البرامج المبتسرة إذا ولد طفل قبل موعده الطبيعي أصبح إصطلاحاً طفلاً مبتسراً كونه غير مكتمل النمو مع ما يعكسه ذلك من مشاكل صحية عديدة تواجه هذا المبتسر ، وظاهرة الإبتسار تلك لا تقتصر على الأطفال غير مكتملي النمو بل يمكننا ببساطة أن نحيلها على كم من البرامج التجارية التي ننتجها أنا وأنت ، الفارق بين الأطفـــال المبتسرين والبرامج المبتسرة ، أن الأطفال يولودون قبل موعدهم ربما لمشاكل صحية تواجهها الأم أو لعدم قابليتها للإنجاب بالشكل الطبيعي فتلجأ مرغمــة للعمليات القبصرية التي نعرفها جميعاً ، أما البرامج المبتسرة فهي برامج أو أجنة برامج شاء المبرمج وهو بكامل قواه العقلية وبملء إرادتـــــــــــه أيضاً أن يخرجها للحياة بعد أن ظلت مدة غير كافية حبيسة في رحم أفكاره ، ولكونها بقيت مدة غير كافية فإنها بالتالي لم تأخذ حظها من عمق الدراســـــة والتمحيص والتجريب والترتيب وستظل بالتالي برامج غير متمتعة بالمناعة الطبيعية ، وعليه فإنها لا تصمد أمام تجربة جادة من مستخدم يفترض فيه أن يكـــــون عاقلاً ، فيلجأ الأخير إلى صب لعناته على هذا الأب غير الحنون الذي لفظ قبل الأوان جنينه ربما رغبة في مكسب سريع أو شهرة زائفة دون تبصر بالعواقب التــــــي ينتجها خروج جنين للحياة غير قادر على التكيف مع متطلبات المستخدمين ، فيجب على من يتصدى للبرمجة أن يكون أباً شرعياً لبرامجه من حيث وجوب أن يتعهدها بالرعاية حتى تكون له عنواناً طيباً أو حتى ربما لتخليد ذكراه ولا تتركه في عداد الخاملين البائسين الذين تحفل بهم أسواق البرمجة للأســــف الشديد لاسيما إذا علمنا أن البرامج غير مكتملة النمو لن يكون بوسعها التمتع بميزة الطفل المبتسر الذي قد يجد مخرجاً في حضانة وتحت الرعاية الطبية المباشرة ... فهل رأيتم من قبل حضانة برمجية لبرنامج غير مكتمل النمو ؟ . فيا أيها المبرمج ... كن أباً شرعياً وحنوناً لبرامجك .