كتاب هدية المسافر – الوصية الرابعة
الناقل :
elmasry
| الكاتب الأصلى :
شبابيك
| المصدر :
www.shabayek.com
أما الوصية الرابعة في كتابه
هدية المسافر
، فاختار لها اندي اندروز شخصية
كريستوفر كولومبس
ليكون ملقيها، مرد ذلك أن
كريستوفر
استمر على مدى عشرين عاما يجاهد لتمويل حلمه لاستكشاف ما وراء المحيط الأطلنطي وإثبات كروية الأرض، في وقت كان الاعتقاد السائد فيه أن الأرض ممتدة بلا نهاية، ومن يقول غير ذلك كافر هالك، وخلال هذين العقدين، ظل قلبه متقدا بالإيمان بفكرته، عازما على تنفيذها أو يموت في سبيل تحقيقها. دون الدخول في
جدل الحكم على كولومبس
، دعونا نركز على الجزء الذي يهمنا من حياته، الإصرار الراسخ على تنفيذ حلمه.
القرار الرابع للنجاح: قلبي عاقد العزم حازم الرأي
قال رجل حكيم يوما: رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة، ولعلمي أن هذه الحكمة صادقة صحيحة، فأنا سأتخذ خطوتي الأولى اليوم. لفترة طويلة كانت قدمي مترددة، تخطو يمينا تارة وشمالا تارة أخرى، وللأمام أحيانا وللخلف أزمانا. النقد واللوم والشكوى لا تقدم أو تؤخر، فأنا من يملك القدرة على تحديد اتجاهي. اليوم سأستعمل هذه القدرة. إن مساري قد حددته، ومصيري واضح لي.
أنا أملك قلبا عاقد العزم حازم الرأي. رؤيتي للمستقبل تسيطر على عواطفي ومشاعري كلها.
سأستيقظ صباح كل يوم وكلي سعادة ونشوة بسبب هذا اليوم الجديد، لأنه فرصة لي كي أنمو وأتغير. أفكاري وأفعالي ستعمل في اتجاه واحد: للأمام، ولن تنزلق أبدا في غابات الشك أو تغوص في رمال الرثاء للنفس. سأشارك رؤيتي للمستقبل مع غيري بدون مقابل، وحين يرون عيناي الواثقة من هذه الرؤية، سيتبعونني.
سأضع رأسي ليلا على الفراش، وأنا كلي سعادة بسبب شعوري بالإرهاق، لعلمي بأني بذلت كل ما في وسعي من أجل تحريك الجبال التي تعترض طريقي. بينما أنام، سيراودني ذات الحلم الذي يشغل ساعات نهاري. نعم، أنا لدي حلم، حلم عظيم، ولن أعتذر بسبب هذا الحلم أو عنه. أبدا لن أتخلى عن هذا الحلم، لأني إن فعلت، فحياتي ستكون قد انتهت. أملي وشغفي ورؤيتي لمستقبلي، كلها تشكل وجودي. من ليس لديه حلما لم ير قط حلما يتحقق.
أنا أملك قلبا عاقد العزم حازم الرأي. أنا لن أنتظر.
أعرف أن غرض هذا التحليل هو الوصول إلى نتيجة. أنا اختبرت دقة الحسابات، وقست كل الاحتمالات، والآن توصلت إلى قراري بقلبي. أنا لست عصبيا أو مترددا. سأتحرك الآن ولن أنظر للوراء. إن ما أؤجله للغد سأؤجله مرة أخرى في الغد أيضا. أنا لا أؤجل أو أسوف. كل مشاكلي يصغر حجمها حين أواجهها. عندما ألمس سنبلة القمح، سيشاكني طرفها المدبب، أما إن قبضت عليها بكل قوة، فستلين في يدي.
لن أنتظر، أنا شغوف برؤيتي للمستقبل. مساري قد حددته، ومصيري مؤكد.
إن قلبي عاقد العزم حازم الرأي.