الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على خير خلق الله أجمعين محمد بن عبدالله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان واستن بسنتهم إلى يوم الدين ...أما بعد: فإن الإنسان المسلم قد يحن فطرةً إلى بيت الله الحرام, لما يعلم فيه من مضاعفة الأجر , وبما أن العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما, والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة, وذلك لما رواه البخاري ومسلم من طريق أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة". لذا فمن الواجب على المسلم الحريص على دينه أداء عباداته كما وردت عن النبي , ومن هذا الباب رأيت أن أبحث في مسألة السجود على الحجر الأسود وهي من المسائل القليلة الذكر, فنسأل الله تعالى أن يهدينا لنوره ويسهل لنا السبيل إلى الوصول إلى مرضاته ومتابعة رسوله إنه قريب مجيب. تحرير محل النزاع: من المقرر عند أهل العلم أن تقبيل الحجر الأسود مستحب, وقد دل على ذلك السنة والإجماع: 1. السنة: ومنها مارواه البخاري(ج2/ص579) ومسلم (ج2/ص925) "عن عمر رضي الله عنه أنه جاء إلى الحجر الأسود فقبله, فقال: إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا أني رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك". وقد ورد غير حديث في هذا الباب رواها أهل العلم في الصحاح والسنن والمسانيد وغيرها... وبما أنها ليست مراده في هذا البحث لم أذكر تلك الأحاديث. 2. الإجماع: ومن الإجماع فقد حكى غير واحد من أهل العلم الإجماع على استحباب تقبيل الحجر الأسود, وممن نقل الإجماع من أهل العلم: الإمام ابن عبدالبر رحمه الله في كتابه الاستذكار (ج4/ص200), والإمام النووي رحمه الله في كتابه المجموع (ج8/ص62). وغيرهما مما لا يسع المجال لذكرهم وعدهم ومن أراد ذلك فليرجع إلى مظانها والله أعلم. أما في مسألة السجود على الحجر الأسود فهي مسألة قد اختلف فيها أهل العلم على قولين: ذهب الجمهور من أهل العلم إلى استحباب السجود على الحجر الأسود, وممن نسبه إليهم: - الإمام الشوكاني في نيل الأوطار (ج5/ص114), و ابن عابدين في حاشيته (ج2/ص493-494),والإمام النووي في شرحه على صحيح مسلم (ج9/ص16), ونقله عنه الشنقيطي في تفسيره أضواء البيان (ج4/ص406). • كما نُقل هذا القول عن جمع من الصحابة والتابعين والعلماء , منهم: 1. عمر بن الخطاب رضي الله عنه : كما نقل ذلك عنه ابن حجر -كما سيأتي-, وابن خزيمة -كما سيأتي- . 2. عبدالله بن عباس رضي الله عنهما: فقد أخرج الشافعي في مسنده (ج1/ص126) والبيهقي وعبدالرزاق في مصنفه (ج5/ص37)بإسنادهم الصحيح من طريق مسلم بن خالد عن ابن جريج عن محمد بن عباد بن جعفر قال:"رأيت ابن عباس: جاء يوم التروية ملبدا رأسه فقبل الركن ثم سجد عليه ثم قبله ثم سجد عليه ثلاث مرات. ورواه الحاكم والبيهقي من حديثه مرفوعا". ورواه أبو داود الطيالسي والدارمي وابن خزيمة وأبو بكر البزار وأبو علي بن السكن والبيهقي من حديث جعفر بن عبد الله الحميدي. وقيل المخزومي بإسناد متصل بابن عباس أنه رأى عمر يقبله ويسجد عليه ثم قال:" رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل