كلمة حول الجهاد في أفغانستان
الناقل :
SunSet
| الكاتب الأصلى :
الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز
| المصدر :
www.binbaz.org.sa
موضوع الجهاد في أفغانستان، ذلكم أن الجهاد في تلك المنطقة يلاحظ أن له حاجة ماسة إلى الدعم والمؤازرة من قِبل المسلمين، كذلك الناس في حاجة إلى معرفة الحكم الشرعي لذلك الدعم وتلك المؤازرة، وأيضاً عن المشاركة الفعلية مع إخواننا في أفغانستان، وأعني بها المشاركة
الجهاد في سبيل الله من أفضل الأعمال والقربات، بل ثبت عنه صلى الله عليه وسلم ما يدل على أنه أفضل الأعمال، قالت عائشة رضي الله عنها: نرى الجهاد أفضل الأعمال يا رسول الله، قال: (لكُنَّ جهاد لا قتال فيه: الحج والعمرة) وأقرها على قولها: أفضل الأعمال. وقال عليه الصلاة والسلام لما سئل عن شيء يعدل الجهاد؟ قال: (لا أعلمه)، ثم قال: (مَثَل المجاهد في سبيل الله كمثل الصائم القائم القانت بآيات الله لا يفتر من صوم ولا صلاة حتى يرجع المجاهد)، وقال عليه الصلاة والسلام: (مثل المجاهد في سبيل الله -والله أعلم بمن يجاهد في سبيله- كمثل الصائم القائم)، وقال: (تضمن الله للمجاهد في سبيله إن توفاه أن يدخله الجنة أو يرجعه سالماً مع ما نال من أجر أو غنيمة)، وقال عليه الصلاة والسلام: (إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيله، ما بين كل درجتين مثل ما بين السماء والأرض)، وقال عليه الصلاة والسلام لما سئل أي الناس أفضل؟ قال: (مؤمن مجاهد في سبيل الله)، فهذا يدل على عظيم فضل الجهاد، وقد قال الله عز وجل: انْفِرُواْ خِفَافًا وَثِقَالاً وَجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (41) سورة التوبة، وقال سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ*تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ*يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ*وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (10-13) سورة الصف، فهذا خير عظيم، وقال سبحانه: إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ.. الآية (111) سورة التوبة، والآيات والأحاديث في فضل الجهاد كثيرة جداً، يصعب حصرها لكثرتها، والجهاد في الأفغان من أفضل الجهاد، وهو جهاد شرعي، جهاد في سبيل الله، جهاد لأخبث دولة، وأكفر دولة التي هي الدولة الشيوعية، فينبغي للمسلمين أن يدعموا هذا الجهاد، بل يجب عليهم أن يدعموا هذا الجهاد، وأن يساعدوا المجاهدين بالنفس والمال، ولا سيما الدول الإسلامية والأغنياء والأثرياء يجب أن يدعموا هذا الجهاد، وأن يساعدوا المجاهدين، ويجب على من تيسر له أن يجاهد بنفسه أن يشارك في هذا الخير العظيم؛ لأنه عمل صالح وجهاد لأخبث دولة وأكفر دولة، وفيه حماية لبلاد المسلمين وصيانة لبلاد المسلمين، ومساعدة للمظلومين والمنكوبين من إخواننا الأفغان المجاهدين والمهاجرين منهم. فالواجب على جميع المسلمين على جميع الدول الإسلامية أن يعنوا بهذا الجهاد، وأن يولوه غاية العناية وأن يدعموا بما يستطاع من مالٍ ونفس، لكن ليس لمن أراد الجهاد وله والدان أو أحدهما أن يجاهد حتى يستأذنهما، أو يستأذن الموجود منهما، لقوله صلى الله عليه وسلم لما سئل أي الأعمال أفضل؟ قال: (إيمان بالله ورسوله)، وفي لفظ قال: (الصلاة على وقتها)، قيل: ثم أي؟ قال: (بر الوالدين)، قيل: ثم أي؟ قال: (الجهاد في سبيل الله)، فجعل الجهاد بعد الوالدين، وجاءه رجل يستأذنه في الجهاد، فقال: (أحي والداك؟) قال: نعم، قال: (ارجع فاستأذنهما فإن أذنا لك وإلا فبرهما)، وبكل حال فهذا الجهاد في سبيل الله له شأن عظيم، ولا أعلم في الوقت الحاضر جهاداً أفضل من الجهاد في أفغانستان ضد أعداء الله الشيوعيين، وقال عليه الصلاة والسلام: (من جهّز غازياً فقد غزى، ومن خلفه في أهله بخير فقد غزى)، نسأل الله أن يوفق المسلمين لما فيه رضاه، وأن يوفق إخواننا المجاهدين في الأفغان لما فيه رضاه، وأن يعينهم، وأن ينصر بهم الحق، وأن يجمع كلمتهم على الحق، وأن يخذل أعداء الإسلام أينما كانوا، وأن يوفق المسلمين في كل مكان لمساعدة إخوانهم المجاهدين في أفغانستان بكل المستطاع من نفسٍ ومال. والله المستعان. المقدم: الواقع سماحة الشيخ هذا البلد فيه كثير من الخير، وفيه كثير من العطاء، وأهله يتنافسون على الخير، إنما هم في حاجة ولا شك إلى التذكير بين كل فترةٍ وأخرى لعلنا لا ننسى المشروع الذي تبناه المفكر الإسلامي جارودي، وعندما توجهت إحدى الصحف وهي جريدة الرياض بدعوة الناس إلى التبرع لهذا المشروع غطيت نفقاته جميعها في ساعة واحدة فقط، ولعله من المناسب هنا أن نذكر إخواننا المسلمين ويتفضل سماحة الشيخ أيضاً بتذكيرهم من منبر برنامج نور على الدرب لعلهم أيضاً يتذكرون إخواناً لهم في أفغانستان وهم يعانون من المرض ومن الجوع فضلاً عن حرب الدولة الشيوعية لهم. الشيخ: وهذا بحمد الله واقع، فإن المسلمين هنا بحمد الله يساعدون مساعدات كثيرة والحمد لله، وتجمع بواسطة الجهات المسؤولة وهي محل السبيعي ومحل الراجحي والبنك الأهلي وبنك الرياض تجمع عند هؤلاء المساعدات، وترسل بحمد الله بواسطة لجنة مأمونة من باكستان لمساعدة المجاهدين والمهاجرين وهم اللاجئون، وهذا بحمد الله مستمر من دهرٍ طويل، والدولة بحمد الله وفقها الله قائمة بذلك ومعتنية بهذا الأمر، فنسأل الله أن يوفق إخواننا لمزيد من الدعم والجهاد، ويوفق الدولة لما يرضيه، وأن يعينها على كل ما ينفع إخواننا المجاهدين، وأن يعينها أيضاً على نقل هذه المساعدات وتوزيعها بين المجاهدين والمهاجرين على الوجه الذي يرضي الله، وعلى الوجه الذي ينفع الجميع، المجاهد والمهاجر إنه خير مسؤول. المقدم: لكن التذكير بين كل فترةٍ وأخرى سماحة الشيخ ما هو دوره؟ الشيخ: منذ أيام ٍ قليلة نشر بهذا تذكير في الصحف المحلية وفي الإذاعة من أعضاء الهيئة الشعبية التي تتلقى المساعدات للمجاهدين ويرأسها سمو الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض، وأنا عضو في هذه الهيئة وهم بحمد الله نشيطون في ذلك، نسأل الله أن ينفع بالأسباب.