كنت هناك في تلك الحديقة التي جمعتنا مرارا , حديقة شهدت حبنا ذات يوم , عندما نعشق نتمنى لو اننا لم نفعل , و عندما يرحل عنا الحب نودعه كمن يودع عمرا .... ليت الحب يعود يوما , حياتي بلا حب كأنها بالابيض و الاسود , ضاعت مني الالوان . رأيت اليوم عاشقين , كانا يسيران معا متشابكي الايدي الشاب يهمس في اذن حبيبته و الفتاة تبسم لحبيبها , اكثر ما تمنيته في تلك اللحظة ان اعرف ما الذي كان يقوله لها , ترى ما الذي كان يقوله لها ؟ كان العاشقان منسجمان في كل شيء كانهما خلقا لبعضهما , اثار حبهما الواضح ذكرياتي , تذكرت اياما كنت قد منعت نفسي عن تذكرها , كل ما فرق بيننا هو الكبرياء , ذاك الغباء ان تعتقد ان الحق معك انت , و الغباء الذي جعلني اعتقد ان كل الحق معي , و نحن اللذان منحنا انفسنا ميزة الذكاء !!! ربما تفكر بي الآن , ربما انت مشغول عني تماما , ربما تغازل فتاة اخرى في حديقة اخرى , ربما انا اشتاق اليك الآن ربما انت تشتاق الي اكثر , دوما كان النسيان حرفتي و هوايتي , و لانني لم امارسها منذ زمن شعرت انني فقدت مهارتي , علي التمرن من جديد . بعد سلسلة من التساؤلات التي لم اجد لها اجابة و التي وضعتني في جو من الكآبة , استسلمت , و حملت كتابا لمالك حداد كان بين يدي عنوانه " التلميذ و الدرس " , قررت متابعة مطالعته , قد اتعلم الدرس من كتاب , و انا اقرأ الكتاب فاجأني رجل جلس جانبي قال ايمكنني الجلوس ؟ اجبته بسرعة بنوع من اللباقة " طبعا " , كان رجلا وسيما جدا بعيون خضراء ناعسة و ابتسامة آسرة , جماله أشعرني بالتوتر و الارتباك , صار يتحدث الي بجرأة كانه يعرفني منذ زمن , قال لي ساكون صريحا و مباشرا بلا مقدمات و لا بروتوكولات الشباب التقليدية في التعرف الى الفتاة , لقد اعجبتني حقا و اود بشدة التعرف عليك , هلا اعطيتني رقم هاتفك ؟ سكتت و انا افكر هل اعطيه رقم هاتفي ،, انه جذاب جدا , و راقت لي جراته و ثقته بنفسه , ترددت كثيرا و انا افكر ثم اجبته " كلا ليس بوسعي ., انا حقا لا استطيع التعرف عليك " قلت له الجملة دون ان افكر , لم اقل له " انا لا اريد التعرف عليك " بل " انا لا استطيع التعرف عليك " كأنه امر فوق استطاعتي , انسحب بسرعة قائلا " آسف على الازعاج , اعتني بنفسك " , لم يلح علي , انه الكبرياء , ترى ان الح اكنت لاعطيه رقم هاتفي ؟ اكنت لاحبه ؟ لا اصدق انني رفضت رجلا مثله , ما كنت لارفضه قبل اليوم , مصطفى غيرني كليا , ما عدت آبه لرجل غيره , ما عدت لاكترث لرجل وسيم او لطيف او ذكي او غير ذلك , بعد برهة توارى عن الانظار , خبأت كتابي و قررت الرحيل , قد لا اعود الى هنا مجددا , و انا اسير شعرت انا احدا يسير ورائي , ادركت ان صاحب العينين الخضراوتين يحاول ان يتعقبني , لم أشأ الالتفات , لكنه فاجأني لما امسك يدي التفتت بسرعة وجدت انه " مصطفى " كاد قلبي يتوقف , لم اقدر على قول كلمة واحدة , عانقني و لازالت الدهشة تسيطر علي , كأنني رأيت ميتا عاد الى الحياة , كانني احلم , ابتسم و سلم علي بقبلتين على خدي , امسك يدي و اعادني الى الكرسي الذي كنت اجلس عليه ، قال لي اشتقت اليك , ابتسمت بسخرية - لهذا لم تتصل بي منذ شهرين ؟ - لما لم تتصلي انت ؟ اعدم اتصالك يعني انك لم تشتاقي الي ؟ - من قال لك انني اشتقت اليك ؟ " لازلت احدثه بكبرياء " - و لما انت هنا اذن ؟ سكتت لم ادري كيف اجيبه - ترفضين الاجابة ؟ تحدثي لما انت هنا ؟ زادني احراجا مع ذلك رفضت اجابته - لا عليك , انا اعرف تماما لما انت هنا مثلما تعرفين لما انا هنا - و لما اتيت للتحدث الي ؟ اعتقدت انك لازلت غاضبا مني - في الحقيقة عندما لمحتك اول مرة لم اشا التحدث اليك , كان يكفيني ان اراكي دون ان تريني , كنت بصدد الرحيل , عندما رايت ذاك الشاب جلس جانبك و بدأ يتحدث اليك , و بعد بضع كلمات رحل بسرعة خائبا , رفضته لانك لازلت تحبينني - و ماذا لو رايت انني قبلت التعرف عليه , ماذا كانت ستكون ردة فعلك ؟ - بصراحة , ما كنت لاحدثك في حياتي - لهذا انت سعيد اذن , لانني لم اتحدث اليه - بل لانك لازلت تحبينني - و ماذا بعد هذا الحب , لم اعد اريده , ما عاد يناسبني سئمت الرضوخ لتقلباتك , لحظة تتركني تتركني و لحظة تعود الي تعود الي , و انا علي ان انتظر هذا اليوم الذي تعود فيه الى رشدك , كي تتذكر حبا ما كان عليك الاستخفاف به - و لما عليك الانتظار ؟ لما لا تتنازلين مرة واحدة و تتعلمين ثقافة الاعتذار ؟ لما علي ان اعود اليك دائما حتى لو كنت المخطئة - و متى تدعني اعتذر ؟ او حتى اشرح لك موقفي , تتحدث بغضب , تلومني , توبخني ثم تقطع الاتصال , و انا اخبرتك مرارا , لا اعيد الاتصال ابدا بمن اغلق السماعة بوحهي - لكنني لست اي احد , انا حبيبك - لم نعد كذلك لا تعتقد لانني رفضت ذاك الشاب لانني لازلت احبك , كل ما في الامر انني لم اجد انه المناسب لابدأ معه من جديد . - هل افهم انك تريدين حبيبا جديدا ؟ - هذا بالضبط ما اريده - اتمنى ان تجدي من هو مناسب لك , تستحقينه كل الخير , معك حق الحب وحده لا يكفي , نحن لا نناسب بعضنا , ربما هذا هو الحل المناسب , فنحن لم نتفق يوما , الفراق اذن ؟ - سيفيد كلينا فاجاني بضحكة لم اتوقعها - و لما الضحك ؟ - لاننا لم نتفق يوما و عندما اتفقنا , كان اتفاقنا حول الفراق , بكل بساطة لقد اتفقنا على الا نتفق - علي الرحيل الآن وداعا مصطفى - انسيني اذن - صدقني سافعل - و لا تعودي الى هنا مجددا - لن اعود رحلت , لا ادري لما فعلت هذا , و لا لما قلت له كل هذا الكلام الذي خططت لعكسه , ربما لانني لم اكن اتوقع قدومه , او ربما قد حان وقت نسيانه فعلا ....... من كتاباتي نمس ملاااااااااااااك ان وصلت لقراءة اسمي يعني انك قرأت موضوعي , شكرا لكرم وقتك