هذا" وهذا لفظ الحاكم. قال الحافظ في لسان الميزان (ج2/ص116):" وقال العقيلي في حديثه- جعفر بن عبد الله الحميدي- وهمٌ واضطراب ثم قال: حدثنا بشر بن موسى ثنا الحميدي ثنا بشر بن السري ثنا جعفر بن عبد الله بن عثمان بن حميد عن محمد بن عباد بن جعفر عن ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم قبل الحجر ثم سجد عليه. رواه أبو عاصم وأبو داود عن جعفر فقالا: عن محمد عن ابن عباس عن عمر مرفوعا, وحدثنا الدبري عن عبد الرزاق عن ابن جريج: أخبرني محمد بن عباد بن جعفر أنه رأى ابن عباس قبل الحجر وسجد عليه. فحديث ابن جريج أولى". 3. طاوس بن كيسان اليماني رحمه الله: فقد نقل الإمام الشافعي كما في الأم (ج2/ص171) ,وابن عبدالبر كما في الاستذكار (ج4/ص202) في باب تقبيل الركن الأسود في الاستلام, وقال:"وروى الشافعي وعبدالرزاق في مصنفه"(ج5/ص37). ونقله عنه شيخ الإسلام في شرح العمدة (ج3/ص430). 4. الإمام الشافعي رحمه الله: نقل ذلك عنه النووي كما في المجموع (ج8/ص35), ونُقل ذلك عنه في الأم (ج2/ص171), ونقل عنه البيهقي الخسروجردي في معرفة السنن والآثار (ج4/ص52). 5. الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى: نقله عنه ابن المنذر رحمه الله كما نقل ذلك عنه النووي في المجموع (ج8/ص62), و الشوكاني في نيل الأوطار (ج5/ص114). 6. شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: فقد نص على ذلك في شرح العمدة (ج3/ص430),قال رحمه الله:"وأما السجود عليه فقد ذُكر لأحمد حديث ابن عباس في السجود على الحجر فحسَّنه. وقد رواه الأزرقي عن جده عن ابن عيينة عن ابن جريج عن محمد بن عباد بن جعفر, قال: رأيت ابن عباس رضي الله عنهما جاء يوم التروية وعليه حلة مرجلا رأسه فقبل الحجر وسجد عليه ثلاثا. ورواه أبو يعلى الموصلى في مسنده من حديث أبي داود الطيالسي عن جعفر بن عثمان المخزومي, قال: رأيت محمد بن عباد بن جعفر قبل الحجر وسجد عليه. وقال: رأيت خالي ابن عباس يقبل الحجر ويسجد عليه. وقال: رأيت عمر يقبل الحجر ويسجد عليه. وقال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعله. وحديث عمر الذي تقدم في صحيح مسلم أنه قبل الحجر والتزمه وقال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بك حفيا يؤيد هذا. وروى الأزرقي أن طاوساً أتى الركن فقبله ثلاثا ثم سجد عليه". قلت: وشيخ الإسلام رحمه الله أورد هذا الكلام مؤيداً لا معترضا, وهذا ظاهر,كما أنه لم يورد ما خالفه في شيء من كتبه. والله أعلم. 7. الشنقيطي في تفسيره حيث نقل عن النووي في ذلك وكأنه يميل إليه.والله أعلم. وخالف في ذلك الإمام مالك رحمه الله فذهب إلى أن السجود على الحجر الأسود: مكروه, ونقل بعضهم عنه أنه: بدعة.وقد خالف في ذلك الجمهور وشذ عنهم, ونقل ذلك عنه وأثبته جمع من أهل العلم. منهم: محمد بن عبد الرحمن المغربي المالكي في كتابه مواهب الجليل (ج3/ص108), وعلي الصعيدي العدوي المالكي,في حاشيته على شرح كفاية الطالب الرباني (ج1/ص663), وأبو البركات المالكي(الدردير) في كتابه الشرح الكبير (ج2/ص41),ومحمد عليش في منح الجليل شرح على مختصر سيد خليل (ج2/ص266-267). وأما من نقل عنه بأنه بدعة فلم أجد من نسبه إليه من المالكية ولكن من نسبه إليه من غير المذهب المالكي, فممن نسب إليه القول بأنه بدعة: الشوكاني في نيل الأوطار (ج5/ص 114), والإمام النووي في المجموع (ج8/ص62),فقد نسب إليه القول به ونقل عن القاضي عياض القول به.