محيط ـ عادل عبدالرحيم القاهرة : يبدو ان التهديدات التي اطلقتها القوي السياسية والحركات الشبابية المعارضة في مصر بتنظيم مسيرات شعبية وتظاهرات احتجاجية يوم 25 يناير والذي اسموه "بيوم الغضب ، قد افسد على الشرطة الاحتفال بعيدهم. وذكر مراسل شبكة الاعلام العربية "محيط " أن عناصر الأمن تنتشر بكثافة بالقرب من نقابة الصحفيين ونقابة المحاميين ومقر حزب "الغد " المعارض والحزب الناصري في شارع طلعت حرب في وسط البلد بالقاهرة، فضلا عن تحويل معظم الطرق المؤدية الى وسط المدينة. واضاف المراسل ان العشرات من سيارات الأمن المركزي موجودة في ميدان التحرير وفي شارع القصر العيني بالقاهرة ، تحسبا لاندلاع مظاهرات في هذا المكان ، مضيفا أن الأمن يمنع السيارات من الوقوف في شارع القصر العيني ، وكذلك منع المارة من التواجد امام مجلس الشعب الذي شهد خلال الايام الماضية قيام عدد من المواطنين باضرام النار في انفسهم احتجاجا على ظروف معيشية سيئة. ومن جانبها ، حذرت الحكومة المصرية نشطاء معارضين بأنهم سيواجهون الاعتقال إذا قاموا بتنظيم مسيرات احتجاجية يوم الثلاثاء للمطالبة بإصلاحات ديمقراطية واجتماعية. ووضعت جماعات تقول إنها تعبر عن الشبان المصريين المستائين بسبب مستوى الفقر والاضطهاد دعاية كبيرة للاحتجاجات على شبكة الانترنت وبخاصة على موقع فيس بوك تحت شعار "25 يناير هارجع حق بلدي". وجاءت الدعوة لتنظيم المسيرات الاحتجاجية تزامنا مع الاحتفال بعيد الشرطة في مصر. وقال اسماعيل الشاعر مدير أمن القاهرة في بيان "إن أجهزة الأمن سوف تتصدى بكل حزم وحسم لأي محاولة للخروج عن الشرعية ومخالفة القانون". وأوضح الشاعر أن الحكومة أرسلت تحذيرات لمنظمي الاحتجاجات قائلة انهم يحتاجون لإذن من وزارة الداخلية. وقال إنه "في حالة عدم وجود هذه التصاريح سوف يتم التعامل مع هذه المظاهرات والاعتصامات فيما اسموه بـ"يوم الغضب" بطريقة قانونية كما سيتم اعتقال كل من يخرج عن الشرعية والقانون". يذكر أن الحكومة المصرية تمنع التظاهر بدون اذن مسبق وتقول الجماعات المعارضة انها حرمت من استصدار مثل تلك التراخيص. من جانبه ، قال وزير الداخلية حبيب العادلي في مقابلة نشرتها صحيفة "الأهرام" إن هذه التيارات عبارة عن مجموعة من الشباب غير الواعي وليس لهم تأثير، مؤكدا أن الأمن قادر على ردع أى خروج عن القانون أو الإضرار بالمواطنين، ولن يتهاون على الإطلاق في حالة المساس بالممتلكات أو الإخلال بالأمن، وستقوم بتأمينهم وحمايتهم في حالة إذا كانت تلك الوقفات للتعبير عن الرأى. وأكد العادلي أنه على يقين من أن رجال الشرطة يبذلون قصارى الجهد وأنهم على وعي تام بمسئولياتهم، وعلى يقين أيضا أن رصيد الخبرة لدى أجهزة الشرطة المصرية يضاهي أرقى الخبرات الأمنية بالعالم وعلى يقين كذلك من حرص رجال الشرطة على تحقيق تواصل لاغنى عنه مع الرأي العام. وأضاف الوزير أن هذه ليست شعارات أو أقوالا مرسلة، لكنها سياسات لأن هذا أمر بالغ الأهمية للعمل الأمني ونجاحه، لافتا إلى أن هناك سلبيات وتجاوزات وقصورا ولكن في دائرة محدودة، لأن أعباء الأمن لايمكن أن يضطلع بها في هذا العصر أجهزة أمنية لا تتميز بالكفاءة. وكتب ناشطون على موقع فيس بوك " نزولنا جميعا يوم 25 هو بداية للنهاية، نهاية كل الصمت والرضا والخنوع لما يحدث في بلادنا وبداية لصفحة جديدة من الايجابية والمطالبة بالحقوق". وتجدر الاشارة الى أن الدعوة، التي أيدتها حركة "6 ابريل" وحركة "شباب من أجل العدالة والحرية" وحركة "كفاية" ومجموعة "خالد سعيد" ومجموعات كبيرة من الصحفيين والمحامين وقوي سياسية مختلفة، لجعل يوم 25 يناير يوم احتجاجي بالتزامن مع الاحتفالات بعيد الشرطة تطالب بوضع حد أدنى للأجور 1200 جنيه وصرف إعانة بطالة . كما طالبوا بإلغاء حالة الطوارئ وإقالة وزير الداخلية ، فضلا عن حل مجلسي الشعب والشورى ووضع ضمانات لنزاهة العملية الانتخابية ، كما طالبوا بتعديل الدستور ليحظر ترشح أي رئيس لأكثر من فترتين.