لماذا يجب ألا تتردد في بدء مشروعك الخاص – الجزء الثاني
الناقل :
elmasry
| الكاتب الأصلى :
شبابيك
| المصدر :
www.shabayek.com
نكمل اليوم مقالة بول جراهام والتي يحث فيها كل قارئ على ألا يتردد أبدا في بدء المشروع الخاص به. وكان بول قد وضع 16 سببًا تدفع الشباب تحديدًا وعموم الناس، للخوف والفرار من بداية مشروعهم الخاص، تناولها بالتوضيح والتفنيد،
عرضت منهم خمسة
، ونكمل اليوم خمسة أخرى، وأترك
الستة الأخيرة للمقالة الخاتمة
.
6 – لا أجد شريكا يشاركني
بالطبع، وجود شريك في مغامرتك يعطيك بعضا من الشعور بالأمان، بل يزداد الأمر صعوبة حين تجد ممولي المشاريع الناشئة يحبذون تلك ذات الشريكين فأكثر، مقارنة بتلك المعتمدة على فرد وحيد. يثبت الواقع أن عدم توفر الشريك ليس نهاية المطاف، فما أن تبدأ العجلة في الدوران، حتى يظهر لك الشركاء فتختار منهم.
ينصح بول بضرورة البحث عن شريك مشارك، بل بلغ الأمر به بالنصيحة بأن ترحل عن المكان الذي لا تجد فيه شركاء، إلي مكان آخر تجد فيه من يشاركك. إذا كنت في المدرسة/الجامعة ففرصتك كبيرة في أن تجد شريكا ذا ميول تتفق معك، لكن فرص لقاء الشريك المناسب في المعارض والمؤتمرات التي تجمع ذوي الصفات المشتركة ليست كبيرة أيضا، وأحيانا يحتاج الأمر منك للعمل مع شخص ما قبل أن تختاره شريكا لك.
خلاصة القول نصيحة بول بضرورة البدء في الصغر، إذ أن ذلك الوقت يشهد أكبر الاحتمالات للحصول على شريك قريب منك، تألفه ويألفك، وتذكر، هذا هو السر وراء تسميتها شركات!
7 – لا أجد فكرة تصلح كنواة مشروع خاص
ليس ذلك الأمر بهذه الدرجة من السوء كما نظن، فالكثير من المشاريع الناشئة تغير أهدافها وأفكارها أثناء تطورها، بل يرى بول أن 70% من المشاريع الناشئة تغير أهدافها خلال شهورها الثلاثة الأولى. بالطبع، ما جدوى بدء مشروع خاص إذا كنت لا تعرف ما الذي ستفعله بالضبط، لكن الأمر بحاجة لبعض التدريب الذهني والتفكير بصوت عال مع الأشخاص المناسبين. ابحث عن شيء غير متوفر وتحتاجه بشدة في حياتك، مثلما صنع
ستيف وزنياك
حاسبوه الخاص، ليكتشف بعدها – مع شريكه
ستيف جوبز
– حاجة العالم لكمبيوترات أبل. هل أنت بحاجة لبرنامج لا تجد له مثيل، ولديك خبرة برمجية تؤهلك لبرمجة هذا التطبيق؟
8 – لا تجد فسحة لشركات جديدة
مشكلتنا جميعا نظرنا إلى وضع السوق الآن، والأولى أن ننظر بدلا من ذلك إلى طبيعة نمو هذا السوق، والحاجات المستقبلية له. نؤمن كلنا بأن هناك حدا سحريا لأقصى عدد ممكن للشركات العاملة في السوق، ولذا نعزف عن خوض غمار التجربة بسبب كثرة الشركات العاملة فيه، لكن هذا الحد غير ثابت ومتغير. يتساءل البعض مثلا كيف سأجلب العمالة الماهرة، وكيف سأنافس الشركات التي تدفع رواتب كبيرة، لكن الأصح أن تفكر في عدد الشركات التي تعرض على العاملين لديها حصة في أسهم ملكيتها. لكل عامل وموظف رغبة خاصة به، يعمل على تلبيتها عبر عمله. هذه الرغبات يمكن إشباعها بشكل أكبر في الشركات الصغيرة الناشئة، مقارنة بتلك الكبيرة. إشباع الرغبات الصغيرة يؤدي لتولد رغبات أخرى أكبر.
لا تملك ألا تتساءل: هل هناك فرصة في ظل وجود عمالقة مثل جوجل ومايكروسوفت وأبل؟ الرد الأوقع هو التساؤل، ما الذي يدفع هذه الشركات الكبيرة إلى شراء والاستحواذ على شركات ناشئة أخرى، مثل صفقة شراء يوتيوب من جوجل، وشراء دل
لشركة إلينوير،
وشراء مايكروسوفت
لقائمة طويلة من الشركات الصغيرة،
وتعمدها طمس برمجيات ما اشترته، وليس تطويرها على عكس الاعتقاد السائد وقت الإعلان عن الشراء. إنه الخوف من المنافسة، والتأكد من جدوى الفكرة التي تقوم عليها هذه الشركات الصغيرة.
ليس الأمر بعدد الشركات، بل بجودة هذه الشركات،
وجدوى ما تقدمه من خدمات وأفكار.
9 – لدي عائلة أعولها
هذا العامل حيوي ومؤثر وذو ثقل. إذا كان لديك عائلة، فمن الأفضل أن تتريث قبل خوض غمار بدء مشروع خاص. ليست الفكرة غير ملائمة، لكن بول لا يريد تحمل مسؤولية تشجيع أرباب العائلات على الدخول في هذه المغامرة غير مأمونة العواقب، ويريد بدلا منها تحمل العواقب أمام شاب عمره 22 سنة، بدأ مشروعه الخاص ولم يفلح.
البديل الذي يقترحه بول الأعمال الاستشارية، التي لا تحتاج الانقطاع عن الوظيفة اليومية، وعندما تزداد عوائد ومدخولات هذه الاستشارات، يتحول رب الأسرة من موظف إلى رب العمل ومديره. لن تحقق قفزات نوعية بهذا الأسلوب، لكنك لن تجد نفسك في وقت بدون أي دخل. من ضمن الخيارات الجيدة في هكذا حال، الدخول في شراكات ضمن مشاريع جديدة ناشئة.
هذه من ضمن الأسباب الوجيهة لبدء مشروعك الخاص في سنك صغيرة، فمع مرور الأيام، ستزداد مسؤولياتك وأعبائك.
10 – أنا ميسور الحال ولدي مصدر دخل يكفيني
قد لا نفكر كلنا بهذه الطريقة – لكن البعض يرى ذلك سببا وجيها للتكاسل والقنوع بما لديه، وللبعد عن الضغوط النفسية والعصبية المصاحبة للمشاريع الناشئة. يرى بول أن الطبيعة البشرية لا تستقيم بالراحة الدائمة، بدون عمل أو هدف نعيش من أجله. (وإن كنت أرغب يا بول في تجربة العيش في هذا الجانب بعض الوقت).