من بريدي 2
الناقل :
elmasry
| الكاتب الأصلى :
شبابيك
| المصدر :
www.shabayek.com
لا شيء يسعدني مثل
رسائل الرواد المطبقين لما يقرؤوه في مدونتي من مقالات، ولذا أردت أن أشارككم اليوم سعادتي برسالة الصديق
بدري باسم
من
سوريا
الجزائر
، والتي حكا لي فيها عن مشاريعه الناجحة، ولذا سأسردها لكم هنا كما هي، مع بعض التعديلات اللغوية القليلة فقط.
الشهادة لله أن ترددي الكثير على مدونتك خلق نوعا من الديناميكية في حياتي فتحولت لما يمكن تسميته بهواية اقتناص الأفكار، أحاول أن أسرق الفكرة من الظروف الصعبة، إيمانا بكلماتك عن مفهوم الفرصة و كم تمر أمامنا مر الكرام ولا نقتنصها. أرسل لك هذه الرسالة كنوع من الاعتراف بالفضل، إذ أنني بعد الاطلاع على مجموعة كبيرة من أفكارك قمت بثلاث مشاريع على التوازي و الحمد لله كللت ثلاثتها بنجاح لم أتوقعه. أنا موظف بأحد الشركات الأجنبية و لعل أكبر ما تعلمته من هذه التجربة الالتزام، وقد التزمت يوم 25 أكتوبر 2007 بحصد مبلغ مالي حددته بالضبط و كتبته على كل دفاتري. بدأت مشروع مقهى انترنت والذي سأحاول تفصيله لترى كم أن كل أفكاره تقريبا مستقاة من مدونتك الرائعة.
المشروع الأول: المقهى الغريب..
التوجه لهذا المشروع بالذات يأتي من اهتمامي بميدان الكمبيوتر ورؤيتي لكثرة الطلب على انترنت، لكن السبب الأهم كان رؤيتي لتشابه مقاهي انترنت و تدني خدماتها في مدينتي.
إنشاء هذا المشروع كان مبنيا على أساس واحد: التميــز.
-
وضعت مخططا لمقهى انترنت من 12 جهازا، على أن تكون أفضل ما يمكن، لذلك ولأول مرة بالمنطقة قررت استعمال الشاشات المسطحة وكان ذلك في الواقع أول
صعقة
في السوق رغم أنه حرمني من إنشاء مقهى بـ 18 جهازا مما يعني 50 بالمئة من المدخول المفترض.
-
اخترت محلا يكفي اتساعه لإنشاء قاعة مستقبلية بسعة 16 جهازا آخر، كلف ذلك مبلغ كراء ضخما لكن التفاؤل قد يقود إلى تهور سيسمى في حالة النجاح شجاعة، موقع المحل كان تقريبا وسط كل مقاهي انترنت المتوفرة.
-
تم إعداد المحل على ذوق جميل من الآجر إلى التصميم بحد ذاته و قد استعنت بأستاذي في مادة الرسم والتربية الفنية.
-
قررت أن يتوفر المحل على خدمات عديدة، فكانت فكرة المقهى الداخلي (شاي، قهوة، حلويات و مشروبات باردة)، المصلى (لشخص واحد)، حمام، وتوفر مكتبة صغيرة للمنتظرين.
-
لم يكلف المقهى شيئا إذ تعاقدت مع أحد الشباب الذي كان يحضر أفضل شاي و قهوة و يتجول بهما ويبيع، تفاهمنا على أن يجرب العمل معي شهرين فإن قرر البقاء يدفع حصة من كراء المحل وأوفر معدات بسيطة، وقد كان الشاب شعلة من النشاط فإذا به يتفاهم مع موصلي البيتزا والمشروبات والحلويات بشكل منظم ورائع خصوصا خلال ليالي رمضان.
-
بعد الشهرين استقر الشاب و هو الآن جزء لا يتجزأ من مقهى انترنت.
-
أما المكتبة فقد جمعت مجموعة من الكتب القديمة التي اخترت معظمها في التنمية البشرية أو تقنيات انترنت.
-
تم اعتماد إحدى الطرق الرائعة للإشهار (من مدونتك) حيث اخترت شعارا للمحل:
الوجه الضاحك،
أجل هذا الرمز فقط، والذي لا تبدو واضحة فيه الدلالة على انترنت إلا بعد تفكير، الفكرة كانت بسيطة، كان العمل يجري بتحفظ لدرجة عدم معرفة الناس بماذا سيكون ذلك المحل الجديد، حتى أن كثيرا من العمال لم يعلموا، ورسمنا لافتات كبيرة ودهنا حائطا صغيرا وكذلك أبواب المحل الخارجية بأشكال مختلفة من ذلك الرمز،
وظل التساؤل لمدة أسبوعين ما هو المحل؟
و قد ساعد ذلك كثيرا في الإقبال الكبير منذ أول يوم من الافتتاح، رغم أن القرار النهائي لمعظم الناس كان أنه محل للعب الأطفال..
-
نظمنا الأجهزة داخل المحل حيث كان كل شيء متميزا بدءا من العوازل التي لم تكن من اللوح كما جرت العادة بل من شبابيك فنية من الحلفاء و القصب المفتول (الملفوف)، لا أدري إلى اليوم فيم يفترض أن تستعمل لكنها جذبتني في أحد الأسواق فاشتريتها.
-
الغريب أن تلك العوازل و الشاشات المسطحة أصبحت أساس كل مقاهي انترنت التي زاد انتشارها هذا العام.
