مقامات الحج

الناقل : SunSet | الكاتب الأصلى : عبدالله بن عبدالرحمن بن همام | المصدر : saaid.net

 
بسم الله الرحمن الرحيم


الحمدلله رب العالمين ؛ وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله خير من حج البيت الحرام صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه الكرام؛ أما بعد:
فهذه مقامة لا تخلو من فائدة و طرفة .. مع أني لا أتقن هذه الحرفة .. خطرت لي وأنا مريض سجين الغرفة .. وأتمنى الوقوف هذا العام بعرفة .. فسرحتُ بالأفكار .. والنثر والأشعار .. وتذكرت مقامات الحريري ..  وقمت من سريري .. صاحب الحارث وهمّاما وأبا زيد .. رحم الله بكرا أبو زيد .. كان يحفظها ويتقنه .. من أولها لأخرها.
 .. فهذه خواطر جمعته .. ونشطت وكتبته .. تدور حول مسلم موحد .. تقي صالح مؤمن مهتد .. أراد الحج هذا العام .. فلبى ولبس الإحرام .. من قرن ذي المنازل .. ورأى فيه المهازل .. امرأة لاطمة .. تقول يا فاطمة .. ومعمم جاهل مسكين .. ينادي يا حسين .. فضاق الصدر بالمكان .. وخرج آسفا غضبان .. وانتفخت أوداجه .. وعاد أدراجه.
وتذكر قول الشاعر:

نبذوا كتاب الله وراء ظهورهم .. نبذ المسافر فضلة الآكال

فقال: هبوا هبيتو .. وخسوا خسيتو .. يا رافضة يا بيت الكذب أنا كافر بكم وبأحوالكم .. {فكيدوني جميعاً ثم لا تنظرون} مابكم .. هذا شرك محض .. وكفر ورفض .. تدعون غير الله .. وتكفرون بالإله .. تستغيثون بعلي .. وتنسون الولي .. وتؤمنون بالحروز .. وتحتفلون بالنيروز .. اتبعتم ابن سبأ .. وكفرتم بسورة سبأ .. لأنها دعت للتوحيد .. ونبذ الكفر والتقليد .. جمعتم التجهم والجبر والإعتزال .. في المذهب البائد الهزال .. خدعوكم جهلة الأئمة .. تبينوا يا دنيئي الهمة .. اسألوهم أين صاحب الزمان؟ .. اسألوا خامنئي والسيستاني .. ستعلمون كذبهم وزيفهم .. تبينوا يا قليلي الفهم .. أحللتم الزنا بالمتعة .. وأجزتم زواج التسعة .. حرفتم كلم القرآن .. واتهمتموه بالنقصان .. وقلتم: إن باقي الفرقان .. مع صاحب الزمان! .. لا تفتروا على الله كذبا فيسحتكم بعذاب .. وتوبوا من أسطورة السرداب .. والله لا يصدقها من بعقله بقية .. فكيف بالأذكياء أصحاب التقية؟ .. ثم من أباح لكم أخذ الخمس؟ .. تعس وانتكس ثم تعس وانتكس. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّ كَثِيراً مِّنَ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللهِ }
فارتفعت الأصوات بالضجيج .. واشرأبت أعناق الحجيج .. وفاض الناس بالميقات .. وازدحمت بداخله الطرقات .. ثم تكلم شيخ الطائفة .. وقال_تقية_:هذه اتهامات زائفة .. ورفع يده ولطم صدره لطمة ..  ومد الفاء(فـــــا)ثم قال:طمة ..  مولاتي هاي (هذا) وهابي .. ناصبي تابع للصحابي .. يا علي هاي أعداؤك .. يا حسيــــن أنا فداؤك .. ثم نادى منادي .. من أسفل الوادي.

