العلاقة بين المبرمج والمستخدم ... هل هي مستحيلة ؟ يقول السياسيون لا توجد صداقات دائمة ولا عداوات دائمة ... إنما توجد مصالح دائمة ، هذا القول قد ينطبق بشكل ما على العلاقة بين المبرمجين والمستخدمين ، فقلما تجد مستخدماً يثني على برنامج قام بشراءه ، ولطالما قام المستخدمون بالشكوى الدائمة من هذه البرامج التي لا تعمل أو تعمل بالشكل غير المطلوب ويندبون عاثر حظهم على شراء برنامج ما ، والمستخدمون عموماً معذورون لأنهم إنما ينظرون يعين الناقد والفاحص للبرامج التي قاموا بشراءها ، وأنهم بالتالي يتوقعون الحصول على منفعة توازى إن لم تزد على مقدار ما دفعوه لشراء البرنامج . على الجانب الآخر يقوم المبرمجون الظرفاء جداً بإلقاء اللائمة بالطبع وكالعادة على المستخدمين الذي لا يجيدون إستخدام الحاسوب ولا يفهمون كيفية التعاطي مع البرنامج ، ولا يحسنون الإرتقاء إلى فكر المبرمج ومراميه . وبالتالي فإن المبرمج وكذا المستخدم عجز كلاهما عن الإلتقاء مع الآخر وصارا على طرفي نقيض ، وهذه مشكلة البرامج التجارية عموماً ، لا ... بل في أكثر البرامج شهرة في العالم ، وبنظرة بسيطة لنظم تشغيل الحاسوب اليوم ستدرك ذلك بلا عناء كبير . مشكلة قطاع كبير من المبرمجين أنهم يقومون بإعداد برامج وكأن أحداً لن يسستخدمها سواهم ، فهم يرونها جميلة ، معبرة ، مؤدية للغرض الذي وضعت من أجله وأنه ليس بالإمكان أفضل مما كان . إن فهم نفسية المستخدم هي حجر الزاوية لنجاح تسويق أي برنامج تجاري والعبأ في ذلك إنما يقع عاتق المبرمج الذي عليه أن يدرك أنه سيتعامل مع أنماط مختلفة من المستخدمين المتابينون في ثقافتهم ودرجة إلمامهم بعلوم الحاسوب ، لا أقول أنه يجب أن يفهم نفسية جميع المستخدمين وإلا كان حديثنا لا يخرج عن كونه درباً هزلياً ، عشوائياً ، بل ومستحيلاً ، فإرضاء الناس غاية لا تُدرك . أما عن حل هذه الإشكالية فأتركهها لتعليقاتكم الثرية التي قد تكون مدخلاً لفهم كيف يفكر المبرمج ، وكيف يفكر المستخدم وما هو السبيل لجعل العلاقة بينهما علاقة المصالح الدائمة ، وليس علاقة العداوات الدائمة .