-
تعاقدت مع شاب حيوي على أنه شريك بالثلث لقاء تسييره لكل أمور المقهى باعتباري دائم الغياب و السفر.
-
بحمد الله أضفنا القاعدة الداخلية للبنات فقط وعينت إحدى الفتيات للإشراف عليها. و قد كنا نشطين جدا، خصوصا في موضوع إنشاء بطاقات للمشتركين، مخفضة الثمن و مسبقة الدفع، ساعدت على جمع مبالغ بطرق أسرع.
-
غطى المحل كل نفقاته بل ومن مدخوله سددت ديونه إذا أني لم أدفع إلا القليل لبداية المشروع والأروع أن المحل الداخلي النسائي تم إعداده كاملا من مدخول المحل الخارجي.
-
تم التغلب على مشكل انقطاع الاتصال بالاشتراك بخدمتي انترنت في نفس الوقت واحد بالمحل الخارجي والأخرى بالداخلي الذي يستعمل ليلا للذكور أيضا.
-
آخر خطوة كنت أحضر لها شراء مولد كهربائي كبير يحل مشكلة الانقطاع الكثير للكهرباء ويضمن التميز بالخدمة حين يتوقف الجميع. اليوم و لرغبتي في إقامة مشروع بأحد المدن بعت المقهى بفائدة رائعة و الحمد لله، سأطلعك على مشروعي الجديد بسرعة في النهاية.
المشروع الثاني: ميز بيتك
المشروع كان لحظة من الجنون تحولت إلى مصدر للرزق لكثير من الشباب. لم أبق في هذا المشروع أكثر من 3 أشهر لكنني سعيد جدا لأنه يكبر يوما بعد يوم والبركة بالشباب. تتابع الوالدة المسلسلات السورية مشدودة إلى كثرة الاخضرار بها فحولت بيتنا إلى بيت صغير وسط حديقة كبيرة مختلفة النباتات و الورود. لكنها لم تكتف بذلك حتى سألتني أن أشتري لها ما نسميه فوارة (نافورة)، لتضعها حضرتها وسط البيت وتتفرج على الماء مثل مسلسلات سوريا. وبحثي عن فوارة مناسبة فنيا وماديا جعلني أندهش لقلة العروض منها، وهنا السر فاتصلت بصديقين فنانين (مبروك و سليمان) و كذا صديقي ماهر من أجل الميكانيكا ودورات المياه و باجتماع الثلاثة المحببين إلي كثيرا قررنا صنع نافورة لوالدتي.
الغريب كم كان الأمر ممتعا، جميلا، سهلا و غير مكلف، و هنا اقترحت بوقاحة على الشباب العمل على إنتاج الفوارات بأشكال تضمن عدم تقليدها باعتبار الفنانين متميزين في عملهما اليدوي و كذا بما سيخبئه خالد الذكي من أفكار حول تصريف المياه. كان دوري الأكبر التنسيق وجلب أول الزبائن، في الواقع كان دور والدتي و دور الغيرة النسائية، لكننا توصلنا إلى فكرة رائعة بإنشاء 10 فوارات مجانية و ذات شكل جذاب في حدائق حساسة على مدى 3 أشهر. والمشروع الآن في آخر الخطوات ليصبح مقاولة متخصصة بالفوارات الشرقية و لو أنه ينتقل إلى مدينة كبرى سينجح أيما نجاح بإذن الله، الشباب قرروا أن يحضروا الكثير من القوالب الجاهزة الكبيرة قبل أن يخاطروا بالانتقال إلى أي مدينة. لا أنكر استفادتي العظيمة من فهم مبادئ عمل الفوارات وأنا مستعد لإرسال بعض المخططات لها لمن يرغب في مثل هذا الفكرة.
المشروع الثالث: العقرب..
أسكن بمنطقة حارة تقتل فيها العقارب سنويا الكثير و نقتل منها الكثير، لذا فكرت في الحصول على تلك العقارب حية ووضعها بمادة صمغة دهانية تجعلها تتميز بالبريق و تجعلها مطواعة للتشكيل باليد، تلصق العقرب بلوح صغير ملون و تغلف بعلبة شفافة. اقترحت الفكرة على أخي وبدأ بتنفيذها، ورغم أنه لم يبع الكثير من تلك العقارب فلا سواح هنا والأهالي المحليون ملوا العقارب،فبدأت أتوجه بعينات منها إلى العمال الأجانب معي وهم يتهاطلون عليها، بقي إيجاد طريقة أفضل للتعليب و التوصيل كإضافة بطاقة صغيرة تقول “لو لم تشترها لربما قتلت طفلا” لإزالة الصورة القاتمة التي قد تجر الفكرة مجرى منافيا لحقوق الحيوان.
مشروعي الجديد:
-انتشر كثيرا استعمال الصوف في مدننا، خصوصا العاصمة دمشق، حتى أصبح المادة الأساس في معظم المهور وأسعاره تتميز بالغلاء. فكرتي هي في مشروع لغسل الصوف، وأجري حاليا عدة اتصالات للحصول على آلتين صغيرتين لغسل الصوف كبداية. متفائل جدا بهذه الفكرة، خصوصا و أنني سأبدأ تنفيذها مباشرة في العاصمة لأن معظم الغسيل هناك يدوي، وبأسعار عالية مع تطلبه لوقت طويل.
… هنا حيث انتهت الرسالة، وعظمت سعادتي، بشاب ناجح عربي، لم يمصص شفتيه ويبحث عن أي عذر يختبئ خلفه، فهنيئا لنا بهذا الباسم الناجح… أشكرك يا باسم أن شاركتنا نجاحك الغالي هذا.