أين نحن من ثقافة الحب ..
الناقل :
elmasry
| الكاتب الأصلى :
رشا المالح
| المصدر :
hayatnafs.com
تقول الحكمة القديمة إنه بالحب يحيا الإنسان، وإذا كان الحب حاجة دفينة أصيلة في نفس الإنسان فإنه لا يمكن للإنسان أن يعيش من غير الحب أو أن يتوقف عنه. والحب عند أفلاطون: «عامل خلق وإبداع بل هو عامل تربية وتهذيب والتربية ليست شيئاً آخر غير الحضور المستمر للحب».
ويستطيع الحب كما يقول كاردان أن يطور الكائنات الإنسانية وأن يجمع بينها. والإنسان الكامل هو الذي يعيش في دائرة الحب حاباً ومحبوباً. والإنسان كما يرى ذلك الفيلسوف «لن يستطيع أن يصل إلى مستوى نضجه الروحي من غير تأثير مشاعر قادرة على إثارة ذكائه وإزكاء طاقته وهي مشاعر تمتثل مبدئياً في طاقات الحب لديه». والحب الإنساني يقود إلى الشعور بالانتماء والوحدة وهو من أشد تجارب الحياة انبعاثاً للبهجة والإثارة، وبالتالي فإن الانفصال يعني السقوط في عبودية الأشياء وفقدان القدرة على الفعل. وعليه إما يتحول إلى «حالة سلبية» أو «حالة إيجابية» تبعا لمنبعه ومجراه، وفي المجمل وغالبا في مجتمعاتنا يجري الحب في قنوات قسرية تحيد عن مجراها الطبيعي، لينتج كائنا غريبا عن محيطه وعن نفسه. وقد تناول الأديب البرازيلي باولو كويلو الذي اشتهر بروايته الخيميائي، في كتبه لحالات الحب القسرية ابتداء من مرحلة الطفولة وحتى الكهولة.
ومن خلال عوالمه التي قدمها في مجموعة أعمال منها «فيرونيكا تقرر الانتحار» و»حاج كومبوستيلا» و»الجبل الخامس» و»والظاهر» و»قرب نهر بيدرا، جلست أبكي» سنقدم قراءة لمفهوم الحب بمختلف صوره بالتوازي بين جوهر ثقافته والواقع الشرقي وربما الغربي أيضا. بذرة الحب تكون العائلة بمثابة الأرض الحاضنة لبذرة الحب لدى قدوم كائن جديد إلى العالم، وبالتالي تشكل أجواءها العوامل التي ستساهم في رعاية نموها وتبرعمها أو تشوهها. ومن خلال كتابه «فيرونيكا تقرر الانتحار» يمكن الدخول إلى عالم الحب في الطفولة.»إن كنت تحبني، عليك أن تنهي وجبة طعامك»، تلك عبارة شائعة لم يخلو بيت عائلة من ترديدها أو ترديد ما هو قريب منها بصورة يومية، لتنسحب هذه المقولة على أمور وقضايا أكثر أهمية ولترتبط باهتمامات وهوايات الأبناء سيما في مرحلة المراهقة مرحلة تبلور كينونتهم».
باسم هذا الحب يفرض على الأبناء سلوكيات لا تتوافق مع ميولهم. من منا لم يعش مثل هذه المقاربة في حياته! ولكن كم هم الذين أدركوا تبعة مثل هذه المقاربات! تحت مقولة الحب، يفرض الوالدان على أبنائهم تحقيق أحلامهما الشخصية التي لم يكتب لهما تحقيقها. «أريدك أن تكون طبيبا أو مهندسا .. وترفع اسمي عاليا».
وحينما ييأس الوالدان من إقناع الابن أو الابنة باختيار مسار مختلف عما يحلمون به، يلجآن إلى سلاحهما الأخير:
»ماذا عن حبنا لك، وتضحيتنا بحياتنا لأجلك .. جل ما نرغب به ينحصر في منحك فرصة ممتازة في الحياة». وحينما لا يجدان التجاوب، يزيدان الجرعة إلى أقصاها لتبلغ حد التهديد أي الابتزاز العاطفي والفكري، «إن كنت تحبنا حقا، فإننا نرجوك باسم هذا الحب أن تفعل ما نريده منك .. لا تكن جاحدا لوالديك الوحيدين اللذين يكنان لك الحب ويبحثان عن مصلحتك».
