في قريتنا إمام يصلي بنا وهو يتعاطى أمرا كثيرا مما حيرنا في ذلك أنه عندما يتزوج أحد بالقرية لم يجعله يتم الزواج كاملا، حيث أن العروسين يحصل بينهما غضب شديد، ويقال: اذهبوا إلى هذا الشيخ لكي يعمل لهم ورقة، وهم عند ذلك يرضون على بعض، وعندما يحضر الشيخ يأتي بكتب من الإنس والجن ويقرأ فيها ويمسح على رأس العروسين بزيت ويحضر معه حبرا أحمر ويقول: هذا الحبر ينقعه في الماء ويشربه، وبعد ذلك يقول: ائتوني بدجاجة، فيذبحها ويأخذ دمها ويضعه على رأس العروسين، وبعد ذلك ينصرف الغضب. فما حكم ذلك؟
هذا العمل منكر وخطأ وغلط وتلبيس على الناس لا وجه له، ولا أساس له من الصحة، بل الواجب على من أحس بشيء من غضب أن يتعوذ بالله من الشيطان حتى يهدأ غضبه، ويشرع له الوضوء كما أمر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأن الشيطان خلق من النار والنار تطفأ بالماء، والغضب من الشيطان، فالمؤمن يفعل الأشياء الشرعية من التعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ويتوضأ. كذلك من أسباب إطفاء الغضب أن يجلس إن كان قائماً أو يضطجع إن كان قاعدا، أو يخرج من المحل حتى يهدأ الغضب.
أما ما يعمله هذا الشيخ من تلطيخ رؤوسهم بالزيت أو بالدم أو بدم الدجاجة إلخ فهذا لا أصل له وكله غلط وتلبيس وخداع، وإن كان قصده بذبح الدجاجة التقرب للجن فذلك شرك أكبر، ففي الحديث الصحيح: ((لعن الله من ذبح لغير الله))، والله يقول سبحانه: قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي (يعني ذبحي) وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ[1]، ويقول تعالى: إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ[2] والنحر هو الذبح.
فالواجب أن يعرضوا عن هذا الرجل ويبتعدوا عنه وينصحوه، فإن لم ينتصح ويتب إلى الله سبحانه وتعالى رفع أمره إلى المحكمة الشرعية، أو إلى هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أو إلى الجهة المختصة إن لم يكن في البلد محكمة شرعية أو هيئة أمر بالمعروف ليحضروه ويخبروه بخطئه ويمنعوه من العلاج المخالف للشرع المطهر.
أما الإمامة فلا ينبغي أن يبقى فيها، بل يجب عزله؛ لأنه متهم بالشرك، مع ما يتعاطاه من الأعمال التي لا أساس لها في الشرع المطهر. أما العروسان فيعالجان بالطرق الشرعية كما تقدم.. والله ولي التوفيق.
[1] سورة الأنعام الآيتان 162-163.
[2] سورة الكوثر الآيتان 1-2.