وفي شرحه على مسلم (ج9/ص16).و القفال الشافعي في حلية العلماء في معرفة مذاهب الفقهاء (ج3/ص283), وابن عابدين الحنفي في حاشيته نقلا عن غاية السروجي (ج2/ص494), ولم أجد "غاية السروجي " وقد أكثر ابن عابدين من النقل عنها في الحاشية والسروجي من الشافعية. ومن خلال ما مضى يتبين لنا أن نسبة القول بالبدعة عنه لا تصح.والله أعلم. وأن الراجح أنه يقول: بالكراهة. • ومن الأدلة على أنه تفرد بهذا القول: اعتراف القاضي عياض - من المالكية - بتفرده في ذلك, نقل ذلك عنه الشوكاني في نيل الأوطار (ج5/ص114), والنووي في المجموع (ج8/ص62), وفيه:" وقال جميعهم: يسجد عليه, إلا مالكاً وحده, فقال: بدعة". • الأدلة: استدل الجمهور بأدلة كثيرة على السجود على الحجر الأسود من السنة, منها: 1. ماتقدم من الأدلة في النقل عن ابن عباس رضي الله عنهما. 2. استدل ابن خزيمة على ذلك في صحيحه (ج4/ص213), في باب السجود على الحجر الأسود إذا وجد الطائف السبيل إلى ذلك من غير إيذاء المسلم قال:" حدثنا محمد بن بشار حدثنا أبو عاصم حدثنا جعفر بن عبد الله قال رأيت محمد بن عباد بن جعفر قبل الحجر وسجد عليه ثم قال رأيت خالك ابن عباس يقبله ويسجد عليه, وقال ابن عباس: رأيت عمر بن الخطاب قبل وسجد عليه, ثم قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل هكذا ففعلت". 3. وروى البيهقي في سننه الكبرى (ج5/ص75) في كتاب المناسك, قال:" وأخبرنا أبو بكر بن الحسن القاضي ثنا أبو العباس الأصم أنبأ الربيع أنبأ الشافعي أنبأ سعيد عن بن جريج عن أبي جعفر, قال: رأيت ابن عباس رضي الله عنهما جاء يوم التروية مسبدا رأسه فقبل الركن ثم سجد عليه ثم قبله ثم سجد عليه ثلاث مرات". 4. ومن الأدلة ما نقله شيخ الإسلام في شرح العمدة (ج3/ص430),قال:" وأما السجود عليه فقد ذكر لأحمد حديث ابن عباس في السجود على الحجر فحسنه وقد رواه الأزرقي عن جده عن ابن عيينة عن ابن جريج عن محمد بن عباد بن جعفر, قال: رأيت ابن عباس رضي الله عنهما جاء يوم التروية وعليه حلة مرجلا رأسه فقبل الحجر وسجد عليه ثلاثا.ورواه أبو يعلى الموصلى في مسنده من حديث أبي داود الطيالسي عن جعفر بن عثمان المخزومي, قال:رأيت محمد بن عباد بن جعفر قبل الحجر وسجد عليه, وقال: رأيت خالي ابن عباس يقبل الحجر ويسجد عليه, وقال: رأيت عمر يقبل الحجر ويسجد عليه, وقال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعله", ثم قال:" وحديث عمر رضي الله عنه الذي تقدم في صحيح مسلم أنه قبل الحجر والتزمه, وقال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بك حفيا يؤيد هذا". 