كتاب هدية المسافر – المقدمة
الناقل :
elmasry
| الكاتب الأصلى :
شبابيك
| المصدر :
www.shabayek.com
حتما آلمتكم المقالة الأخيرة، لكن الألم له وظيفة إيجابية في هذه الحياة، ألا وهي تنبيهنا إلى موضع يستوجب الاهتمام به، وإذا كنت أقولها دائما، التشاؤم يهدم ولا خير منه، فإن التفاؤل أقل ما يفعله هو أن يجعلنا نشعر برضا نفسي داخلي جميل، يخرج في النهاية لينعكس على من حولنا. كنت من قبل حكيت لكم عن
اندي اندروز
، وبعدها وضعت
كتابه الذي جلب له الشهرة
على قائمة أمنيات كتبي لدى أمازون، فأهدانيه جاسم الهارون من أستراليا، فله من الله ما يستحق من الثناء، لكن وصول هذا الكتاب بهذه السرعة إلي بدا لي كما لو أن له حكمة ما، حتى قرأت خبر زيادة نسب الانتحار، فشعرت أن محتويات هذا الكتاب يجب أن تخرج إليكم.
خلاصة الكتاب عرض مؤلفه لسبعة قرارات،
على كل من تدب الحياة في جنباته أن يتخذها، هذه القرارات تأخذنا من عالم اليأس والإحباط والتشاؤم، إلى الجهة المشرقة المضيئة من الحياة: جهة التفاؤل والنجاح. يبدأ الكتاب فيعرض لنا قصة الأمريكي ديفيد بوندر، الذي كان قاب قوسين أو أدنى على تحقيق النجاح الذي كان يحلم به في عمله، عمله الذي قضى فيه الساعات الطوال وتخلف بسببه عن حضور مناسبات عائلية كثيرة.
في غمضة عين، تقدم منافس لشراء الشركة التي عمل بها ديفيد وتم له ذلك، فما كان منه إلا وطرد كل المدراء القدامى.
فجأة وجد ديفيد نفسه عاطلا في بيته،
وهو ظن أن الأمر لن يطول وسيجد عملا آخر بسهولة. جاءت الرياح بما لا يشتهي، إذ طال جلوسه في البيت واضطر لبيع ممتلكاته وصرف مدخراته كلها، حتى انتهى به العامل بائعا في محل خردوات. ذات يوم عصيب، اتصلت به زوجته باكية لتخبره أن سبب مرض ابنتهما المتواصل هو التهاب لوزتيها، وأن الطبيب وجد أنها بحاجة لعلمية جراحية عاجلة لاستئصالها فورا وعليهما تدبير المال لذلك وبسرعة.
لم يُعجب صاحب المحل بإضاعة ديفيد لوقته في الحديث مع زوجته على الهاتف، ولم يحاول تفهم الظرف الخاص لديفيد، فما أن انتهى من مكالمته حتى أعطاه ذاك بقية أجره وصرفه طالبا منه ألا يعود مرة أخرى… ركب ديفيد في سيارته المتهالكة القديمة، وأخذ يفكر ويسأل، لماذا أنا، لماذا يحدث لي كل هذا، لماذا تعاندني السماء بكل هذا، وأخذ يكرر لماذا لماذا بصوت عال وهو يزيد من سرعة سيارته بشكل هستيري، حتى تم له ما أراد، انقلبت السيارة وبدأت الدنيا من حوله تتحول إلى اللون الأبيض… وهنا يبدأ كتابنا.
(بالمناسبة، هذه القصة خيالية، ولا، لا أدعم أية أفكار انتحارية )
حاول ديفيد فتح عينيه، وبدأت الرؤية تعود إليه، فوجد نفسه في مكتب فخم، وبدأ يسمع صوتا آت من قريب، وشيئا فشيئا بدأ يسمع
هاري ترومان
يتدرب على خطبة سياسية سيلقيها. اقترب الرئيس الأمريكي إبان حقبة الحرب العالمية الثانية وبدأ يشرح لديفيد ما يمر به. لقد استجابت السماء لسؤاله، وعبر سبع وصايا، سيحصل على إجابة لسؤاله. كان هاري ترومان يجهز ليوضح سبب اختياره إلقاء
القنبلة النووية
على اليابان، التي كانت بمثابة الشوكة الحادة في حلق القوات الأمريكية، حيث شرح ترومان لديفيد أنه خلال كل المواجهات الأمريكية اليابانية العسكرية،
لم يستسلم جندي ياباني واحد للجيش الأمريكي
… كما جاءت التقديرات الأولية أن غزو اليابان سيكلف الأمريكان قرابة
350
ألف قتيل، وهو ما لم تملكه القوات الأمريكية وقتها…
حين يلم بنا حادث أليم، نظن الدنيا وقد اسودت، وألا مصيبة تفوق مصيبتنا، وأن السماء ظلمتنا بهذه الفاجعة، ووو… لكن بعض الحكمة تخبرنا أن هذا ليس صحيحا، فهاري ترومان كان أمام خيارات كلها صعبة جدا، إن قبول خطته النووية، أو خطة غزو اليابان عبر الطرق العسكرية التقليدية، كلها سينتج عنها مقتل ما لا يقل عن ربع مليون إنسان، وهو خيار ليس بالسهل، حتى ولو كان هاري ترومان يحمل شهرة الحجاج…
بعد هذا الشرح، وبعد أن بين هاري ترومان أنه تعود على زيارات الكثيرين من أمثال ديفيد، حيث كان يعطيهم وصية من سبع، وبعدها يرحل هؤلاء فجأة كما ظهروا له، ليحصلوا على المزيد من الحكمة والوصايا… بعدها أعطاه هاري ترومان
الوصية الأولى
…
هل كنت تظن أني سأقولها لك من أول يوم، لا، انتظرني غدا صباحا بمشيئة الله!
–– نصيحة خالصة أهديها لمن ينسخون مقالاتي – كما هي – ويحذفون كل ما يشير إلى مصدرها، ويتحججون أنهم وجدوها في منتديات كثيرة، وأقول لهم لا خير أو فخر فيما تفعلون، والأحرى بكم أن تكون منتجين للمواد العربية، لا مجرد ناسخين… أو سارقين تعرفون جيدا ما تأخذون وما تتركون… وهذه النصيحة غير موجهة لمن يضعون مصدر ما ينقلون، اطمئنوا، لا أقصدكم أنتم، بل من بجانبكم