ملخص كتاب مباشرة من دل – ج2

الناقل : elmasry | الكاتب الأصلى : شبابيك | المصدر : www.shabayek.com

وهنا دخل الكمبيوتر
في شباب مايكل، كان
كمبيوتر ابل 2 الأكثر شهرة في الولايات المتحدة، وكان له ألعاب كثيرة، وكانت مجلة بايت تتحدث عنه وعن مكوناته البسيطة، وكان محرك الأقراص المرنة مقاس 5 وربع بوصة البدعة الجديدة والتقدم العلمي الفظيع وقتها. وعمره 15 سنة، حصل مايكل على حاسوبه الأول، وكم كانت دهشة والديه حين رأوه يحمل كنزه الثمين إلى غرفته، ثم يخرج آلاته من مفكات وبراغي، ويفك كل قطعه في حاسوب التفاح المسكين – لقد كان مايكل يريد أن يعرف كيف يعمل الحاسوب من الداخل. لا تقلق، تمكن مايكل بكل سهولة من إعادة كل قطعة إلى مكانها وعمل الحاسوب مرة أخرى.
في عام 1981، قدمت شركة IBM للعالم أول كمبيوتر شخصي، وسرعان ما تحول مايكل من استعمال حاسوب التفاح الذي كان يتميز بكثرة ألعابه، إلى حاسوب IBM الذي كان يتميز بالقوة في المعالجة، والتوجه لقطاع الأعمال. وقتها، سرعان ما أدرك مايكل أن المستقبل سيكون لمن يهتم بقطاع الأعمال! واستمر حب مايكل في معرفة كيف يعمل حاسوب IBM لكن هذه المرة تطور حبه فترقى لمعرفة كيف يمكن تحسين أداء حواسيب IBM عبر ترقية مكوناتها.
قبل تحول الاسم إلى كومدكس، كان مؤتمر الكمبيوتر المحلي بمثابة تجمع محبي وهواة الكمبيوتر، للتعرف على الجديد في هذه الصناعة، وفي عام 1982 كان مايكل حصل على رخصة قيادة وسافر ليحضر هذا المعرض ليشبع هوايته الجديدة. الطريف أن في هذا العام شاهد مايكل تحفة تقنية متقدمة، أول قرص صلب سعته 5 ميجا بايت. حضور هذا المعرض سمح لمايكل بالتعرف على مزودي ومصنعي وتجار مكونات الكمبيوتر، وتعرف على أسعارهم، وكان هذا الوقت يشهد بيع شركة IBM لحواسيبها بسعر قدره 3 آلاف دولار، في حين كانت تكلفة تجميع المكونات ذاتها من 600 إلى 700 دولار.

كانت محلات بيع الكمبيوتر هي ذاتها التي كانت تبيع قبلها أجهزة الراديو والكاسيت والتليفزيونات والثلاجات، وبالتالي لم تكن هذه المحلات قادرة على شرح قدرات أي حاسوب كما ينبغي، أو تقديم خدمة ما بعد البيع. بدأ مايكل يقدم خدمات ترقية مكونات الحواسيب، وكانت الأمور لتمشي على أفضل ما يرام، لولا أن أهل مايكل تدخلوا، وطلبوا منه التوقف عن هذا الهراء، والاهتمام بتعليمه الجامعي الذي كان على وشك أن يبدأ، وهكذا رحل مايكل في سيارته BMW التي اشتراها من أرباح بيع اشتراكات الجريدة، وفي الحقيبة الخلفية للسيارة 3 حواسيب مخفية بعناية عن عيون والديه!
أهلا بالجامعة
في البداية، كان مايكل شديد الاهتمام بالدراسة الجامعية – وهو يؤكد في كتابه لكل قارئ شاب على أهمية التعليم الجامعي، وأنه لا يدعو القارئ لتكرار ما سيفعله هو بعد سطور قليلة – لكن العام الأول كان مملا بشدة – عند مقارنته بفكرة بدء نشاط تجاري خاص بمايكل. كانت ميزة الجامعة التي قصدها مايكل أنها كبيرة جدا، إلى حد أنه كان يصعب على أي فرد ملاحظة ما يفعله الآخر، الأمر الذي أمن الغطاء اللازم لخطوات مايكل نحو إنشاء شركته الخاصة.
كان مظهر مايكل غريبا، إذ كان يسير وفي يده كتابا، وفي الأخرى بطاقات ذاكرة، وكان يحضر محاضرة ثم يسرع إلى غرفته ليرقي مكونات حاسوب ما، خاصة بعدما ذاع صيته وبدأ أصحاب الأعمال في المدينة يقصدونه بحواسيبهم ليرقيها لهم ويزيد من سرعتها. وقتها كانت سياسة ولاية تكساس (التي مايكل من أبنائها) تسمح لأي متعهد و مورد بالتقدم إلى مناقصاتها والحصول على عطاءاتها، وفاز مايكل بصفقات كثيرة وقدم خدمات عالية المستوى.
طارت نسمات نجاحات مايكل في تجارته إلى والديه، اللذان هبا ليعيدا ابنهما إلى طريق الجامعة، الأمر الذي اضطر معه مايكل لطاعة والديه، لكن لمدة أسابيع ثلاثة فقط، إذ أن حبه للكمبيوتر استولى عليه وعلى عقله فلم يعد قادرا على كتمان هذا العشق. في هذا الوقت، كانت رؤية مايكل المستقبلية واضحة له، فلقد كان هدفه هو أن يغلب شركة IBM في مجال تقديم حواسيب أكثر كفاءة وأعلى جودة وأرخص ثمنا وخدمة عملاء أفضل!
 
مرة أخرى، نواصل بعد الفاصل!