5. ومن الأدلة مارواه الحافظ البيهقي الخسروجردي في كتابه معرفة السنن والآثارعن الامام أبي عبد الله محمد بن إدريس الشافعي (ج4/ص51-52), في باب السجود على الحجر الأسود مع التقبيل, قال:" أخبرنا أبو بكر وأبو زكريا قالا: حدثنا أبو العباس أخبرنا الربيع أخبرنا الشافعي أخبرنا سعيد عن ابن جريج عن ابن جعفر, قال: رأيت ابن عباس جاء يوم التروية مسبداً رأسه فقبل الركن ثم سجد عليه ثم قبله ثم سجد عليه ثلاث مرات. وأخبرنا أبو سعيد حدثنا أبو العباس أخبرنا الربيع أخبرنا الشافعي قال: ولا بأس إن خلي له الركن الأسود أن يقبله ثم يسجد عليه. وأخبرنا بالحديث أبو زكريا وأبو بكر قالا: حدثنا أبو العباس فذكره دون الكلام في أوله ورويناه عن جعفر بن عبد الله القرشي عن محمد بن عباد بن جعفر أنه رأى ابن عباس قبله ثم سجد عليه, وقال ابن عباس: رأيت عمر بن الخطاب قبله وسجد عليه ثم قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل هكذا. وفيما أنبأني أبو عبد الله إجازة أن أبا العباس حدثهم أخبرنا الربيع أخبرنا الشافعي أخبرنا سعيد عن حنظلة بن أبي سفيان عن طاوس أنه كان لا يستلم الركن إلا أن يراه خالياً, قال: وكان إذا استلمه قبله ثلاث مرات وسجد عليه على إثر كل تقبيلة. قال الشافعي: وإن ترك استلام الركن لم أحب ذلك له ولا شيء عليه. وأخبرنا سعيد بن سالم عن إبراهيم بن نافع قال طفت مع طاوس فلم يستلم"ا.هـ. 6. وقال ابن عابدين في حاشيته (ج2/ص493-494),قال :" وكذا نقل السجود عن أصحابنا العز بن جماعة لكن قال قوام الدين الكاكي:"الأولى أن لا يسجد عندنا لعدم الرواية في المشاهير". وظاهره ترجيح ما قاله الكاكي في المعراج وهو ظاهر الفتح ولذا اعترض في النهر على قول البحر إنه ضعيف بأن صاحب الدار أدرى أي أن الكاكي من أهل المذهب الماهرين وهو أدرى بالمذهب من غيره فلا ينبغي تضعيف ما نقله. قلت: لكن استند الكاكي إلى عدم ذكره في المشاهير وهو لا ينفي ذكره في غيره وقد استند في البحر إلى أنه فعله عليه الصلاة والسلام والفاروق بعده كما رواه الحاكم وصححه واستدرك بذلك ملا علي في شرح النقاية على ما مر عن الكاكي وأيد به ما نقله ابن جماعة عن أصحابنا. ثم رأيت نقلا عن غاية السروجي أن مالك كره وحده السجود على الحجر وقال إنه بدعة وجمهور أهل العلم على استحبابه والحديث حجة عليه. ا.هـ. أي على مالك وبهذا يترجح ما في البحر و اللباب من الاستحباب إذ لا يخفى أن السروجي أيضا من أهل الدار فهو أدرى والأخذ بما قاله موافقا للجمهور والحديث أولى وأحرى فافهم".ا.هـ. • وأما أدلة الإمام مالك رحمه الله فيما ذهب إليه: فلم أجد الأدلة التي قال بها, لكن الأظهر أنه لم يقف على الأحاديث التي صرحت بذلك, أو أنه يرى عدم صحتها, لم يتبين لي في ذلك شيء والله أعلم. • وقال الشيخ سليمان العلوان_حفظه الله_ في شرحه للبلوغ (ص77_78) في حديث ابن عباس الآتي : "وعن ابن عباس رضي الله عنهما: أنه كان يُقبل الحجر الأسود ويسجد عليه". "هذا الخبر رواه الحاكم في مستدركه من طريق أبي عاصم النبيل عن جعفر بن عبد الله قال : رأيت محمد بن عباد بن جعفر قَـبَّـل الحجر وسجد عليه وقال : رأيت خالك ابن عباس قبل الحجر وسجد عليه . وقال ابن عباس رضي الله عنهما : رأيت عمر بن الخطاب قبل الحجر وسجد عليه ، ثم قال عمر رضي الله عنه : هكذا رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يفعل ففعلت . ولكن هذا الخـبر معلول بعلتين : العلة