إن كان تابع أحمد متوهب .. فأنا المقر بأنني وهابي

نحن الذي اتبعنا ما أنزل الله في كتابه .. ونحب ونوالي أهل البيت والصحابة .. وأنتم طعنتم في عرض نبينا .. وتريدون تحريف ديننا .. يا معشر الناس .. احذروا هؤلاء الأنجاس .. فإن رئيسهم ومرشدهم .. بالشر والشغب حرضاهم .. أعني: خامنئي ونجاد .. ذوا المكر والإلحاد .. أمراهم بخسة ودناءة .. أن يعلنوا في حجهم البراءة .. وحرضا الحوثيين على الحدود .. وحفروا الأنفاق والأخدود .. وغدروا بأبطالنا الجنود .. فغدا الجيش للحدود .. وألقوا بأيديهم إلى التهلكة .. فهذه أرض المملكة .. جنودنا بواسل أفذاذ .. يا أتباع الفكر الشاذ .. يا جنودنا:احثوا في وجه الحوثي التراب .. واضربوا فوق الرقاب .. واعتصموا برب الأرباب .. ومجري السحاب .. وهازم الأحزاب .. ومنزل الكتاب .. فما ضل من به اعتصم .. بل كسر ظهر عدوه وقصم .. كونوا سياجا أمنا للوطن .. وهذا طلب من حاج فطن .. إنهم يريدون أرض الحرم .. للإلحاد فيه بالجرم .. فاكفوا الحجيج شرّهم .. وشرّدوا بهم من خلفهم .. فإن الزيدية منهم براء .. ولكنهم اختلقوا هذا الهراء .. بل هم جارودية شرذمة .. يتبعون ايران المجرمة.
وتتبعوا ذلك الصوت .. فإذا به مكبر الصوت .. يتكلم به شاب صحيح المعتقد .. يدمغهم بالحجة والدليل المستند .. لقبته بالخميس العدنان .. أعني به: العرعور والعثمان .. مزلزلي الرافضة في طهران .. وقم والنجف ونجران .. فأين صاحبكم الكوراني .. أين الفالي والسيستاني؟ .. ولو أتيتم بالطوسي والكليني .. ومعهم المجلسي والخميني .. في كلمة سواء .. لأصبحوا هباءاً أو غثاء .. جدد حياتك في صفا .. قناة نصرة المصطفى .. فماذا بعد الحق إلا الضلال .. يا حاملي أقبح الخلال .. شرك وكذب وزنا .. توبوا وتفقهوا بديننا .. اقرأوا كتب الصحاح .. وتعلموا الأدب الملاح .. واقرأوا كتاب التوحيد .. وشرحه فتح المجيد .. وتفسير ابن كثير .. ومثله ابن جرير .. وكتب ابن تيمية الحرّاني .. ساحق المشرك واليهودي والنصراني .. شيخ الإسلام في المعمورة .. محرر عقيدة الفرقة الناجية المنصورة .. وتلميذه الشمس ابن القيم .. صاحب الفهم والقلم القيم .. لا تكن يا رافضي امعة .. ابحث عن الحق واتبعه .. لا تتبع السادة والكبراء واتبع الدليلَ .. أن تقول غدا:فأضلونا السبيل .. فعودوا للحق يا أهل فارس .. وأصلحوا مناهج المدارس .. اللهم انصر أهل السنة .. يا ذا الكرم والمنة ..

ثم تكلم من بين الحجاج .. كاتب صُحُفي بالباطل محجاج .. فقال (شئ من)الأدلجة .. والشنشنة الإيديولوجية المختلجة .. يدافع عن الرافضي الصفوي .. وقال الحق على الإسلاموي .. أنتم أصحاب الفكر الماضوي .. فقال الرافضي: يا أموي .. هكذا قال هذا الليبرالي .. هو للغرب كالرجل الآلي .. يملكون حركاته .. ويملون مقالاته .. (شئ من)عرفناها من أخرم .. ليته كان أطرم .. لن أدنس المقامة بذكر اسمه .. لكن إذا رأيته يعجبك جسمه .. هو كاتب في الجزيرة .. يعادي علماء الجزيرة .. وإن يقل لقوله تسمع .. كأنه خشبة مسندة تلمع .. كاتب الفكر التغريبي .. والقلم التخريبي .. يكتب فيما لا يعلم .. وفي كل شئ يتكلم .. يهاجم في زاويته الدين .. ويقول لست من المفسدين .. يتبع ابتغاء الفتنة المتشابه .. والله بين في كتابه .. من يتبع المتشابه .. يحقق لليهود أهدافهم .. وقد شابهته أوصافهم .. أجداده أئمة التوحيد .. وهو يحارب التوحيد .. وهم منه براء .. ومما يقول من هراء .. يخرج الميت من الحي ويفعل العكس .. تعس هذا الكاتب وانتكس .. يتبع أتاتورك في تفكيره .. وجيفارا يكن له تقديره.
فالتفت الحاج إلى السماء .. ورفع يده يبتهل بالدعاء .. اللهم طهر الحرم .. وأرسل على المعتدين سيل العرم .. وولى شطر المسجد الحرام .. يدعو بذي الجلال والإكرام .. لبيك حقا حقا .. تعبدا ورقا .. لبيك لا شريك لك .. والملك لك والحمد لك .. اللهم طهر البلاد .. من الشرك والفساد ..