»منذ ولادتك، بدأنا ببناء مستقبلك. أنت كل شيء في حياتنا، نجاحك هو ثمرة كفاحنا. كافحنا كثيرا لتحقيق ما هو متوفر لك الآن.. كل ذلك لأجلك فلا تحطم مستقبلك (ويقصدان أحلامنا)». ويختم الوالدين، أو أحدهما الخطاب بالقول، «إن كنت لا تحبنا.. فافعل ما شئت».
مفهوم الحب بين الرجل والمرأة :
ربما يحقق الابن حلم الوالدين سواء في اختيار دراسته أو مهنته أو المرأة التي سيرتبط بها وغير ذلك من قرارات مصيرية في حياته. ما يحدث في مثل تلك الحالات أن الابن أو الابنة يلغي ذاته ويحقق ما يريده الآخرون منه. وهذا في الواقع بداية انهيار عالمه الداخلي الذي يتهاوى تدريجيا، ليعيش دورا لا يمت له بصلة.
ولا عجب أن نجد العديد من الرجال والنساء الذين يدمرون كل ما حولهم بعد مضي جزء كبير من عمرهم لنسمع منهم، «أديت رسالتي وأريد أن أعيش الآن لنفسي»، كم فرد منا تبادر إلى ذهنه أن هؤلاء كانوا ضحية لمجتمعهم واستيقظوا فجأة في خريف العمر ليتداركوا قليلا مما فاتهم، وإن كان للأسف بصورة فوضوية تنتهي بتدمير الذات.
هذه الإرهاصات أو الضغوطات الداخلية، تحول الفرد إلى شخصية مضطربة ذات ازدواجية في السلوك، وربما غاضبة أو حاقدة تسعى لتدمير الآخرين بداية، ثم نفسها لاحقا وذلك على المدى البعيد، أو في أحسن الأحوال شخصية سلبية لا تملك أي تفاعل إيجابي مع الحياة. وهكذا يصبح «الحب» في نظر الابن أو الابنة البارة كابوسا .. قيدا حرمه من أحلامه ومن نفسه .. ومن هنا ينشأ الاغتراب عن النفس ولاحقا الأمراض النفسية.
ما الذي يجعل شخصا ما يكره نفسه؟
ربما الجبن .. أو الخوف الدائم من أن يكون أقل مما هو متوقع في مقياس رضا أو إعجاب الآخرين سيما عائلته. ومثال آخر على تبعات الحب السلبية، الحب المتفاني. فهذا الحب السخي المعطاء بلا حدود الذي يكون محور حياة الأم أو الأب والذي لا يمنح فسحة من الراحة للواهب أوالمتلقي، يولد في المتلقي إحساسا بالذنب وحاجة قسرية للارتقاء لمواكبة ذلك العطاء، مما يدفعه من دون وعي منه إلى إلغاء ذاته والعيش في فلك الواهب، ولتكون حياته جهادا دائما ليقدم ما هو مواز للعطاء.
وهكذا تتمحور حياة المتلقي حول الرغبة في تحقيق طموحات وتوقعات الواهب، حتى لو تطلب الأمر التخلي عن جميع أحلامه الشخصية وبذا فإنه يفقد نفسه وهويته وفرديته.
تلك التوقعات والآمال غير المعلنة والتي يعبر عنها بصورة غير مباشرة من خلال الإشارة إلى رموز النجاح التي يراها الواهب سواء بالكلمات أو بإطلالة عينين كسيرتين زاهدتين لدى ذكر أحد الرموز، تدفع المتلقي اليافع إلى دفن ووأد أحلامه في الأعماق.
