الكل قادر على النجاح

الناقل : elmasry | الكاتب الأصلى : شبابيك | المصدر : www.shabayek.com

كانت تجربة جميلة السفر إلى قطر وحضور ملتقى مدونات: آفاق التدوين، والتعرف على هذا الكم الجميل من المهتمين بالتدوين في العالم العربي، خاصة الصديق محمد بدوي الذي أراه في طريقه ليكون واحد من الخبراء العرب في مجال الشبكات الاجتماعية وعبقرية إلقاء الخطب بعفوية وأشياء كثيرة أخرى، كذلك عمار توك والذي صمم عرضا تقديميا استحق أن يكون تحفة فنية، كذلك عرض مجموعة من الإحصائيات التي لم أتمكن من تسجيلها لأني كنت على المنصة، وليس في صفوف المشاهدين، سامحنا عمار!

شبايك و بدوي

الطريف أني كنت أظن أني ترتيبي في التحدث هو الثالث، لكني فجأة وجدت منظمة الملتقى تقدمني بعد المتحدث الأول وتطلب مني الصعود لإلقاء كلمتي، ولذا ستجدون كلمتي هنا ارتجالية بعض الشيء، وكنت أتمنى لو عرضت لكم بعض الصور من اللقاء، ولكن المنظمون وضعونا على المنصة تحت الأضواء، الأمر الذي حد من حريتنا في التقاط الصور وتدوين الملاحظات، على أن العديد ممن حضروا الملتقى قدموا تغطية شاملة وكافية، مثل مدونة تقليب نظر التي سعدت بلقاء صاحبها محمد لشيب.

على أن أهم ما خرجت به من هذه التجربة هو مقابلة بعض متابعي مدونتي وجها لوجه، والتعرف منهم على أرض الواقع مدى ما استفادوه مني ومن مقالاتي، كذلك سعدت حين قامت طالبتان من جامعة الإعلام في قطر بتوجيه سؤالين فقط لي، الأول أظنه كان عن المحتوى العربي على انترنت، والثاني عن التربح من المدونات، ما يدل على مستوى وعي ودراية عال جدا بأمور التدوين، كذلك تحدثت مع كثيرين وجدتهم أصحاب تجارب جميلة في التدوين، وقطعوا شوطا لا بأس به أبدا، الأمر الذي يبعث على التفاؤل والأمل بخصوص مستقبل التدوين العربي بشكل عام.

ثم كان أن قابلت محمد، الذي أخبرني أن مقالاتي هنا غيرت في حياته، فكان أن سألته سؤالي الممل المزعج، كيف غيرت، وهل من آثار ملموسة وفعلية لهذا التغيير؟ ثم كان أن أكدت له أن الكل قادر على النجاح، وعرضت بعضا من الحقائق التي تؤكد كلامي هذا، ولقد وجدت أن هذا الأمر يستحق أن يكون مقالة قائمة بذاتها، أضعها لكم هنا…

بداية نحن نؤمن بالله وبرسوله، وبكتابه وبسنة نبيه، ولقد قال الله عز وجل في محكم التنزيل: صنع الله الذي أتقن كل شيء ( سورة النمل : من آية 88 ) – بمعنى أحسن كل شيء خلقه – ونحن معاشر البشر نقع ضمن تصنيف خلق الله، أي أننا صناعة آلهية متقنة.

ثم تأتي الآية 70 في سورة الإسراء وتقول: وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ، أي أننا صناعة آلهية متقنة ومكرمة، ويرى بعض العلماء في تفسير هذه الآية أن صورة هذا التكريم هو العقل، وأنا أرى أن التكريم لا يقف عند هذا الحد فقط، بل هو العقل وزيادة.

ثم اختم بالآيتين 16 و 17 من سورة الأنبياء: وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ * لَوْ أَرَدْنَا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْوًا لَاتَّخَذْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا إِنْ كُنَّا فَاعِلِينَ - أي أن الله عز وجل لم يخلقنا عبثا، بل لحكمة ولغاية ولسبب، كذلك فما يحدث لنا من مشاكل وما يقابلنا من مصاعب وتحديات ومصائب في حياتنا كلها، فهو لـسبب ولـعلة ولـحكمة، فهمناها أم غابت عنا فهذا لا ينفي وجودها.

مما تقدم ستتفق معي حتما أن كل واحد منا يحمل داخله الكثير من الكنوز، سواء أدركنا وجودها أم لا، ولا يحتاج الإدراك سوى لعقل مقتنع بهذه العطايا والمزايا الفردية، يعمل بعدها على حل مشاكله، بشكل يتفق مع هذا التكريم وهذا الإتقان الإلهي. كم من قصص قرأناها لأناس اقتنعوا بفكرة، ثم خرجوا للحياة ونفذوها، رغم قلة ما توفر لهم من إمكانيات ومن معطيات لتحقيق أفكار مثل هذه؟

في رأيي الشخصي، أرى أن العقبة الفعلية التي تمنع نجاح أي منا هو العقل، الذي لو اقتنع من داخله أنه لا يمكن أن ينجح، فمن يمكنه أن يقف أمام عقل مقتنع بفكرة ما؟ الآن، لو اقتنع هذا العقل بأن النجاح ممكن، لأن الصانع والخالق أتقن صنعته وأكرمها، وبالتالي هذه الصنعة حتما قادرة على تقديم الكثير والكثير. هذه القناعة ستريح النفس، الأمر الذي سيجعل العقل يعمل بشكل أفضل للبحث عن حلول عبقرية لحل كل مشكلة تواجهه، حتى تحقيق النجاح.

مما تقدم أجد أن كل فرد منا قادر على النجاح، بكل التعريفات المتوفرة لهذه النجاح، وأرى أدلتي تؤكد زعمي هذا. أنا لا أقلل من قدر المشاكل والمصاعب، أنا أؤكد على حقيقة أنه مهما واجهنا منها، فلدينا كنز داخلي – يمكنا من تخطي كل هذه الصعوبات، وإذا استقرت هذه القناعة داخلنا، فلا أجد عائقا يحول بينا وبين النجاح الذي نريده، أم ماذا ترى؟

ختاما هذا هو العرض التقديمي الذي أعددته للعرض خلال الملتقى، وهو في غاية الاختصار :)