسيحية وسنية
لبنان والمكونة من 18 طائفة الى جنوب شيعي وشمال مسيحي درزى ووسط سني
عراق ممزق مكون من ثلاث او اربع دويلات فشمالها كردي تابع لاسرائيل وجنوب شيعي تابع لايران ووسط سني وباقي الاقليات الاخري وكل هؤلاء قد يكونوا تابعين لدول الاعتدال ( مصر ، السعودية ، الاردن )
البحرين من المحتمل ان تضم بالكامل لايران خاصة لوجود نسبة كبيرة من الشيعة بها وتكرار ايران اكثر من مرة على انتماء البحرين للجمهورية الايرانية
الكويت يعتبر نصفها شيعي الا انها حتى الان تسير وفقا لنظام ديموقراطية محاولة الا تقع فى فخ الطائفية
قطر دولة ترانزيت تعتبر حيث هى ذات ميول ايرانية امريكية اسرائيلية والتى على الرغم من تنوع ميولها الا انها تمثل البراغماتية بافضل اشكالها واسوءها
الاردن من المرجح ان يتم ضم فلسطينو الضفة اليهم ومن ثم تهميش هوية الدولة خاصة مع وجود اعداد كبيرة من اللاجئيين العراقيين والفلسطينيين بها ومن ثم تفكيكها الى مجموعات عربية الطابع لادولية حيث الحلم الصهيوني الذى اصبح قريبا جدا والوصول للحدود العراقية الجاهزة بعد تفتيت الاردن
غزة تضم لمصر لتصبح سيناء الحل الوحيد للمشكلة وبالتالي تصبح سيناء بالكامل تحت العباءة الاسرائيلية
مصر تقسم لشمال مسلم وجنوب مسيحي (مدعوم غربيا واسرائيليا )
السودان بقدوم 2011 تكون السودان مقسمة بالفعل لشمال سني مهدد بالانقسام لشرق وغرب وشمال
وجنوب موحد مسيحي بدعم اسرائيلي وامريكي بامتياز
صومال مفكك بالفعل
الجزائروتونس والمغرب محاولة اثارة النزعات العنصرية مثل احياء الثقافات المختلفة مثل
الامازيغية على حساب العربية مع اثارة الصراعات بين هذه الدول مثل مشكلة الصحراء بين المغرب والجزائر مع محاولة وجود دائم غربي داخل هذه الدول لمدي اهميتها لاحكام السيطرة على كامل الوطن العربي من المحيط للخليج
ان بعد البحث والمطالعة وجدت الكثير والكثير من القواسم المشتركة بين ايران وامريكا واسرائيل على الطاولة العربية حيث الجميع مستفيد من الكعكة العربية الا العرب انفسهم فأيران اليوم تتباهي بمدي النفوذ الذى وصلت اليه على الارض العربية لدعم حربها الباردة الساخنة مع امريكا واسرائيل وللضغط عليهم من اجل جميع الملفات العالقة بينها وبين امريكا والغرب وان دلت فانما تدل فقط على الاختلاف الودي فى وجهات النظر وليس الا حيث الملف النووي – الاعتراف بها كقوي اقليمية وحيدة بالمنطقة العربية فهاهي افغانستان المحكومة سنيا تسقط فى القبضة الامريكية بفضل الايرانيين وحتى الان لا يستتب الوضع هناك الا بالمشيئة الايرانية حيث التمويل المادي واللوجيستي الكامل لقبائل افغانية وها هو العراق العدو اللدود لايران والذى لا تنسي له مئات القتلي فى حربها معه آبان حكم صدام يسقط هو الاخر بيد ايرانية بامتياز قبل ان تكون امريكية ويرتع الان الحرس الثوري فى العراق ومليشيات الموت لتقوم بالتغيير الديموغرافي على الارض عن طريق التهجير القسري للسنة والمسيحيين وتنسيقها مع القوي الشيعية بالعراق عبر ارضية مذهبية بالدرجة الاولى مثل التيار الصدري وغيره والتي استطاعت ان تمييع معني المقاومة به والتحكم به على ان يكون فى اتم جاهزية لضرب الامريكان شرط ان يبدأ الامريكان فى مهاجمة او الاضرار بمصالح الايرانيين وبالتالي اصبحت القوات الامريكي الواقعة بالمناطق الشيعية فى امان تام حيث الجانب الايراني الامن لها وعلى الجانب الاخر تنسق مع الشمال الكردي وتدعم الجانب السوري والذى يقع تحت المظلة الايرانية على ان يتم تدفق المقاتلين الى العراق وبالتالي تصبح هى المتحكمة فى كامل العملية داخل العراق فهي مانحة الحياة او الموت للجندي الامريكي وهذا بالفعل تم التنوية عنه من قبل حيث ظهربالتلفاز اكثر من مرة صور مقابر فارغة تنتظر الجنود الامريكيين ليدفنوا بها فى اشارة واضحة ورسالة اوضح بمدي امتلاك ايران لكروت اللعبة وادوات الضغط وبالتالى ضمان الا تقوم قائمة للعراق مرة اخري
وهاهي لبنان التى كانت تقع تحت النفوذ السوري سابقا يقدمها على طبقا من ذهب للايرانيين كي يحكومنها من بنت جبيل ومارون الراس كي يصبح الجنوب دولة اقوي من الدولة نفسها حيث حزب الله المدعوم ايرانييا سياسيا وعسكريا وماليا حيث الحكم من (قم) ورفض كل ما هو موحد للبنان فهاهو حسن نصر الله واتباعه يتعاملون مع الدولة والجيش بعد اختراقه بتكبر وتعال وبندية وصلت حتى احتلال بيروت بالكامل مع احتقار كامل للحكومة وتصريف امور الدولة وفقا للرؤية النصرية البحتة وكيف لا تكون ايرانية الصلة او الانتماء وهي من صنع حركة امل التى تدربت على يد الحرس الثوري الايراني والتى تباهي ايران بها دائما على انه الرمح الذى ستضرب به اسرائيل ومصالح امريكا واسرائيل بها ؟!
فى الختام ان مشاريع التقسيم والتفتيت او ما يعرف بالشرق الاوسط الكبير ماهي الا مشاريع لتهميش العرب وهدم فكرة القومية العربية من اصلها وكل هذه الصراعات والخطابات النارية بين تل ابيب وواشنطن وطهران ما هي الا نزاعات على الكعكة العربية ليس الا ، ان المطلوب بالنسبة لهم جميعا وهو المتفق عليه جيدا هو الا تقوم قائمة لقوة عربية قوية داخل الوطن العربي واى بادرة لوجود مثل هذه القوة تسحق فورا فارسيا او صهيونيا او امريكيا