ولكني من البشر

الناقل : elmasry | الكاتب الأصلى : شبابيك | المصدر : www.shabayek.com


يبدو أن تدوينتي السابقة حققت أضرارا أكثر مما كنت أريد منها، حتى أني قررت أن الوقت حان لتكون أول مرة أكتب فيها تدوينتين متتاليتين في يوم واحد، حتى لا تهتز ثوابت لدى زوار المدونة كنت قد بذلت الكثير في بنائها… بادئ ذي بدء، سبب كتابة مثل هذه المقالة كان للتواصل مع زوار المدونة، وتوضيح سبب تأخري في الكتابة لهم، وليس الأمر بالشكوى، بل هو من باب الحديث العابر عما يواجهه المرء من تحديات.

وحين أقول أن زائر من المغرب أو الجزائر يتدرب على الاختراق، فهذا لا يقلل أبدا من احترامي لكل زوار المدونة من هذين البلدين العظيمين، ومن كل البلاد، ودائما أقولها لنفسي، لقد صبر علينا كبارنا، فلما كبرنا مثلهم، أقل شيء أن نفعل مثلهم ونصبر على غيرنا، فقط أردت أن يعرف هؤلاء أن صاحب المدونة ليس بالنائم أو الغافل، يدعو لهم بأن يوجهوا وقتهم هذا لما فيه نصر هذه الأمة واستعادة ما أخذ منها بالقوة.

وحين أقول
الوظيفة لم تعد لطيفة، فهذا رأيي فيها وفي كل وظيفة عملت فيها من أول يوم، ورغبتي في العمل حرا لم تقل أو تتوقف عن الزيادة، بل هو التروي وانتظار الوقت والزمان والمكان المناسب، وحتى يأتي سأظل أنادي بالعمل الحر. ورغم أن صديقي المدون / محمد احجيوج كاد يسبب لي مشاكل عائلية جمة بقوله أني لست برب لعائلة، (ولعل هذا من ضمن أسباب عجلتي بهذه التدوينة) لكني كذلك، ويعرف كل من تزوج وأنجب أنه يقود دفة مركب يحمل أكثر من شخص، ولذا فتبعات قراراته تعود عليه وعلى من يقود، لكني سأفعلها وأبحر في المحيطات الهائجة يوما، بمشيئة الله.
وحين أقول أن الظروف الحالية تشهد خسارة الكثيرين لمصادر دخلهم، فهذا لا يقلل من إيماني بأن الله هو الرزاق، الذي جعل لرزقه أسبابا، كما أن السماء لا تمطر ذهبا ولا فضة، ومن جد وجد، ومن اجتهد نجح، وحديث الرسول صلى الله عليه وسلم للرجل اذهب واحتطب حاضر في ذهني، لكن الأمر ليس تهورا ورغبة في الاندفاع، نعم أدعو القراء إلى الانطلاق من ضيق الأرض إلى رحابة السماء، لكن بدون التفكير في طريقة للهبوط، فأنا أدعوك ساعتها لأن تهبط متحطما.
ثم نأتي لأهم نقطة، هب (افترض) أني تحولت إلى رسول التشاؤم وفقدان الأمل؟ هل ستفعل مثلي؟ ساعتها أدعوك لأن تترك ما أقوله، وتتبع ما يراه عقلك صحيحا مقبولا. أنا من البشر، ابن الأغيار، تتغير حالتي من يوم لآخر، وكما دعوت كثيرا من القراء للتفاؤل، فحقي عليهم أن يذكرونني بأن التفاؤل هو السبيل الوحيد للخروج من قبضة الأمر الواقع، وأن يُروني من أنفسهم خيرا، ويخبرونني بما حدث لهم نتيجة ما قرؤوه عندي، فهذا هو الوقود الذي يعينني على الاستمرار.
ثم أختم بأني قد مللت من تأجيل كتابي الخامس، ولذا قررت أن التدوينة المقبلة ستحوي رابط تنزيل هذا الكتاب، لقد اجتهدت في تنسيقه وجعله يحوي معلومات مفيدة، لكن يبدو أن هذا الأمر قد يستمر طويلا، ولذا، وعملا بمقول جاي كوازاكي، لا تقلق وكن “مهملا” بعض الشيء – إذا صحت هذه الجملة لمقولة Don’t worry Be crappy فلذا سأطرح الكتاب، في يوم ما من الأيام المقبلة، وانتظر تعليقاتكم عليه، واجتهادكم في نشره.
حتى هذا الحين، أدعوكم لأن نملأ الأرض تفاؤلا ونجاحا…