ستة دروس صعبة تعلمتها نوكيا من ابل
الناقل :
elmasry
| الكاتب الأصلى :
شبابيك
| المصدر :
www.shabayek.com
لتقليل حدة النقاشات الدائرة في المدونة بعد آخر مقالتين لي، أقدم لكم هنا مقالة من النوع الساخر، أقدم فيها لشركة نوكيا بعض الدروس والتي تخرج بها من المنافسة مع شركة ابل بهاتفها آي فون. رغم أن المقالة ساخرة، لكن كل معلومة فيها صحيحة وموثقة، والحكيم هو من اتعظ بغيره، فبلوغ القمة سهل، لكن البقاء هناك صعب، والتوقف عن الابتكار يعادل توقف القلب عن العمل في الجسم البشري.
بداية، الأوقات الحالية صعبة للغاية على المركز المالي لشركة نوكيا:- المبيعات العالمية في تناقص، الأرباح إلى تراجع، نصيبها من السوق العالمية للهواتف النقالة / الجوالة / الموبايلات في تآكل. بعدما كانت القيمة السوقية لشركة نوكيا في عام 1999 قرابة 203 مليار دولار (أكبر قيمة لشركة أوروبية في وقتها)، فإن قيمتها السوقية اليوم هي فقط 44 مليار دولار. هبطت نوكيا 30
مرتبة
على تقييم أشهر العلامات التجارية لتحل في المرتبة 43 ولتخسر 58% من قيمة علامتها التجارية. في عام 2009، أعلنت نوكيا عن تحقيق أول خسارة فصلية لها منذ اعتمدت نظام المحاسبة الفصلي (الفصلي = كل ربع سنة) في عام 1996. وأما القاصمة فكانت حين خرج الخبر من وول ستريت جورنال ليقول أن
كبار المستثمرين في شركة نوكيا غير راضين
عن المدير التنفيذي لنوكيا: أولي-بيكا كالاسفو، وأنه سيبحث عن وظيفة جديدة بمطلع الشهر المقبل! حسنا، الدروس التي حصرتها ستة، وهي كالتالي:
1- إذا قاضيناهم، فإنهم سيقاضوننا بدورهم
في أكتوبر 2009 رفعت نوكيا قضية تعدي على براءات الاختراع ضد ابل، عاجلتها ابل بعدها في شهر ديسمبر من العام ذاته
بقضية مضادة
سردت فيها عدة تعديات من نوكيا على براءات اختراع لشركة ابل. يزداد الأمر قبحا، إذ طالبت نوكيا و ابل
بمنع التعامل
في منتجات الأخرى في السوق الأمريكية بسبب القضايا المرفوعة.
2 – الرؤساء التنفيذيين المخضرمين أفضل أداء من المحامين أصحاب الملابس الفاخرة
التحق الأنيق دائما وخريج القانون،
أولي-بيكا كالاسفو
، بالعمل لدى شركة شركة نوكيا في عام 1980 وتنقل في مراتب إدارية حتى بلغ أعلى منصب فيها في عام 2006، “سي إي او CEO” أو المدير التنفيذي الرئيس، ليشهد العام التالي (2007) بداية تدهور مرتبة نوكيا على مستوى العالم، وهو العام الذي شهد إطلاق أول هاتف آي فون. على الجهة الأخرى يقابله ستيف جوبز، أكبر رأس في شركة ابل، الحاصل على لقب
أفضل مدير تنفيذي عن العقد
(عقد = 10 سنوات)
من مجلة فورتشن
في عام 2009، وهو رجل له باع طويل مع الإبداع والأرباح وإنقاذ الشركات من الإفلاس.
