قراءة مختلفة جدًا في مطلع قصيدة الجواهري (يا دجلة الخير) قراءة مختلفة جدًا في مطلع قصيدة الجواهري (يا دجلة الخير) مكي النزال لا شك وأن محمد مهدي الجواهري هو شاعر القرن العشرين وأن اسمه سيبقى مسجلاً على مرّ العصور، لكني حين قرأت رائعته (حييت سفحك عن بعدٍ فحييني) وكنت حينئذ في الثانوية، كان لي رأي اغضب مني أساتذتي وبعض زملائي الشعراء الشباب. مختصر قراءتي هو الآتي: (حييتُ سفحك) قلت: دجلة نهر يجري في سهل فما موقع السفح هنا؟ ولو قال الشاعر (حييت ماءك أو حتى فيضك أو نبضك) لكان أقرب لحسن التعبير. (عن بُعدٍ فحييني) صورة مسطحة، بل ان الشاعر لم يأت بجديد فكل شعراء العامية (الشعبيين) قالوا (ردوا السلام)! (يا دجلة الخير يا أم البساتين) لا جديد ولا بديع هنا يضاف للشاعر أو القصيدة. (حييتُ سفحك ظمآنًا ألوذ به) مرة أخرى يحيي سفحًا غير موجود. ويزيد الطين بلة إذ يحيي السفح ظمآناً لا النهر! وكأن في السفوح رواءً لمن يظمأ؟ (ألوذ به) وهو مصرّ على أن دجلة جبل لا سفحًا فهو يلوذ به ..، (لوذ الحمائم) ويعرف الناس أن الطائر الذي يلازم النهر هو النورس لا الحمامة! (بين الماء والطين) وهنا لا أدري ما هي المساحة المتوافرة بين الماء والطين! لست هنا بصدد (الهجوم) على شاعر يفخر به العراقيون والعرب، لكني آمل ألا يبقى النقاد أسارى الأسماء (الكبار) فهم أمامها عاجزون فاشلون خانعون ، وهم على غيرهم متنمرون مفترسون. تحية وشكر لسعة صدر من قرأ.