وكلما تنامت التضحية كلما ازدادت الإرهاصات في ذات الشاب أو الشابة، حتى يأتي اليوم الذي تتفجر فيه في إطار المجتمع سواء في تحميل الآخرين إثم إحباطهم الداخلي أو الإصابة بالاكتئاب أو أي من الأمراض النفسية أو العصبية. ذلك ما عرضه باولو في روايته من خلال أبطال شخصياته التي تعيش في مصحة للأمراض النفسية، فمنهم من حاول الانتحار ومنهم من أصيب بالاكتئاب الذي شخص بالشيزوفرنيا ومنهم من تعرض لحالة انهيار عصبي وغير ذلك من أمراض المجتمع.
والأمثلة على مثل تلك النتائج عديدة في مجتمعاتنا، فكم من الشبان هم الذين يحملون كما هائلا من الغضب وعدم الرضا عن النفس، ماذا عن الازدواجية واتخاذ المهنة وسيلة للنيل من الآخرين، والزوج من الزوجة أو العكس، والحماة من الكنة ، حيث يسعى كل منهم لتحويل حياة من هم أضعف منه إلى جحيم بهدف التخفيف عن عبئه النفسي الداخلي.
كيف يموت الحب بعد الزواج؟
يقول باولو «دعونا نتخيل كم من ملايين البشر في هذه اللحظة، يشعرون أنه لا معنى لحياتهم سواء كانوا أثرياء أو ناجحين على الصعيد المهني أو الاجتماعي، وذلك لكونهم في هذه اللحظة يشعرون بالوحدة، تماما كالأمس وربما الغد أيضا.
»طلاب، بلا أصدقاء يلجأون إليهم. كبار في السن، لا تسلية لهم سوى الجلوس قبالة التلفاز. رجال أعمال في غرف الفندق، يتساءلون إن كان ما يفعلونه له أي جدوى. نساء يتزين بعناية ليخرجن إلى الرفقة أو الشريك، فقط للتأكد أنهن مازلن مرغوبات، وهن يخشين أي تواصل أو تعارف يمكن أن يظهر حاجتهن لشريك، أو جهلهن بما يدور من أحداث في محيط الحياة بسبب انشغالهن الدائم في العمل وتربية الأبناء وغير ذلك...
»وأشخاص ينظرون إلى أنفسهم في المرآة ويعتقدون أنهم قبيحون، إيمانا منهم أن الجمال هو الأهم في الحياة، ويقضون أوقاتهم في قراءة المجلات عن كل من هو جميل وثري ومشهور».
ربما كانت تلك النماذج التي استعرضها باولو بعيدة عن مجتمعاتنا في الماضي، ولكن مع انفتاح العولمة والفضائيات وسيادة العالم الاستهلاكي، باتت تلك النماذج جزء لا يتجزأ من عالمنا الشرقي.
»أزواج وزوجات يتوقون إلى حوار مع الآخر في المساء، كما في بداية الزواج، لكن دوما هناك أمورا وقضايا أكثر أهمية تتطلب اهتمامهم. أما الحوار فدوما مؤجل إلى الغد الذي لا يأتي مطلقا.
»نسمع من شخص ما انفصل حديثا يقول، «الآن، أستطيع الاستمتاع بحريتي التي طالما حلمت بها»، لكن هذا غير صحيح، لا أحد منا يريد هذه الحرية. جميعنا نرغب في أن يكون لدينا شريك يشاطرنا حياتنا، يحبنا ونحبه نتناقش معه في أي موضوع كان مهما كان تافها.
»من الأفضل العودة إلى المنزل لنواجه بعض المنغصات الصغيرة، على أن نكون بمفردنا بالمطلق. ونحن هنا نتحدث عن الوحدة التي فرضت علينا وليس بخيارنا».
إلا أن الكثيرين، وهم في ازدياد، يحجمون عن الدخول في تجربة ارتباط جديدة، ولسبب بسيط يتمثل في الخوف من الوقوع في فخ هيمنة المجتمع عليهم، فالزواج في الشرق لا ينحصر بالشريك فقط بل يضم جميع أفراد عائلته وأقربائه والذي يمنحهم الحق للتدخل في مسار طبيعة حياة الشريك وخصوصيته.
