ما آثار الرشوة على إفساد مصالح المسلمين وسلوكهم وتعاملهم؟
يتضح جواب هذا السؤال من جواب السؤال السابق[1]، ومن آثار الرشوة أيضاً على مصالح المسلمين: ظلم الضعفاء وهضم حقوقهم أو إضاعتها أو تأخر حصولها بغير حق، بل من أجل الرشوة، ومن آثارها أيضاً فساد أخلاق من يأخذها من قاض وموظف وغيرهما، وانتصاره لهواه، وهضم حق من لم يدفع الرشوة أو إضاعته بالكلية، مع ضعف إيمان آخذها وتعرضه لغضب الله وشدة العقوبة في الدنيا والآخرة، فإن الله سبحانه يمهل ولا يغفل، وقد يعاجل الظالم بالعقوبة في الدنيا قبل الآخرة.. كما في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((ما من ذنب أجدر عند الله من أن يعجل لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدخره له في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم))[2]، ولاشك أن الرشوة وسائر أنواع الظلم من البغي الذي حرمه الله.
وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته، ثم تلى النبي صلى الله عليه وسلم قوله تعالى: وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ[4] ((
[3]
[1] يشير الشيخ إلى فتوى له سابقة قبل هذا السؤال رقمها (3304)
.
[2] أخرجه الترمذي برقم 2435 (كتاب صفة القيامة والرقائق والورع)، وأبو داود برقم 256 (كتاب الأدب) باب في النهي عن البغي، وأحمد برقم 19480 (أول مسند البصريين) باب حديث أبي بكرة.
[3] سورة هود، الآية 102.
[4] أخرجه البخاري برقم 4318 (كتاب تفسير القرآن) باب قوله: (وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة)، ومسلم برقم 4680 كتاب (البر والصلة والآداب) باب تحريم الظلم.