كتاب هدية المسافر – الوصية الأخيرة
الناقل :
elmasry
| الكاتب الأصلى :
شبابيك
| المصدر :
www.shabayek.com
الوصية السابعة
القرار السابع للنجاح: سأجتهد بدون كلل
بعدما أقدمت على
إدخال تغييرات في حياتي
، تغييرات من شأنها أن تستمر للأبد، فاليوم أضع قطعة البناء الأخيرة: أنا أمتلك أكبر قوة حصل عليها بنو البشر –
قوة الاختيار
. اليوم أختار أن أجتهد في المحاولات دون كلل أو ملل. لن أنشغل عن هدفي، ولن أتردد في تركيزي بين هذه وتلك، مثل ريشة في مهب ريح عاصف. أنا أعرف النتيجة التي أريدها. أنا متمسك بأحلامي. أنا ملتزم بمساري. أنا لا أستسلم.
سأجتهد بدون كلل، سأستمر رغم التعب والإرهاق.
أنا أعرف أن “
معظم الناس
” تستسلم حين يحل عليها الإرهاق الشديد. أنا لست ضمن “
معظم الناس
“. أنا أقوى من معظم الناس. العادي من الناس يتقبل الإرهاق على أنه مبرر للتقاعس. أنا لا أفعل ذلك. يقارن العاديون من الناس أنفسهم بغيرهم من الناس. هذا هو سبب كونهم عاديين.
أنا أقارن نفسي بما يمكن لنفسي أن تفعله
. أنا لست تقليديا عاديا. أنا أرى الإرهاق على أنه مؤشر للنجاح.
لكم من الزمن على الطفل الذي يحبو أن يثابر حتى يتعلم المشي؟ ألست أملك من القوة والجلد ما هو أكثر من هذا الطفل؟ ألست أملك الفهم الأعمق؟ ألست أملك الرغبة الأكبر؟ لكم من الوقت علي أن أعمل من أجل النجاح حتى أدركه وأحققه فعلا؟ إن الطفل لا يسأل أبدا هذا السؤال، لأن إجابته لا تهم كثيرا. عبر المثابرة بدون كلل، يزيد تأكيد نجاحي.
سأجتهد بدون كلل، سأركز على النتائج.
لأحقق ما أصبو إليه من نتائج، فليس من الضرورة أن أمتع برحلة تحقيق هذه النتائج. الضروري هو أن أستمر في الرحلة وعيني مثبتة على النتيجة المرجوة. الرياضي لا يتمتع بآلام التدريب والتمرينات، لكنه يتمتع بنتائج تمرينه هذا. الصقر الصغير يجد نفسه مدفوعا خراج العش، ويملؤه الخوف من السقوط من الجرف، ولا يمكن أن يجد اللذة في اضطراره لتعلم الطيران، لكن صعوبات وآلام هذا التعلم سرعان ما تتضاءل حين يرتفع إلى عنان السماء.
إن البحار الذي يراقب بذعر العاصفة تضرب مركبه، سيبقى مبحرا في مسار لا ينجيه من هذه العاصفة. لكن القبطان المحنك سيبقي عينه مثبته بإحكام على موقع الفنار، لعلمه أن قيادة مركبه إلى نقطة محددة سيقلل من الوقت الذي يقضيه في معاناة غضب العاصفة. عبر تركيز عينيه على الضوء، لا تمر عليه لحظة خذلان أو تثبيط. إن ضوئي، مينائي، مستقبلي ضمن نطاق رؤيتي.
سأجتهد بدون كلل، وإيماني بلا حدود.
قضيت الطويل والكثير من حياتي في الشك في معتقداتي والإيمان بشكوكي. ليس بعد الآن. لدي إيمان كبير بمستقبلي. أنا لا ألتفت يمنة ويسرة. أنا أنظر للأمام. أنا قادر فقط على المثابرة.
إيماني هو دليلي الراسخ، أكثر من الأسباب، لأن السبب يذهب إلى نهاية مدى بصري، بينما إيماني لا حدود يقف عندها. سأتوقع حدوث معجزات في مجريات حياتي، لأن إيماني بها يجعلها تتحقق كل يوم. سأؤمن بمستقبلي الذي لا أراه. هذا هو الإيمان. عاقبة هذا الإيمان هي رؤيتي الفعلية لتحقق مستقبلي الذي آمنت به.
سأجتهد رغم التعب والكلل، سأركز على النتائج، أنا رجل ذو إيمان بلا حدود.
سأجتهد بدون كل.
بهذا ينتهي ملخص الكتاب، ولي بمشيئة الله تحليل نقدي له، أشارك فيه قارئي ببعض المعلومات الإضافية – وببعض الملاحظات وببعض النظريات النقدية.