بعد استعراض هذه المقتطفات من كتاب «الظاهر « لباولو، سندخل في عمق الحياة الزوجية التي يخبو الحب فيها بين الزوجين بعد مضي بضعة سنوات، ليجزم الأغلبية أن الحب الذي نبض في القلب كان مجرد نزوة أو انجذاب كيميائي وغير ذلك من مبررات.
لنستعرض في البداية مخزون فكر كلا الطرفين عن مفهوم الارتباط سيما في مجتمعاتنا الشرقية. بالنسبة للزوجة فالغالبية من النساء ترى في الزواج الاستقرار العائلي والمادي حيث يتمثل دورها ومهمتها في الحفاظ عليه وحمايته من أية تغيرات أو مستجدات قد تهدد أمنه سيما على الصعيد المادي والأهم من ذلك التغير الفكري الذي لا تضعه في الحسبان بداية. أي أن دورها ينحصر في التمسك بالوضع المستقر كما هو عليه عند الزواج ليتحول إلى رتابة وروتين مدى الحياة.
أما فيما يتعلق بالرجل فهو يرى في الارتباط تكوين أسرة بمثابة امتداد له، ومهمة المرأة تتمثل بعد الزواج في الحفاظ على راحته وتلبية احتياجاته وأبنائه، ليكون بيته ملاذه الآمن بعد نهاية يوم شاق. كل ذلك من دون أن يعي كلاهما حاجته الإنسانية إلى شريك له في الحياة يشاطره أفكاره وهمومه، وتأملاته.
وبذا يتم الارتباط على مبدأ مادي موضوعي، ليكتشف كلا الطرفين بعد مضي بضعة أعوام بأن كل منهما يعيش وحدة قاسية مع نفسه على الرغم من قيام كل منهما بواجباته على أكمل وجه.
وذلك لكون دور كل منهما لا يكمل إنسانية الفرد في داخلهما. ويتم التعبير عن تلك الوحدة بتذمر كلا الطرفين من رتابة الحياة ويسعيا إما إلى كيل الاتهامات للآخر في أية فرصة متاحة أو التقوقع على الذات والانحسار عن المحيط أو البحث خارجا عن ملاذ آني، وإن اتفق الطرفان على أمر واحد فقط وهو أن الحب بعد الزواج يخبو ويضمحل ويتحول إلى مؤسسة أكثر بيروقراطية من أية مؤسسة أخرى عرفها التاريخ.
كيف يخبو الحب الأمثل ؟
نموذج آخر لتلاشي الحب بعد الزواج، حينما يرتبط شخصان متفردان لهما تطلعاتهما في الحياة التي تتجاوز الروتين الطبيعي للحياة الزوجية، وهو ما تناوله باولو في كتابه «الظاهر» بصورة عميقة ودقيقة والمتمثل في المقولة، كيف يموت الحب بعد زواج مثالي.
يتمثل ذلك حينما يتعرض الزواج لبعض المنعطفات، وعلى سبيل المثال حينما يعلن أحد الطرفين عن حاجته أو رغبته في تغيير مهنته أو الانتقال إلى العمل الحر أو العكس أو حينما تقرر الزوجة متابعة تحصيلها العلمي أو البحث عن فرصة عمل لتحقيق ذاتها وغير ذلك من أمثلة.
إن ما يحدث في مثل تلك المنعطفات، هو أن طموح أو تطلعات أحد الطرفين لحياة أفضل سيما إن تمكن من التقدم في المسار الجديد، يهدد الآخر الذي يتمسك بالاستقرار والرتابة، ويشعره بفقدان الأمان وهو في الواقع إحساسه بالدونية أمام الطرف الآخر. وعليه يبدأ الطرف المتمسك بالثبات بخوض معركة مع الآخر لسحبه إلى الوراء إلى دائرة الثبات، والنتيجة غير بعيدة عن الواقع فإما أن يستسلم المتقدم ليعيش مرارة الحياة ويعزل نفسه عن الآخر أو ينفصل الاثنان ويجهض الحب الذي كان في البداية متألقا.