3 – نسخ أعمال الآخرين بكل فخر لا يفيد
في عام 2007 وحين أعلنت نوكيا عن هاتفها نوكيا ان95
وجه صحفي سؤاله
إلى انسي فنجوكي، المدير العام لقسم الوسائط المتعددة لدى نوكيا عن التشابه الكبير بين
نوكيا ان95
واجهة استخدام تجريبية و بين آي فون، فرد عليه بلغة الواثق من نفسه:
إذا كان هناك أي شيء جيد في هذا العالم، فسننسخه بكل فخر
. هذا الفخر لم يفد نوكيا، فلا زالت هواتفها لم تحقق الوعود المبذولة من أجل تسويقها، ولا زالت هواتف نوكيا تعاني من نظام تشغيل عتيق غير قادر على مواكبة المنافسة.
4 – إطلاق طراز جديد كل سنة أفضل من كل أسبوع
تشتهر نوكيا بأنها تطلق طرازات كثيرة جدا من هواتفها، تذهب كل منها إلى أسواق مختلفة، ما يجعل متابعة الفرق بين هذا وذاك صعبا على المشتري النهائي. هذا الزخم السريع جعل الفروق طفيفة بين طراز والتالي، كما أن المستخدم يكره أن يصبح الهاتف الحديث الذي اشتراه لتوه منذ 3 أشهر قديما بسبب طائفة من الهواتف التي تلته. وأما الأهم، فلقد أثبتت ابل وبشكل عملي أن المستخدمين على استعداد لشراء هاتف جديد كل سنة!
5 – المستخدمون يريدون هواتف على الموضة، وتعمل باللمس المتعدد
كما قلت في أكثر من مرة من قبل، عقيدة التصنيع لدى شركة نوكيا قامت على استعمال المفاتيح والأزرار للتعامل مع الهواتف، وحتى اليوم تجد إصرارا شديدا من داخل نوكيا على ذلك، دليلي هو قلة جاذبية منتجات نوكيا عند مقارنتها بما لدى ابل في جعبتها من إبهار. سيختلف كل العرب من محبي نوكيا معي في هذه النقطة، ولهم أقول العبرة بالمبيعات لا الكلمات، الكلام لا يساوي الجهد المبذول في قوله، ما يهم هو حساب الأرباح والخسائر، امدحوا في نوكيا كما تشاؤن، لكن يجب أن تترجموا مديحكم هذا بالمال والشراء.
6 – العرب وأنصاف العرب قادرون على النيل منا
كما يعرف كل محب لشركة ابل فإن ستيف جوبز هو في الأصل
ابن لأب سوري
تخلى عنه من أجل التبني، ولذا فهو نصف عربي. على الجهة الأخرى، كانت السوق العربية الملعب المريح لشركة نوكيا، تطرح فيها أحدث هواتفها بأسعار مرتفعة كثيرا في البداية، وكانت السوق العربية كريمة مع نوكيا، تشتري منها هواتفها مهما غالت في أسعارها. اليوم تحول الموقف تماما، وأصبح الهاتف المبهر (الكووول) هو آي فون وبي بي (بلاك بيري). هذا التحول أجبر نوكيا على تقليل هوامش ربحها في هواتفها حتى تغري مستخدميها القدامى بالبقاء معها، لكن بلا فائدة مالية أو ربحية ملموسة. (أكرر مرة أخرى، العبرة بالأرباح والمبيعات، وليس الكلمات أو الثناء والمديح والهجوم).
طبعا، قد يظن قارئ أني شامت في نوكيا أو أسخر منها حبا في السخرية، وهذا غير صحيح، فكما ذكرت من قبل، المنافسة مهمة للغاية، ولولا شركة ابل لكنا للآن ننقر الأزرار ونضغط على المفاتيح ونعاني مع طلاسم نظام التشغيل سيمبيان. مقالة مثل هذه هدفها أن تفوق نوكيا من سباتها، وتعود لتنافس في حلبة الإبداع، فالمنافسة مطلوبة دائما، ويجب أن نبقيها حية، لأنها في صالح المستخدمين. كذلك، من ينظر بعين الحكمة، سيجد هذه الأخطاء تقع فيها الكثير من الشركات الأخرى، ومن تعلم من أخطاء غيره وفر على نفسه الكثير.
سؤالي والذي أختم به،
هل هناك دروس أخرى فاتني ذكرها
؟
(الصورة من AP)