الدعوة الإسلامية في العصر العباسي تعريف أدب الدعوة الإسلامية : هو كل أدب يصدر عن عاطفة الإسلام - شعرا أو نثراً - وقد يكون مدحاً أو هجاء أو حماسة ، أو حكمة ، المهم فيه انه : 1. صادر عن عاطفة الإسلام 2. أريد به وجه الله وخدمة دينه . نشأة أدب الدعوة الإسلامية : نشأ أدب الدعوة الإسلامية منذ أن أشرق نور الإسلام ، ولأدب الدعوة الإسلامية رافدان هما : 1. القرآن الكريم : فقد أمد القرآن الكريم الدعوة الإسلامية وأدبها بروحه وهديه ، ورسم منهجه وطريقة . 2. السنة النبوية : المتمثلة في أحاديث النبي صلي الله عليه وسلم - وخطبة وأعماله ، ورسائله . أهمية أدب الدعوة الإسلامية : يستمد أدب الدعوة الإسلامية أهميته من عدة أسباب : 1. عظمة العاطفة التي جاشت به ، وهي عاطفة الإسلام . 2. أنه سجل لأمجادنا وتصوير لوحدتنا . 3. أنه المصدر التاريخي الموثق ، الذي كتب لتاريخ المسلمين الاستمرار . 4. أنه واكب جيوش الفتوحات الإسلامية ، فكان لسان الدعوة المحمدية . استمرار أدب الدعوة الإسلامية على مر العصور : 1. لقد استمر أدب الدعوة الإسلامية على مر العصور ، سواء في عصر الازدهار ، أو عصور الانحطاط . 2. كان صوته يعلو أكثر في عصور الضعف ، يوقظ الأمة ، ويوحد كلمتها . 3. كثر الشعر الحماسي في عصور الأيوبيين والمماليك ، والغزو الصليبي والمغولي ، وكان شعراً حماسياً يحث على الجهاد ، ويرفع روح المجاهدين . 4. في العصر الحاضر ارتفع صوت أدب الدعوة الإسلامية ، وعلي الرغم من تآمر أعداء الإسلام ، ويكفي أن تقرأ شعر شوقي ، ونثر الرافعي ، وخطب حسن ألبنا ، ومؤلفات سيد قطب ، لتري أن أدب الدعوة الإسلامية أقوي من جميع التحديات . أدب الدعوة الإسلامية في العصر العباسي : زاد أعداء الإسلام ، وزادت الفتن في العصر العباسي ، فهب المسلمون جميعاً يدافعون عن الدولة الإسلامية ، ويحمون دينهم ، لذلك نظم شعراء العصر العباسي قصائد كثيرة في موضوعات هامة ، منها : 1. إثارة الحمية والحث على الجهاد ، الإشادة بالفتوحات ، تأييد المجاهدين رثاء الشهداء في المعارك ، ومن ذلك قول محمد بن عبد الله بن يوسف يحث هارون الرشيد على غزو بلاد الروم ، وتأديب ملكهم المسمى ( نفقور) الذي خان العهد الذي بينه وبين هارون الرشيد : نقض الذي أعطيته نقفور فعليه دائرة البوار تدور أبشر أمير المؤمنين ، فإنه فتح أتاك به الإله كبير ولما جهز هارون الرشيد جيشه ، وانتصر على نقفور ، قال الشاعر أشجع السلمي : وليهنك الفتح والأيام مقبلة إليك بالنصر معقوداً نواصيها 2. ويرتبط الشعر بمعارك المسلمين ، فارتبط اسم أبي تمام بالخليفة المعتصم ومعاركه ، وارتبط اسم المتنبي بسيف الدولة وبطولاته ضد الروم . 3. قام شعر الحماسة بدور عظيم في الحروب الصليبية ، فقد كانت قصائدهم العزيمة الثائرة . 4. ساهم أدب الدعوة الإسلامية في القضاء على دعوات التضليل ، التي أشاعها أصحاب المذاهب المختلفة ، فمن الكتاب : ( ابن قتيبة ) : ( في كتبه : تأويل مختلف الحديث ، تأويل مشكل القرآن ) . ومن الشعراء كان ( على بن الجهم )، الذي وقف ضد فتنه القول بخلق القرآن موقفا مشرفا ضد المعتزلة ، ومنهم أيضا شاعر يسمى ( أبو مزاحم الخاقاني ) الذي قال يمدح الإمام أحمد بن حنبل على صبره تحمل ضرب السياط لما رفض رأي المعتزلة بأن القرآن مخلوق : جزي الله ابن حنبل التقيا عن الإسلام إحسانا هنّيا فقد أعطاه إذ صبر احتسابا على الأسواط إيماناً قويا 5. وفي مواجهة ما انتشر في العصر العباسي من المجون والفسق والزندقة , التي روج لها أصحاب النفوس الضعيفة من أبناء الأمم الأجنبية - جاء شعر الزهد رداً قويا على هذه الموجات الفاسدة ، فظهر عدد من الشعراء عرفوا بالزهد ، كأبي العتاهية ، والوراق ، والفضيل ، يقول أبو العتاهية في التزهيد في الدنيا ومتعتها الزائفة : أأخيَّ : ما الدنيا بواسعة لمني تلجلج في الصدر أكثرت في طلب الغني لعبا وغناك أن ترضي عن الدهر وطفقت كالظمآن متلمسا للآل في الديمومة القفر ولخيرُ مالٍ أنت كاسبهما كان عند الله من ذخْرُ ومن هذا الاتجاه المتصدي قول الإمام الشافعي ـ رحمه الله ـ وهو على فراش الموت : ولما قسا قلبي وضاقت مذاهبي جعلت رجائي نحو عفوك سلما تعاظمني ذنبي فلما قرنته بعفوك ربي كان عفوك أعظما فما زلت ذا عفو عن الذنب لم تزل تجود وتعـفو منه وتكرما أدب الدعوة الإسلامية في عصر الدول المتتابعة : 1. تدهورت الأحوال السياسية والاجتماعية في عصر الدول المتتابعة بعد سقوط الدولة العباسية ، لكن الله شاء أن يظل الإسلام قوياً ، فهيأ له مجموعة من العلماء والأئمة الذين نصحوا الناس ، ودافعوا عن حمي الإسلام . ومنهم { ابن تيمية ، ابن القيم ، الحافظ بن كثير ، ابن حجر العسقلاني ، جلال الدين السيوطي } 2. تصدى أدب الدعوة بهؤلاء الدعاة لكل ما ظهر من البدع والفتن . وضلالات المنجمين ، وشيوع المفاسد كما تصدي هؤلاء ومعهم الآباء شعراء وخطباء . 3. كان أدب الدعوة الإسلامية لسان الجهاد ، وسيف قتال الصليبيين ، ومن ذلك قول عمر بن الوردي يدعو إلي ترك الانحراف والالتزام بالحق وتقوي الله عن طريق العلم : اعتزل ذكر الأغاني والغزل وقل الفصل ، وجانب من هزل واتق الله ؛ فتقوي الله ما جاوزت قلب امرئ إلا وصل ومن ذلك أيضا قول صفي الدين الحلي ، يمدح الملك الصالح في حروبه ضد أعداء الإسلام ، قال : لما رأى الشر قد أبدى نواجذه والغدر عن نابه للحرب قد كشرا رأي القسي إناثاً في حقيقتها فعافها ، واستشار الصارم الذكرا فجرد العزم من قتل الصفاح لها ملك عن البيض يستغني بما اشتهرا