نتجرد من الحب حينما نغتال أحلامنا ..
وفي النهاية لا أدل من الصورة التي رسمها باولو لمسيرة حياة الإنسان في كتابه «الحاج كومبوستيلا» وهو بمثابة رحلة تأمل للنفس والحياة معا. »إن المعركة الجيدة، هي التي نخوضها بهدف الدفاع عن أحلامنا. حينما كنا فتيانا، كانت أحلامنا تتفجر في داخلنا بملء طاقتها. كنا حينها نتحلى بالشجاعة، إلا أننا لم نكن قد تعلمنا بعد كيف نحارب. وحينما تعلمنا كيفية المحاربة بعد جهد كبير فقدنا شجاعتنا للدخول في صراع جديد».
»وعليه، انكفأنا على أنفسنا ليستمر الصراع في داخلنا فقط، ولتصبح ذاتنا ألد عدو لنا. ونردد لأنفسنا بأن أحلامنا كانت طفولية أو صعبة المنال وبعيدة عن الواقع. وبذا نقتل أحلامنا خوفا من مواجهة معركة جديدة. ونقنع أنفسنا أننا من خلال تخلينا عن أية مطالب تزيد عما نريد تقديمه، فإننا ننشد السلام».
»كما نعتقد بأننا نتصرف كناضجين، وبحكمتنا نركن جانبا أحلام شبابنا، ونبحث عن انجازات على الصعيد المهني أو العام. ولشد ما نفاجأ حينما نلتقي بأشخاص من عمرنا لا يزالوا يتحدثون عما ينشدونه من الحياة».
»لكن الحقيقة المرة، أننا ندرك ونعي في أعماق قلوبنا بأننا تخلينا عن معركتنا الخاصة بأحلامنا. وحينما نتخلى عن أحلامنا، فإننا نعيش حالة السكينة لفترة زمنية قصيرة. إذ أن الأحلام الميتة في داخلنا تبدأ بالتعفن لتفسد حياتنا بأكملها».
»في البداية، نصبح قساة في التعامل مع من حولنا، ومن ثم نوجه تلك القسوة إلى أنفسنا. حينها تبدأ الأمراض الجسدية والنفسية بالهيمنة علينا».
ترى إلى أية فئة كل منا ينتمي؟ وما هو السبيل لتحرير الحب من تشوهاته؟!
«للحب قصة أخيرة» ..
للسينما العربية نصيبها وافر من قصص الحب على مر تاريخها ومنها فيلم «للحب قصة أخيرة» وهو من الأفلام الكلاسيكية الحديثة التي فازت بالعديد من الجوائز، وهو من بطولة معالي زايد ويحيي الفخراني وتحية كاريوكا ومن تأليف وإخراج رأفت الميهي عام 1986. تدور أحداث الفيلم في جزيرة في النيل، وتظهر الأحداث كيف يصمد الحب في وجه العديد من التحديات كالخرافة والمرض والتصدي للموت وإعادة تشكيل مفاهيم المجتمع.
ويحكي الفيلم قصة المدرس رفعت الذي يصاب بمرض في القلب ويصر على الزواج من سلوى الفقيرة والغريبة عن حى الوراق، رغم معارضة والدته التي تحاول إقناعه بتطليقها مقابل حقه فى الميراث. تخاف سلوى على حياة زوجها لمرضه ورغم عدم إيمانها بالمعجزات تلجأ للتبرك بالشيخ التلاوى والقديسة دميانه.
يتفق رفعت مع صديقه الدكتور حسين لإيهام سلوى أن هناك خطأ في التشخيص وأنه سليم، فتعتقد أن المعجزة تحققت. تحاول الأم إقناعه بالسفر للعلاج في الخارج وترك زوجته فيرفض. تنتاب رفعت أزمة قلبية وهو في طريقه إلى المدرسة ويموت، يقوم زملاؤه بإبلاغ زوجته بوفاته. تصدم سلوى وتفقد إيمانها بكل رموز الشعوذة وتبدأ في تكسيرها.