الأولى : ذكر الحاكم رحمه الله في مستدركه أن جعفر بن عبد الله هو ابن الحكم ، وهذا وهم منه رحمه الله ، فإن المحفوظ أنه ابن عثمان كما صرح بذلك الدارمي في روايته ، ورجح هذا الحافظ ابن حجر في ( التلخيص ) وقد سبقه إلى هذا الإمام العقيلي رحمه الله . والخبر رواه الشافعي ومن طريقه الإمام البيهقي عن سعيد عن ابن جريج عن أبي جعفر عن ابن عباس موقوفاً ، ورجـاله كلهم ثـقـات، وقد صرح ابن جريج السماع من أبي جعفر كـما عـند عـبد الـرزاق في ( المصنف ) . العلة الثانية : الخبر المرفوع فيه اضطراب ، ذكر ذلك الإمام العقيلي وغيره من الحفاظ ، ولا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء في السجود على الحجر الأسود ، فجميع الأخبار الواردة في هذا الباب ضعيفة ومضطربة ، وإنما المحفوظ أن النبي صلى الله عليه وسلم قبل الحجر الأسود ، وحفظ عنه أنه استلمه ، وحفظ عنه أيضاً أنه أشار إليه ، وأما الخبر المشهور أيضاً : أن النبي صلى الله عليه وسلم قبَّل الحجر الأسود وجعل يبكي فالتفت إلى عمر فإذا هو يبكي فقال : « يا عمر هنا تسكب العبرات » فإنه خبر منكر . رواه ابن ماجه وغيره . والمحفوظ في السجود على الحجر أنه من فعل الحبر عبد الله بن عباس وقد اختلف العلماء في ذلك فذهب بعض أهل العلم إلى مشروعية السجود على الحجر الأسود ، وربما أن أصحاب هذا القول يرون صحة الأحاديث الواردة في هذا الباب. وذهب الإمام مالك رحمه الله إلى أن السـجود على الحجر الأسود بدعة ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعله ، وما فعله خلفاؤه الراشدون إنما جاء هذا الفعل اجتهاداً من عبد الله بن عباس رضي الله عنهما . والأقرب في هذا أنه لا يقال بأنه مستحب كما قاله بعض أهل العلم ، ولا يقال بأنه بدعة ، لأن ابن عباس فعله ، بل يقال بالجواز ، فمن فعله فلا شيء عليه ومن تركه فيقال : هذا أفضل"ا.هـ. • وأما عن طريقة السجود: فذكرها النووي في شرحه على صحيح مسلم (ج9/ص16),قال رحمه الله:" وكذا يستحب السجود على الحجر أيضا بأن يضع جبهته عليه فيستحب أن يستلمه ثم يقبله ثم يضع جبهته عليه". وذكرت في أثناء البحث جملة ممن ذكر الصفة فليرجع إليها في أصولها. أخيراً: أسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجعل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم إنه جواد كريم. وهذا جهد المقل القاصر ومأمولي من الناظر فيه أن ينظر بالإنصاف ويترك جانب الطعن والاعتساف فإن رأى حسناً يشكر سعى زائره ويعترف بفضل عاثره, أو خللا يصلحه أداء حق الأخوة في الدين فإن الإنسان غير معصوم عن زللٍ مبين: وإن تَجِد عيباً فَسُدّ الخَلَلا *** فَجَلَّ من لا عَيبَ فيه وعَلاَ فالمنصف لا يشتغل بالبحث عن عيب مفضح والمتعسف لا يعترف بالحق الموضح: فعين الرضا عن كل عيب كليلة *** ولكن عين السخط تبدي المساويا وصلى الله على سيدنَا مُحمد وعلى آلهِ وصَحْبِه وسَلم ورضيَ الله عَنْ أصْحابِ رَسولِ الله أجْمَعين وعن التابِعينَ وتابعي التَّابعينَ لهم بإحسانٍ إلى يَومِ الدَّين ولا حَول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. كتبه: عبدالرحمن الجارالله. ليلة الاثنين5/8/1425هـ